الخليج الجديد:
2024-09-19@20:32:33 GMT

لماذا تعثرت 25 يناير؟

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

لماذا تعثرت 25 يناير؟

لماذا تعثرت 25 يناير؟

تضافرت خيبة الأمل والشعور بلوم الذات مع الواقع المتردي للأمة خاصة في غزة وعموم فلسطين.

انتبه الغرب لخطورة التحرر من سطوة رجال زرعهم في حكم هذه الدول لتحقيق مصالحه دون حاجة لاستمراره في احتلالها مباشرة.

قويت شوكة "الثورات المضادة"، وترنحت القوى الثورية في مصر وغيرها تحت أسر أولي كان لهواء شديد مباغت من فرص الحرية والعمل السياسي المنفتح الآفاق.

كان يفترض أن تشارك الجماعة في منع الأحداث المزلزلة التي تتعرض لها، بالإضافة لواقع مصر الداخلي الأكثر من سيئ بفعل انفرد الديكتاتور بحكمها على عين الغرب

واقع الحياة في مصر يزداد صعوبة على المواطن العادي الكادح ساعة بعد أخرى لا يوما بعد آخر، ويكفي أن المصريين لا يكادون يجدون الدواء للعلاج فضلا عن تعذر الغذاء.

سقطت الثورة المصرية في قلة الخبرة بمجالات ضرورية لإدارة الدولة؛ فظنت قوى الثورة إمكان عقد تحالفات مع الغرب باحترافية، وأنه يحترم "كلمته" ووعده معها.

جاء 2013 بمحنة عارمة للجماعة لم تقدها لمراجعة نفسها لمعرفة الخلل ومحاولة الخروج من تبعات عقد من الأزمة، أو تعديل النهج والمسار بما يفيدها وينمي انتماءاتها لمصر.

* * *

مرت في هدوء بالغ الذكرى السنوية الثالثة عشرة لمحاولة ثورة 25 يناير، بما لا يتناسب مع ما توقعه عشرات الملايين من مخلصي المصريين والعالم منها.

ففي حين انتظر شرفاء العالم في 2011م تغييرا مستداما في مصر قلب الأمة العربية والإسلامية يعيد إليها رونقها وثقلها، ويبث الأمل ويحوله لمجهودات لتغيير وجه الدول الأفريقية خاصة، والمستضعفة بفعل "الاحتلال المُبطن" أو الثقافي، فتضيء معاني التحول للإيجابية ونبذ التأخر والتخلف من مختلف دول العالم الثالث.

ويبذل شبابها الحالم بفرصة عمل وحياة في الغرب مجهودات متفانية لتغيير نمط حياة بلاده وجلب النهضة والتقدم إليها، خاصة أن محاولة الثورة المصرية جاءت في إطار منظومة سبقتها إليها تونس ولحقتها بلا ترتيب: ليبيا، سوريا، اليمن، كما وُئِدت محاولات أو انتفاضات بدولتين عربيتين أخريين على الأقل، إلا أن ما حدث بالنهاية كان مروعا ومريعا للأسف الشديد.

لقد انتبه الغرب لخطورة المحاولات المضنية للتحرر من سطوة رجال زرعهم في حكم هذه الدول لتحقيق مصالحه دون حاجة لاستمراره في احتلالها مباشرة، فقويت شوكة "الثورات المضادة"، ترنحت القوى الثورية في مصر وغيرها تحت أسر أولي كان لهواء شديد مباغت من فرص الحرية والعمل السياسي المنفتح الآفاق.

جاءت فرص التخطيط لمستقبل ملؤه التطلع لنخب لم تكن على مستوى الحدث أو حتى نحو مقارب، فالذين كان يجدر بهم الإلمام بالخطط المستقبلية كانوا -إلا القليل بل النادر- يعانون من إشكالية كبرى مع تخيل إدارة المفاصل الرئيسية للدول، عوضا عن أن الانفتاح الشديد بعد انغلاق مضنى أصاب كثيرين من المنتمين للعمل الثوري بأزمة صعب عليهم اجتيازها، إذ ظنوا أنهم أحاطوا بالأمور من جميع أبعادها الداخلية والخارجية خاصة في دولة مثل مصر.

