الدرديري محمد أحمد: عندما تسيس العدالة الدولية.. الجائزة الامريكية لتسليم هرون
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
بقدر ما تحرص الدولة في أمريكا على النأي بنفسها عن تطفيف موازين العدالة الداخلية، فانها لا تأبه بالعدالة الدولية. بل لاتستنكف عن تسييسها ولي عنقها حسب مقتضيات المصالح الامريكية. وليس الاعلان الذي أصدرته الخارجية الامريكية بالأمس لإدراج مولانا أحمد هرون ضمن برنامجها لمكافآت المتهمين بإرتكاب جرائم الحرب الا المثال الأخير لما ذكرنا.
في الاسبوع الثاني من هذه الحرب، وكما هو معروف، وصل القتال منطقة سجن كوبر وتأثر السجن وتوقفت فيه الخدمات. حينها أعلن مولانا احمد هرون في بيان جهير صدر في ٢٥ ابريل ٢٠٢٣ أنه هو وقادة نظام الإنقاذ المحبوسين بسجن كوبر قد توصلوا لاتفاق مع السلطات بالخروج من السجن بسبب انهيار الأمن وانقطاع الخدمات. وقد تلفزت ذلك البيان قناة طيبة. ونشرته صحيفة الجريدة ضمن اخريات. كما تم تسجيل فيديو يوضح كيف تأثر السجن بالاشتباكات وآخر يوثق للتفاهم الذي تم مع السلطات ولخروج المحبوسين المعلن. وجرى تداول هذه الفيديوهات في الوسائط على نحو واسع. وأكد البيان، أن جميع المسئولين السابقين على استعداد للعودة الى السجن ومواجهة الاتهامات الموجهة لهم فور استتباب الامن. وهكذا، فان مولانا أحمد هرون ليس في حالة فرار من العدالة. بل خرج من السجن بإذن السلطات، ولديه مكان إقامة معروف داخل السودان، ويتحرك بحرية ويشهد المناسبات المختلفة، وهناك أنشطة له رصدت إعلاميا. وبالرغم من ان سيادة الدولة في السودان قد انحدرت مؤخرا لدرك سحيق، الا ان اعلان جائزة بواسطة دولة اجنبية، لتسليم مواطن سوداني موجود على ارض بلاده، على عنوان معروف، لمحكمة دولية، ليست الدولة المعلنة عن الجائزة طرفا فيها او ملزمة بالتعاون معها، سيدخل التاريخ باعتباره أسوأ مظاهر امتهان السيادة التي مر بها السودان. هذا من ناحية الوقائع.
اما من ناحية القانون، فانه بعد التغيير الذي جرى في أبريل ٢٠١٩ قامت فاتو بنسودا المدعية العامة السابقة لمحكمة الجنايات الدولية بتفعيل مبدأ “التكاملية” complementarity فيما يتعلق بقضايا السودان. وحين تُفَعِّل المحكمة الجنائية الدولية هذا المبدأ المنصوص عليه في المادة ١٧(١)(أ) من نظام روما الأساسي فانها توقف النظر في الدعوى بسبب ان دولة ذات اختصاص قد تولت التحقيق او المقاضاة فيها. في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠ زارت بنسودا الخرطوم، في سابقة عدها المتحمسون لهذه المحكمة فتحا، وألقت خطابا في مؤتمر صحفي قالت فيه ان المحكمة الجنائية الدولية هي “محكمة ملاذ أخير”. وفسرت ذلك بالقول: “وهذا يعني أن أنظمة العدالة الوطنية تتحمل المسؤولية الأساسية عن التحقيق مع الأفراد الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم ومحاكمتهم. وإذا لم يحدث هذا، فإن المحكمة الجنائية الدولية موجودة كآلية ملاذ أخير لمنع الفشل”. بل مضت أكثر من ذلك وأعلنت تصريحا انها تحترم مبدأ “التكاملية” بشأن قضية أحمد هرون وقضايا أخرى سمت المتهمين فيها. حيث قالت: “ونحن نتطلع إلى مواصلة حوارنا مع السلطات السودانية لضمان إحراز تقدم في هذه القضايا مع الاحترام الكامل لأدوارنا وتفويضاتنا ولمبدأ التكاملية”. وهكذا لم تطلب بنسودا، في زيارتها “التاريخية” تلك، من السلطات السودانية تسليمها احمد هرون او غيره. وحيث ان هرون كان في يد هذه السلطات في سجن كوبر، فانه كان بالإمكان ترحيله بكل سلاسة الى لاهاي لو طلبت المدعية العامة ذلك. ومن عجب فان من طلب الترحيل