RT Arabic:
2025-02-02@04:16:16 GMT

"كازينوهات وكحول وتبغ" تعويضا عن الإبادة!

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

'كازينوهات وكحول وتبغ' تعويضا عن الإبادة!

تعرض سكان أمريكا الشمالية الأصليون لعمليات إبادة منهجية وجدت تجليها في أمر صدر من السلطات الامريكية لهم في 31 يناير عام 1876 بالانتقال إلى "المحميات".

 

إقرأ المزيد رئيس أمريكي: "لا.. لا أنا أفضل استعمال القنبلة النووية"!

عملية الإبعاد هذه إلى ما يصفها زعماء الهنود الحمر بمعسكرات الاعتقال، كانت أطرت في عام 1830 بقانون أقره الكونغرس لإعادة توطين الهنود الحمر في أراضي لا قيمة لها خارج نهر المسسبي، وكان أحد الأسباب لذلك، توفير الظروف المناسبة لاستخراج الذهب الذي كان اكتشف في الولايات المتحدة.

في البداية استمرت تلك الإقامة للإجبارية للهنود الحمر في المحميات إلى أن احتاج المستوطنون الأوروبيون إلى التوسع أكثر ولا سيما المزارعون منهم والصيادون والعاملون في مجال التعدين ومد البنى التحيتة ابعد.

السلطات الفيدرالية الأمريكية أجبرت الهنود الحمر على توقيع عقود تم بموجبها إرسالهم إلى محميات خاصة، وكان يحق لهم الحصول على تعويض سنوي، إلا أن الأرض سُحبت من تحتهم ولم يتم دفع المال لهم. فجر ذلك الموقف المهين غضب الهند وأثار مقاومتهم، وحاول هؤلاء اليائسون الدفاع عن حقوقهم المسلوبة.

المستوطنون الأوربيون أداروا الحرب ضد السكان الأصليين بمهارة، فشجعوا الاقتتال بين قبائلهم، واستمالوا بعضها لتقاتل إلى جانبهم ضد أبناء جلدتهم من القبائل الهندية الأخرى.

علاوة على ذلك، لم يستطع الهنود أصحاب التسليح البدائي البسيطة منافسة الوحدات العسكرية الأمريكية المدربة والمسلحة جيدا، ولذلك أدى ذلك الصراع غير المتكافئ إلى إبادة الهنود الحمر عمليا بحلول عام 1880.

الأعداد القليلة نسبيا التي بقيت من السكان الأصليين لم يعودوا يملكون من بين الأراضي الشاسعة التي تزيد عن 19 مليون فدان، إلا نقاط من المحميات في مناطق مهجورة لا توجد بها مقومات مناسبة للحياة.

خطط إبادة الهنود الحمر بدأت في وقت مبكر بإبادة الأمريكيين الوافدين لـ 75 مليون من ثيران "البيسون" التي كانت تعد المصدر الرئيس لمعيشة السكان الأصليين، وبعد تمرير قانون إعادة توطين الهنود في المحميات، فقدت جميع قبائل الهنود الحمر أراضي أسلافهم وأجبرت على العيش في محميات تقع في مناطق صحراوية وجبلية بعيدة عن مصادر المياه، وما كان أي هندي ليجرؤ على مغادرة المحمية التي حشر فيها من دون إذن السلطات الأمريكية. السكان الاصليون أصبحوا غرباء في أرض أجدادهم.

اللافت أن الهنود الحمر لم يكونوا جميعا يحملون الجنسية الأمريكية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. حتى أولئك الذين خدموا عمليا في الجيش الأمريكي من السكان الأصليين لم يحصلوا إلا في عام 1919 على الحق في أن يصبحوا مواطنين أمريكيين بشكل رسمي. لم يكن هذا الحق "الطبيعي" لجميع الهنود الحمر متاحا إلا في عام 1924، ومع ذلك ظلت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المحميات الهندية بائسة للغاية، وهي تعد حتى الآن أكثر المناطق تخلفا في جميع الميادين في الولايات المتحدة.