فأزماتها الداخلية من المُحال التحكم فيها وإدارتها ولو بأقل قدر ممكن من المخاطر إلا لمُحنّكٍ في معرفة دهاليز وأضابير وخفاياها السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية من قبل. وكل هذه المجالات وغيرها تحتاج لفطنة وكياسة نادرين لفهم غير المعلن والخفي المستتر المتفق عليه؛ قبل الواضح الظاهر على أنه حقائق.

وكان أن سقطت الثورة المصرية في براثن قلة -وأحيانا انعدام- الخبرة في المجالات الأكثر من ضرورية لإدارة الدولة؛ خاصة الملف الخارجي، حيث ظنت أغلب القوى الثورية أنه يمكنها عقد التحالفات اللازمة مع الغرب باحترافية، وأن الأخير يحترم "كلمته" ووعده معها، متناسين أن صلاح نواياهم لا يعني -بالتبعية- تحول العدو لصديق.

ولعل من أبرز ما قيل في هذا الأمر ما صرح به الأكاديمي ومستشار المخلوع مبارك الأسبق، مصطفى الفقي، والكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، بعد محاولة الثورة، فقال الأول إنه من المستحيل أن يحكم مصر رئيس لا ترضى عنه إسرائيل والولايات المتحدة، وكان الفقي يقصد بالطبع الحكم المستقر المستمر، أما الثاني فصرح في "الأهرام" قبل الانتخابات الرئاسية في 2012م بأيام: إن أمريكا لا يمكن أن تسمح لرئيس إسلامي أن يحكم دولة تطل على البحر المتوسط.

وقعت محاولة الثورة في إشكالية معقدة أخرى لا تقل عن النقطتين السابقتين، إذ واكبت ما ظنته جماعة الإخوان المسلمين استواء منظومة انتشارها والتمكين لها في مصر وفق رؤية مؤسسها الراحل الإمام حسن البنا، رغم إشكاليات الرؤية نفسها ووفاة صاحبها عام 1949م، واعترافه قبلها بأنه "تسرع" بالخروج بها من المسجد للحياة، خاصة السياسية، دون تربية كافية لأتباعه وأولهم الشباب، ورغم أن الرؤية نفسها قادت لأزمة عارمة للجماعة في 1954م وعصف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بها بعد ما عدته الجماعة واحدا من أبرز أتباعها.

ثم كان عدم مراجعة الجماعة للسياق الفكري والمنظومة الحركية التي قادت للأزمة وتكرارها -لحد ما- في 1966م، وجاء عام 2013م بمحنة عارمة للجماعة للأسف لم تقدها هي الأخرى لمراجعة نفسها لمعرفة الخلل ومحاولة الخروج من تبعات قرابة 10 سنوات من الأزمة، فضلا عن تعديل المنهج والمسار بما يفيدها وينمي انتماءاتها لمصر وغيرها.

بقي أن التحديات الكبرى التي تواجه مصر الآن هي محصلة ديكتاتورية الجنرال ثم خيبات أمل خطيرة لصادق القوى الثورية، تزداد المحصلة خطورة لما ترتبط بندم على اختيارات أثبتت الأيام أنها أكثر من سيئة ومنها -للأسف المرير- تعيين عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع في آب/ أغسطس 2012م، وترقيته ترقيتين استثنائيتين في سابقة بالغة الندرة، ومنحه ثقة مطلقة رغم علامات الاستفهام الكبرى التي كانت تدور حوله كمدير للمخابرات الحربية في عهد مبارك.

فقد تضافرت خيبة الأمل والشعور بلوم الذات مع الواقع المتردي للأمة خاصة في غزة وعموم فلسطين، حيث كان من المفترض أن تشارك الجماعة في منع الأحداث المزلزلة التي تتعرض لها، بالإضافة لواقع مصر الداخلي الأكثر من سيئ بفعل انفرد الديكتاتور بحكمها على عين الغرب؛ فمن تضاعف الدين الخارجي والداخلي لمرات والتهديد الذي تتعرض له حصتها من مياه النيل، إلى القبضة الأمنية الخانقة التي يتعرض لها الثوار، أو حتى مَنْ يشك في انتمائه للمسار النضالي.

فإذا نظرنا لواقع الأحوال الاقتصادية المترتب للاستجابة لمتطلبات صندوق النقد والتماهي في الوقوع في فخ الديوان لأقصى درجة؛ علمنا أن واقع الحياة في مصر يزداد صعوبة على المواطن العادي الكادح ساعة بعد أخرى لا يوما بعد آخر، ويكفي أن المصريين لا يكادون يجدون الدواء للعلاج فضلا عن تعذر الغذاء.

