وزير الأوقاف يفتتح الملتقى الوقفي «أصل ثابت وعطاء متجدد»
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
افتتح سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء أمس، فعاليات الملتقى الوقفي الأول «أصل ثابت وعطاء متجدد»، بحضور الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني المدير العام للإدارة العامة للأوقاف، وعدد من المسؤولين بالقطاع الحكومي والأهلي، وذلك في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب.
ويأتي الملتقى الذي تنظمه الإدارة العامة للأوقاف في إطار تعريف الجمهور بالوقف، ودوره الحيوي في المجتمع من خلال شعار الإدارة العامة للأوقاف «الوقف شراكة مجتمعية»، حيث يشارك أكثر من عشرين جهة من القطاع الحكومي وقطاع جمعيات المجتمع المدني، التي تربطها بالأوقاف شراكات مجتمعية، وتقدم من خلالها العديد من الخدمات المتنوعة.
قال الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني المدير العام للإدارة العامة للأوقاف، خلال كلمته الافتتاحية للملتقى، إن تقدم الوقف وازدهاره في المجتمع هو مقياس لتقدم المجتمعات وازدهارها في مختلف المجالات، وما نشهده اليوم، بفضل الله أولاً ثم بذل الواقفين الكرام وجهود المخلصين، موجهاً الشكر لسعادة وزير الأوقاف وجميع العاملين في هذا القطاع ولشركاء الأوقاف في المجتمع.
وأضاف: إن الوقف حقق إنجازات متعددة على الصعيد الاستثماري وعائدات الوقف، وعلى صعيد اللوائح والقوانين المنظمة وحوكمة الوقف، وعلى صعيد الخدمات الإلكترونية والأنظمة، وعلى صعيد الشراكات المجتمعية وخدمة قطاعات المجتمع المختلفة، وعلى صعيد البحوث والدراسات الوقفية.
وأكد أن الإدارة العامة للأوقاف تعتبر رائدة على مستوى العالم في المجال الوقفي، مضيفاً: نطمح أن نلتقي مع شركائنا في النجاح كل عام في فيء شجرة طيبة أصلها ثابت وعطاؤها يتجدد كل حين بإذن ربها. ودعا الجمهور الكريم لحضور المعرض المصاحب وفعالياته والتعرف على الإنجازات الوقفية.
الإنجازات الوقفية
ومن أهم إنجازات المصرف الوقفي للبر والتقوى للعام الماضي، مشروعات إفطار الصائم التي استفاد منها 750 ألف مستفيد، و500 أسرة مستفيدة داخل قطر من مشروع الأضاحي.
وبالشراكة مع حفظ النعمة استفاد نحو 37 ألفا من مشروع السيارات المبردة، كما بلغ عدد المستفيدين نحو 5 آلاف أسرة داخل قطر.
ومن خلال المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة، بلغ عدد المنتسبين لمراكز تعليم القرآن الكريم 30.010 طلاب وطالبات في 132 مركزاً، و26 داراً للطالبات. وموسوعة مختصة بصحيح الإمام البخاري والتي تحوي 7541 مخطوطاً، و1706 مطبوعات، فيما شارك 6705 متسابقين في مسابقة المحدث الصغير، بينما شارك 1273 متنافساً في جائزة كتارا لتلاوة القرآن الكريم، وشارك 20.199 طالباً وطالبة في المسابقة المدرسية، وغيرها من الإنجازات الخاصة بالمصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة.
وسجلت إنجازات المصرف الوقفي لخدمة المساجد بناء 30 من المساجد وبيوت الأئمة، فيما يجري تنفيذ 175 أخرى، كما تم إنشاء 21 مسجداً مصنعاً، بالإضافة إلى مشاريع الصيانة والتوسعة والفرش للمساجد وبيوت الأئمة، بالإضافة إلى التحاق 1.264 إماماً ومؤذناً في 55 دورة تدريبية، وغيرها من الإنجازات الخاصة بقطاع المساجد. وفيما يتعلق بالمصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية، سجلت شبكة إسلام ويب نحو 165 مليون زيارة، فيما سجلت مواقع الشبكة باللغات الأخرى أكثر من 71 مليون زيارة. واستفاد من المنح التعليمية الكاملة في دولة قطر 1.421 طالباً وطالبة في مختلف المراحل التعليمية الأساسية والجامعية والعليا بالإضافة إلى مساعدات تعليمية لعدد 308.017 طالباً وطالبة.
واستفاد من البرامج الثقافية التي قدمها مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي أكثر من 890 ألف مستفيد وذلك من خلال 3238 برنامجاً. وغيرها من البرامج التعليمية والتثقيفية المتنوعة. وعبر المصرف الوقفي لرعاية الأسرة والطفولة، استفادت 52 أسرة قطرية من وقفية بيوت الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، كما تم دعم حملة عون وسند بمبلغ 10 ملايين ريال ضمن حملة الإغاثة العاجلة لمتضرري الزلزال في سوريا وتركيا، واستفاد عدد 95 أسرة متعففة بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.
