موقع النيلين:
2024-11-26@23:14:46 GMT

بيت القصيد في عزاء بيت العائلة المجيد

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT


من كان يصدق أن حي ودنوباوي الابن البكر لأمدرمان العريقة يمكن أن يُحتل ويُخلى ويُسرق وتُعدم فيه الخطى نحو المساجد والمكارم والتواصل الحميد بكل هذه السهولة والتفريط. من كان يُصدق أن هذا الحي الموّار بالحياة يمكن أن يُصبح واحداً من أشهر الأطلال المشهودة في الشهور البائسة التي عاشتها بلادنا بعد مزلة الاجتياح الأعمى.

من كان يصدق بعد انكشاف المستور وبعد خروج هذه القوى المارقة، أنهم قاموا بتدبيرٍ مجرم باقتحام منزل أو بالأحرى خلوة الوالد الحاج خوجلي محمد حسن والوالدة الشريفية زينب طه حفيدة الشهيد العارف الشريف أحمد ود طه. اقتحموه وسرقوه وتملكوا بالحرام كل مقتنياته ومن ضمنها المكتبة العامرة التي كان يحتفظ بها عميد الأسرة الراحل شيخ العرب حسن خوجلي، وكانت تحتوي مجموعة مقدرة من مكتبة بروفيسور حيدر خوجلي والأديب المؤرخ عبد الله خوجلي والشهيد الدكتور عبدالاله خوجلي وجزء من مكتبتي الخاصة وقد أضاف لها سراج ومحمد ونجاة الكثير، وقد رفض الراحل حسن خوجلي ترحيلها بعد تخرجنا من هذا البيت العريق إلى بيوتنا الخاصة، وذلك للذكرى والفائدة العامة مع كثير من الوثائق والصور والذكريات.

لم يكن مجرد منزل بل كان قلعة من المآثر والفضائل الحقيقية وحب الآخرين ومن ديوانه وخلوته تخرج مئات الطلاب، والالاف من الضيوف والمرضى وأصحاب الحاجات والمسافرين، الذين تعلمنا منهم البِّشر والبشرى وكل مافي الناس من فيوضات المشاعر والإنسانية التي لا يسربلها المن ولا الأذى، بل أننا اكتسبنا منه وفيه آلاف المعارف والأصدقاء والأصحاب من كل أصقاع السودان ومن قبل ومن بعد صاروا أعواناً على الدين والدنيا.

وبعد أن قاموا هؤلاء الأوغاد بكل عمليات النهب والسلب تجرأوا على هدمه وإحراقه وكأنهم أرادوا بالفعلة النكراء أن يقولوا للناس إن هذا البيت الرامز المدمر هو عنواننا للسودان الديمقراطي الذي نبشرُ به. وبعض العزاء العامر الذي يصلنا عبر الميديا في المنافي أن الأحباب الذين صابروا واصطبروا كانوا يطوفون على الطلل المبارك وهم يرددون:
ما حطموك ولكن بكَ حُطِّموا
من ذا يحطمُ رفرف الجوزاءِ

أما العزاء الكبير على هذا الحزن العميق هو إيماننا الراسخ بأن سودان ٥٦ الذي يعرفنا ونعرفه عائد، وأن الفكرة الرمادية في أذهان شعبنا سوف تغادر إلى الأبد، وأن المبدئيين وأهل الوسطية والاعتدال وحدهم هم الذين سوف يبنون السودان الجديد، وسوف يمزقون إلى الأبد أكذوبة المدني والعسكري. فكل أمةٍ فصمت العلاقة ما بين القلم والبندقية اختارت لنفسها أكبر مقبرة في عراء الحضارات.

وأخيراً من قال أن المنازل لا تبكي ولا تحسُ كما يبكي ويحسُ الناس. عزيزي منزل الحاج خوجلي والحاجة زينب ومهوى قلوب حارة القرشاب بودنوباوي دعنا نرفع النشيد والهتاف:
لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ
أقفرتِ أنتِ وهُنّ منكِ أواهلُ

حسين خوجلي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اختفاء شقيقين أثناء عطلتهما في تركيا

في حادث مأساوي وقع على ساحل منطقة بشيكتاش في إسطنبول، فُقد شقيقان من أصل تركي يقيمان في إسبانيا بعد أن جرفتهما الأمواج العاتية. الشقيقان عائشة ج. (29 عامًا) وفيلات ج. (23 عامًا) كانا في تركيا لقضاء عطلة مع والدهما، لكن رحلتهما انتهت بواقعة محزنة.

تفاصيل الحادث
بحسب التقارير التي تابعتها منصة تركيا الان، تدير العائلة مطعمًا في إسبانيا، وقد قدمت إلى تركيا يوم 14 نوفمبر. بعد قضاء حوالي 10 أيام في ديار بكر، انتقلت العائلة إلى إسطنبول يوم 23 نوفمبر استعدادًا للعودة إلى إسبانيا في 25 نوفمبر.

وخلال وجودهما في إسطنبول، قرر الشقيقان التنزه على الساحل في بشيكتاش، حيث وقعت الحادثة. وبحسب الشهود، سقطت عائشة في البحر لأسباب غير معروفة، وعندما حاول شقيقها فيلات إنقاذها، جرفتهما الأمواج العاتية معًا.

عمليات البحث مستمرة
فور تلقي البلاغ، هرعت فرق الإنقاذ إلى الموقع وبدأت عمليات البحث التي لا تزال مستمرة. وخلال العمل، تم العثور على هاتف محمول، فيما لم يُعثر على أي أثر للشقيقين حتى الآن.

والد الشقيقين، أنصاري ج.، أكد في إفادته للشرطة أنهما كانا في تركيا لقضاء عطلة٬ موضحا:
“وصلنا إلى ديار بكر في 14 نوفمبر، وقضينا هناك 10 أيام. في 23 نوفمبر انتقلنا إلى إسطنبول استعدادًا للسفر إلى إسبانيا في 25 نوفمبر. عندما رأيت الأخبار التي تناولت حادثة على الساحل، تطابقت التفاصيل مع أبنائي الذين لم أتمكن من التواصل معهم منذ يوم الحادث. لذلك أبلغت الشرطة.”

وأكد الوالد أن العائلة كانت تقيم في فندق بمنطقة ساريير.

مقالات مشابهة

  • الحل فى الصندوق «2»
  • وفاة أكبر معمر في العالم عن 112 عاماً
  • "تقنية عبري" تحتفل بـ"العيد الوطني المجيد"
  • حسام عبد المجيد: "مش قلقانين من بلاك بولز ولكن القلق من مستوانا"
  • حسام عبد المجيد..الزمالك يبحث الفوز بجميع البطولات
  • حسام عبد المجيد: هدفنا الحفاظ على لقب الكونفدرالية الإفريقية
  • اختفاء شقيقين أثناء عطلتهما في تركيا
  • وداع مؤثر من عائلة لعاملتها بعد 15 سنة من العمل .. فيديو
  • اليوم.. الأقباط الأرثوذكس يبدأون صوم الميلاد المجيد
  • أهالي قرية مغيوث بإزكي يحتفلون بـ"العيد الوطني المجيد"