موقع النيلين:
2025-02-07@04:45:12 GMT

عندما يصل المهاجرون للسلطة في بلاد الغرب

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT


طامة كبرى عندما يصل أبناء المهاجرين للسلطة في أمريكا وبلاد الغرب، فأصبح لا يخفى على أحد أن مثل هؤلاء يستغلون مناصبهم الرفيعة ويبالغون في التشدد والعمل على إصدار وتنفيذ القوانين المتشددة وغير الإنسانية تجاه المهاجرين وبخاصة الذين جاءوا من بلدان إفريقية وعربية وآسيوية، ومن تلك المظاهر العنصرية المفرطة تجاه المهاجرين حرمانهم من المكتسبات والحقوق الاجتماعية والقضائية التي كانت توفرها لهم الدول التي يعيشون فيها،

ولهذا فإن ظاهرة التشدد والعنصرية التي يتبعها أبناء المهاجرين الذين وصلوا إلى السلطة تشكل في حد ذاتها ظاهرة مرضية خطيرة تستحق أن تُقام لها دراسات اجتماعية ونفسية وفلسفية من جانب العلماء والمتخصصين، لمحاولة تفسير تلك الظاهرة التي يتبعها هؤلاء، الذين نسوا أنهم ينحدرون أيضاً من أصول أجنبية وأن آباءهم هاجروا لظروف مأساوية وقهرية دفعتهم للمجيء إلى تلك البلدان سواءً كانت ناجمة عن الرق والعبودية والاستعمار، أو بسبب الفقر والحرمان والمعاناة في بلدانهم، والأكثر من ذلك أن تجد الجد المهاجر من جنس وبلد معين،

والجدة من بلد وجنس آخر، ورغم ذلك فإن أبناءهما الذين تعلموا ودرسوا في تلك البلدان تناسوا تلك الظروف بالرغم من أنهم وصلوا إلى الكثير من المناصب الرفيعة، سواء كانت مناصب علمية، أو سياسية، أو تجارية، ومنهم مَن وصل إلى المناصب السلطوية الرفيعة، ومع ذلك فهم يعملون من خلال مواقفهم المتشددة على أن يُظهروا اندماجهم وانخراطهم في المجتمعات في أمريكا والبلدان الأوروبية، ويبالغون في إثبات انتمائهم لتلك البلدان من خلال التشدد ومعاداة المهاجرين،

وهم يفعلون ذلك من أجل إثبات انتماءاتهم من خلال الانتماء للأحزاب السياسية اليمينية، والأصوات الشعبوية المتطرفة التي تنادي بطرد الأجانب وتحميلهم أسباب المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، فعلى سبيل المثال نجد أن بلدا كبريطانيا به الكثير من القيادات من أصول أجنبية في البرلمان والوزارات السيادية المختلفة، وعلى رأس ذلك رئاسة الوزراء، هم دون غيرهم من السكان الأصليين يتشددون تجاه الهجرة والمهاجرين، لدرجة سجنهم او ترحيلهم إلى بلدان إفريقية،

يحدث ذلك في فرنسا التي هي الآن بصدد إصدار قانون هجرتها المتشدد على يد فرنسيين من أصول أجنبية، وأيضا ما تقوم به الأحزاب المتطرفة في ألمانيا وإيطاليا وغيرهما من البلدان الأوروبية، وفي أمريكا فإن المهاجرين من أصول إفريقية وآسيوية قد وصلوا إلى أعلى المناصب، ومنها المنصب الرئاسي والكثير من الوزارات السيادية كوزارة الدفاع والعدل، والبرلمان ومجلس الشيوخ، وممثلو أمريكا في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وغالبية هؤلاء أظهرت مواقفهم السابقة أنهم متشددون تجاه المهاجرين، بل وتجاه قضايا وبلدان الشرق الأوسط، فمنهم مَن أخذ قرارات مصيرية كقرارات إعلان الحرب على الدول العربية والآسيوية، وبالرغم من كونهم من أصول مهاجرة لم ينصفوا يوماً القضية الفلسطينية،

بل عملوا على الوقوف مع الطرف المغُتصِب، وتمادوا في إعلان ولائهم لإسرائيل، رافعين شعار “لا لمعاداة السامية”، ما يستوجب تسليط الضوء على تلك الظاهرة المريضة التي تصدر من هؤلاء، والتصدي لكل المحاولات العنصرية التي تصدر من تلك الشخصيات المريضة، والتي تعمل على النيل من المهاجرين.

صالح ابو مسلم – صحيفة الاسبوع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: من أصول

إقرأ أيضاً:

رداً على ترحيل المهاجرين.. عصابات مكسيكية تتسلح لاستهداف الدوريات الأميركية على الحدود

رداً على ترحيل المهاجرين.. عصابات مكسيكية تتسلح لاستهداف الدوريات الأميركية على الحدود

مقالات مشابهة

  • «TNKR».. ويجز يطرح أحدث أعماله الغنائية
  • 13 مليار دولار أصول دبي لصناعات الطيران
  • معتقل غوانتانامو لم يُغلق أبدًا.. المهاجرون من أمريكا آخر الوافدين
  • هكذا أحال النظام الدولي دول العالم الإسلامي إلى بلاد محتلة
  • الجامع الأزهر يواصل اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية
  • هروب الفئران من السفينة!!
  • سرايا الدفاع ذراع أوصلت حافظ الأسد للسلطة وارتكبت مجزرتين بتدمر وحماة
  • بالفيديو .. وزير الداخلية السوري الأسبق اللواء محمد الشعار يسلم نفسه للسلطة السورية الجديدة
  • رداً على ترحيل المهاجرين.. عصابات مكسيكية تتسلح لاستهداف الدوريات الأميركية على الحدود
  • من هو روبرت جيه جونز؟.. أول رئيس من أصول أفريقية يترأس جامعة واشنطن