من المرجح أن تنهي الحرب مع غزة حقبة دامت 20 عاما من السلام (وفقا للمعايير الإسرائيلية) والازدهار (وفقا لمعايير أي شخص)، والعودة إلى الدولة والمجتمع الأكثر عسكرة والأقل أمنا الذي كانت إسرائيل عليه لأول مرة نصف قرن من وجودها منذ عام 1948.

هذا المشهد القاتم جمع خيوطه ديفيد روزنبرج، وهو محرر اقتصادي وكاتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ومؤلف كتاب "اقتصاد التكنولوجيا الإسرائيلي"، وذلك في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد".

وأضاف روزنبرج أنه "على مدى العقدين الماضيين، خاضت إسرائيل ما لا يقل عن خمس حروب وانخرطت في حرب ظل ممتدة مع إيران، وتعد ميزانيتها الدفاعية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من بين أعلى المعدلات في العالم".

وتابع: "سنويا، يتم تجنيد حوالي 69% من الشباب و56% من الشابات (باستثناء اليهود المتشددين والعرب الإسرائيليين المعفيين) في الجيش. وتمتلئ الشوارع ومراكز التسوق بالجنود الذين يرتدون الزي الرسمي، ويحمل عدد كبير من المدنيين أسلحة آلية".

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: حرب غزة دمرت أبرز روافد الاقتصاد الإسرائيلي.. والأزمة غير مسبوقة

الإنفاق الدفاعي

"ستبدو إسرائيل في السنوات المقبلة، إن لم يكن أطول، مختلفة تماما، ولتغطية تكاليف حرب غزة، من المقرر أن يرتفع الإنفاق الدفاعي بنسبة نحو 80% العام الجاري"، بحسب روزنبرج.

وأردف أنه "لدفع هذه التكاليف، اختارت الحكومة خفض أوجه الإنفاق الأخرى وزيادة عجز الموازنة هذا العام إلى 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي. وإذا ظل الإنفاق العسكري عند مستوى مرتفع على مدى السنوات القليلة المقبلة، فستضطر إسرائيل إلى عكس الاتجاه الطويل الأجل المتمثل في خفض الضرائب".

ورأى أنه "الارتفاع الحاد في الإنفاق العسكري أمر لا مفر منه، حتى لو انتهى الصراع مع (حركة) حماس أو بدأ في التحول إلى حرب أقل حدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

"لقد علّم هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) الجيش الإسرائيلي أن التكنولوجيا لها حدودها؛ إذ تغلبت حماس بسهولة على الدفاعات على طول حدود غزة، وأن لا شيء يمكن أن يحل محل القوات البرية"، كما زاد روزنبرج.

وتابع: "من المقرر أن يتم تمديد التجنيد الإجباري إلى ثلاث سنوات كاملة بدلا من السنتين وثمانية أشهر الحالية، وسيتم استدعاء جنود الاحتياط في كثير من الأحيان".

ورجح أنه "سيتعين على إسرائيل الآن أن تتخلى إلى حد ما عن تركيزها على الإلكترونيات الدفاعية والحرب السيبرانية لإنتاج المزيد من القنابل وغيرها من الذخيرة ذات التقنية المنخفضة وإنفاق المزيد من الأموال على مخزونات أكبر من الأسلحة".

اقرأ أيضاً

الصفقات التجارية في أدنى مستوياتها.. تقرير: واقع ضبابي يواجه الاقتصاد الإسرائيلي

تراجع النمو

روزنبرج قال إن "صدى هذه التغييرات سيتردد حتما في الاقتصاد. ومن الطبيعي أن تؤدي الضرائب المرتفعة إلى إعاقة تطوير الأعمال والنمو، ومن ثم إعاقة النمو الاقتصادي".

وأضاف أن "إسرائيل تمتعت لسنوات عديدة بتصنيف ائتماني قوي بفضل مواردها المالية، لكن بيئة الأمن القومي الأقل أمانا ستعيق  المستثمرين العالميين عن استثمار أموالهم في إسرائيل. وفي وقت مبكر من الحرب، خفضت وكالات ستاندرد آند بورز، وموديز، وفيتش توقعاتها لإسرائيل إلى سلبية".

وزاد بأن "البيئة الأمنية المتوترة ستكون لها آثار عميقة على قطاع الشركات الناشئة في إسرائيل، الذي يجمع نصف رأسماله أو أكثر من الخارج، ويعتمد بشكل كبير على قوة عاملة غالبيتها الساحقة من الشباب والذكور، الذين سيؤدون الآن المزيد من الخدمة العسكرية".

