سواليف:
2025-04-07@08:37:53 GMT

تعقيدات حرب السابع من أكتوبر

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

#تعقيدات #حرب_السابع #من_أكتوبر – #ماهر_أبوطير

برغم كل العمليات العسكرية التي يقوم بها المحور الايراني في سورية، العراق، لبنان، اليمن، تحت عنوان مناصرة الفلسطينيين إلا أن التشكيك يبدو سائدا في كل المنطقة بحق طهران.

هناك شكوك بين شعوب المنطقة حول دوافع الموقف الايراني، واذا ما كان حقا يرتبط بمناصرة الفلسطينيين، أم أن فلسطين مجرد مظلة يتم التغطي بها، واسباب ذلك متعددة، ابرزها ملف التدخل في سورية وما تعرض له الشعب السوري خلال سنوات ماضية من مذابح وحروب داخلية، وما تعرض له الشعب العراقي وتوسع ايران في البلدين، وصولا الى اليمن والصراع القائم حاليا، حيث تُحمّل شعوب المنطقة ايران مسؤولية هذا الخراب، مع كل التغذية السياسية – المذهبية الخطيرة التي تم حقن المنطقة بها على اساس صراع سني- شيعي، ولحق كل ذلك تدخل حزب الله المقاوم وفقا لتعريفاته الاصلية في جبهة سورية، وما يعنيه ذلك من تأثيرات تركت جرحاً عميقا حتى على اولئك الذين تشيعوا سياسيا لصالح حزب الله في المنطقة العربية.

هذه هي الارضية الاساسية التي تؤثر اليوم على مصداقية الموقف الايراني، إذ إن هناك إرثاً سلبيا ممتدا، يجعل اهل المنطقة يشككون في كل عمليات الأذرع الايرانية ضد الولايات المتحدة واسرائيل، خصوصا، بعد حرب السابع من أكتوبر، التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وسط مآخذ إضافية على ايران ومعسكراتها بسبب ما يعتبره اهل المنطقة تدرجا بطيئا في الرد على اسرائيل، فيما يتعرض الفلسطينيون الى مذابح يومية، لا تتساوى معها عمليات الرد اصلا، ولا ترتقي الى مفهوم “وحدة الساحات” الذي تم تبنيه واطلاقه في هذه المنطقة العربية.

مقالات ذات صلة إحياء الأحلام 2024/01/30

إيران ذاتها وفقا لمحللين سياسيين تدرك هذه الصورة، وتنفي من جهة ثانية ان تدخلات معسكراتها على صلة توجيهية مباشرة بها، وتعنون هذه التدخلات باعتبارها اجتهادات كل شعب، او بلد، او نظام، او فصيل حيثما هو، وليس بسبب توجيه ايران المباشر، لكن اهل المنطقة ايضا يعتبرون ان القصة في الاساس قصة صراع على النفوذ، والموارد والثروات والبحار والملاحة والنفط، وهي قصة صراع تلتبس بالمذهبية من جهة، والمشروع القومي والديني، وبإكراهات الاختيار لدى ابناء المنطقة، فإما تكون مع اسرائيل، وإما تكون مع ايران، وهذه مفارقة كبيرة في منطقة تحفل بالخيارات السيئة، والاكثر سوءا، وما من خيارات مقبولة.

الاخطر هنا النظرية السائدة التي تقول ان التدخل الايراني عبر جبهات عديدة يستهدف رفع الحرج عن معسكراتها في دول عديدة، امام ترقب اهل المنطقة لموقفها الفعلي بسبب جرائم اسرائيل، وتشير هذه النظرية الى ان ايران ذاتها لديها وكلاء في هذه الحرب، ولا تتورط بها مباشرة، وتريد تحقيق امرين عبر اشتباكات رفع الحرج، اولهما تجنب حرب مباشرة موجهة اليها عبر التذكير بكل مساحات امتدادها في الاقليم، من خلال كل هذه العمليات التي نراها، وقدراتها على اعادة خلط الاوراق، وثانيها تذكير الاميركيين بأهمية مبدأ “المفاضلة والاستبدال” من خلال الوصول الى تسوية مع الايرانيين لخفض التصعيد وحل اشكالات ملفات مثل النووي، والصواريخ البالستية، والنفوذ الايراني، في سياق استبدال كلفة الحرب الاقليمية المحتملة، بكلفة التسليم بالنفوذ الايراني ومتطلباته السابقة، بما فيها الاقرار بمساحات ايران.

هذه المطالعة لا تتقصد مهاجمة ايران، او التعرض لها بطريقة ساذجة، لكنها تشرح طبيعة الموقف الشعبي منها القائم اصلا على شكوك متراكمة، عززتها الادارة المتدرجة والبطيئة لرد الفعل ضد اسرائيل وحاضنتها الاميركية، وما يمكن قوله هنا استخلاصا ان كل هذه الشكوك والنظريات سوف تنهار فجأة لحظة تحول هذه الاشتباكات الحالية الى حرب اقليمية مفتوحة تحرق الاخضر واليابس، وكأن شهادة حسن السلوك التي ستمنحها شعوب المنطقة لإيران ترتبط فقط بدخول ايران المباشر في الحرب وهو امر تتجنبه ايران حتى الآن، ولا تريده واشنطن ولا سلسلة الحلفاء الذين على صلة بواشنطن لاعتبارات كثيرة، فيما تريدها اسرائيل فقط اذا استطاعت ذلك، لاعتباراتها القائمة على التخلص من كل الاعداء الثابتين، والمحتملين ايضا.

