حالة الطوارئ الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى: ملايين الأرواح معرضة للخطر
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
تواجه جمهورية إفريقيا الوسطي، وضعا إنسانيا حرجا يهدد بقاء وكرامة ملايين الأشخاص.
وشدد محمد أغ أيويا، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى، على إلحاح الوضع في مؤتمر صحفي في جنيف.
وقد أدت النزاعات المسلحة الداخلية وتداعيات الجوار مع السودان إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية، مما يتطلب تدخلا فوريا.
أدت الاشتباكات المستمرة بين مختلف الجماعات المسلحة، في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى نزوح واحد من كل خمسة أشخاص يلتمسون اللجوء داخل البلاد أو في البلدان المجاورة.
كما أثرت فيضانات العام الماضي المدمرة، على أكثر من 100,000 شخص، وألحقت أضرارا بآلاف المنازل.
وبالإضافة إلى ذلك، أدت عقود من نقص الاستثمار في الهياكل الأساسية الاجتماعية والاقتصادية إلى عدم توفر الخدمات الأساسية للسكان، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان وقدرتهم على الصمود.
الحاجة الملحة للمياه النظيفة والتعليم والحماية:
إن الحالة في جمهورية أفريقيا الوسطى تبعث على القلق. ولا يحصل ثلاثة من كل خمسة مواطنين على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي، في حين أن 55٪ فقط من الأطفال يكملون التعليم الابتدائي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النساء والفتيات معرضات للخطر بشكل خاص، حيث يؤثر العنف القائم على نوع الجنس على ضحيتين كل ساعة.
في الربع الأول من هذا العام ، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 5000 حالة. وتظهر هذه الإحصاءات حجم التحدي الذي تواجهه المجتمعات المحلية والجهات الفاعلة في المجال الإنساني.
تأثير الحرب والوباء:
تفاقمت الأزمة الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى بسبب النزاع في السودان المجاور، والذي أدى إلى تدفق طالبي اللجوء والعائدين من جمهورية أفريقيا الوسطى. كما أثر جائحة COVID-19 وتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على موارد البلاد المحدودة بالفعل.
وقد فرض ذلك ضغوطا إضافية على السكان الضعفاء في المنطقة، مما جعل إيصال المساعدة الإنسانية أكثر تعقيدا وإلحاحا.
التحديات اللوجستية والاستجابة الإنسانية:
إن إيصال المعونة الإنسانية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى سباق مع الزمن، ويزداد صعوبة بسبب عدم الاستقرار الأمني والظروف الجغرافية.
وخلال موسم الأمطار، يتعذر الوصول إلى مناطق واسعة من البلاد عن طريق البر، مما يتطلب عمليات جوية لتوزيع المساعدات.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه عمال الإغاثة مخاطر يومية، حيث يتم الإبلاغ عن حادث عنف واحد كل يومين في المتوسط منذ عام 2022.
التعبئة لدعم المجتمعات الضعيفة:
وعلى الرغم من هذه التحديات، يكثف الشركاء في المجال الإنساني جهودهم لدعم السكان المستضعفين في جمهورية أفريقيا الوسطى.
في عام 2022، استفاد ما يقرب من مليوني شخص، أو أكثر من 90٪ من السكان المستهدفين، من المساعدات الإنسانية.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، تلقى 658,000 شخص أيضا مساعدات منقذة للحياة.
وقد قام الشركاء في المجال الإنساني بتخزين إمدادات الطوارئ مسبقا في المناطق الأكثر تضررا ووضعوا خطة استجابة إنسانية لعام 2023، مما يتطلب تمويلا إضافيا بقيمة 69 مليون دولار.
باختصار، تواجه جمهورية أفريقيا الوسطى أزمة إنسانية حرجة تهدد بقاء وكرامة الملايين من الناس. ويؤدي النزوح الجماعي والفيضانات والبنية التحتية المتخلفة والعنف القائم على نوع الجنس إلى تفاقم الوضع المحفوف بالمخاطر أصلا.
وعلى الرغم من التحديات اللوجستية والأمنية، يواصل الشركاء في المجال الإنساني تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمجتمعات الضعيفة.
