غزة.. هل تنجح الوساطات الدولية في إنهاء أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
◄ الوساطة "المصرية-القطرية" تسابق الزمن لوقف الحرب في غزة
◄ تنياهو يتعمد عرقلة المفاوضات للاستمرار في منصبه
◄ مقترح بوقف إطلاق النار لمدة شهرين وإطلاق سراح 100 أسير إسرائيلي
◄ "حماس": ندرس "مقترح باريس".. ونتباحث مع القاهرة للوصول إلى اتفاق
◄ الدوحة: نتنياهو لا يعطي أولوية لأرواح الأسرى الإسرائيليين
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ بدء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم يتم التوصل إلى هدنة إنسانية بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة، إلا مرة واحدة وبوساطة مصرية قطرية أمريكية، وذلك في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، إذ توقف القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية لفصائل المقاومة لمدة أسبوع جرى خلالها تنفيذ عمليات لتبادل الأسرى، إذ تم إطلاق سراح 105 من الأسرى الإسرائيليين مقابل 240 أسيرا فلسطينيا.
وعقب انتهاء الهدنة، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما عنيفا على كافة مناطق القطاع، وارتكب العديد من المذابح بحق الفلسطينيين، وفي المقابل واصلت فصائل المقاومة استهداف قوات الاحتلال وآلياته العسكرية وقصف المدن المحتلة بالصواريخ.
وفشلت إسرائيل منذ بدء الحرب في الوصول إلى أماكن الأسرى فضلاً عن تحريرهم، في ظل ضغط من قبل الإسرائيليين والتظاهر المتواصل في شوارع تل أبيب للمطالبة بعقد صفقات جديدة لاستعادة الأسرى، لتقرر إسرائيل العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى.
وبسبب المذابح التي ارتكبت عقب انتهاء الهدنة الوحيدة في نوفمبر الماضي، تصر الفصائل الفلسطينية على أنه لا اتفاق حول تبادل الأسرى إلا بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو الأمر الذي ترفضه حكومة نتنياهو، إلا أن الضغط الدولي وضغط الشارع الإسرائيلي قد يغير المعادلة.
اتفاق مرتقب
وتؤكد مصادر دبلوماسية مطلعة على جهود الوساطة المصرية القطرية أن الأيام المقبلة قد تشهد الوصول إلى اتفاق حول هدنة إنسانية طويلة يعقبها وقف لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى من قبل الطرفين.
وفي باريس، عقدت اجتماعات بمشاركة إسرائيل وأمريكا ومصر وقطر، في محاولة إلى إيجاد اتفاقي يقبله الطرفان.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ان المرحلة الحالية من المحادثات قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن التصعيد الحالي في القطاع لن يؤدي إلى أي تقدم فيما يتعلق بإعادة المحتجزين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن القمة التي عقدت في باريس انتهت وهناك تقدم في المحادثات بشأن مفاوضات تبادل الأسرى، ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن القمة تناولت خطة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مراحل.
وأضاف المصدر أن الأطراف ناقشوا وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريبا، مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي، بحيث تعطى الأولوية للأطفال والنساء والمرضى، على أن تطلق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماع باريس بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين حول وقف لإطلاق النار في غزة كان "بنّاء"، متداركا أنه "لا يزال ثمة خلافات" بين الأطراف.
وأضاف أنه من المخطط أن يواصل الأطراف بحث الخلافات خلال الأسبوع في اجتماعات ثنائية إضافية.
حماس تدرس المقترح
من جانبه، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس، وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليًا إلى خارج القطاع.
وأوضح هنية أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية، شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم.
وأشار إلى أن قيادة الحركة تلقت الدعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق للفلسطينيين مصالحه الوطنية في المدى المنظور.
نتنياهو وعرقلة المفاوضات
ورغم هذه الجهود الدولية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو، يحاول عرقلة المفاوضات ورفض أي مقترحات لضمان استمرار الحرب واستمراره في منصبه.
واعتبر مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وصف نتنياهو لدور الوساطة القطرية بـ"الإشكالي" يجر سلوكه في زمن الحرب إلى مستوى منخفض جديد، منتقدا بشدة ما سماها محاولة نتنياهو تحميل قطر مسؤولية ما يجب أن يتحمله هو.
وأضاف المقال أنه "من الواضح أن نتنياهو أراد من خلال تسريباته تعطيل صفقة محتملة"، كاشفًا أن "نتنياهو ذهب هذه المرة بعيدا بأكاذيبه وهو بهذا يخلق أعداء لشن حرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط".
واستنكرت قطر هذه التصريحات المنسوبة لنتنياهو موضحة: "إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: لإطلاق النار رئیس الوزراء إطلاق النار إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
حكومة نتنياهو تحاول التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وتلوح بعودة الحرب في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار أيام الاتفاق، لجأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو إلى مناورات بهدف التنصل من شروط اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، مستندة إلى حجج واهية مع تهديدات مستمرة بالعودة إلى الحرب.
وفي وقت شهدت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار تذبذبًا في وتيرتها، أقدمت الإدارة الأميركية على إجراء محادثات مباشرة مع مسؤولين من حركة حماس، وهي خطوة غير مسبوقة وصفت بالإيجابية، مما يشير إلى تحول مفاجئ قد يحمل العديد من الدلالات.
