باءت كل محاولات مصر في استدرار النقد الأجنبي لمعالجة أزمة نقص العملة التي تعصف بالاقتصاد المصري بالفشل، وذهبت كل وعود المسؤولين المصريين بمعالجة الأزمة والسيطرة عليها من أجل استعادة الهدوء والاستقرار للأسواق سدى.

فقبل 9 شهور وتحديدا مطلع نيسان/ أبريل الماضي، وعد رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، بحل أزمة نقص العملة الأجنبية وأن تصبح من التاريخ، وقال: "افتكروا كويس، قريب هييجي يوم وأزمة الدولارهتبقى تاريخ".



منذ ذلك الحين قفز سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بنحو الضعف في السوق السوداء، وهي الجهة الوحيدة التي تتيح الدولار، وتجاوز 71 جنيها للمرة الأولى، مقابل 38 جنيها، وتجاوز الفرق بين السعرين الرسمي والموازي 40 جنيها بنسبة زيادة 130 بالمئة.

يبدو أن أزمة حل الدولار مستعصية إلى درجة دفعت السيسي إلى أن يتمنى حلها للقضاء على كل المشاكل الاقتصادية، وقال قبل أيام خلال لقائه مع عدد من الإعلاميين على هامش الاحتفال بعيد الشرطة "لو حليت أزمة الدولار فيكي يا مصر ولا يهمني أي حاجة تاني".



السيسي الذي استطاع أن يفرض سيطرته وقراراته على البلاد طوال عشر سنوات ويقبض عليها بقبضة من حديد يقف الآن عاجزا عن معالجة أزمة انهيار الجنيه وأصبحت قيمته التي كانت تضاهي العملات الأجنبية من التاريخ، فهل يتحدث السيسي بما لا يعلم ؟ وهل خدع السيسي المصريين بإمكانية حل الأزمة أم خرج الدولارعن السيطرة؟.

الدولار بأي ثمن

يقول أحد تجار السوق الموازي لـ"عربي21": إن "الدولار يزيد مثل البورصة كل ساعة، ولا أحد يتوقع ما هو سعر الصرف نهاية اليوم، ما جرى في الشهور الثلاثة الماضية لم يحدث طوال العقد الماضي، حيث بات الحصول على الدولار بأي ثمن هو شعار المرحلة".

ورأى أن "مستقبل الجنيه أصبح من الماضي في ظل زيادة الطلب على الدولار خاصة من قبل الشركات والتجار والمستوردين بما فيهم الحكومة التي تشتري الدولار بكميات كبيرة من التجار الكبار لسداد ديونها وهو ما يتزامن مع مواعيد بعض الأقساط".

بعد أقل من 100 يوم خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد مصر إلى 3% للسنة المالية 2023-2024 التي تنتهي في 30 حزيران/ يونيو المقبل، بما يمثل انخفاضاً قدره 0.6 نقطة مئوية عن تقرير تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تعثرت محادثات مصر مع صندوق النقد الدولي التي تسعى لمضاعفة برنامج الإنقاذ البالغة قيمته 3 مليارات دولار رغم عدم حصولها سوى على الدوفة الأولى من القرض الأساسي وقدرها 347 مليون دولار عند الموافقة على البرنامج في كانون الأول/ ديسمبر 2022، بسبب شروط الصندوق المتعلقة بتحرير سعر صرف الجنيه وتسريع وتيرة بيع أصول الدولة.

تفادي الانفجار القادم

حمًل الباحث في الاقتصاد السياسي ودراسات الجدوى والدراسات التنموية، مصطفى يوسف، "السيسي مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار الجنيه من أفضل مستوى له إلى أعمق نقطة في السوق الموازي ولا يزال في البئر الكثير من الأعماق التي سوف يهوي إليها الجنيه وما أزمة الأرجنتين التي استعانت بصندوق النقد ببعيد".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21": أن "لا أحد في مصر قادر على مواجهة الأزمة، لأنهم جميعا شركاء في الجريمة إن صح التعبير، وهذا ما حذرنا منه منذ سنوات، بضرورة حماية القطاع الخاص وإبعاد الجيش عن السيطرة على الاقتصاد، والسماح بعودة رجال الأعمال الفاسدين إلى المشهد، وفي ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة تزيد الضغوط على مصر للقبول بأي شيء من أجل تفادي الانفجار القادم".

واعتبر أن "أزمة الدولار هي أزمة 10 سنوات من الفساد والمحسوبية وغياب الشفافية وسوء التخطيط والإدارة وانعدام الرؤية لدى المسؤولين، وفرض رؤية الفرد الواحد على مجريات الأمور باعتباره الشخص الوحيد القادر على إدارة البلاد اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وتجاوز كل الخبراء والمتخصصين وأهل العلم وإسناد الأمر لأهل الثقة، ولا نتوقع حلا للأزمة في ظل استمرار القيادة على وضعها".

روشتة التعويم

ويقول رجال أعمال مصريون إن أكبر مشكلة تواجه أي مستثمر هو وجود سعرين للدولار، وانتقد الملياردير المصري نجيب ساويرس، تأخر الحكومة المصرية في قرار تعويم الجنيه بما يوازي سعر الصرف في السوق السوداء للقضاء على أزمة نقص العملة الأجنبية.

ووصف تأجيل الإصلاحات بأنها "كارثة" ستزيد من حجم الوضع الحرج الذي تعيشه البلاد، واعتبر أن الطريق الصحيح هو البدء من سعر السوق السوداء لتشجيع المواطنين على التحول إلى المصارف الرسمية بدلا من السوق الموازي.



