شهدت جمهورية إفريقيا الوسطي، الذكري السنوية الأولى للحريق الضخم الذى دمر بلدة كانتونير، والذي ترك بصمة لا تمحى على حياة سكانها.

 وبينما دمر النيران 25 منزلًا، ترسخ الظلم في نضال الضحايا من أجل العدالة والدعم. 

  محنة الضحايا 

  تسبب الحريق في كانتونييه، الذي أشعله انفجار في مستودع الوقود غير القانوني، في مأساة غير مسبوقة لسكانها.

 

وكان الوقود، المستورد من الكاميرون، يخزن في مستودع يستخدمه بانتظام مالك وكالة النقل البري Avenir Centrafrique نانا، انفجار مدمر المستودع، وسرعان ما انتشرت النيران إلى المنازل المجاورة. 

  وأحرق ما مجموعه 25 منزلا وسويت بالأرض، تاركة أصحاب المنازل والمستأجرين بلا مأوى بين عشية وضحاها. وقد تم تأجير بعض هذه المنازل لأغراض الدخل، ولم يفقد أصحابها ومستأجروها منازلهم فحسب، بل فقدوا أيضا سبل عيشهم. من بين الضحايا الأكثر تضررا، رأى فابريس، وهو أب ل 3 أطفال، وبائع بطاقات الهاتف وتعبئة الرصيد، مصدر رزقه يمحى في لحظة.

 واشتعلت النيران في عمله بالعملة البرتقالية البالغ مليوني دولار، والذي ترك آمنا في منزله، مما تركه دون موارد أو أمل في المستقبل. 

  وبينما يكافح الضحايا للتعافي من هذه الكارثة، فإن مالك وكالة النقل البري، السيد نانا، لا يتردد ويتجول دون عقاب، دون أي شكل من أشكال المسؤولية أو التعاطف مع أولئك الذين تركهم في يأس تام، إن الدمار والكرب اللذين خلفهما الحريق في كانتونير مثال قاتم على العواقب المدمرة لعدم المسؤولية واللامبالاة. 

بعد أن غرق في ضغوط الغيبوبة ، فقد فابريس الشاب ، وهو أب لثلاثة أطفال ، حياته بسبب مخاوف هائلة. 

  السعي غير المثمر لتحقيق العدالة

  وعلى الرغم من الجهود اليائسة التي يبذلها ضحايا حريق كانتونير للانتصاف، فإنهم يواجهون نظاما قضائيا مختلا وفاسدا وغير منصف، ولأكثر من عام، ذهبت شكاواهم أدراج الرياح، تاركة الضحايا في حالة من اليأس والعجز المتزايدين. 

  

بعد تقديم شكوى إلى السلطات المحلية، واجه الضحايا سلسلة من التأخيرات والعقبات البيروقراطية التي تحمل لقبا: حصاة،  “كان على هؤلاء الضحايا وضع حصاة على شكواهم بسبب الرياح”،  يقول أحد أبرز السكان المحليين في مكتب التحرير. 

لقد مر عام وشهر على المأساة، ولكن لم يتخذ أي إجراء ملموس لمعالجة شواغلهم المشروعة، وقد قوبل سعيهم لتحقيق العدالة بجدار من اللامبالاة والتقاعس عن العمل، مما كشف عن أوجه القصور الصارخة في نظامنا القضائي. 

  وفي مواجهة هذا المأزق، قرر الضحايا الذهاب إلى المحكمة في بوار، على أمل العثور على ما يشبه التعويض عن المظالم التي عانوا منها. 

ومع ذلك ، حتى هذه الخطوة اليائسة لم تؤد إلى نتائج ملموسة بسبب هذه الحصاة المفقودة. 

ويبدو أن آلية العدالة مجمدة، وغير قادرة على تلبية الاحتياجات الملحة للمواطنين الذين تضرروا بشدة من هذه المأساة. 

  

والأسوأ من ذلك أن الضحايا سعوا أيضا إلى تحقيق العدالة في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، ولكن جهودهم باءت بالفشل حتى الآن،  إن عدم وجود إجابات ودعم من السلطات المعنية يثير أسئلة أساسية حول حالة نظامنا القضائي والتزام الحكومة بدعم حقوق المواطنين. 

  

في بلد تسود فيه العدالة للأغنياء وتسود فيه اللامبالاة، يجد ضحايا الحريق في كانتونييه أنفسهم مهجورين ومهمشين. لقد أصبح سعيهم لتحقيق العدالة صراعا وحيدا ضد نظام يتجاهلهم ويتجاهلهم. 

  

وفي نهاية المطاف، وإلى أن يحصل الضحايا على التعويض والدعم اللازمين، سيظل الوعد بالعدالة سرابا بعيد المنال،  لقد حان الوقت لكي تعترف السلطات بمعاناة الضحايا ومحنتهم وأن تتصرف بحزم لمعالجة هذا الوضع الذي لا يطاق،  إن المقياس الحقيقي للمجتمع هو في كيفية تعامله مع مواطنيه الأكثر ضعفا، وحتى الآن، فإن الإجابة بعيدة كل البعد عن أن تكون مرضية. 

