الخليج الجديد:
2024-12-26@03:03:17 GMT

ما جرى في 7 أكتوبر

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

ما جرى في 7 أكتوبر

ما جرى في 7 أكتوبر

حفاوتنا بما حققته المقاومة في غزة يجب ألا تصرف انتباهنا عن ضرورة الاحتشاد لكسب الحرب ضد إسرائيل يومًا ما، حتى إذا كان بعيدًا.

ليس كسب الحرب مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل مسؤوليتنا جميعًا ليس من باب التضحية والنخوة لكن دفاعًا عن الأمن القومي والمصلحة الوطنية لكل قُطر عربي.

ومن المؤسف أنني لا أكاد أجد أحدًا مشغولًا بهذه القضية في الوقت الحالي، وأشهد بأن الفلسطينيين سبقونا بتقديم حصتهم فيها، وكتبوا صفحتهم ببسالة رجالهم ودماء شعبهم.

ولأول مرة يصطف الغرب، وعلى رأسه أمريكا، في عداء صريح وفجّ للفلسطينيين بعد تخلّيها عن دور "الوسيط الشريف" الذي زعموه، مما يوحي أننا بصدد حملة صليبية جديدة.

* * *

أدعو إلى قراءة متأنية لخلفيّات وتداعيات الزلزال الذي حدث في غزة صبيحة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وأبدأ بملاحظة شخصية خلاصتها أنّ الحدث الجلل استدعاني للكتابة بعد انقطاع تجاوز 7 سنوات بعدما عانيت من شعور بالخجل لازمني جنبًا إلى جنب مع شعوري بالبهجة والتفاؤل حينًا والحزن والخزي في أحيان أخرى.

وسبب الخجل أن اعتكافي ضمَّني تلقائيًا إلى مربع المتفرجين والصامتين، وهو ما نفرت منه طوال ستين عامًا. ولم أجد حلًا للخروج من تلك الحالة إلا بالعودة المؤقتة للكتابة أيًا كان مدى تواضعها؛ اقتناعًا مني بأن الجهر بالتضامن والمساندة في هذه اللحظة التاريخية بات فرضَ عين على كل من انتسب إلى حِرفة الكتابة، حتى وإن كان كذلك يومًا ما.

(1)

وإذ قلت إننا بصدد «زلزال» ضرب غزة يوم ذاك، فإنني أستخدم نفس الكلمة التي أطلقها يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس حين وجّه تحذيرًا إلى الإسرائيليين في لقاء له مع أحد الوسطاء، تم في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، في سياق نقاش عن بعض المشاكل العالقة المتصلة بتعنّت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مع العمال الفلسطينيين.

وعلى ما ذكر، لي، الراوي- الذي حضر اللقاء- فإنه في ختام حديثه أبلغ الوسيط بأن تلك المشاكل إذا لم تحلّ خلال أسبوعين (أي قبل حلول شهر أكتوبر)، فسوف يواجه الإسرائيليون "زلزالًا" لا قِبل لهم به.

وهي الرسالة المختصرة التي نقلها الوسيط دون أيّ تفاصيل، ولم تأبه سلطات الاحتلال بالتهديد، خصوصًا بعدما حلّ أول أكتوبر دون أن يحدث شيء في القطاع، وهو ما جعلهم لا يحملون الكلام على محمل الجِد ولا يترددون في الاسترخاء بعد دخول الشهر الجديد، إلى أن وقعت الواقعة وكانت الصدمة الكبرى في السابع من أكتوبر.

حين أطلقَ السنوار تهديده فإنه تعمّد تضليل الإسرائيليين وتنويمهم. ولم يكن ذلك التمويه الوحيد الذي مارسه، لأنه وجّه عدة رسائل غير مباشرة أوصلت معلومات مغلوطة أخرى لإسرائيل صرفت انتباه أجهزتها عن حقيقة ما تعدّه حركة حماس.