ومن خلال المصرف الوقفي للرعاية الصحية، استفاد 114 من مرضى القلب، وتم إجراء 20271 غسلة كلى على نفقة الواقفين الكرام في مستشفى حمد، وغيرها من المشاريع الصحية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية كالسكري، وذوي الاحتياجات الخاصة، والتوحد وغيرها. بالإضافة إلى عدد من المشاريع الاستثمارية المتنوعة.
الندوات المصاحبة
ومن المقرر أن يتضمن الملتقى على مدار 5 أيام عدداً من الأنشطة والفعاليات والمحاضرات التفاعلية، بالإضافة إلى سلسلة من الندوات المصاحبة، التي تتضمن ندوة «فليتزوج» وتدار من قبل الشيخ محمود المحمود ويشارك فيها د. حمود القشعان وناصر الهاجري، وذلك ضمن المصرف الوقفي لرعاية الأسرة والطفولة، وندوة «اغد عالماً أو متعلماً» وتدار من قبل الشيخ معاذ القاسمي ويشارك فيها د. أيوب الأيوب ود. محمد المصلح، وذلك ضمن المصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية، وندوة «لا تغضب» وتدار من قبل الشيخ فهد المحمد ويشارك فيها د. محمد عبد العليم ود. عبد المعين القحطاني ضمن المصرف الوقفي للرعاية الصحية.
الجهات المشاركة
وتتضمن الكلمات التفاعلية للجهات المشاركة محاضرة «اعتن بطفلك» التي تقدمها الجمعية القطرية للسكري، ومحاضرة «فليغرسها» ويقدمها برنامج لكل ربيع زهرة. ويقدم مركز الاستشارات العائلية «وفاق» محاضرة «سكناً»، ويقدم حفظ النعمة كلمة تحت عنوان «لا تسرفوا»، فيما يقدم مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي محاضرتين، الأولى «حسن الخلق» وتُقدم باللغة المليبارية، والثانية «أثقل عمل في الميزان» وتُقدم باللغة الإنجليزية.
مسابقات متنوعة
وتمتد المسابقات باللغات العربية والإنجليزية والمليبارية على مدار أربعة أيام، بالإضافة إلى فعالية ارسم ولون في جناح إسلام ويب بالساحة الخارجية لجامع الإمام. وفيما يتعلق بمسابقة الأجنحة، تشهد الساحة ذاتها مسابقة سجل حديثاً نبوياً في جناح مسابقة المحدث الصغير، وأخرى لتسجيل قصيدة فصيحة أو نبطية في المديح النبوي في جناح جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يتم تكريم 10 متسابقين لكلتا المسابقتين يومياً.
المركز الثقافي
ويقدم جناح مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي فعاليات متنوعة، منها مشاهدة فيلم رحلة عبر الزمن من خلال تقنية توفر بيئة ثلاثية الأبعاد. ويتيح الجناح كتابة أسماء الزوار بالخط العربي مع خطاط مصحف قطر، على فترتين صباحية ومسائية يومي الأربعاء والخميس.
نسخ قيمة
كما يمكن للزوار الحصول على نسخة من مصحف قطر، وكتابي «الأذكار» للإمام النووي و»الشمائل المحمدية» للإمام الترمذي، من جناح إدارة الشؤون الإسلامية، فيما يحوي جناح مكتبة الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني -رحمه الله- الوقفية كتباً متنوعة يمكن اقتناؤها، ويعرض مركز الدراسات الوقفية بجناح الإدارة العامة للأوقاف مجلة الوقف المحكمة، التي تُعنى بنشر البحوث في مجال الأوقاف والاقتصاد الإسلامي والعمل الخيري، وتهدف إلى إتاحة الفرصة للباحثين والمتخصصين لتحكيم ونشر نتاجهم العلمي باللغتين العربية والإنجليزية.
ويمكن للزوار تصحيح تلاوتهم في فعالية «صحح تلاوتك القرآنية»، التي تُقام في جامع الإمام محمد عبد الوهاب.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزير الأوقاف بالإضافة إلى وعلى صعید وغیرها من عبد الله من خلال آل ثانی
إقرأ أيضاً:
السكر الأحمر في ولاية منح.. تراث زراعي متجدد واستثمار واعد
عرف العُمانيون منذ القدم زراعة قصب السكر وعصره لإنتاج السكر الأحمر، الذي لم يقتصر استخدامه على تحلية الأطعمة، بل كان جزءًا أساسيا من تقاليدهم الغذائية والدوائية. فقد استخدموه في صناعة الحلوى العُمانية الشهيرة، كما كان مشروبًا مفضلاً خلال فصل الشتاء، وعلاجًا شائعًا لأمراض البطن ضمن الطب الشعبي. ورغم مرور الزمن، لا يزال السكر الأحمر يحظى بمكانة خاصة وقيمة اقتصادية مرتفعة، إذ يصل سعر الكيلوجرام الواحد إلى خمسة ريالات، مما حفّز الأجيال الشابة على مواصلة زراعته وإنتاجه، حفاظًا على هذا الإرث الزراعي العريق.
