النظام الإيراني يتستر على أهدافه الاستراتيجية من خلال إشعال المواجهات في المنطقة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
لقد ذهب النوم من عيون سكان الشرق الأوسط بعد الهجوم بطائرة مسيرة على “البرج 22” بالقرب من الحدود الأردنية مع سوريا ومقتل ثلاثة من الجنود الأميركيين وجرح 34 آخرين.
هذا الهجوم الذي نفذته الميليشيات أدى إلى مقتل أكبر نسبة من القوات الأميركية منذ الحرب في غزة. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في أول تعليق على الهجوم، “نعلم أن الهجوم نفذته ميليشيات متطرفة تنشط في سوريا والعراق وتدعمها إيران”.
وتكرر خلال الفترة الماضية منذ اندلاع الحرب في غزة اتهام إيران في الضلوع في بعض الأحداث. وكانت التطورات في الأشهر الأربعة الماضية قد كشفت عن أن إيران وأميركا لا ترغبان في المواجهة المباشرة. كما أن إيران لم تتخذ رد فعل مباشراً في الرد على هجمات نفذتها إسرائيل في سوريا ولبنان، وأدت إلى مقتل عدد من قادة الحرس الثوري وقادة من “حزب الله” اللبناني، لكن هل ما نفذته الميليشيات المنتمية لإيران في العراق وسوريا في البحر الأحمر يعد رد فعل غير مباشر من إيران ضد الهجمات الإسرائيلية والأميركية؟
قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الأحد الماضي، في تعليقه على مقتل ثلاثة من الجنود الأميركيين، بوضوح، “اضربوا إيران. وجهوا لها ضربة قاسية. سياسة الردع التي تسير عليها إدارة بايدن قد منيت بفشل ذريع. النظام الإيراني لم يوقف تصرفاته”، لكن عماذا يتحدث السيناتور غراهام؟ وما التصرفات التي لم توقفها إيران؟ هل يقصد دعمها للميليشيات في المنطقة؟
المراقبون السياسيون والأمنيون يعلمون أن التصرفات التحريضية التي يقوم بها النظام الإيراني تجني كلفاً باهظة للحكام في طهران. لماذا يستمر النظام الإيراني بمثل هذه التصرفات المستفزة على رغم تحذير الخبراء؟
توريط هذه المجموعات التي أعتبرها كجزء من نظام الجمهورية الإسلامية، وليس جماعات نيابية أو ميليشيات مأجورة تعد جزءاً من أهداف تتبعها الحكومة الإيرانية من أجل التستر وتمرير أهداف مهمة وكبيرة في المنطقة، مثلما لا يمكن أن تحدث هجمات الحوثيين في البحر الأحمر من دون الحصول على معلومات، لا يمكن أن يحدث مثل الهجوم على القوات الأميركية بواسطة مثل هذه الميليشيات من خلال هجمات محسوبة تستهدف منطقة عسكرية.
النظام الإيراني يبحث عن أي مراوغة من أجل بقائه
خلال الأشهر الأربعة الماضية، وفيما كان العالم منهمكاً بحرب غزة وحضور القوات الأميركية في المنطقة، أقدم النظام الإيراني على إعدام اثنين من المعتقلين من بين المعارضين السياسيين الذين اعتقلهم خلال الاحتجاجات الماضية.
وكان النظام الإيراني قد أعدم الشاب ميلاد زهرة وند (21 سنة) من دون إبلاغ مسبق لذويه في سجن همدان. كما أعدم الشاب محمد قبادلو (23 سنة) في سجن قزل حصار في كرج، وكان الشابان من معتقلي الاحتجاجات السابقة التي شهدت هبة شاملة ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
عمليات القمع في البلاد لم تعد لها الصدارة ضمن اهتمامات الأخبار الدولية، فالحوثيون يشنون هجمات ضد سفن الشحن، وكذلك تنفذ القوات الأميركية هجمات ضد مواقع الحوثيين، وإسرائيل تستهدف لبنان وسوريا، ولم يبق أي مجال لتناول ما يجري في إيران.
وفي ظل مثل هذا الانشغال في العالم الغربي يستمر البرنامج النووي الإيراني بوتيرة أسرع مما مضى، وفيما تستمر الحرب والأحداث المتسارعة في المنطقة تحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران تقترب من صنع قنبلة نووية. وفي تقرير نشرته الوكالة الدولية الشهر الماضي، قالت إن إيران أقدمت على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة. وقد أكد أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بصورة صريحة أن إيران ومن خلال خلافها مع الغرب تتعامل مع الوكالة الدولية كرهينة لها.