عدد من المنظمات والمؤرخين في أوساط السكان الأصليين في الولايات المتحدة يقولون إن عدد الهنود الحمر انخفض بين عامي 1500 - 1900 من 15 مليون إلى 237 ألف شخص، فيما انتزعت الولايات المتحدة منذ عام 1776، من السكان الأصليين حوالي 600 مليون هكتار من الأراضي.

التقارير تذكر أن حوالي خمسة ملايين من السكان الأصليين يعيشون في الوقت الحالي في الولايات المتحدة، أي ما نسبته 1.6 في المائة من مجمل سكان البلاد.

السلطات الأمريكية تتحدث عن جهود تبذلها للرفع من مستوى معيشة الهنود الحمر وتعويض القبائل المتضررة، ومنح امتيازات اقتصادية لها.

السكان الأصليون في هذا السياق، حصلوا في عام 1990 على الحق في إقامة كازينوهات للقمار داخل "المحميات"، ويعتقد أن ذلك "ساعد بشكل كبير على رفاهيتهم"، فيما تعود تجارة الكحول والتبغ التي سمح لسكان المحميات بمزاولتها من دون دفع ضرائب، بعائدات عليهم. لكن على الرغم من كل ذلك يعيش ربع أسر الهنود الحمر تحت خط الفقر.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف فی الولایات المتحدة من السکان الأصلیین الهنود الحمر فی عام

إقرأ أيضاً:

فينشينزو.. رجل المافيا.. عدالة العصابات وتهجير السكان لاستغلال الأرض

تقوم صناعة الدراما بشكل أساسي على تجاوز الحدود، واكتشاف ما وراءها، لكن هذا "التجاوز" له حدوده المعروفة سلفا عبر تراث الإنسانية بدءا من كتاب "الشعر" لأرسطو، وانتهاء بآخر كتاب يمكن أن يصدر حول القواعد الأخلاقية والإنسانية للإبداع الدرامي. وتكمن المفارقة في إقدام بعض صناع الدراما على ذلك التجاوز والقفز على القواعد من دون وعي بما له من أثر مدمر على القيم الإنسانية، فضلا عن القيم الفنية، وبالتالي على العمل نفسه، ذلك أن كمال الجمال الذي هو غاية الفن والإبداع في أبسط تعريفاته هو الكمال الأخلاقي.

وقد أقدم صناع مسلسل "فينشينزو: رجل المافيا" (Vincenzo) الكوري الجنوبي على صناعة متاهة أخلاقية في صورة مسلسل، وذلك عبر الدفع بواحد من قيادات عصابة المافيا الإيطالية المعروفة بالقتل وغسيل الأموال وتهريب المخدرات ورعاية أوكار القمار في العالم، ليكون يد العدالة، والتضامن مع الضعفاء والفقراء، وهو استثناء يكاد يكون مستحيل الحدوث في الواقع، ويبقى وضع "مافيوزو" كبطلِ خير في مواجهة أبطال شريرين بين طيات الدراما، والانتصار عليهم بآليات المافيا لصالح الضعفاء والأخيار أمرا أقرب إلى عبث طفل صغير بجمر مشتعل قد يحرق أصابعه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تخطى 120 مليون جنيه.. "الحريفة 2" يدخل قائمة أعلى الأفلام المصرية تحقيقا للإيراداتlist 2 of 2"بالطو" فتح له الأبواب.. كيف تحول عصام عمر من أدوار الظل إلى نجم صاعد؟end of list إعلان

يقدم المسلسل الكوري الجنوبي، الذي يعرض على شاشة منصة نتفليكس، رحلة مليئة بالإثارة والكوميديا ​​والدراما والشك من الانتقام والعدالة. يمزج المخرج كيم هي وون والكاتب بارك جاي بوم بين الكوميديا والحركة والإثارة والتشويق، وهو ما أدى إلى مائدة عامرة من السرد الذي تتنوع أشكاله وإيقاعاته، أيضا، فقد جاءت بعض الحلقات أشبه بخطوات السلحفاة وخاصة الحلقات الثلاث الأولى، فيما سارت باقي الحلقات العشرين بخُطا متوسطة إلى سريعة، ما يتطلب جلَدا للمتابعة.