ومن أبرز هذه المواقف أن إسرائيل حين شنّت حملة قمع شديدة استهدفت بعض قيادات حركة الجهاد الإسلامي منذ سنةٍ ونصفٍ، فإن قيادة حماس التزمت الصمت ولم تحرك ساكنًا. وكانت تلك رسالة استهدفت إيهام الإسرائيليين بأن الحركة مشغولة أو مكتفية بحكم قطاع غزة وأنها معنية بحل المشكلات الإنسانية والاقتصادية فيه.

وأثار انتباهي، في هذا الصدد، ما قاله الأستاذ عبد القادر ياسين المناضل والمؤرّخ الفلسطيني، أن 7 أكتوبر/ تشرين الأول لم يكن الموعد الأول للانتفاضة الكبرى، ولكنه كان الموعد الثالث، لأن حماس حدّدت موعدين سابقين، لكنها شكت باحتمال تسريبها عبر حركات المقاومة الأخرى التي أحيطت علمًا بالخبر. وفي رأيه أنه في المرة الثالثة لم تبلغ بعضَ حركات المقاومة الصديقة أو الحليفة الأخرى – حركة الجهاد الإسلامي مثلًا- إلا قبل نصف ساعة من بدء عملية "طوفان الأقصى".

(2)

لكي نضع المشهد في إطاره الصحيح فينبغي ألا ننسى أن القطاع ظلّ تحت الحصار المُحكم منذ 18 عامًا، وهو ما يعني أن ما يدخله مراقب وخاضع للفحص جيدًا من جانب السلطات الإسرائيلية، بحيث إن كل ما يشكّ في أنه يدخل ضمن عناصر القوة والمَنَعة محظور وغير مسموح بإدخاله إلى القطاع. ومراقبة كل ما يدخل ليست كافية، لأن الطائرات المسيرة (الزنّانة) ترصد كل ما يتحرك.

بالتالي فإن كل نشاط إنساني مرصود، بما في ذلك أنشطة حركات المقاومة والتدريبات التي تتم في فضائها ومعسكراتها. إلا أن المقاومة لم تستسلم لذلك الواقع القاسي، وكانت الأنفاق هي أبرز الحلول التي لجأت إليها، حتى يمكن القول؛ إن قوات الاحتلال إذا كانت قد تحكمت في كل ما فوق الأرض، فإن المقاومة أقامت عالمًا آخر لا سلطانَ لها عليه تحت الأرض.

عالم الأنفاق – التي يقدر طولها بحدود 500 كيلومتر – كان ولا يزال المصدر الأساسي للقوة العسكرية الذي توفرت له وفيه كل مستلزماتها من ورش تصنيع السلاح بمختلف أنواعه. إلى شبكات الاتصال ومراكز التوجيه والسيطرة ومعامل التجارب الفنية والدقيقة. وما عاد سرًا أن جهدًا كبيرًا بذل لتهريب السلاح ومستلزماته من مختلف الدول المحيطة.

كما أن حشدًا غير قليل من خبراء بمختلف التخصصات اكتسبوا خبراتهم من الدراسة والعمل في العديد من دول العالم المتقدم والنامي، خصوصًا أن الفلسطينيين أدركوا أنهم يقفون وحدهم تمامًا أمام الاحتلال الصهيوني. وإلى جانب استعانتهم بالخبرات المكتسبة الدقيقة التي مكنتهم من صنع «المسيرات»، فإنهم استعانوا أيضًا بما توفر لهم من "خردة" في تصنيع السلاح، تولت عدة مخارط تهذيبها وتشكيلها لتتحول إلى أجزاء فعّالة في عملية التصنيع.

لم يسلط الضوء كثيرًا على ابتكار تصنيع السلاح من الخردة، كما أن عبقرية إقامة شبكة الأنفاق بأنواعها المختلفة أحيطت بستار من الكتمان، وهو الستار الذي أخفت به حقائق الجهد الاستخباري الفائق الذي بذل لرصد كل ما يجري في مستوطنات غِلاف غزة، حتى إن قيادة القسام كانت لديها صور كافية لمباني ومحتوى القوة الإسرائيلية العسكرية المسؤولة عن التحكم في قطاع غزة.

