أكد خبراء تربويون وطلاب، أن تحسين الامتيازات المالية والمسارات في برنامج الابتعاث الحكومي لعام 2024 سيكون لهما انعكاسان الأول زيادة الإقبال من الطلاب القطريين على تخصصات كان التسجيل فيها ضعيفا والثاني إتاحة فرص متعددة من الاختيارات وخاصة في برنامج الابتعاث الداخلي، معتبرين أن استحداث مسارات جديدة في الابتعاث الحكومي الخارجي والداخلي يواكب احتياجات سوق العمل المحلي وسيساهم في رفده بالكفاءات الوطنية في مختلف القطاعات.


وقالوا في تصريحات لـ «العرب»: إن برامج الابتعاث الحكومي وما بها من تحديثات تركز على التخصصات الحيوية والعلمية التي يحتاجها سوق العمل، سواء في القطاع الحكومي أو شبه الحكومي أو القطاع الخاص، بما فيها التخصصات الهندسية والصحية، لافتين إلى أن الابتعاث الحكومي يستهدف صناعة كفاءات وطنية تساهم في بناء نهضة الوطن.

فهد المسلماني: بداية لحل أمور تقف عائقا أمام القطريين

قال الخبير التربوي فهد المسلماني، إن خطة الابتعاث الحكومي الجديدة «خطوة جيدة وبداية لحل أمور تقف عائقا أمام إقبال الطلاب القطريين على بعض التخصصات التي يحتاج إليها القطاعان الحكومي والخاص. 
وأضاف المسلماني أن زيادة الامتيازات والحوافز المالية ستساعد على جذب عدد كبير من الشباب الذي يصبح لديه التزامات تحتاج إلى المال لمواصلة الدراسة براحة وطمأنينة تساعده على الاستمرارية في مهمته التعليمية في الابتعاث. 
ألا أن الخبير التربوي يرى أن تلك الخطوة تحتاج إلى خطوات أخرى تبدأ من مرحلة مبكرة في المدارس من أجل تهيئة وترغيب الطلاب في التخصصات التي تطمح الدولة لسد العجز أو الاحتياجات بها، موضحا على سبيل المثال أن التخصصات التربوية تحتاج إلى تحسين صورة المعلم بالمجتمع وأمام طلابه وتخفيف الأعباء الوظيفية عنه، وكذلك التخصص الطبي يحتاج إلى توفير بيئة تخصصية في مثل هذه المجالات الطبية. 
وأكد أن نجاح هذا الاستثمار الضخم خاصة مع زيادة أعداد الطلاب المقبولين لهذا العام يحتاج خطوات فعالة في المدارس بالأخص لاكتساب الطلاب المعرفة وتطوير المهارات في التخصصات المطلوبة أو المتوافقة مع برامج خطة الابتعاث.
ورأى أن التحسينات التي طرأت على برامج الابتعاث الداخلي تمثل حافزا للطلاب القطريين خاصة الذكور على التسجيل بها، معتبرا أن الدولة حاولت توفير بعثات داخلية تحافظ على التقارب الأسري والعدالة في الامتيازات مع المبتعثين بالخارج. 
وأكد أن رفع الامتيازات المالية الممنوحة للبعثات الخارجية كان أمرا هاما خاصة مع ارتفاع التكاليف والأعباء الاقتصادية على الطلاب بالخارج وبخلاف ضريبة البعد الأسري، معتبرا أن التنوع في المسارات يعطي الطلاب فرصا أكثر للاختيار خاصة أن بعضهم يعاني من قلة الخيارات والمقاعد المتاحة في بعض التخصصات.