الموقف من ايران بعد حرب السابع من اكتوبر، يمثل تعقيدا من تعقيدات هذه الحرب، وهو تعقيد لا يمكن فك خفاياه في يوم وليلة، وبحاجة الى وقت كاف حتى تتتكشف كل الصورة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تعقيدات حرب السابع من أكتوبر اهل المنطقة حرب السابع

إقرأ أيضاً:

هل اصبح شعار العرب (تحيا اسرائيل) ؟!

بقلم : حسن جمعة ..

نعم هي فعلا قادرة على ان تحيا وتهدد وتضرب وتتمادى مستغلة بذلك ذبول اغصان الشرف وتيبس اوراقه والرجفة التي لا تفارق الانظمة العربية والخوف على كراسي الحكام بعد ان اصبح الجميع في البلاد العربية يسارع في خطاه كي يطبع مع الكيان الصهيوني ويفتح ذراعيه على اقصاها لاحتضان تلك الضفائر المشدودة بخبث وثار وحقد وبعيدا عن رائحة الابل ورمال الصحراء حيث معظم النخب السياسية الغربية منحت شيكا على بياض لإسرائيل خلال هجومها على غزة الذي خلّف مقتل الآلاف ..ويتساءل كثيرون “لماذا لم يدِن هؤلاء القادة جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين؟” ويجب ان تكون هناك عدة تفسيرات لهذا الأمر، وتشمل الأسباب المعتادة لنفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة والغرب وتدخل اللوبي الاسرائيلي في تنصيب الحكومات في اوربا واميركا ومعظم دول العالم، وكذلك قوة الحركة الصهيونية المسيحية، لكن هناك تفسيرا آخر يمنح رؤية أعمق للدعم الغربي القاطع لإسرائيل.
ويقول مؤلف كتاب (الصهيونية والفلسطينيون)، الصادر في لندن عام 1979، إن الفكر السياسي الإسرائيلي تشكّل خلال المرحلة السابقة على قيام “إسرائيل” نفسها. وفي عملية بلورة هذا الفكر صيغت عقيدة من عدة مفاهيم أساسية، هي:
1- البناء التدريجي لتنظيمات اقتصادية وعسكرية كأساس لإنجاز الأهداف السياسية.
2- التحالف مع قوة عظمى من خارج منطقة الشرق الأوسط.
3- عدم الاعتراف بوجود كيان قومي للفلسطينيين.
4- التمييز، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، كضرورة لنهضة الحية القومية اليهودية.
5-السلام من خلال القوة.
فهل نحن أمام انقسام حقيقي داخل المجتمعات الغربية، ولماذا لا ترضخ الحكومات الغربية ؟، ولو جزئياً، لرغبة الشارع المنتفض ضد المجازر التي تُرتكبها اسرائيل ؟
وهنا سنبقى نصرخ بأعلى اصواتنا تبا للتطبيع والموت لإسرائيل ومنذ نعومة اضفارنا نرددها لكن لم تمت اسرائيل ولم تحل عليها اللعنة بل هي تزداد قوة وطيشا وتتمادى وهي تهددنا وكل من يقف ضدها فهل نستمر باللعن؟ وننتظر الصواريخ تهدم بلدنا وتقتل شبابنا ؟ لذا لابد ان نعرف ان اي حرب بينا وبين إسرائيل ستكون دائما بيننا وبين الولايات المتحدة الامريكية ومعها بريطانيا ودول الاتحاد الاوربي حتى لا نقع في الخطأ الذى وقعت فيه روسيا فى حربها مع أوكرانيا وننتظر ماذا يستجد؟ لنفكر بعدها اما ان نستمر بلعناتنا والموت لإسرائيل واما ان نكون مع الركب نردد تحيا اس..را..ئيل !!

حسن جمعة

مقالات مشابهة

  • اسرائيل تروج لوثائق سرية تُشعل الاتهامات ضد إيران .. وطهران ترد بقوة
  • الكفرة: 500 سوداني يتدفقون يوميًا رغم تعقيدات العودة
  • هل اصبح شعار العرب (تحيا اسرائيل) ؟!
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • أمجد الشوا: قطاع غزة يمر بأسوأ ظروفه منذ السابع من أكتوبر
  • مصر أكتوبر: إسرائيل تتحدى كل المواثيق الدولية والصمت العالمي جعلها تتمادى
  • ايران وفرضيات العدوان
  • 17 ألف طفل استشهدوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023
  • الدفاع الجوي الايراني: قواتنا في قمة جاهزيتها وسترد بقوة على أي وقاحة
  • العراق يدين العدوان الذي شنّته اسرائيل على الأراضي الفلسطينية