وبلغت كفاءة ذلك الجهد حدًا مكّن المقاومة من قطع الاتصال بين قيادة الاحتلال والمستوطنات المنتشرة حول القطاع، ومن ثم اختراقها وتيسير السيطرة عليها خلال ساعات محدودة في السابع من أكتوبر.

حين توفّرت الإرادة واجتمعت الخبرات الفنية العالية نجحت حركة حماس في تأسيس سبع كتائب من المقاتلين قدّر عددهم بنحو 35 ألف شخص كان أكثر ما يميزهم ليس فقط الكفاءة واللياقة والتدريب، لكنهم ظلوا يتنافسون على الاستشهاد في مقاتلة العدو. واعتبر هؤلاء نخبة الحركة، التي قيل إن مجموع أعضائها ناهز عددهم مائة ألف شخص.

وشكّل هؤلاء القوة الضاربة للمقاومة التي ضمت مجموعات أخرى لبقية العناصر الوطنية التي في مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وشهداء الأقصى من حركة فتح. وهؤلاء أصبحوا يشكلون أركان الغرفة المشتركة للمقاومة، والمقاومة الوطنية العامة.

(4)

ثمة جديد في الصراع الدائر. فلأول مرة يدخل القتال شهره الرابع متجاوزًا مبدأ الحرب الخاطفة التي درجت عليها إسرائيل. ولأول مرة تصل صواريخ المقاومة إلى عمق إسرائيل ويُطلب من سكان كل من تل أبيب والمدن الكبرى، الاحتماءُ بالمخابئ. ولأول مرة تسقط هيبة إسرائيل وتسقط في ثناياها أسطورة جيشها واستخباراتها التي اعتقد الجميع أنها لا تهزم.

ولأول مرة تصطف الأنظمة الغربية – وعلى رأسها الولايات المتحدة – في عداء صريح وفجّ للفلسطينيين بعد تخلّيهم عن أداء دور "الوسطاء الشرفاء" الذي روّجوا له، وهو ما يوحي أننا بصدد حرب صليبية جديدة.

ولأول مرة ينكشف للعالم بشاعة وجه إسرائيل الحقيقي الذي مُورس منذ 1948 ولم يتوقف لحظة طوال 75 عامًا. ولأول مرة تخرج تظاهرات الأجيال الجديدة في عواصم العالم الغربي الحليفة لإسرائيل منددة بالعدوان الإسرائيلي. وكان مؤسفًا أنه لأول مرة تم إشهار غياب العالم العربي وعجز أنظمته عن الدفاع عن قضيتها "المحورية والمركزية".

ولأوّل مرة تحاكم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، الذراع القضائي الرئيسي للأمم المتحدة المسماة "محكمة العالم"، وينفضح أمر إسرائيل وتعرّى سياستها بعد القضية التي تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا متهمةً إياها بجريمة كل الجرائم، وهي إبادة الشعب الفلسطيني.

الذي لا يقل أهمية عن كل ذلك أنه لأول مرة شهد العالم العربي حربًا ومقاومة حقيقية للفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل حدوده منذ نكبة 1948، وذلك يعد تحولًا تاريخيًا تحدى الأمر الواقع الذي فرضته طوال 75 عامًا، وكانت نتيجته الزلزال. إذ تمت استعادة ملف فلسطين بقوة من زوايا النسيان بعدما تم تجاهله طويلًا، خصوصًا في السنوات العشر الأخيرة.

وكان ذلك مما جرّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حذف فلسطين كلها من خريطة المِنطقة في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، أي قبل أسبوعين فقط من "طوفان الأقصى".