جاء ذلك بعد تهديدات متكررة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض "جحيم" إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيلين في غزة، إضافة إلى عرضه خططًا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وفي تفاصيل المحادثات، كشف مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى أدم بوهلر، أن حماس قدمت عرضًا يتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار يمتد من خمس إلى عشر سنوات.
كما اقترحت الحركة نزع سلاحها بالكامل، مع ضمانات أمنية من الوسطاء بعدم الانخراط في أي أنشطة عسكرية في غزة، وصولًا إلى انسحابها من المشهد السياسي.
تهديدات باستئناف الحرب وتهجير الفلسطينيين
وقال وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن إسرائيل أبلغت المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى في غزة، آدم بولر، بعدم التفاوض مع حركة حماس نيابة عنها.
وأضاف سموتريتش، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، أن بولر حاول التفاوض بشأن إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين، لكن إسرائيل أكدت أنه لا يمكنه التحدث نيابة عنها.
وأكد سموتريتش، في تصريح للإذاعة الإسرائيلية أن الحرب على قطاع غزة ستستأنف قريبًا.
وأوضح سموتريتش أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، الذي وصفه بأنه "أكثر صرامة وروحًا مختلفة"، يهدف إلى شن عملية عسكرية مكثفة تهدف إلى احتلال غزة وتدمير حركة حماس بشكل كامل.
وأشار سموتريتش إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تنفيذ خطة لترحيل سكان غزة إلى دول أخرى، لافتًا إلى "التقدم" الذي تم إحرازه في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية لتحديد الدول المستعدة لاستقبال هؤلاء السكان.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في لوبي "أرض إسرائيل"، أكد سموتريتش أن الحكومة تستعد لإنشاء مديرية هجرة كبيرة داخل وزارة الدفاع لتنسيق وتنفيذ عمليات الترحيل.
وأوضح أن العملية تحتاج إلى تخطيط طويل الأمد وتنسيق دولي معقد، وأن التنفيذ سيكون تدريجيًا وقد يستغرق وقتًا طويلاً.
وأضاف سموتريتش: "إذا تمكنا من ترحيل 10,000 شخص يوميًا، على مدار 7 أيام في الأسبوع، فسيستغرق الأمر حوالي 6 أشهر، مما يعكس مدى تعقيد هذه العملية".
وأشار إلى أن إسرائيل تعمل بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية للبحث عن دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، لافتًا إلى أن تنفيذ الخطة يتطلب إجراءات دبلوماسية وأمنية مكثفة.
من جهة أخرى، رفضت الفصائل الفلسطينية التصريحات الإسرائيلية، مؤكدة أنها ملتزمة بالهدنة طالما التزمت بها إسرائيل.
وأكدت أن أي محاولة من قبل الحكومة الإسرائيلية لنسف الاتفاق ستؤدي إلى تفجر الوضع من جديد، ما قد يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في المنطقة.
وتتزايد المخاوف من تصاعد العنف في المنطقة مجدداً، وسط الدعوات الدولية لاستئناف المحادثات والوصول إلى تسوية دائمة تؤدي إلى سلام شامل.
يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في قطاع غزة في يناير الماضي على وشك الانهيار.
دوافع نتنياهو
أحد الأسباب الرئيسة التي تؤثر على فشل تنفيذ الاتفاق هو المواقف السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فقد أشارت التقارير إلى أن نتنياهو يمتلك دوافع سياسية وشخصية قوية لإبقاء إسرائيل في حالة حرب، حيث يحتاج إلى الحفاظ على تحالفه مع اليمين المتطرف داخل حكومته، الذين يطالبون بسياسة تهدف إلى القضاء على الفلسطينيين في قطاع غزة.
نتيجة لذلك، فإن نتنياهو لا يسعى لإنجاح الاتفاق، بل على العكس، لديه حوافز لتخريبه في محاولة لاستبداله بمفاوضات جديدة تتناسب مع تطلعات إسرائيل.
الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق
منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، قامت إسرائيل بعدة انتهاكات، مثل الهجمات الجوية والبرية على قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط ضحايا.
ورغم أن حركة حماس لم ترد بشكل واسع النطاق على هذه الانتهاكات، إلا أن الوضع ما زال متأزمًا.
في الوقت ذاته، بدأت إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان المدنيين.
موقف حماس والمقترحات البديلة
من جانبها، رفضت حماس مقترح نتنياهو لوقف إطلاق النار المؤقت، والذي لا يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من غزة أو وقفًا دائمًا للأعمال العدائية.
ووصف قادة حماس هذا المقترح بأنه محاولة للتنصل من الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير.
الدور الأمريكي في الأزمة
إحدى العوامل الهامة التي تؤثر على الأزمة في قطاع غزة هي السياسة الأمريكية.
ورغم التأثير الكبير الذي تتمتع به الولايات المتحدة على إسرائيل، بما في ذلك مساعداتها العسكرية الضخمة، فإن إدارة ترامب لم تستخدم هذا النفوذ من أجل ضمان تنفيذ الاتفاقات.
بل على العكس، تشير التقارير إلى أن المقترح الذي طرحه نتنياهو لوقف إطلاق النار المؤقت هو في الأساس صيغته البديلة التي دعمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.