د. أحمد الساعي: التنوع في التخصصات يواكب التوجه نحو الذكاء الاصطناعي

اعتبر الدكتور أحمد جاسم الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك في كلية التربية في جامعة قطر، أن التحسينات التي شملتها خطة الابتعاث الحكومي 2024-2025 خطوة جيدة وحافز كبير لتشجيع القطريين الذكور للالتحاق بالتخصصات التربوية، مؤكدا أنها بداية موفقة من وزارة التربية والتعليم لعلاج عزوف الشباب عن العمل بمهنة التدريس بعد رفع المكافأة الشهرية والدرجة الوظيفية المتقدمة.
وقال الساعي إن التنوع في زيادة المسارات الأكاديمية في خطة الابتعاث تساعد الطلاب على الاختيار بشكل أفضل وإتاحة أكثر من فرصة في مسارات مختلفة، مضيفا أن التنوع في التخصصات يواكب التغيير الجاري في العالم مع ظهور الذكاء الاصطناعي ودخول التكنولوجيا في التخصصات العلمية بشكل أكبر، مما يلبي احتياجات السوق المحلي في المستقبل بهذه التخصصات.
وأضاف أن زيادة الامتيازات المالية أمر هام للطلاب من أجل إعانتهم على غلاء المعيشة بالأخص للابتعاث الخارجي، مشيدا باستجابة الدولة للمطالب بهذه الأمور من قبل المتخصصين وتحديدا زيادة أعداد الطلاب المقبولين الأمر الذي يعطي فرصة لأكبر عدد من الخريجين في الثانوية وبالتالي يرفد السوق بكوادر وطنية أكثر تتواءم مع زيادة الاحتياجات.
واختتم تصريحه قائلا إن التحسينات بشكل عام تشجع الطلاب القطريين على الاستمرار في الدراسة في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه بالإضافة إلى التسهيلات والرعاية والامتيازات.

يوسف سلطان: سخاء في توفير الامتيازات والمكافآت للمبتعثين

قال السيد يوسف سلطان، الخبير التربوي إن الابتعاث الحكومي هو استثمار في العنصر البشري من خلال تدريب أبناء الوطن وضمان التحاقهم بأفضل الجامعات العالمية للحصول على الخبرات العلمية والتطبيقية المتعددة، والعودة إلى قطر لاستكمال بناء الوطن بما اكتسبوه من معلومات وخبرات نظرية وتطبيقية، تسهم في دعم نهضة قطر، منوها بحرص الدولة على توفير أفضل الفرص التعليمية لأبنائها داخليا وخارجيا لبناء كوادر وطنية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل.
وأشار سلطان في تصريحات لـ العرب إلى أن الدولة كانت سخية في توفير الامتيازات والمكافآت للطلاب المبتعثين داخلياً وخارجياً، لدعم الطلاب وتوفير سبل الرعاية اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج، مثمناً سعى وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إلى دعم الابتعاث الخارجي للإفادة من مخرجاته في التنمية الشاملة التي تشهدها دولة قطر،عن طريق تأهيل شباب الوطن، سواء في الجامعات الخارجية او الجامعات المحلية التي ساهمت في توفير العديد من التخصصات العلمية اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي.
وأشاد بحرص الدولة على توفير مناخ تعليمي يواكب الرؤية الوطنية 2030 وربط المتخرجين باحتياجات سوق العمل لضمان مساهمتهم في بناء الوطن والارتقاء به إلى صفوف العالمية على جميع المستويات والقطاعات.

مريم المالكي: أنصح الطلبة باختيار التخصصات العلمية

قالت الطالبة مريم المالكي إن برنامج الابتعاث الحكومي يوفر أفضل الفرص التعليمية للطلبة داخليا وخارجيا، كما يسهم في تعليم الطالب للغة جديدة، وإتقان لغة البلد الذي يدرس فيه ويطلعه على نظام دراسي احترافي وعالي المستوى، الأمر الذي ينعكس عليه بشكل إيجابي، فيعلم قيمة الوقت وأهمية تنظيمه.
وأكدت المالكي أنها تخوض تجربة الابتعاث الحكومي الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي من خلال التحاقها بجامعة استراثكلايد البريطانية لدراسة علوم الصيدلة لمدة 5 سنوات وسنة أخرى في البرنامج التأسيسي الذي يُعِد الطالب للتخصص، وبينت أنها اتخذت قرارا بخوض هذه التجربة مدفوعة بتشجيع والديها بما تتعزز لديها ثقافة الاعتماد على النفس ومواجهة الحياة وإدارة أمورها بشكل مستقل، إلى جانب الاختلاط مع ثقافات أخرى.
وأكدت المالكي أن طموحها منذ البداية كان في دراسة طب الاسنان، لكن لم يكن هناك طب اسنان في جامعة قطر أو ضمن قائمة تخصصات الابتعاث، فتوجهت الى الطب وقدمت على القبول المبكر بتخصص الطب في جامعة قطر قبل أن التحق بالابتعاث الخارجي حيث تم قبولي، ولكن كنت أود أن أجرب الدراسة في الخارج والغربة والاعتماد على النفس. 
وأضافت: كان من الصعب علي أن أجد قبولا لتخصص الطب في الخارج خاصة أن بعض الجامعات تتطلب مقابلة شخصية، فقدمت على تخصص صيدلة بما أن ميولي كانت للكيمياء أكثر من الاحياء. وكان من الصعب علي إدارة البوصلة من طب اسنان الى طب عام ثم صيدلة.