الى لاهاي هو مولانا أحمد هرون نفسه. ففي مايو ٢٠٢١ فأجأ هارون الحكومة السودانية بطلب نقله للاهاي ليحاكم امام محكمة الجنايات الدولية. وبرر طلبه بأنه لم يعد يثق في البنية القانونية للبلاد او نزاهة العدالة التي تم تسييسها تحت ظل الفترة الانتقالية وحكومتها الهشة. وقال هرون انه بالرغم من تسييس محكمة الجنايات الدولية الا انه ربما يجد من بين قضاتها “نجاشي لا يظلم عنده أحد”. بعيد ذلك الإعلان بقليل زارت بنسودا السودان للمرة الثانية في يونيو ٢٠٢١. وقالت في زيارتها تلك انها “بحثت” مع المسئولين امكانية “تسليم أحمد هارون”. وبررت تقديم هذا الطلب، رغم دخول مبدأ “التكاملية” حيز النفاذ، بأن أحمد هرون “مرتبط بقضية علي كوشيب”، وانها ترى “ان يحاكم الرجلان في محكمة واحدة”. غير ان السلطات السودانية لم تستجب لطلب بنسودا وتمسكت بمبدأ “التكاملية”. بعد مغادرتها الخرطوم، سافرت بنسودا الى نيويورك حيث خاطبت مجلس الامن وناشدته قائلة: “أناشد هذا المجلس إقناع السودان بالوفاء الفوري برغبة هارون وتسهيل نقله إلى المحكمة الجنائية دون تأخير”. الا ان مجلس الامن لم يستجب أيضا لطلبها. بل أشار عدد من المندوبين في مداخلاتهم لمبدأ “التكاملية”، ومنهم، ويا لسخرية الأقدار، المندوبة الدائمة لدولة الامارات العربية المتحدة التي كانت تشغل مقعدا غير دائم بمجلس الامن.
هكذا صار واضحا ان مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في العام ٢٠٠٧ بحق مولانا أحمد هرون قد عطلت. وبحسب القواعد الإجرائية المعمول بها في تلك المحكمة، تظل تلك المذكرة معطلة ما لم يتقرر اعتبار السودان دولة غير راغبة او غير قادرة على مباشرة إجراءات التحقيق او المقاضاة. والجهة التي تقرر ذلك هي الدائرة التمهيدية في محكمة الجنايات الدولية بناء على طلب يتقدم لها به المدعي العام للمحكمة. وفي مثل أحوال السودان فانه يجوز لتلك الدائرة ان تتخذ قرارها وفقا للمادة ١٧(٣) التي تعطيها الحق في ان تقرر ما اذا كان هناك انهيار كلي او جزئي للنظام القضائي الوطني اوانه لم يعد متوافرا. غير انه لا يتخذ مثل ذلك القرار الا بعد اخطار السودان وإتاحة الفرصة له لتقديم دفوعه التي تبرر استمرار انعقاد الاختصاص لقضائه الوطني. وهكذا يتضح من ناحية القانون ان مولانا احمد هرون لم يعد موقوفا في الوقت الراهن من قبل المحكمة الجنائية الدولية او مطلوبا امامها.
في هذا الأثناء انتهزت محكمة الجنايات الدولية فرصة تفعيل مبدأ “التكاملية” لتحقيق مآرب أخرى. ففي فبراير ٢٠٢١ أرسلت تلك المحكمة بعثة للخرطوم تضم اثني عشر محققا برئاسة نائب المدعي العام جيمس كيركباتريك لجمع المستندات والبينات والافادات التي تحتاجها القضية في مرحلة المحاكمة. وقد طلبت تلك البعثة من وزير العدل نصر الدين عبدالباري توقيع مذكرة للتفاهم تتيح لها التحرك بحرية لاداء مهام التحقيق الجنائي في الإقليم السوداني وفتح مكتب دائم بالسودان. بعد ان انقضت ولاية بنسودا وجاء كريم خان لمنصب المدعي العام تكشفت حقيقة الأسباب التي دفعت ببنسودا لابتعاث بعثة التحقيق الكبيرة تلك بقيادة نائبها ومطالبتها بتوقيع المذكرة وافتتاح مكتب في السودان. اذ تبين ان المحكمة الجنائية في مأزق بسبب أنه لا توجد لديها بينة تكفي لتقديم قضية احمد هرون للمحكمة. وكذلك الحال بالنسبة لقضيتي الرئيس البشير والفريق عبدالرحيم حسين. ففي تقريره الذي قدمه لمجلس الأمن في ١٧ يناير ٢٠٢٢، قال كريم خان “ان البينة، وبشكل خاص تلك التي تتعلق بقضيتي الرئيس السابق السيد البشير وكذلك السيد (عبدالرحيم) حسين، ينبغي ان تقوّى”. طلبت منه الدائرة