حقوقية في HRW: يجب السماح للاجئين الفلسطينين بالعودة إلى ديارهم
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قالت مديرة قسم البرامج في منظمة هيومن رايتس ووتش، ساري باشي، إنه يجب السماح للاجئين الفلسطيين بالعودة إلى ديارهم، كما دعت المجتمع الدولي لمحاربة التهجير القسري الذي تقوم به قوات الاحتلال في غزة.
وفي مقال لها على موقع "نيويورك بوكس" قالت باشي إن القانون الدولي يكفل حق العودة للنازحين، لكن كثيرا ممن نزح في غزة لن يجد منزله الذي نزح منه.
وتابعت: "معظم الناس في غزة هم بالفعل لاجئون أو أحفاد اللاجئين الذين فروا أو طردوا من الأراضي التي أصبحت جزءًا من إسرائيل".
وتاليا المقال كاملا:
مرّ ما يقرب من أربعة أشهر منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها على غزة، في أعقاب المذبحة التي راح ضحيتها مئات المدنيين على يد مسلحين تقودهم حماس في جنوب البلاد. ووفقًا للسلطات المحلية، نزح ما يصل إلى 80% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، أكثر من مليون منهم في رفح، على الحدود المصرية. وقُتل أكثر من 26 ألف شخص، من بينهم ما لا يقل عن 10 آلاف طفل.
حتى في ظل استمرار الأعمال العدائية، يتحول الاهتمام إلى الإجراءات التي ينبغي اتخاذها عندما يهدأ القتال. وقالت الحكومة الأمريكية إنه ينبغي السماح لسكان غزة النازحين داخليًّا بالعودة إلى منازلهم، وهو حق يكفله القانون الدولي. لكن الكثيرين لن يكون لديهم منازل يعودون إليها. وأفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 60 بالمائة من الوحدات السكنية في القطاع تعرضت لأضرار أو دمرت. كما تعرضت شبكة الكهرباء، ونظام المياه والصرف الصحي، والنظام الصحي، والمطاحن، والأراضي الزراعية، وغيرها من البنية التحتية المدنية لأضرار بالغة.
علاوة على ذلك، فإن معظم الناس في غزة هم بالفعل لاجئون أو أحفاد اللاجئين الذين فروا أو طردوا من الأراضي التي أصبحت جزءًا من إسرائيل. إذن، ما هي المنازل التي يحق للفلسطينيين في غزة العودة إليها؟
أنا يهودية أمريكية إسرائيلية، متزوجة من لاجئ فلسطيني من غزة، وتاريخ عائلتنا يشير إلى إجابة لهذا السؤال. في المرة الأولى التي أخرج فيها الجيش الإسرائيلي حماتي من منزلها، كان عمرها حوالي خمس سنوات (ليس لديها شهادة ميلاد). في سنة 1948، عندما اقترب الجنود الإسرائيليون من قريتها الواقعة فيما يعرف الآن بالساحل الجنوبي لإسرائيل، هربت عائلتها إلى غزة، من بين أكثر من 700 ألف فلسطيني فروا أو طُردوا في الحرب التي أدت إلى إنشاء إسرائيل. (يطلق الفلسطينيون على أحداث التهجير الجماعي اسم “النكبة”).
وكانوا يعيشون في خيمة في مخيم للاجئين قبل أن ينتقلوا إلى منزل خرساني صغير له سقف من مادة الأسبستوس. وفي المخيم تزوجت من رجل من قريتها، التي هدمتها السلطات الإسرائيلية في نهاية المطاف. وأنجبا خمسة أطفال معًا.
في المرة الثانية التي دمرت فيها قوات الاحتلال منزلها، كانت أمًّا وحيدة في الثلاثينيات من عمرها، تربي الأطفال بمفردها – وكان زوجها قد فر إلى مصر خلال الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة سنة 1967. هدمت قوات الاحتلال منزلها في السبعينيات، من أجل توفير مساحة أكبر للمناورة العسكرية في مخيم اللاجئين المكتظ. ثم عاشت هي وأطفالها مع أقاربهم. في التسعينيات، بعد أن سلمت إسرائيل جزءًا كبيرًا من إدارة أراضي غزة إلى السلطة الفلسطينية، خصص لها مكان في المخيم لبناء مجمع عائلي مكون من ثلاث شقق، واحدة لها وواحدة لولديها وعائلتيهما.