ومن الضروري أن يضاعف المجتمع الدولي دعمه المالي واللوجستي لتخفيف المعاناة في جمهورية أفريقيا الوسطى وإعادة بناء الحياة التي مزقتها الحرب والحرمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمهورية إفريقيا الوسطى أفريقيا الوسطي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السودان تفاقم الاحتياجات الإنسانية فی جمهوریة أفریقیا الوسطى الإنسانیة فی جمهوریة فی المجال الإنسانی
إقرأ أيضاً:
هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟
لاشك أن الاستفهام عن هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، يفتح إحدى بوابات الأسرار عن سنن النوم ، الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وحيث إن النوم يعد الموتة الصغرى ، ينبع التساؤل عن هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، من تلك الأحاديث المنتشرة بين الناس ، والتي تكثر بدرجة كبيرة في تلك الأمور المتعلقة بالغيبيات، فهذا يثير التساؤلات عن أين تذهب الروح أثناء النوم، وقد يكون هذا هو أصل تلك الأقاويل المنتشرة والأحاديث ، وهو ما يطرح سؤال هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، وهو ما يعني التحقق من صحة الحديث.
لماذا يجب نفض الفراش 3 مرات عند النوم؟ للتحصين من 5 شرور هل تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم حرام؟.. انتبه لـ 5 حقائق هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمنوردت حقيقة هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، ضمن الأحاديث المنتشرة التي لا تصح ، ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: الأرواح تعرج في منامها إلى السماء، فتؤمر بالسجود عند العرش؛ فمَن كان طاهرًا، سجَد عند العرش، ومن ليس بطاهر، سجد بعيدًا عن العرش)، ودرجته : لا يصح.
النوم على طهارةقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن الوضوء قبل النوم سنة، وليس واجبا، وقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن فضائل الوضوء قبل النوم أن من بات طاهرًا بات معه ملك يستغفر له، بدليل الحديث الذي رواه ابن حبان وغيره: «مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا»، وقال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا، فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» سنن أبي داوود.
صعود الروح أثناء النوموأوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن صعود الروح أثناء النوم ، أن قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}إنما يعني عملية خروج الروح من الجسد، منوهًا بأن الوفاة هي خروج الروح من الجسد، ونحن لا ندرك تمامًا ما علاقة الروح بالجسد.. يعني هل الروح بداخل الجسد أم حول الجسد أم جزء داخل الجسد وجزء حوله؟.. لا نعرف؛ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} فعلمنا قليل.
وأشار إلى أنه حاول الماديون كثيرًا أن يصلوا إلى وزنها وإلى شكلها بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، ولم يصلوا لشيء، لكن على كل حال؛ ليس هذا هو الإشكال؛ الإشكال أن هناك وفاة؛ فما معنى الوفاة؟ علاقة الروح بالجسد إما أن تغادر الروح الجسد، موضحًا أنه قد تغادر الروح الجسد مُؤقتًا؛ وهذا يتم عند النوم، وإما أنها تغادر الروح الجسد فُراقًا طويلًا؛ وهذا هو الذي يُحدث الموت.. إذًا هناك وفاة عند النوم، وهناك وفاة عن الموت، وعند النوم تُغادر الروح الجسد مُؤقتًا، وترجع مرة أخرى إلى الحياة المعيشة، وهناك عند الموت؛ تُغادر الروح الجسد، ولا ترجع إلا إلى يوم الدين {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}.
وتابع : إذن ربنا سبحانه وتعالى قضى في العلاقة بين الروح والجسد مرتبتين: مرتبة النوم،ومرتبة الوفاة؛ ولذلك نجد في الأثر «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»، كأننا في حالة نوم فعندما تغادر الروح الجسد مغادرة نهائية مغادرة طويلة تنتبه الروح، وهذا يُسلي قلب من أصيب في أبنائه أو في عزيزٍ لديه ؛إن الروح باقية وأنها في حالة أسعد من الحالة التي كانت في الجسد، طبعًا الفراق عزيز «إن العين تدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول ما يغضب الله»، لكن هذا أمر الله فماذا نفعل ؟ الصبر {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، هذا الصبر الجميل ما مبناه ؟ إن الروح ليست فانية، وإنه يسمعني الآن.
وأفاد بأنه لذلك كان أولياء الله الكبار يحدث لهم أحوال من إدراكهم الشديد وإيمانهم الشديد بالحقيقة؛ إن الروح عندما تُغادر وتترك الجسد؛ هي في الحقيقة تتحرر من قيود الدنيا، ومن قيود الجسد، ومن كثافة هذا الجسد، يأتينا في القصص أن الشبلي في مرة من المرات، مات ابن له فضحك؛ سألوه: ابنك مات لماذا تضحك ؟ قال: أضحك لما أعد الله لي من الخير في الجنة عندما جعل ابني يسبقني، فيأخذ بيدي يوم القيامة ويجعله شفيعًا لي.