و"من المؤكد أن بعض أفراد جيل الشباب، الذين نشأوا في عصر يتسم بزيادة الراحة المادية، سيشعرون بالاستياء من احتمال فرض ضرائب أعلى والمزيد من الالتزامات تجاه الدولة. والأذكى والأكثر نجاحا بينهم سيكون لديهم خيار الهجرة، مما يعني أن هجرة الأدمغة يمكن أن تكون انتكاسة أخرى تعاني منها إسرائيل نتيجة لحرب غزة"، وفقا لروزنبرج.

اقرأ أيضاً

هجرة للخبرات ونقص بالعمالة.. أزمة اقتصادية متفاقمة بإسرائيل جراء حرب غزة

المصدر | ديفيد روزنبرج/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل اقتصاد ضرائب استثمار حرب غزة

إقرأ أيضاً:

المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق

بحثت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية فرص تعزيز التعاون مع جهات حكومية سنغافورية.
جاء ذلك خلال زيارة وفد برئاسة الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس عبدالرزاق بن صبحي العوجان إلى جمهورية سنغافورة.العلاقات السعودية السنغافوريةوشملت زيارة الوفد، وكالة البيئة الوطنية السنغافورية، التي حققت مستوى متقدمًا في جودة الإنفاق الحكومي باستخدام الذكاء الاصطناعي وذلك في نواحي عدة منها الفاقد المائي، وخفض الانبعاثات الكربونية، وإعادة تدوير المخلفات.
أخبار متعلقة صور.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد النبويباحثتان من "كاوست" تُكرَّمان في برنامج "لوريال-اليونسكو" للنساء في العلومكما زار ميناء سنغافورة والتعرف على مركز الابتكار التابع لهيئة الموانئ السنغافورية، علاوةً على زيارة سد مارينا والتعرف على أعمال ومهام وكالة المياه الوطنية السنغافورية.
واطّلع الوفد خلال زيارته على تجربة وزارة التعليم السنغافورية وأبرز المبادرات في جودة المخرجات لقطاع التعليم وأثرها على جودة الإنفاق؛ فيما عُقد اجتماع مع كلية لي كوان يوو للسياسات العامة (LKY) بهدف تبادل الخبرات والتجارب، والاطلاع على أفضل الممارسات في مجالات التدريب والسياسات العامة.
وبحثت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية مع وزارة الصحة السنغافورية فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق وأفضل الممارسات في القطاع الصحي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق - هيئة كفاءة الإنفاق المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق - هيئة كفاءة الإنفاق المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق - هيئة كفاءة الإنفاق var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });الخدمات الحكوميةوشملت الزيارة أيضًا وزارة التنمية الرقمية والمعلومات في سنغافورة، بهدف استعراض المنهجيات والاستراتيجيات المتبعة في استخدام التقنيات الحديثة في الخدمات الحكومية وتبادل المعرفة حيالها.
كما جرى مناقشة آليات تحديد وتلبية الاحتياجات التكنولوجية داخل القطاع الحكومي.
واطلع الوفد أيضا على الإجراءات التي تتبعها هيئة النقل البري في صيانة وتشغيل الطرق وارتباطها بعقود الأداء والتعرف على النقاط المشتركة في هذا الشأن وسبل تعزيز التعاون لتعزيز كفاءة تخطيط وتنفيذ مشاريع البنية التحتية.
وتهدف هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية إلى الإسهام في تحقيق كفاءة الإنفاق في الجهات الحكومية، والارتقاء بكفاءة وفاعلية عمليات المشتريات الحكومية، ورفع جودة المشروعات والأصول والمرافق، وتخطيط البنية التحتية والبرامج والمبادرات والعمليات التشغيلية، وتطوير السياسات والأنظمة والمنهجيات، وبناء قدرات الكوادر الوطنية وتأهيلها.

مقالات مشابهة

  • البرازيل تقلّص الإنفاق بقيمة 3.33 مليار دولار
  • خبير: إسرائيل تحاول إيجاد أكثر من محور للهجوم وتحقيق الأهداف في لبنان
  • تحقيق لموقع ميدل إيست آي يكشف عن ازدهار في عمليات تهريب الذهب على حدود السودان مع مصر
  • الأنباء الكويتية: جهود هوكشتاين أكثر من جدية في انتظار الجواب الإسرائيلي
  • شد الوجه غير الجراحي.. صيحة أكثر نعومة وأقل تكلفة
  • المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق
  • ضربة موجعة للفساد: اليمن تفرض قيوداً مشددة على الإنفاق الحكومي
  • عدد الشهداء أكثر من 10... حصيلة جديدة للغارة الإسرائيليّة على بلدة معركة
  • عادت في ثوب جديد.. معصرة باكور الأثرية للزيوت بالأقصر تفتح أبوابها بعد تطويرها
  • ترامب وماسك (2)