حمد الحول: التخصصات المتاحة تلبي الطموحات

قال الطالب حمد الحول إن العديد من الطلاب يطمحون للتقديم في برنامج الابتعاث الحكومي للحصول على البعثة الجامعية سواء كانت خارجية أو داخلية، خاصة الطلاب الذي يستوفون شروط القبول في البرنامج.
وأكد الحول أن قائمة الجامعات المعتمدة للابتعاث الخارجي تشمل العديد من الدول العربية، فضلا عن الأجنبية، كما أن التخصصات المتاحة للابتعاث للعام الأكاديمي 2024 – 2025 كثيرة ومتنوعة وتلبي طموحاتنا كطلاب.
وأضاف إنه يتم اختيار التخصص حسب ميول الطلاب وقدراتهم وكذلك حسب المعدل العام، كما أن الوزارة تتولى توجيه وإرشاد الطلاب قبل ابتعاثهم خاصة ضمن الابتعاث الخارجي، وهناك شروط معينة للالتحاق بهذه البعثات الخارجية أو الداخلية ومنها المعدل وحسن السيرة والسلوك، وأن يكون لائقا طبيا وغيرها من الشروط.
وقال إن الدولة لم تقصر مع الطلاب سواء من خلال توفير فرص تعليمية متميزة تلبي طموحاتهم أو من خلال الامتيازات والمكافآت لجميع الطلاب المبتعثين داخلياً وخارجياً، منوها بتسهيل شروط القبول في برامج الابتعاث الحكومي من خلال إضافة مسارات جديدة للابتعاث.

شاهين حسن: الدراسة في الخارج تطور قدرات المبتعثين

قال الطالب شاهين حسن احد الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة، إن توافر العديد من فروع الجامعات العالمية في الدوحة ساهم في توفير فرص تعلُّم عديدة أمامنا، مؤكدا أن فرص الطلبة المتفوقين في الحصول على بعثة خارجية أو داخلية أو منحة تعليمية أكبر، وأشار إلى أنه استطاع الحصول على معدل 99,7% في الفصل الدراسي الأول، معلنا طموحه في دراسة الطب البشري، مشيرا إلى أهمية التركيز على التخصصات العلمية التي يحتاجها سوق العمل، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، بما فيها التخصصات الحيوية في الطب والهندسة أو التركيز على تخصصات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، لافتاً إلى أن الدراسة في الخارج تعمل على تنمية وتطوير المبتعثين وتجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المناسبة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الابتعاث الحكومي الامتيازات المالية الطلاب القطريين التخصصات العلمیة برنامج الابتعاث فی التخصصات الدراسة فی العدید من التنوع فی فی الخارج سوق العمل فی توفیر من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

رسوم ترامب تزيد الضغوط على الشركات الأميركية الصغيرة

تواجه الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة تحديات متزايدة مع توجه الرئيس دونالد ترامب نحو فرض تعريفات جمركية جديدة، مما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف وتعطيل خطط النمو لعدد كبير من الشركات، وفقا لما ذكرته بلومبيرغ.