هذه النقلة المهمة للملف الفلسطيني أحيت من جديد حُلم التحرير واستعادة الأرض بعد أن خبا وهج هذا الحلم بحيث لم يبقَ منه سوى اسم منظمة التحرير. وأتحدث هنا عن استدعاء الحلم بعدما وَهَن العزم وشاع بين الجميع أن إسرائيل عدو تستحيل هزيمته، ناسين أن الصليبيين مكثوا في بلادنا نحو مائتي عام قبل أن يجبروا على الرحيل إلى بلادهم.

على صعيد إحياء الأحلام وإيقاظها من رحم الغيب فإنني ألمح إرهاصات دالة على تحرك مهم للمياه الراكدة في محيطنا. أعني بذلك الموقف السلبي لأغلب الأنظمة الغربية إزاء قضية فلسطين، وإزاء تضامن بعض الدول الأفريقية وقرينتها في أميركا اللاتينية وهي أجواء أعادت إلى الوجود فكرة إحياء دور دول الجنوب.

وهو الذي عانى الكثير من استفزاز واستعلاء المستكبرين في دول الشمال. تلك التي دأبت على امتصاص دماء الجنوب وإذلاله بسلطانها حينًا من الدهر وبنموذج الليبرالية الغربية طيلة الدهر. وهو الذي أصبح مجللًا بالعار بعد فشله الذريع في الامتحان الأخلاقي برفض إدانة حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.

(5)

أدري أن ثمة فرقًا بين كسب معركة وبين الفوز في الحرب. والأول إنجاز يتم أثناء جولات القتال، أما الفوز فهو لا يعلن إلا بعد وقف إطلاق النار وتوقف القتال.

وليس بعيدًا عن الأذهان إنجاز القوات المسلحة المصرية الذي تحقق في 6 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 وتكلل بعبور خط بارليف، وبه وجهت ضربة موجعة لإسرائيل.

لكن التطورات التي حدثت بعد ذلك بزيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل وتصالحه معها، حيث أدّى إلى المقاطعة العربية للقاهرة وانفراط العِقد العربي مع إضعاف القضية الفلسطينية، ذلك كله سحب الكثير من رصيد إنجاز الجيش المصري، حين تبين أن مصر كسبت معركة العبور لكنها خسرت الحرب ضد إسرائيل.

لذلك فإن حفاوتنا بما حققته المقاومة في غزة يجب ألا تصرف انتباهنا عن ضرورة الاحتشاد لكسب الحرب ضد إسرائيل يومًا ما، حتى إذا كان بعيدًا. وتلك ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، لكنها مسؤوليتنا جميعًا ليس من باب التضحية والنخوة ولكن دفاعًا عن الأمن القومي والمصلحة الوطنية لكل قُطر عربي.

ومن المؤسف أنني لا أكاد أجد أحدًا مشغولًا بهذه القضية في الوقت الحالي، وأشهد بأن الفلسطينيين سبقونا بتقديم حصتهم فيها، وكتبوا صفحتهم ببسالة رجالهم ودماء شعبهم.

*فهمي هويدي كاتب صحفي مصري مخضرم

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر 6 أكتوبر فلسطين غزة المقاومة 7 أكتوبر الأمن القومي كسب الحرب ولأول مرة وهو ما فی غزة

إقرأ أيضاً:

رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء

على مدار أكثر من 14 شهرًا من المحاولات المكثفة التي تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر، بدأت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تُحقق تقدماً ملحوظاً، ما يجعل التوصل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى. وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر طوال المدة المذكورة عن تدمير أكثر من 85% من منشآت غزة، ومصرع أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتجاوز عدد الإصابات حاجز الـ100 ألف شخص، في ظل حرب إبادة أدانها المجتمع الدولي.

ورغم التفاؤل المتزايد بنجاح هذه الجولة من المفاوضات، تتمسك حكومة بنيامين نتنياهو، وفق تصريحاته، بشرط القضاء التام على المقاومة الفلسطينية، وهو ما يعتبره البعض محاولة لإرضاء الجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وفي المقابل، اضطرت المقاومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات تحت وطأة الضغوط العسكرية والجيوسياسية، مثل القبول بإبعاد شخصيات فلسطينية بارزة، وتوقيع اتفاق غير ملزم من إسرائيل. تعمل مصر بدورها على توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق توافق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، سعيًا لقطع الطريق على حجج إسرائيل التي تروج لغياب شريك فلسطيني موحد نتيجة الانشقاق الداخلي، وهو ما جاء ضمن مباحثات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا مع زعامات إقليمية ودولية.

