قال مسؤولون إن الولايات المتحدة لم تتحقق بشكل مستقل في مزاعم إسرائيل بشأن مشاركة أعضاء من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في هجوم 7 أكتوبر 2023.

إقرأ المزيد "تدخلت في ما لا يعنيها".. حماس: "الأونروا" تعرضت للابتزاز مقابل الدعم المالي

وأشار مسؤول أمريكي كبير إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في غزة يجب أن تجري "تحقيقا موثوقا" مع العمال الذين يزعم أنهم شاركوا في هجمات 7 أكتوبر، وإلا فإنها ستخاطر بفقد الدعم المالي الضروري لمهمتها.

وفي أوائل الأسبوع الماضي، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية مسؤولا رفيع المستوى في الأمم المتحدة إلى مكتبها في القدس، وقدمت له ادعاء بأن "12 من العاملين في وكالته شاركوا في هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل، ونقلوا الأسلحة، وداهموا القرى الإسرائيلية، وشاركوا في اختطاف جندي ومدني".

ولطالما اشتكى المسؤولون الإسرائيليون من أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي تدير برامج المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، كانت متحالفة بشكل وثيق مع "حماس".

ولم يزود المسؤولون الإسرائيليون رئيس "الأونروا" فيليب لازاريني بأي وثيقة، لكن الأدلة التي قدموها كانت مقنعة بما فيه الكفاية لدرجة أنها أقنعت لازاريني بطرد 9 من المشاركين المزعومين، بعضهم عملوا كمدرسين.

إقرأ المزيد الصحة العالمية: الجدل حول "الأونروا" يصرف الانتباه عن الأزمة الإنسانية في غزة

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مزاعم إسرائيل تستند إلى الاتصالات التي تم اعتراضها وبيانات موقع الهاتف واستجواب عناصر من "حماس" والوثائق التي عثر عليها الجيش في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنها راجعت وثيقة تحتوي على أسماء ومناصب والأدوار المزعومة لـ12 فردا، تمت مشاركتها مع الولايات المتحدة وحكومات أخرى، لكنها لم تتمكن من تأكيد المعلومات.

وأضافت أن الأدلة التي قدمتها إسرائيل بشكل خاص أقنعت الولايات المتحدة و8 دول مانحة أخرى بوقف تمويل "الأونروا"، وهو القرار الذي حذرت مجموعات الإغاثة الأخرى من أنه يعرض سلامة المدنيين في غزة الذين يعتمدون على إغاثة الأمم المتحدة ومساعداتها للخطر. ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المعلومات الإسرائيلية بأنها "ذات مصداقية عالية".

وتعتمد إمكانية إعادة فتح صنبور التمويل الآن على إجراء الأمم المتحدة لتحقيق ذي مصداقية، وفقا لمسؤولين في الولايات المتحدة، أكبر ممول منفرد للأونروا.

وبعد اجتماعه مع المسؤولين الإسرائيليين، توجه لازاريني إلى واشنطن والتقى بأعضاء إدارة الرئيس جو بايدن، وأخبرهم بما قاله الإسرائيليون، وأوضح لهم الإجراءات التي اتخذها ردا على ما وصفه لاحقا علنا بـ"الادعاءات الصادمة".

وبحلول يوم الأربعاء، تم إطلاع البيت الأبيض ووزارة الخارجية من قبل "الأونروا" على المطالبات الإسرائيلية. وفي اليوم التالي، تلقت الإدارة من الحكومة الإسرائيلية ملفا يحتوي على عدة صفحات من الاتهامات، بما في ذلك أن "حماس" استخدمت وكالة المساعدات منذ فترة طويلة "لتعزيز الهجمات الإرهابية"، وأن "الاعتماد المتبادل" قد تشكل بين المنظمتين. 

وقال مسؤول أمريكي كبير مطلع على الأمر، إنه في غضون ساعات، قرر المسؤولون في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية وقف التمويل للأونروا.

إقرأ المزيد 9 منظمات إغاثة: تعليق تمويل "الأونروا" يهدد حياة الفلسطينيين في غزة والمنطقة

لكن المسؤولين في واشنطن والقدس يعترفون بأنه لا يوجد بديل عملي للأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، وهي مهمة لا يريدها المسؤولون الإسرائيليون ولكن سيتعين عليهم القيام بها وإلا فإنهم يخاطرون بانتهاك القانون الدولي.

وفي أعقاب اجتماع مغلق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صباح الثلاثاء، قالت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، للصحفيين إنه "يجب أن تكون هناك محاسبة لأي شخص شارك في هذا الهجوم في 7 أكتوبر".

وقالت إن الولايات المتحدة "تواصلت مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على مزيد من المعلومات حول هذه الادعاءات"، مؤكدة أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة "تأخذ الأمر على محمل الجد".

وأضافت: "لا ينبغي لنا أن ندع ذلك يحجب العمل العظيم الذي تقوم به الأونروا"، واصفة إياها بأنها "المنظمة الوحيدة على الأرض التي لديها القدرة على الاستمرار في تقديم تلك المساعدة. وقد قام موظفوهم بعمل استثنائي، لقد أنقذوا حرفيا الآلاف من الأرواح، ومن المؤسف أن هذه المعلومات أثارت بعض الشكوك حول الأونروا".

إقرأ المزيد الخارجية الأمريكية تعلق تمويل "الأونروا" مؤقتا للاشتباه في ضلوع موظفين من الوكالة في هجوم 7 أكتوبر

وتواصل إدارة بايدن النظر إلى "الأونروا" باعتبارها مزودا أساسيا للإغاثة الإنسانية في غزة، وكذلك للفلسطينيين في الضفة الغربية واللاجئين في لبنان وأماكن أخرى في المنطقة.