وفي حين رحب عديد من أصحاب الأعمال الصغيرة بوعود ترامب السابقة بإصلاح الاقتصاد وتخفيف اللوائح التنظيمية، فإن سياسته التجارية الحالية أثارت قلقا واسع النطاق.

ووفقا لمؤشر التفاؤل للأعمال الصادر عن الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة، شهد التفاؤل بين الشركات الصغيرة ارتفاعا قياسيا بعد فوز ترامب في الانتخابات.

لكن مع إعلانه عن تعريفات جمركية بنسبة 10% على السلع الصينية، وفرض تعريفات بنسبة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية ابتداء من الشهر المقبل، بدأ عديد من أصحاب الأعمال في التعبير عن مخاوفهم بشأن التأثير السلبي لهذه الإجراءات على أعمالهم.

ارتفاع التكاليف وتجميد خطط التوسع

وفي ولاية كاليفورنيا، تعتمد شركة "ليدترونيكس" على استيراد بعض مكوناتها من الصين، مما سيجعلها عرضة للتعريفات الجديدة. وقال رئيس الشركة بيرفيز لودي: "زبائني لن يقبلوا بزيادة الأسعار، وإذا لم أتمكن من امتصاص هذه التكاليف، فقد أفقد بعض العملاء الرئيسيين".

إعلان

وفي ولاية فلوريدا، أوقف مصنع "ساني تيوب"، المتخصص في تصنيع أنابيب الصلب والصمامات لمصانع الأغذية، خُطط التوسع الخاصة به بسبب عدم اليقين الناجم عن التعريفات التجارية الجديدة.

وقال رئيس الشركة تود آدامز: "نحن الآن في حالة من الترقب. لا يمكننا وضع خطط مستقبلية قبل أن نعرف ما الذي سيحدث غدا، أو خلال الشهر المقبل، أو حتى خلال العام المقبل".

فرص أميركية وسط الأزمة

ورغم المخاوف المتزايدة، فإن البعض يرى أن التعريفات الجديدة قد تمنح المنتجات الأميركية ميزة تنافسية أمام الواردات. فمثلا، تأثرت صناعة الأثاث المنجد بسبب ضعف سوق الإسكان في الولايات المتحدة، مما أجبر شركة كيفن تشارلز فاين أبلستري في ميسيسيبي على تقليص عدد الوظائف.

وقال رئيس الشركة روستي بيرهيل إن جزءا من المنتجات الأرخص ثمنا يتم تصنيعه في الصين، وسيخضع للرسوم الجمركية الجديدة، لكنه يأمل أن يمنحه ذلك ميزة سعرية أمام المنتجات الصينية المستوردة.

وأضاف بيرهيل: "علينا أن ندير أعمالنا وفقا للواقع الجديد. هذه هي طبيعة السوق، وعلينا التكيف مع التحديات القادمة".

تبعات أوسع

ويحذر خبراء الاقتصاد من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى تراجع في القدرة الشرائية للمستهلكين وزيادة التكاليف على الشركات، مما قد يضر بالنمو الاقتصادي على المدى الطويل.

وقال تقرير صادر عن مجلس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك إن التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب خلال ولايته الأولى أدت إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 0.5% وزيادة تكاليف الإنتاج لعدد كبير من الشركات.

مقالات مشابهة

  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • اتحاد خبراء البيئة العرب: ظهور الإيجوانا في بورسعيد ليس غريبًا
  • أجمل القصص للأطفال في رمضان 2025.. تزيد الوعي والفكر
  • ناقشها مسلسل عقبال عندكوا.. نصائح للشاب قبل الإقبال على الزواج
  • رسوم ترامب تزيد الضغوط على الشركات الأميركية الصغيرة
  • iOS 18.4 قادم في أبريل.. تحسينات كبرى على Siri ومزايا جديدة
  • تحسينات مرورية حول مدارس أبوظبي
  • ضعف الإقبال الجماهيري يهدد تيفو الهلال في الكلاسيكو
  • سلسلة لقاءات في السراي... هذا ما أكده سلام أمام وفد من الكونغرس الأميركي
  • أتمنى أن تكون هذه الحرب قد علمتنا خطل منح الامتيازات المناطقية والجهوية!