لقد كانت محاولة الثورة منذ 13 عاما فرصة كبرى لنهضة شاملة لمصر تم تأجيلها لحين آخر، كما كانت أحداث انتفاضة 16-17 كانون الثاني/ يناير 1977م مقدمة لـ25 يناير 2011م، فإن أعمار الشعوب والثورات تتقلص فيها السنوات وتتواصل المحاولات شريطة أن تستفيد القوى المناهضة المخلصة من أسباب تأجيل حصاد 25 يناير الإيجابي وتحسن إدارة المرحلة الراهنة، فتراجع نفسها وتنقي صفوفها من أصحاب المصالح والمنافع الذاتية، ليتواصل المسار الثوري الجاد الحقيقي قريبا وصولا لبداية نهضة مثمرة لمصر ومن ثم الأمة!

*محمد ثابت كاتب وناشط مصري

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر الغرب السيسي الإخوان الثورة 25 يناير الثورات المضادة فی مصر

إقرأ أيضاً:

قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة يناير 2025 .. الشروط وموعد التقدم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 صدق الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على الإعلان عن قبول دفعة جديدة من المجندين المرحلة التجنيدية الأولى يناير 2025. 

جاء ذلك خلال وقائع المؤتمر الصحفى الذى عقده اللواء محمد صبحى مهنا مدير إدارة التجنيد والتعبئة، وأشار إلى كافة التفاصيل الخاصة بقبول الدفعة الجديدة المنتظر انضمامها لتأدية الخدمة العسكرية، والمقرر استقبالهم بمكاتب التجنيد والتعبئة اعتباراً من يوم السبت الموافق 28/09/2024 ، وذلك وفقاً للشروط الآتية :

 أولاً : المؤهلات العليا : مواليد الفترة من 1/5 حتى 31/8 أشهر ( مايو / يونيو / يوليو / أغسطس ) من جميع السنوات حتى عام 2004 ، من خريجى جميع الكليات والمعاهد العليا الحاصلون على مؤهلهم الدراسى خلال الفترة من أول فبراير 2024 حتى أخر يوليو 2024 . وخريجى كليات ( الطب البشرى / الأسنان / العلاج الطبيعى / التمريض / تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية / العلوم الطبية المساعدة ) الذين أنهوا فترة الامتياز / التدريب وذلك خلال الفترة من أول فبراير 2024 حتى أخر يوليو 2024، والمتخلفون عن التقدم للتجنيد من سنوات سابقة.

 على أن يتم استقبالهم بمكاتب التجنيد والتعبئة اعتباراً من 15/10/2024 وتسجيلهم وإجراء الكشف الطبى عليهم اعتباراً من 2/11 حتى21/11/2024 .

 ثانيا : المؤهلات فوق المتوسطة : مواليد الفترة من 1/5 حتى 31/8 أشهر ( مايو / يونيو / يوليو / أغسطس ) من جميع السنوات حتى عام 2004 الحاصلون على مؤهلهم الدراسى خلال الفترة من أول فبراير 2024 حتى آخر يوليو 2024 ، والمتخلفون عن التقدم للتجنيد من سنوات سابقة، على أن يتم إستقبالهم بمكاتب التجنيد والتعبئة اعتباراً من 09/11/2024 وتسجيلهم وإجراء الكشف الطبى عليهم إعتباراً من 23/11 وحتى25/11/2024 . 