كانت في الثمانين من عمرها عندما أجبرتها قوات الاحتلال على مغادرة منزلها للمرة الثالثة. في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هربت إلى رفح مع أطفالها وأحفادها وأحفاد أحفادها، بعد أن أمرت قوات الاحتلال سكان شمال غزة البالغ عددهم مليون نسمة بالفرار إلى الجنوب. وبعد وقت قصير من فرارهم، تلقى صهري مكالمة هاتفية من مسؤول عسكري إسرائيلي يحذره بضرورة إخلاء منزل العائلة، الذي كان على وشك القصف خلال عشر دقائق. فأجاب: “لن أغادر”، على الرغم من أنه كان في رفح بالفعل؛ يتمتع شقيق زوجي بروح الدعابة.
منذ تشرين الأول/ أكتوبر، شهد بقية أبناء وأحفاد حماتي تدمير منازلهم أو تلقوا تحذيرات هاتفية مماثلة. ونخشى أن تكون هي وزوجها من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة الذين أصبحوا بلا مأوى حديثًا. في هذه الأثناء، تثير تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تطالب سكان غزة بمغادرة القطاع، شبح التهجير القسري، الذي يعد جريمة حرب. كما أنها تغذي الصدمات التي تتوارثها الأجيال، بالنسبة لحماتي ونحو 1.7 مليون لاجئ يعيشون في غزة، أي 77 بالمائة من السكان. على مدار خمسة وسبعين عسنة، رفضت الحكومة الإسرائيلية السماح لهم بالعودة إلى الأماكن التي تركوها وراءهم – وهو ما يمثل أحد الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يغذي التصعيد الحالي للأعمال العدائية.
إن حماتي لها الحق في اختيار مكان العودة؛ إلى المنزل الذي فقدته في تشرين الأول/ أكتوبر أو إلى حيث فقدت منزلها في سنة 1948. وإذا كان صناع السياسات في الولايات المتحدة يريدون الالتزام بشكل وثيق بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، فينبغي لهم ألا يعارضوا التهجير القسري من شمال غزة فحسب، كما فعلوا، بل دعم حق اللاجئين في أن يقرروا بأنفسهم مكان العودة وإعادة البناء، بما في ذلك المناطق التي أصبحت الآن جزءًا من إسرائيل. وذلك لأن حق العودة – المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية – يستمر حتى عندما تتغير السيادة على إقليم ما، طالما أن اللاجئين وأحفادهم، بغض النظر عن مكان ولادتهم، لقد حافظوا على روابط كافية مع المنطقة بحيث يمكن اعتبارها “موطنهم”، ويعد هذا الحق غير قابل للتفاوض.
يملك الجانب الآخر من عائلتي أيضًا تجربة جماعية مع النزوح، فبعد خمس سنوات من خسارة حماتي لمنزلها في سنة 1948، فقد والدي منزله في بغداد، بعد أن جعلت الحكومة العراقية هناك الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لليهود في أعقاب إنشاء إسرائيل. وكشرط للسماح له ولوالديه بالمغادرة، وجردته الحكومة العراقية من جنسيته، ووجد ملجأً في إسرائيل حيث أصبح مواطنًا. بالنسبة لوالدي والعديد من اليهود الإسرائيليين الآخرين، فإن احتمال عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل يشعل المخاوف من فقدان الملاذ الآمن الذي تمثله لهم البلاد والأغلبية اليهودية التي يريدون الحفاظ عليها.
يحمل العديد من اليهود الإسرائيليين ذكريات متوارثة بين الأجيال عن المحرقة في أوروبا – والتي أصبحت أكثر فتكًا بسبب رفض الدول في جميع أنحاء العالم قبول اليهود الأوروبيين كلاجئين – والاضطرار إلى الفرار من الدول العربية بعد سنة 1948. بالنسبة للعديد من اليهود، أدت حرب السابع من تشرين الأول/أكتوبر والجرائم ضد المدنيين الإسرائيليين إلى تفاقم هذه الصدمة. لكل شخص الحق في الحصول على ملاذ آمن، والقانون الدولي لحقوق الإنسان يمنح الحكومة الإسرائيلية حرية واسعة لوضع سياسات الهجرة – بما في ذلك تشجيع الهجرة اليهودية – واتخاذ تدابير لحماية مواطنيها والمقيمين فيها. ولكن ينص على أنه لا ينبغي لأي ملاذ آمن أن يأتي على حساب انتهاك حق الفلسطينيين في الأمان وغيره من الحقوق الأساسية، بما في ذلك الحق في العودة.
