موقع النيلين:
2024-09-17@13:27:32 GMT

بيت القصيد في عزاء بيت العائلة المجيد

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT


من كان يصدق أن حي ودنوباوي الابن البكر لأمدرمان العريقة يمكن أن يُحتل ويُخلى ويُسرق وتُعدم فيه الخطى نحو المساجد والمكارم والتواصل الحميد بكل هذه السهولة والتفريط. من كان يُصدق أن هذا الحي الموّار بالحياة يمكن أن يُصبح واحداً من أشهر الأطلال المشهودة في الشهور البائسة التي عاشتها بلادنا بعد مزلة الاجتياح الأعمى.

من كان يصدق بعد انكشاف المستور وبعد خروج هذه القوى المارقة، أنهم قاموا بتدبيرٍ مجرم باقتحام منزل أو بالأحرى خلوة الوالد الحاج خوجلي محمد حسن والوالدة الشريفية زينب طه حفيدة الشهيد العارف الشريف أحمد ود طه. اقتحموه وسرقوه وتملكوا بالحرام كل مقتنياته ومن ضمنها المكتبة العامرة التي كان يحتفظ بها عميد الأسرة الراحل شيخ العرب حسن خوجلي، وكانت تحتوي مجموعة مقدرة من مكتبة بروفيسور حيدر خوجلي والأديب المؤرخ عبد الله خوجلي والشهيد الدكتور عبدالاله خوجلي وجزء من مكتبتي الخاصة وقد أضاف لها سراج ومحمد ونجاة الكثير، وقد رفض الراحل حسن خوجلي ترحيلها بعد تخرجنا من هذا البيت العريق إلى بيوتنا الخاصة، وذلك للذكرى والفائدة العامة مع كثير من الوثائق والصور والذكريات.

لم يكن مجرد منزل بل كان قلعة من المآثر والفضائل الحقيقية وحب الآخرين ومن ديوانه وخلوته تخرج مئات الطلاب، والالاف من الضيوف والمرضى وأصحاب الحاجات والمسافرين، الذين تعلمنا منهم البِّشر والبشرى وكل مافي الناس من فيوضات المشاعر والإنسانية التي لا يسربلها المن ولا الأذى، بل أننا اكتسبنا منه وفيه آلاف المعارف والأصدقاء والأصحاب من كل أصقاع السودان ومن قبل ومن بعد صاروا أعواناً على الدين والدنيا.

وبعد أن قاموا هؤلاء الأوغاد بكل عمليات النهب والسلب تجرأوا على هدمه وإحراقه وكأنهم أرادوا بالفعلة النكراء أن يقولوا للناس إن هذا البيت الرامز المدمر هو عنواننا للسودان الديمقراطي الذي نبشرُ به. وبعض العزاء العامر الذي يصلنا عبر الميديا في المنافي أن الأحباب الذين صابروا واصطبروا كانوا يطوفون على الطلل المبارك وهم يرددون:
ما حطموك ولكن بكَ حُطِّموا
من ذا يحطمُ رفرف الجوزاءِ

أما العزاء الكبير على هذا الحزن العميق هو إيماننا الراسخ بأن سودان ٥٦ الذي يعرفنا ونعرفه عائد، وأن الفكرة الرمادية في أذهان شعبنا سوف تغادر إلى الأبد، وأن المبدئيين وأهل الوسطية والاعتدال وحدهم هم الذين سوف يبنون السودان الجديد، وسوف يمزقون إلى الأبد أكذوبة المدني والعسكري. فكل أمةٍ فصمت العلاقة ما بين القلم والبندقية اختارت لنفسها أكبر مقبرة في عراء الحضارات.