وأقدمت إيران في الأشهر الأربعة الماضية مرتين على إطلاق أقمار اصطناعية إلى الفضاء.
وأعلنت إيران، الأحد، وقبل ساعات من الهجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أميركية في الأردن، عن إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية إلى الفضاء. وقبل أسبوع أعلنت طهران عن إطلاق القمر الاصطناعي البحثي “ثريا” بواسطة صاروخ قائم 100 العائد إلى الحرس الثوري ووضعته في المدار على بعد 750 كيلومتراً من الأرض.
وبعد إعلان هذا الخبر أعلن ثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا، أن البرنامج الإيراني في الفضاء يعد استمراراً لمشاريع توسعة التقنية الصاروخية للنظام وتتناقض مع قرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن.
إطلاق الأقمار الاصطناعية جزء من هذه الأنشطة، وتكملها الاختبارات الصاروخية بعيدة المدة. وتعمل إيران على مثل هذه الاختبارات الصاروخية في وقت ملائم فيما تستمر الحرب في غزة وتشهد المنطقة حالة توتر.
وعلى رغم جميع تصريحات المسؤولين في النظام الإيراني ودعوتهم إلى ضرورة إنهاء حرب غزة فهذه التصريحات تتناقض مع أهداف وردود فعل تعمل عليها إيران في ظل الحرب. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لفريد زكريا على هامش منتدى دافوس، “محور المقاومة سيستمر بالهجمات على إسرائيل ومصالحها حتى بعد انتهاء حرب غزة”.
وتعمل إيران على تحقيق الأهداف الثلاثة التي ذكرتها في ظل الأحداث الجارية في المنطقة والقلق من انتقال الصراع إلى باقي البلدان. وكلما استمرت حرب غزة فإن النظام الإيراني يجد أمامه فرصة أكبر من أجل التستر على برامجه وتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية الأحد الماضي أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ(سي آي أي) اجتمع مع كبار المسؤولين المصريين والقطريين والإسرائيليين من أجل هدنة لشهرين وتبادل الرهائن والسجناء الفلسطينيين وتوصل هؤلاء الأطراف إلى نتائج.
وفيما كانت الإجراءات تستمر من أجل التمهيد لهدنة عملت الميليشيات التي شنت هجوماً على “البرج 22” في الأردن على عرقلة مفاوضات باريس.
لكن، كيف ترد الولايات المتحدة الأميركية على الهجوم بالطائرات المسيرة في الأردن؟ هل تهاجم إيران؟
كانت تصريحات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد كشفت عن أن إيران لم تكن هدفاً مباشراً للهجوم الذي استهدف القوات الأميركية في الأردن.
وقال أوستن، “أنا غاضب ومتألم من مقتل ثلاثة من جنودنا في شمال شرقي الأردن. الميليشيات التابعة لإيران مسؤولة عن هذا الهجوم. سنرد على هذا الهجوم في الزمان والمكان المناسب”.
هذه التصريحات تلقي بالمسؤولية على الميليشيات المدعومة من إيران، ولا تعتبر إيران مسؤولة عن الهجوم.
وعلى رغم ذلك تكشف التطورات الجارية عن أن الولايات المتحدة الأميركية تنوي شن هجوم ضد إحدى القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، وكذلك تنوي استهداف قادة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.
وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز قد كتب على منصة “إكس” في رده على مقتل الجنود الأميركيين، “لا يوجد هناك فرق بين الحرس الثوري والمجموعات التي تقاتل بالنيابة عنها”.
وتستمر التصرفات الصلفة للنظام ضد الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ويتابع النظام استراتيجية هادفة بسرعة، وسيفاجأ العالم قريباً بأخبار مدوية ومحيرة مثل ما يحدث في كوريا الشمالية. وإذا ما أردنا تحليل التطورات المتسارعة في المنطقة، فيجب القول إنه لا يوجد هناك فرق بين المجموعات التي تحارب بالنيابة عن إيران والنظام الإيراني نفسه.