ويرى محللون أن نتنياهو يستغل هذه الظروف لإرضاء الجناح المتطرف في حكومته، مستفيدًا من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية كبرى، إضافة إلى التغييرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة. ويأتي هذا في ظل تكتم كبير على تفاصيل المفاوضات لضمان إنجاحها. ومع ذلك، كشفت تسريبات محدودة عن تنازلات وصفتها حركة حماس بـ«المرونة»، والتي جاءت نتيجة التحديات التي واجهتها المقاومة خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتعطل جبهة الإسناد التي كان يمثلها حزب الله في جنوب لبنان.

وفق ما يعتبره محللون "تنازلات" من المقاومة، فإن حماس أبدت استعدادها لإبعاد شخصيات قيادية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إلى خارج الأراضي المحتلة ضمن صفقة الإفراج، إلى جانب العشرات من الأسرى الفلسطينيين كحل وسط. حاليًا، يدور التفاوض حول تحديد البلدان التي سيتم ترحيل هؤلاء الأسرى إليها. في الوقت نفسه، أكدت التسريبات أن القوات الإسرائيلية لن تُخلي مواقعها العسكرية على الفور، خاصة من محوري نتساريم وفيلادلفيا، لكنها ستنسحب تدريجيًاً بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق، تتمسك إسرائيل بتسلم جميع الأحياء منهم، بينما تسعى حماس إلى تسليم جثث الموتى أولاً كشرط للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.

كما كشفت التسريبات عن نوايا إسرائيل بمراقبة دقيقة لعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، حيث سيتم الإشراف على دخولهم مع فحص الأنشطة السابقة للأفراد، مع فرض قيود على دخول الشباب. أضف إلى ذلك، أن إسرائيل تحتفظ بحقها في التدخل العسكري داخل القطاع إذا رأت ضرورة أمنية، سواء لملاحقة المقاومين أو لأهداف أمنية أخرى، مما يعني استمرار القطاع تحت الرقابة الأمنية والعسكرية الدائمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

من النقاط الخلافية البارزة، إصرار المقاومة الفلسطينية على توقيع إسرائيل اتفاقاً مكتوباً بضمان دولي، بينما تكتفي إسرائيل بالمطالبة ببيان مصري قطري فقط لوقف إطلاق النار دون توقيع ملزم. في هذا السياق، أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن المرحلة الأولى من الهدنة ستستمر ستة أسابيع، وتشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى المحتجزين، مقابل إطلاق مئات السجناء الفلسطينيين.

وتتواصل المفاوضات بمشاركة فرق فنية تضم وسطاء مصريين رفيعي المستوى، ومسؤولين أمريكيين وقطريين، بجانب ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. في الوقت ذاته، وصل آدم بوهلر، مندوب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إلى المنطقة في إطار توصية من ترامب بإنهاء المفاوضات قبل تسلمه السلطة في 20 يناير. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن هذه المحادثات تعد الأفضل مقارنة بجولات التفاوض السابقة

اقرأ أيضاً«الاحتلال الإسرائيلي» يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بغزة

واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية «صور»شرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية

مقالات مشابهة

  • المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
  • تحقيق يكشف تفاصيل جديدة لفشل إسرائيل بصد هجوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • سامح عسكر: الجهاديون والصهاينة يعتبرون مقاومة إسرائيل عمالة لإيران
  • خبير: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين
  • تحركات غير عادية وتحذير من الحدود.. إسرائيل تكشف عن جانب جديد من تحقيقات 7 أكتوبر
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتهجير السكان الفلسطينيين