ثالثا : المؤهلات المتوسطة : مواليد أشهر ( يناير / فبراير / مارس ) عام 2005 الحاصلين على مؤهلهم الدراسى حتى العام الدراسى 2023/2024 ، وكذا مواليد أشهر ( يناير / فبراير / مارس ) من مواليد جميع السنوات السابقة حتى عام 2004 وما قبلها خريجى العام الدراسى 2023/2024 ، والمتخلفون عن التقدم للتجنيد من سنوات سابقة، على أن يتم إستقبالهم بمكاتب التجنيد والتعبئة إعتباراً من 28/09/2024 وتسجيلهم وإجراء الكشف الطبى عليهم اعتباراً من 12/10 وحتى 31/10/2024 رابعاً : غير ذوى المؤهلات : مواليد أشهر( يناير / فبراير / مارس ) من عام 2005 والمتخلفون عن التقدم للتجنيد من سنوات سابقة، على أن يتم استقبالهم بمكاتب التجنيد والتعبئة اعتباراً من يوم 16/11/2024 وتسجليهم وإجراء الكشف الطبى عليهم بمناطق التجنيد والتعبئة فى الفترة من 26/11 وحتى 05/12/2024 . المستندات المطلوبة : بطاقة الرقم القومى - بطاقة الخدمة العسكرية والوطنية (6 جند) - أصل شهادة الميلاد - صحيفة الحالة الجنائية من القسم أو المركز التابع له الشاب - فصيلة الدم - أصل المؤهل الدراسى لجميع المؤهلات بالإضافة إلى شهادة الامتياز/ التدريب لخريجى كليات (الطب البشرى / الأسنان / العلاج الطبيعى / التمريض / تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية / العلوم الطبية المساعدة) - وثيقة الزواج للمتزوجين- رخصة القيادة للشباب الحاصلين عليها - خطابات الفصل للطلبة المفصولين من الدراسة محدد بها تاريخ قرار الفصل وسببه - قرار التعيين ( المعيدين / المدرسين / الأطباء المقيمين) . إرشادات هامة لشبان التجنيد : من له الحق فى الإعفاء أو التأجيل أو الإستثناء أن يتقدم بالمستندات التى تؤيد أحقيته فى ذلك – يعتد بتاريخ اعتماد النتيجة من الوزير المختص للحاصلين على مؤهلهم الدراسى من الجامعات والمعاهد الخاصة – ضرورة أن يتقدم المتزوجين من أجنبيات بالمستندات المؤيدة لذلك لمعاملتهم بما يستحقون قانوناً – ضرورة معادلة الشهادات لخريجى الكليات والمعاهد العليا الخاصة من المجلس الأعلى للجامعات وغير ذلك سيتم معاملة الشاب تجنيدياً طبقاً لآخر مؤهل دراسى معتمد – يتم الإستعلام عن كافة شهادات المؤهل (متوسطة / فوق متوسطة / عليا) التى يتقدم بها كافة الشبان بالتنسيق مع كل من وزارتى ( التعليم العالى / التربية والتعليم ) . 

ولتوضيح الخدمات والتيسيرات التى تهم الشباب المقبل على التجنيد والخدمات التى تهم الشباب والمواطنين سواء المقيمين بالداخل أو مع ذويهم بالخارج يرجى زيارة العنوان التالى https://tagned.mod.gov.eg ) . وكذلك البريد الإلكترونى لإدارة التجنيد والتعبئة للرد على جميع الإستفسارات التجنيدية على العنوان التالى :(mod.gov.eg@tagneed) ، بالإضافة إلى خدمة الإستعلام الصوتى لإدارة التجنيد والتعبئة ومناطقها التابعة على الأرقام الآتية ( 26351195 / 02 - 26339581 / 02 ) ، ومن خلال الرقم المختصر للمركز الإلكترونى وهو ( 15499 ) .

مقالات مشابهة

  • لماذا لا تمتلك الدول الإسلامية وسائل تواصل اجتماعي خاصة بها؟
  • ثورة 21 سبتمبر ونهج السلم والشراكة (الحلقة الأولى)
  • توم بيرييلو: القوى التي لا تريد ذهاب الجيش للمفاوضات تتبع لحزب المؤتمر الوطني
  • ووحدات سرية و خاصة تعادل دول الغرب… تعرف بالتفصيل على الفيلق الإسرائيلي المختص بالحرب الإلكترونية
  • قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة يناير 2025 .. الشروط وموعد التقدم
  • لماذا سرّعت إسرائيل تفجير أجهزة ” البيجر ” التي يستخدمها حزب الله؟.. مسؤول أمريكي يكشف السر
  • قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة يناير 2025
  • قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة يناير 2025 
  • الخارجية : إن الجمهورية العربية السورية، التي عانت على مدى ال ۱۳ سنة الماضية، من حرب كونية هدفت لتدمير دولتها وكسر إرادة شعبها بذريعة ادعاء الغرب الكاذب بحماية الديمقراطية وتعزيزها من خلال ممارساته الإرهابية المماثلة لتلك التي مارسها الصندوق الوطني للديمق
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. انطلاق المؤتمر الدولي لسوق العمل يناير القادم