وفي ولاية منح، يعد قصب السكر من الزراعات المعمرة إلى أكثر من خمس سنوات، حيث توجد زراعته كذلك في العديد من الولايات، نظرا لما يمثله من مصدر دخل لهم.
وقد بدأ العمل في المعصرة باستقبال قصب السكر الذي تم حصاده مؤخرا من مزارع "العويجا" بالولاية، كما تستقبل المعصرة القصب من الولايات المجاورة، حيث يبدأ العمل بشكل متواصل خلال أيام شهر رمضان المبارك بعد التوقف لما يقارب من عام كامل، مع انتهاء الموسم الماضي، وتمثل هذه الفترة ذروة إنتاج السكر الأحمر مع استكمال عمليات الحصاد ووصول المحصول تباعا إلى المعصرة بنظام الحجز اليومي، حتى يتمكن العمال من إنجاز العصر أولا بأول ودون فترات تأخير قد تؤدي إلى تراجم أعواد القصب. فعملية العصر تقوم على الآلة لكن العامل البشري يمثل عنصرا مهما، حيث يقوم بتلقيم آلة العصر أعواد القصب لاستخراج مادة "الشارج" وهو العصير الأولي للقصب، ومن ثم يتم تفريغه في مراجل مخصصة للطبخ على موقد باستخدام الديزل، وتستمر عملية الطبخ لمدة ثلاث ساعات تقريبا في المتوسط ويمكن أخذ "الزيج" من "المرجل" قبل تمام النضج بساعة تقريبا وهو الذي يستخدم بديل عسل النحل ليرش على خبز "الرخال" للأكل، وبعد اكتمال النضج ينقل العصير ساخنا ويوضع في أحواض التبريد المخصصة لهذا الغرض حتى يجمد ويتبخر منه ما بقي من الماء، ثم يوضع في علب وأواني التخزين أو في "جراب الخوص"، المتعارف عليها محليا والمصنوعة من سعف النخيل، ليسهل جفافه ونزول مادة "الخمير" منه والتي تدخل هي الأخرى في مكونات غذائية مثل صناعة الحلوى العمانية ليعطيها مذاقا ونكهة مميزة وبالتالي سعرا أعلى.
العمليات الزراعية لقصب السكر
وتعد منطقة "العويجا" الزراعية الخصبة في ولاية منح من المناطق التي تتمتع بتربة خصبة تناسب المحصول، مع وفرة المياه خاصة في المواسم الأخيرة، حيث غزارة فلجي الخطم. وتتطلب زراعة قصب السكر عمليات زراعية طويلة إلى جانب الري والتسميد وتهيئة الأرض. وتتابع دائرة التنمية الزراعية وموارد المياه في ولاية منح اهتمام المزارعين بزراعته من خلال المتابعة والتوجيه والإرشاد ومد المزارعين بالتقاوي الجيدة ومكافحة الآفات الزراعية للمحصول.
يرى محمد بن خلف المسروري صاحب معصرة "الزبادية" لعصر قصب السكر أن الجهود يجب أن تكون مضاعفة من خلال تدخل وزارة الثروة الزراعة والسمكية وموارد المياه من أجل تطوير المعاصر وإدخال تقنيات حديثة على عمليات الإنتاج والتصنيع حتى لا يبقى السكر الأحمر مجرد مادة خام. وربما يكون من الضروري إنشاء مصنع متخصص لإنتاج مكونات السكر الأحمر وإعادة تصنيعه واستخراج مشتقات متنوعة للسوق المحلي والتصدير بما يحقق الاكتفاء لجوانب متنوعة منه وخاصة أنه يدخل في صناعة الحلوى العمانية ذات الجودة العالية حتى يحقق قيمة مضاعفة للمزارع.
وتبدأ زراعة قصب السكر نهاية شهر مارس من كل عام، حيث يستمر المحصول عاما كاملا برعاية وري وتسميد، فيبدأ المزارع بحراثة الأرض وعمل الخطوط والأخاديد لثبات التقاوي عند غرسها في التربة لمواجهة الرياح التي قد تحدث على فترات الموسم الممتدة أحد عشر شهرا مع إضافة ثلاثة أكياس من "سوبر الفوسفات" في التربة ثم "سماد اليوريا" لاحقا ثم تتواصل عمليات المتابعة حتى الوصول لمرحلة ربط الأعواد ثم يتم قطعها وتقشير اللحاء الخارجي والأوراق والفروع الخضراء لتبقى العيدان بطولها نظيفة وسهلة العصر لتتم عملية الحصاد أو ما يسمى بمرحلة كسر القصب، ثم يقوم المزارع بربط الأعواد على شكل "كومات" وشحنها إلى موقع المعصرة ويتم الحصاد خلال شهري مارس وأبريل من كل عام. وهكذا تستمر علاقة المزارع بهذا المحصول على مدى عام كامل حتى تبدأ عملية الحصاد ويتم بعد ذلك شحن كميات قصب السكر بعد قطعه وربطه في حزم ثم نقله إلى موقع المعصرة.