شخصية رجل العصابات الطيب تبدو مناقضة تماما للفكرة العامة المعروفة عن عضو المافيا (مواقع التواصل الاجتماعي) مائدة عامرة

تدور أحداث المسلسل حول فينشينزو كاسانو (الممثل سونغ جونغ كي)، وهو محام كوري إيطالي وعضو قيادي في المافيا، يعود إلى كوريا الجنوبية بعد أن تعرض للخيانة من "عائلته" الإيطالية، سعيًا لاستعادة الذهب المخفي المدفون تحت مبنى "غيومغا". يتورط فينشينزو ومعه المحامية هونغ تشا يونغ (جيون يو بين)، المستأجران غريبا الأطوار في غيومغا بلازا، بمعركة ضد شركة بابل، وهي تكتل عصابي في شكل تجاري.

يشرع فينشينزو في رحلة انتقام، وما يبدو أنه تكفير عما ارتكبه من جرم سابق، وهو يبحث عن كمية هائلة من الذهب مخبأة أسفل المبنى موضوع الصراع. لا ترغب شركة "بابل" وحدها-إذن- في تهجير السكان لهدم المبنى واستغلال أرضه، وإنما يرغب "فينشينزو" أيضا في تهجيرهم للحصول على الذهب المدفون أسفله، لكنه يعد بمنحهم أرضا أخرى ومبنى آخر بديلا لأرضهم ومبناهم.

نجح صناع العمل في التنقل بين الحركة والكوميديا واللحظات المؤثرة من التواصل الإنساني، رغم اعتماد الكوميديا بشكل أساسي على التشوهات الشكلية، لذا بدت أقرب إلى التنمر، لكن ذلك المزج جعل المشاهد معلقا دائما بشيء ما في العمل بدءا من الضحكة الخفيفة وحتى الانفعال مع معركة أو متابعة مؤامرة للتعرف على نهايتها.

مسلسل "فينشينزو.. رجل المافيا" يقدم رحلة مليئة بالإثارة والكوميديا ​​والدراما والشك من الانتقام (مواقع التواصل الاجتماعي)

تبدو شخصية رجل العصابات الطيب مناقضة تماما للفكرة العامة المعروفة عن عضو المافيا، فهو هادئ بشكل مبالغ فيه في أغلب الأحيان، وإن بدا حاسما وغاضبا في القليل من المشاهد، التي استطاع الممثل شونغ جونغ كي تجسيدها بشكل دقيق، ومدرسي إلى حد كبير.

إعلان

صنع المخرج من شخصيتي البطل والبطلة مرآة تعكس صورة كل منهما لدى الآخر، فقد بدت هونغ تشا يونغ انعكاسا مثاليا لشخصية فينشينزو. وقد بدأت في الحلقات الأولى للمسلسل في الظهور كمستغلة أنانية، لكن تحولها إلى مدافعة عن العدالة أضاف عمقًا لشخصيتها. وفي الوقت نفسه، يضفي طاقم الممثلين المساعدين، بما في ذلك المستأجرون غريبو الأطوار في غيومغا بلازا، الدفء والمرح على المسلسل، مما يخلق ديناميكية جماعية نابضة بالحياة، لكنه لا يخلو من إدانة لأطماعهم الصغيرة، وسذاجة أغلبهم.

كاميرا جوالة

انتقلت كاميرا المخرج كيم هي وون من مزارع إيطاليا إلى شوارع "سول" عبر مشاهد تم تصميمها بدقة، بهدف إظهار حيوية وجمال الأماكن، فضلا عن زيادة التوتر والقلق، ولولا اختلاف الإيقاع في بعض أجزاء العمل لاكتسبت المشاهد ذلك البهاء الناتج عن الانسجام بين عناصر العمل، ولعل الدور الأكبر لذلك "المط والتطويل" يعود لعدد من القصص الفرعية حول الخط الدرامي الرئيسي، والتي لو تم حذفها لكان أفضل للعمل وللمشاهد.