ويشمل تفويضها، الذي أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، أيضا تشغيل المدارس والعيادات الطبية، والتي تم إغلاقها جميعها تقريبا وتحويلها إلى ملاجئ تؤوي الآن أكثر من مليون شخص في غزة، الذين يعتمدون بشكل شبه كامل على "الأونروا" من أجل توفير احتياجاتهم الإنسانية.

لكن خطورة الاتهامات الإسرائيلية أجبرت إدارة بايدن على التحرك، بحسب مسؤولين أمريكيين.

ويعترض المحافظون المؤيدون لإسرائيل في واشنطن منذ سنوات على انتقادات الأمم المتحدة لانتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، متهمين الهيئة الدولية ووكالاتها، وخاصة "الأونروا"، بمعاداة السامية.

المصدر: واشنطن بوست

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الأونروا البيت الأبيض الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة جو بايدن حركة حماس حقوق الانسان مساعدات إنسانية واشنطن الولایات المتحدة للأمم المتحدة الأمم المتحدة إقرأ المزید فی غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن وبكين تؤكدان مخاوفهما بشأن قضايا التجارة الثنائية

عبّر كل من مبعوث بكين التجاري ووزير الخزانة الأميركي، اليوم الجمعة، عن "مخاوف جدية" لدى الجانبين بشأن مسائل التجارة والاقتصاد في أول مكالمة بينهما بعد قرار الرئيس دونالد ترامب فرض مزيد من الرسوم الجمركية على الواردات القادمة من الصين.

وبرر ترامب فرض تلك الرسوم الإضافية باتهامه الصين بأن لها دورا في الاتجار بمادة الفنتانيل المخدرة القاتلة، وهو ما رفضته بكين.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن الوزير سكوت بيسنت أعرب عن مخاوفه الجدية حيال جهود جمهورية الصين الشعبية لمكافحة المخدرات، واختلال التوازن الاقتصادي، والسياسات غير المنصفة.

من جانبه، عبر هي ليفينغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني عن مخاوف جدية بشأن القيود الأخيرة، مثل زيادة الرسوم الجمركية، التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، وفق ما نقل عنه التلفزيون الصيني الرسمي.

وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية على حد سواء على حلفاء بلاده وخصومها بما في ذلك الصين، في وقت فرض الرئيس الأميركي في بداية فبراير/شياط الحالي رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، وهدد بالمزيد مع اقتراحه في الوقت نفسه أن التوصل إلى صفقة تجارية مع بكين أمر ممكن.

إعلان

لكن بكين عارضت بشدة فرض الرسوم الجمركية "تحت ذريعة مسألة الفنتانيل"، وفقا لوزارة خارجيتها، وقالت إن فرض هذه الرسوم لا يمكن أن يحل ما وصفته بأنه مشكلة داخلية أميركية.

بالمقابل أقر الجانبان -خلال المكالمة التي أجريت بناء على طلب بيسنت وفق التلفزيون الصيني- "بأهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، واتفقا على البقاء على تواصل بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك".

واكتفت وزارة الخزانة الأميركية بالقول إن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول علاقاتهما الاقتصادية.

وكانت جانيت يلين، وزيرة الخزانة السابقة في إدارة جو بايدن، عقدت عدة اجتماعات وأجرت عدة مكالمات مع هي ليفنت وزارت بكين سعيا لتبديد المخاوف بين الجانبين، وجلب الاستقرار للعلاقات الاقتصادية بينهما.

وعندما سُئلت وزارة الخارجية الصينية الخميس عن تصريح ترامب بشأن احتمال التوصل لاتفاق تجاري، قالت إن البلدين "يجب أن يحلا خلافاتهما من خلال الحوار والتشاور على قدم المساواة وعلى أساس الاحترام المتبادل".

التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي التابع للحكومة الأميركية، استوردت الولايات المتحدة من الصين بضائع وسلعا بقيمة 438.9 مليار دولار في عام 2024، مرتفعة من 426.9 مليارا في عام 2023. وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي، صدّرت الولايات المتحدة بضائع وسلعا إلى الصين بقيمة 143.5 مليار دولار في عام 2024 بانخفاض بلغ نحو 4.5 مليارات دولار عن عام 2023 الذي بلغت فيه قيمة الصادرات الأميركية للصين فيه 148 مليار دولار. استنادا إلى الأرقام السابقة الصادرة عن مركز الإحصاء الأميركي التابع للحكومة الأميركية، فإن الميزان التجاري يميل لصالح الصين في علاقتها الاقتصادية بالولايات المتحدة، إذ يبلغ العجز التجاري بين البلدين (الفرق بين قيمة الواردات والصادرات) 295.4 مليار دولار لصالح الصين في عام 2024. انخفض العجز مع الصين بشكل حاد منذ أن فرض ترامب أول تعريفات جمركية كبيرة على البلاد في عام 2018. إعلان

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع صفقة المعادن النادرة
  • الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع "صفقة المعادن النادرة"
  • واشنطن وبكين تؤكدان مخاوفهما بشأن قضايا التجارة الثنائية
  • مستشار الأمن القومى الأمريكى: زيلينسكى سيوقع اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة
  • حماس: سنفحص ادعاءات إسرائيل بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس
  • واشنطن بوست: عملية السلطة في جنين أظهرت ضعف قدراتها
  • الأونروا: اقتحام إسرائيل مركز قلنديا للتدريب انتهاك غير مسبوق لامتيازات الأمم المتحدة
  • "واشنطن بوست": إدارة ترامب تقطع كل التمويل عن قوات الأمن الفلسطينية
  • لافروف: الولايات المتحدة بدأت تفهم بشكل أفضل موقف روسيا
  • الكرملين: واشنطن وموسكو لا يمكنهما اتخاذ أي قرار بشأن إجراء الانتخابات في أوكرانيا