وأخيراً من قال أن المنازل لا تبكي ولا تحسُ كما يبكي ويحسُ الناس. عزيزي منزل الحاج خوجلي والحاجة زينب ومهوى قلوب حارة القرشاب بودنوباوي دعنا نرفع النشيد والهتاف:
لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ
أقفرتِ أنتِ وهُنّ منكِ أواهلُ

حسين خوجلي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شباب عائلات وعشائر الخليل يرفضون ما ورد في اجتماع الأجهزة الأمنية

الخليل - صفا

أعلن، يوم السبت، شباب عائلات وعشائر الخليل، رفضهم لما ورد في اجتماع الأجهزة الأمنية مع شخصيات من المدينة، من إساءة للمقاومة والشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداءً لفلسطين.

وأفاد بيان شباب العشائر بأن ما طرح في الاجتماع يتنافى مع قيم أهل الخليل وتقاليدهم، ولا يعكس إرادة المجتمع العشائري، مؤكدين على دعم المقاومة والنضال ضد الاحتلال.

وجاء في البيان، " نؤكد أن أية تلميحات تهدف إلى التقليل من شأن المقاومة، أو التشكيك في مكانة الشهداء وتضحياتهم، هي مرفوضة ولا تمثل إلا من أطلقها. ونحن أبناء الخليل نعتز بتضحيات شعبنا في كافة المحافظات الفلسطينية، ونعتبر أن دماء الشهداء هي التي رسمت معالم كرامتنا الوطنية وحقنا في التحرير".

ودعى البيان "إلى توحيد الصفوف لمجابهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته، والتوقف عن إطلاق تصريحات تهدف إلى بث الفتنة وزعزعة وحدة الشعب الفلسطيني".

وأصدرت رابطة شباب عائلة أبو سنينة بياناً، تؤكد فيه رفضها شيطنة المقاومة والإنجرار خلف مصالح خاصة وعلاقات مع الاحتلال.

وأوضح البيان "أن عائلة أبو سنينة تفخر بشهدائها ولا تخجل من وضع النقاط على الحروف، في وقت أراد البعض تغييب مفاهيم الوطنية والدوس على دماء الشهداء وتضحياتهم، من أجل بقاء علاقاته المشبوهة مع الإدارة المدنية، أو الاختباء والتستر تحت عباءة الوجاهة المزعومة".

وطالب شباب العائلة السلطة الفلسطينية ومحافظ الخليل، ببحث أسباب الفلتان الأمني وملاحقة الخارجين عن القانون، بدلاً من التصدي للمقاومين.

كما أكدت العائلة الأيوبية رفضها واستنكارها لما ورد في بعض المداخلات خلال الاجتماع، من عبارات وإشارات مسيئة للمقاومة.

وأشارت العائلة في بيانها إلى أن برنامج اللقاء لم يتضمن نقاشاً لأي موضوع يتعلق بالمقاومة، وكان يهدف إلى مناقشة التحديات الأمنية التي تواجه المدينة، بحسب الدعوة المقدمة للعائلة من قبل وزير الداخلية زياد هب الريح.

وأكدت العائلة على أن "مدينة الخليل كانت وستبقى دائماً سنداً للمشروع الوطني الفلسطيني، وقدمت العديد من التضحيات في سبيله".

مقالات مشابهة

  • عبد المجيد تبون يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للجزائر لولاية ثانية
  • تفاصيل مقتل العائلة في البصرة على لسان أقاربها.. فيديو
  • في عيده الأربعين.. لفتة ملكية تجاه الأمير هاري
  • ليلى عبداللطيف تحتفل بمولد حفيدها الأول .. صور
  • تقرير يحدث ضجة.. معلومات صادمة عن ميغان ماركل
  • غدًا.. عرض مشروع ترويجى لمسار العائلة المقدسة بتقنية VR بنقابة الصحفيين
  • صلاح سليمان: لا يصح ما يحدث مع حسام عبد المجيد.. ودونجا أدائه صفر وأوباما لا يستحق الرحيل عن الزمالك
  • شباب عائلات وعشائر الخليل يرفضون ما ورد في اجتماع الأجهزة الأمنية
  • المحكمة الدستورية : عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية الجزائرية لعهدة ثانية
  • المحكمة الدستورية الجزائرية تعلن فوز عبد المجيد تبون لفترة رئاسية ثانية