ورغم الطرافة، نظريا، فإن مشاهد الحركة والقتال الجاد لم يكن أغلبها موفقا في تداخله مع الكوميديا، إذ يبقى الموقف الدرامي ناجحا ما دام قابلا للتصديق، وحاملا لرد فعل طبيعي، ولا يعقل أن يضحك الشخص السوي، بينما يسقط قتيل إلى جواره.

وقدم صناع العمل عرضا جيدا لمهارات إدارة المجموعات في مجموعة مشاهد صورت لحفل أقيم أمام المبنى المراد هدمه لمنع الجرافات من الهدم، واستعرض خلاله المخرج تفاصيل الحفلات الشعبية التي تشبه إلى حد كبير "الموالد" في مصر، بما فيها من باعة جائلين، وغناء عشوائي وفرحة تلقائية، بينما وقف "فينشينزو" المحامي ورجل العصابات كما لو كان "مايسترو" لفرقة أوركسترالية يدير الحدث عن قرب.

وفي المقابل فإن مشاهد محاولات الهدم بدت فقيرة للغاية، إذ بدت الكاميرا وكأنها لمصور عشوائي يقف على مسافة بعيدة، محاولا التصوير دون أن ينتبه إليه أحد.

"فينشينزو: رجل المافيا" يرفع شعارا جديدا لعرض شخصيات أكثر تركيبية بدلا من تلك النماذج الأحادية (مواقع التواصل الاجتماعي) أنماط درامية

يأتي مسلسل "رجل المافيا" بتطرفه في محاولة استخراج الخير من قلب رجل يبدو شريرا، ليضع مشرطا على جرح الدراما الكورية الجنوبية التي صعدت وأثبتت وجودها في العقد الأخير، وخاصة بعد فوز فيلم "الطفيلي" (Parasite) بجائزة أوسكار أفضل فيلم عام 2019، وتحول مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) بجزئيه إلى ظاهرة تاريخية فيما يخص نسب الإقبال على مشاهدتهما، ورغم ذلك يبقى تنميط الشخصيات الدرامية في أغلب الأعمال الكورية بدائيا جدا.

ومنذ المشاهد الأولى لأي عمل درامي كوري جنوبي، يستطيع المشاهد تحديد الشخصيات الطيبة من جهة، والشريرة من جهة أخرى، وتحديد انحيازاته، وهي أزمة تجاوزها أغلب صناع الدراما في العالم، خاصة في ظل المعطى البديهي لفكرة وجود الخير حتى في سود القلوب والعكس. ويرفع "فينشينزو: رجل المافيا" شعارا جديدا ويمهد لعرض شخصيات أكثر تركيبية بدلا من تلك النماذج الأحادية التي تنتشر في دراما كوريا الجنوبية، كما يحمل العمل رسالة ضمنية تعد ملمحا دائما للمسلسلات الكورية وهي انتقاد الرأسمالية، وسعيها الوحشي للربح على حساب الفقراء والضعفاء.

إعلان

مقالات مشابهة

  • "الأمن البيئي" يحذر هواة الرحلات البرية من دخول المحميات دون ترخيص
  • الأمن البيئي يحذر هواة الرحلات البرية من دخول المحميات وقطع المسيجات
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تحذر هواة الرحلات البرية من دخول المحميات وقطع المسيجات
  • نهيان بن مبارك يستقبل وفد القادة الهنود الأميركيين
  • وفد القادة الهنود الأمريكيين يشيد بدور الإمارات في ترسيخ التفاهم بين الثقافات
  • فينشينزو.. رجل المافيا.. عدالة العصابات وتهجير السكان لاستغلال الأرض
  • غزة بعد العدوان.. دمار هائل ومخاطر تهدد حياة السكان
  • جثة سيدة في منزل فارغ تثير الهلع بين السكان.. فيديو
  • الثلوج تحاصر السكان وتجمد إيقاع الحياة بإملشيل
  • “ميتا ” ستدفع مبلغ 25 مليون دولار أمريكي لترمب تعويضا عن إغلاق حساباته