*نقلاً عن “اندبندنت فارسية” ترجمة النسخة العربية
*رئيس تحرير اندبندنت فارسية
يمن مونيتور31 يناير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام البحرية البريطانية تستعد لنشر حاملة طائرات في البحر الأحمر ضد الحوثيين مقالات ذات صلة البحرية البريطانية تستعد لنشر حاملة طائرات في البحر الأحمر ضد الحوثيين 31 يناير، 2024 واشنطن بوست: بايدن عالق في معركة غير حاسمة مع الحوثيين 31 يناير، 2024 البحرية الهندية تنقذ زورقين مختطفين… والجيش البريطاني يحذر من وجود مجموعتين من القراصنة قرب سقطرى 31 يناير، 2024 الإمارات تعين أول سفير لها في سوريا منذ اندلاع الصراع في 2011 30 يناير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف سمّوني من اليوم خالد اليمن – مصر 23 يناير، 2024 الأخبار الرئيسية البحرية البريطانية تستعد لنشر حاملة طائرات في البحر الأحمر ضد الحوثيين 31 يناير، 2024 واشنطن بوست: بايدن عالق في معركة غير حاسمة مع الحوثيين 31 يناير، 2024 الخارجية الصينية: الحكومة اليمنية تريد أن يكون لبكين دور أكبر في شؤون الشرق الأوسط 30 يناير، 2024 عضو الرئاسي اليمني سلطان العرادة يوجه برفع جاهزية الجيش القتالية 30 يناير، 2024 قائد عسكري أميركي: صواريخ ومسيّرات الحوثيين يمكنها ضرب الهدف خلال 75 ثانية 30 يناير، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم سمّوني من اليوم خالد اليمن – مصر 23 يناير، 2024 الحوثي لم يعد مشكلة سعودية 16 يناير، 2024 فرانك جاردنر.. الإجراء المباشر ضد الحوثيين ربما يكون وشيكاً 11 يناير، 2024 نهر الاغتيالات 9 يناير، 2024 حافة الهاوية تلوح في الشرق الأوسط 8 يناير، 2024 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 17 ℃ 22º - 17º 73% 1.01 كيلومتر/ساعة 22℃ الأربعاء 22℃ الخميس 22℃ الجمعة 21℃ السبت 22℃ الأحد تصفح إيضاً النظام الإيراني يتستر على أهدافه الاستراتيجية من خلال إشعال المواجهات في المنطقة 31 يناير، 2024 البحرية البريطانية تستعد لنشر حاملة طائرات في البحر الأحمر ضد الحوثيين 31 يناير، 2024 الأقسام أخبار محلية 25٬599 غير مصنف 24٬149 الأخبار الرئيسية 12٬690 اخترنا لكم 6٬701 عربي ودولي 6٬074 رياضة 2٬110 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬008 كتابات خاصة 2٬007 منوعات 1٬837 مجتمع 1٬759 تراجم وتحليلات 1٬525 تقارير 1٬458 صحافة 1٬455 آراء ومواقف 1٬417 ميديا 1٬253 حقوق وحريات 1٬222 فكر وثقافة 845 تفاعل 761 فنون 461 الأرصاد 182 بورتريه 62 أخبار محلية 40 كاريكاتير 27 صورة وخبر 22 اخترنا لكم 7 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا أخر التعليقات Fathi Ali Alfaqeeh
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
راي ااخرما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
رانيا محمدعملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
الصفحة العربيةانا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...
رانيا محمدان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: النظام الإیرانی الوکالة الدولیة فی المنطقة فی الأردن فی سوریا أن إیران فی الیمن من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
اطلع على أهدافه ومراحل العمل به.. أمير المنطقة الشرقية يستقبل أعضاء مشروع “توثيق تاريخ كرة القدم السعودية”
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، في مكتبه اليوم، ممثلي أعضاء فريق عمل مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية.
واطلع سمو أمير المنطقة الشرقية خلال اللقاء على سير المشروع، وأهدافه الرامية إلى حفظ وتوثيق تاريخ كرة القدم في المملكة، بما يعكس التطور الكبير الذي شهدته الرياضة السعودية على مر العقود.
وثمن سموه الجهود المبذولة من فريق العمل في هذا الجانب، مشيرًا إلى أهمية إثراء المكتبة الرياضية السعودية، ودعم الهوية الثقافية والتاريخية للرياضة الوطنية.
اقرأ أيضاًالمجتمع“قرية جازان التراثية” ملتقى ثقافي يحتفي بأصالة المنطقة وتنوعها
من جانبه، نوه فريق العمل بدعم سمو أمير المنطقة الشرقية، واهتمامه وتوجيهاته السديدة، مؤكدين عزمهم على مواصلة العمل بما يحقق أهداف المشروع، ويسهم في إبراز مكانة المملكة كوجهة رياضية بارزة.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الزيارات التي يعقدها فريق العمل مع المسؤولين ورواد الرياضة في المملكة؛ حيث يهدف المشروع إلى جمع المعلومات التاريخية من مصادرها الأصلية، وتوثيق قصص النجاح والإلهام التي أسهمت في تشكيل المشهد الرياضي في المملكة.