  

دعونا لا ننسى أن الحريق في كانتونييه كشف عن العيوب العميقة في نظامنا القضائي وعدم استقرار حقوق المواطنين الأكثر ضعفا.

 وما دام الوصول إلى العدالة وهما للفقراء، فإن الثقة في مؤسساتنا ستستمر في التآكل. لقد حان الوقت لأمتنا لمواجهة هذا الواقع القاسي وتعزيز العدالة للجميع، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمهورية إفريقيا الوسطى أفريقيا الوسطي الكاميرون الحریق فی

إقرأ أيضاً:

سقوط عدد من الضحايا في لبنان نتيجة انفجار أجهزة ” بيجر ” في عملية غامضة 

 

 

حيروت – متابعات

قُتل 8 أشخاص وأصيب 2800 آخرين بجروح، الثلاثاء، إثر انفجار أجهزة محمول محمولة من نوع “بيجر” (pager) في أيدي من يحملونها.

 

وقال وزير الصحة اللبنانية فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي، إن الانفجارات أدت إلى مقتل 8 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة 2800 بجروح، منهم 200 في حالة حرجة، وهي أرقام غير نهائية.

 

فيما ذكرت قوى الأمن الداخلي، في بيان، أنه “تعرضت أجهزة اتصالات لاسلكية من أنواع معينة في عدد من المناطق اللبنانية ولا سيما في الضاحية الجنوبية للتفجير؛ مما أدى إلى سقوط إصابات”.

 

وناشدت “المواطنين إخلاء الطرق تسهيلا لإسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات”.

 

كما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بوقوع “حدث أمني معادٍ غير مسبوق في الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى العديد من المناطق اللبنانية”.

 

وأوضحت أنه “تم بواسطة تقنية عالية تفجير نظام البيجر المحمول باليد”.

 

وأضافت أن “معظم المستشفيات في الجنوب والضاحية والبقاع تشهد عملية نقل الإصابات اليها، وأطلقت النداءات للمواطنين للتبرع بالدم من كافة الفئات في هذه المستشفيات”.

 

وطالبت وزارة الصحة، في بيان، جميع العاملين الصحيين بالتوجه إلى أماكن عملهم لتقديم العلاج للأعداد الكبيرة من المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات، وناشدت المواطنين التبرع بالدم.

 

ودعت الوزارة من يمتلكون أجهزة “بيجر” إلى رميها بعيدا بشكل فوري.

 

وأفادت وكالة “مهر” للأنباء الإيرانية بإصابة سفير طهران لدى لبنان مجتبى أماني، “جراء هجوم إسرائيلي سيبراني” استهدف جهاز الاتصالات اللاسلكي “بيجر”.

 

تنصل إسرائيلي

 

وفي إسرائيل، تنصل رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة “إكس” ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفه.

 

ودعا الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، في 14 فبراير/ شباط الماضي، مقاتلي الحزب وعائلاتهم وأهل الجنوب اللبناني إلى الاستغناء عن الهواتف المحمولة، ووصفها بـ”العميل القاتل” الذي يقدم معلومات دقيقة ومجانا لإسرائيل.

 

ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة “حزب الله”، تحت وطأة ضغوط جراء استمرار قصف الحزب لمواقع إسرائيلية وعدم قدرة عشرات آلاف النازحين الإسرائيليين على العودة إلى الشمال قرب الحدود مع لبنان.

 

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطيني.

 

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل؛ مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

 

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • حرب إهدار الكرامة: الطعام والأمن مطلب الضحايا، مزايدة الجناة
  • إخماد الحريق الذي اندلع في قرى زمرين ومتن الساحل بريف محافظة طرطوس
  • أوروبا.. العاصفة بوريس تحصد المزيد من الضحايا وعشرات القرى محاصرة
  • سقوط عدد من الضحايا في لبنان نتيجة انفجار أجهزة ” بيجر ” في عملية غامضة 
  • الكهرباء تؤكد: الإطفاء احترازي نتيجة الحريق والمحاولات مستمرة للسيطرة عليه
  • توضيح تفاصيل الحريق في محطة توليد جنوب بغداد
  • مجزرة البريج – شهداء وعشرات الضحايا تحت الأنقاض بقصف عدة منازل
  • الفيضانات في وسط أوروبا تغمر المزيد من المدن وأرتفاع عدد الضحايا
  • «حماة الوطن» يعلن صرف إعانات عاجلة لأسر الضحايا ومصابي حادث قطار الشرقية
  • عشرات الضحايا وتدمير آلاف المنازل جراء فيضان نهر بركة بالسودان