ما الذي يجب فعله؟ وفي غياب تغييرات جذرية في سياسات الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية، لن تتمكن حماتي من إعادة بناء المنزل الذي فقدته عندما كانت طفلة في أي وقت قريب. وسأشعر بالارتياح إذا سُمح لأهل زوجي بالعودة إلى شمال غزة وتلقي الدعم لإعادة بناء منزل هناك. إذا لم تسمح الحكومة الإسرائيلية للاجئين الفلسطينيين في غزة بالعودة إلى ديارهم الأصلية، فعليها على الأقل ألا تقوم بتهجيرهم قسرا من مخيمات اللاجئين حيث بنوا حياة جديدة. ولكن إذا أردنا أن نضع حدا، ليس فقط للعنف الحالي، بل أيضاً لدوامة القمع التي تجتاح إسرائيل وفلسطين، فيتعين علينا أن نتبنى نهجا ثابتا وقائما على الحقوق – مهما كان ما قد يجده البعض غير مريح أو مخيف – والذي يعالج مشكلة الأسباب الجذرية لدوامة العنف. ويشمل ذلك احترام حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة اللاجئين النزوح احتلال غزة لاجئين نزوح طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العودة إلى دیارهم الفلسطینیین فی قوات الاحتلال بالعودة إلى تشرین الأول التی أصبحت أکثر من سنة 1948 فی غزة
إقرأ أيضاً:
من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس 30 يناير 2025، استشهاد قائدها العام محمد الضيف، بعد مسيرة طويلة، توجها بعمليتي "سيف القدس" (2021) و"طوفان الأقصى" (2023).
ولم توضح القسام، في كلمة مصورة لمتحدثها أبو عبيدة، ظروف استشهاد الضيف الملقب بـ"أبو خالد"، واكتفت بالإشارة إلى أنه ارتقى في ساحات القتال بقطاع غزة ضد إسرائيل "مقبلا غير مدبر".
ونعاه أبو عبيدة قائلا إنه "استشهد هو وثلة من الرجال العظماء أعضاء المجلس العسكري العام للكتائب في خضم معركة طوفان الأقصى حيث مواطن الشرف والبطولة والعطاء".
وأضاف أن هؤلاء القادة "حققوا مرادهم بالشهادة في سبيل الله التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة بالعمل في سبيل الله، ثم في سبيل حريتهم ومقدساتهم وأرضهم".
وشدد على أن "هذا ما يليق بقائدنا محمد الضيف الذي أرهق العدو منذ أكثر من 30 سنة، فكيف بربكم لمحمد الضيف أن يُذكر في التاريخ دون لقب الشهيد ووسام الشهادة في سبيل الله؟".
وعلى مدى سنوات، نفذت إسرائيل محاولات عديدة لاغتيال الضيف، لكنها فشلت في تحقيق هدفها، رغم إصابته في إحدى تلك المحاولات.
آخر محاولة لاغتياله أعلنتها إسرائيل كانت في 13 يوليو/ تموز 2024، حين شنت طائرات حربية غارة استهدفت خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 300 آخرين.
لكن "القسام" نفت آنذاك صحة اغتياله، قائلة: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
** فمن محمد الضيف؟
ولد محمد دياب إبراهيم الضيف عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة عايشت كما آلاف العائلات الفلسطينية آلام اللجوء عام 1948؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي سن مبكرة، عمل الضيف في أكثر من مهنة ليساعد أسرته الفقيرة، فكان يعمل مع والده في محل "للتنجيد".
درس الضيف في كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح، وتشبع خلال دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي.
وبدأ نشاطه العسكري أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث انضم إلى حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل في ذلك العام ليقضي في سجونها سنة ونصفا دون محاكمة بتهمة "العمل في الجهاز العسكري لحماس".
وأوائل تسعينيات القرن الماضي، انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها مدة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك.
في عام 2002، تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.