وقفز دين مصر الخارجي إلى مستوى قياسي عند نحو 165 مليار دولار تقريبا، ويتعين سداد نحو 29 مليار دولار مستحقة للعام 2024، فضلا عن الفجوة التمويلية البالغة نحو 8 مليارات دولار، واحتياجات البلاد السنوية من السلع والمواد الاستراتيجية.

أزمة الإنفاق ومعضلة السداد

أعرب أستاذ الاقتصاد بجامعة أوكلاند الأمريكية، مصطفى شاهين، عن اعتقاده أن "الأزمة مستمرة ومتجددة ولم تتعلم القيادة الدرس منذ عام عام 2016 بعد تعويم الجنيه، واتباعها نهج خاطئ قائم الإنفاق دون حساب وإغراق البلاد بالدين المحلي والخارجي".

ورأى في حديثه لـ"عربي21": أن "مصر تعاني من أزمة سياسة اقتصادية تنافسية للوصول إلى حالة توازن ويمكن أن نقول أن مصر تدار بسياسة الجنرال الاقتصادية القائمة على الاقتراض والمحسوبية ومد هيمنة الجيش ورجال الأعمال الموالين والداعمين إلى كل مفاصل الدولة".

واختتم حديثه بالقول: "فقدان التوازن الاقتصادي هو أحد أخطر ما تواجهه البلاد؛ لقد انصب اهتمام الحكومة المصرية منذ 2014 بقطاع الإنشاءات والتعمير والعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين والبنية التحتية من الطرق والكباري، وتجاهلت الجانب الإنتاجي ورغم فشل الإدارة الاقتصادية أكثر من مرة إلا أنها تسير على نفس النهج الذي أوصل البلد إلى حافة الإفلاس".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مصر الدولار الاقتصادية تدهور مصر الدولار الاقتصاد تدهور المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أسعار الدولار أمام الجنيه بالبنوك اليوم الإثنين

استقر سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الاثنين 30-9-2024،  بالبنوك العاملة في مصر، حيث سجل سعر الدولار فى البنك المركزى المصرى اليوم 48.34 جنيه للشراء و48.47 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الاثنين 30-9-2024

 

فيما سجل البنك الأهلى المصرى 48.34 جنيه للشراء و48.44 جنيه للبيع وبنك مصر سعر جنيه للشراء و48.34 جنيه و48.44 للبيع، وفي بنك القاهرة سجل جنيه للشراء و48.34 جنيه 48.44 للبيع، كما سجل في البنك التجارى الدولى cib سعر 48.35 جنيه للشراء و48.45 جنيه  للبيع

سعر الدولار فى البنوك كالتالى:

سعر الدولار فى البنك الأهلى المصرى

48.34 جنيه للشراء.

48.44 جنيه للبيع.

سعر الدولار فى بنك مصر

48.34 جنيه للشراء.

48.44 جنيه للبيع.

سعر الدولار فى بنك الإسكندرية

48.44 جنيه للشراء.

48.44 جنيه للبيع.

الدولار فى البنك التجارى الدولى "cib"

48.35 جنيه للشراء.

48.45 جنيه للبيع.

سعر الدولار فى بنك القاهرة

48.34 جنيه للشراء.

48.44 جنيه للبيع.

استقر الين، الاثنين، بعد أن أشار رئيس الوزراء الياباني القادم إلى ضرورة الحفاظ على قدرة السياسة النقدية على التكيف، في حين ارتفعت العملات المرتبطة بالسلع الأولية الموجهة للتصدير إلى أعلى مستوياتها هذا العام بفضل آمال المستثمرين في حدوث تحول في الاقتصاد الصيني.

وقفز الين الجمعة بعد أن فاز شيجيرو إيشيبا، وزير الدفاع الأسبق والمنتقد لسياسة التيسير النقدي الشديدة، بقيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، والذي يسيطر على البرلمان وسيصوت لتوليه منصب رئيس الوزراء.

وارتفع الين في التعاملات الآسيوية إلى أعلى مستوى في أسبوع عند 141.75 للدولار لكن تعليقات إيشيبا حدت من الصعود.

وقال محللون إن تعليقاته بعد الفوز بقيادة الحزب كانت كافية لوقف الارتفاع الحاد في الين، وإن الانتخابات المبكرة المرتقبة في 27 أكتوبر قد تؤثر على العملة اليابانية على الأقل في الأمد القريب.واستقر اليورو عند 1.1167 دولار وجرى تداول الجنيه الإسترليني عند 1.3391 دولار مع ترقب الأسواق لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة الجمعة لمعرفة مدى تأثيرها المحتمل على وتيرة خفض أسعار الفائدة الأميركية.

مقالات مشابهة

  • سعر الدولار مقابل الجنيه خلال نهاية تعاملات اليوم
  • تراجع جديد في أسعار صرف الدولار أمام الجنيه المصري
  • سعر الدولار أمام الجنيه بالبنوك اليوم الثلاثاء 1-10-2024
  • هل تنهي الوساطة الخارجية أزمة البنك المركزي في ليبيا التي أدت إلى خفض إنتاج البلاد من النفط؟
  • إحالة معلمة بني سويف للمحكمة التأديبية التي رفضت خروج تلميذة الي دورة المياه
  • الصغير: الدبيبة كسب من أزمة المصرف المركزي 2 مليار دينار
  • الشاوش: تعيين محافظ جديد للمصرف ونائب له جاء استجابةً للظروف الخانقة التي تمر بها البلاد
  • أسعار الدولار أمام الجنيه بالبنوك اليوم الإثنين
  • استقرار أسعار الدولار أمام الجنيه المصري في 30 سبتمبر 2024: قراءة شاملة
  • استقرار الدولار أمام الجنيه: الأرقام تثبت نفسها في السوق المصري