** مدافع عن القدس والأقصى
وعلى مدار حياته وقيادته في القسام، انشغل الضيف بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في مواجهة اعتداءات إسرائيل.
هذا الأمر جعل اسمه يترد في الهتاف الشهير "إحنا رجال محمد ضيف" الذي بات يردده الفلسطينيون بالمسجد الأقصى في مواجهة الاقتحامات الإسرائيلية له، رغم أنهم لا يهتفون عادة لأي شخصية سياسية سواء كانت فلسطينية أو عربية أو إسلامية.
وبدأ الشبان الفلسطينيون في ترديد هذا الهتاف بمنطقة باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، في بداية شهر رمضان عام 2021 الذي وافق آنذاك 13 أبريل/ نيسان، حينما كانوا يحتجون على إغلاق الشرطة الإسرائيلية المنطقة أمامهم.
وبعد احتجاجات استمرت أكثر من أسبوعين، تخللها إطلاق أكثر من 45 صاروخا من غزة، على تجمعات إسرائيلية محاذية له، تراجعت إسرائيل وأزالت حواجزها من باب العامود.
وآنذاك، حذر الضيف إسرائيل من مغبة الاستمرار في سياساتها في القدس.
ولاحقًا، تكرر اسم الضيف في مظاهرات تم تنظيمها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، احتجاجا على قرارات إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في الحي لصالح مستوطنين.
وعلى إثر ذلك، خصّ الضيف، في بيان صدر في 4 مايو/ أيار 2021، سكان الشيخ جراح بأول إطلالة بعد سنوات من الاختفاء الإعلامي.
إذ قال إنه يحيي "أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة"، مؤكدا أن "قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجري عن كثب”.
ووجه "تحذيرا واضحا وأخيرا للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليا”.
وبعد أكثر من عامين من ذلك التاريخ، عاد الضيف للدفاع عن المسجد الأقصى، عبر عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي يُعتبر من مهندسيها.
إذ كان من أبرز مبررات إقدام "القسام"، على تلك العملية، تمادي إسرائيل في العدوان على القدس والمسجد الأقصى.
وعلى مدى نحو عقدين من الزمن، جاء الضيف على رأس قائمة الأشخاص الذين تريد إسرائيل تصفيتهم، حيث تتهمه بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام.
ويفتخر جل الفلسطينيين بالضيف وبما حققه من أسطورة في التخفي عن أعين إسرائيل عقودا من الزمن، ودوره الكبير في تطوير الأداء العسكري اللافت لكتائب القسام، وخاصة على صعيد الأنفاق والقوة الصاروخية.
ويعزو جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" فشله لسنوات طويلة في تصفية الضيف إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن تفكير، وقدرة على التخفي عن الأنظار، لدرجة أنه سماه "ابن الموت".
** "كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا"
وسابقا، نجا الضيف من عدة محاولات اغتيال منها في أغسطس/ آب 2014، حيث قصفت إسرائيل منزلا شمالي مدينة غزة بخمسة صواريخ، ما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين بينهم زوجة القيادي الضيف (وداد) وابنه علي.
كذلك، حاولت إسرائيل اغتيال الضيف عام 2006، وهو ما تسبب، وفق مصادر إسرائيلية، في خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف.
وحاولت إسرائيل اغتياله للمرة الأولى عام 2001، لكنه نجا، وبعدها بسنة تمت المحاولة الثانية والأشهر، والتي اعترفت إسرائيل فيها بأنه نجا بأعجوبة وذلك عندما أطلقت مروحية صاروخين نحو سيارته في حي الشيخ رضوان بغزة.
وكان آخر المشاهد المسجلة للضيف ظهوره ضمن وثائقي "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، وهو يضع اللمسات الأخيرة لعملية "طوفان الأقصى".
وحينها ردد كلمات لخصت مسيرته وهو يشير إلى خريطة فلسطين، جاء فيها:
كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا
ولِي في هذه الأرض آلافُ البُذُور
ومهما حاوَل الطُّغاةُ قلعَنَا ستُنبِتُ البُذُور
أنا هنا في أرضِي الحبيبة الكثيرة العطاء
ومثلُها عطاؤُنا نواصِلُ الطَّريق لا نوقفُ المَسير