التمهيدية للمحكمة توضيح ما يعنيه بهذا القول الخطير، كون ان الدائرة قد سبق ان وجهت التهمة ضد المذكورين مما يعني انها كانت قد قررت مسبقا انها اقتنعت “بوجود اسباب معقولة للاعتقاد بأن الشخص قد ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة”. فافادها كريم خان في رد منشور على موقع المحكمة انه فور توليه المنصب وجه باعادة تقييم البينة، التي جمعتها بنسودا، في كافة القضايا التي يتولاها مكتب الادعاء وعلى رأسها حالة دارفور “وذلك للتقرير حول ما اذا كانت لاتزال هناك اسباب لتوجيه الاتهام للشخصين المذكورين وكذلك للسيد احمد هرون” (الفقرة ٩ من رد المدعي العام على الدائرة التمهيدية). وافاد المدعي العام ان مكتبه قد توصل الى انه لابد من توفر بينة اضافية اذا اريد جعل هذه القضايا جاهزة للمحاكمة trial-ready (الفقرة ١٠ من الرد). وبالصريح الواضح يعني هذا ان البينة المتوفرة لدى المدعي العام ضد مولانا أحمد هرون ليست كافية، وربما لم تكن هناك أصلا أسباب معقولة لتوجيه الاتهام.
لكن لماذا يصدر هذا الإعلان الأمريكي بالمكافأة في هذا الوقت بالذات. هنا أذكر القارئ بقرار مدعي عام الجنائية في ١٤ يوليو الماضي بفتح تحقيقات في الجرائم الجديدة التي ارتكبتها ميلشيا الدعم السريع في دارفور بعد اندلاع هذه الحرب. وحين التقى مدعي الجنائية بالفريق اول البرهان في سبتمبر ٢٠٢٣ في نيويورك على هامش اعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة أبلغه رسميا بفتح تلك التحقيقات الجديدة. وأعرب له البرهان من ناحيته على استعداد السودان للتعاون معه. لم يرشح عن ذلك الاجتماع ما يفيد ان المدعي العام قد طلب انهاء تفعيل “التكاملية” وتسليم المطلوبين السابقين. بل لم يرشح أي حديث أصلا عن أولئك المطلوبين أو حتى سؤال عن حالهم ومآلهم. وانما كان تركيز الاجتماع على التحقيقات الجديدة وعلى تمكين من يحققون فيها من أداء مهامهم. في نهاية الأسبوع الماضي تحرك المدعي العام ميدانيا وزار يوم السبت ٢٨ يناير معسكرات اللاجئين السودانيين في تشاد. وقدم المدعي العام اليوم احاطة لمجلس الامن عن القضايا التي يتابعها في دارفور بلغت نحوا من عشرين دقيقة انصبت كلها حول التحقيقات الجديدة، ولم يتطرق فيها للقضايا القديمة الا في لمحة سريعة لم تتجاوز الدقيقة الواحدة. وبالقطع لم يطالب حكومة السودان بتسليم احمد هرون او أيا من المتهمين. ويتوقع ان يتقدم المدعي العام بطلب للدائرة التمهيدية بالمحكمة لتوجيه الاتهام ضد قيادات الدعم السريع. وربما تشمل لائحة الاتهام الجديدة أسماء كبيرة في قيادة الدعم السريع. وهذا تحديدا هو ما يعني الولايات المتحدة. فبالنسبة لها فان توجيه مثل هذه الاتهامات يعد عملا سياسيا من الدرجة الأولى وليس إجراء عدليا. ومن ثم قررت الولايات المتحدة ان تتدخل على نحو استباقي لاحداث “موازنة” على طريقتها المعروفة. اذ ليس من مصلحتها السياسية ان يصور “المجتمع الدولي”، الذي هو تعبير يشير للولايات المتحدة ومن معها، وكأنه يسلم بانتهاكات الدعم السريع وحدها. ومن ثم تفتقت عبقرية القائمين بالامر في الخارجية الامريكية عن فكرة اعلان تلك الجائزة على طريقة الكاوبوي. اما مقتضيات العدالة، سواء في القديم من التحقيقات او الجديد، فذلك آخر ما تأبه له أمريكا.
دكتور الدرديري محمد أحمد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة محکمة الجنایات الدولیة المدعی العام الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مذكرة من الكُتّاب والأدباء والنشطاء السودانيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطالب بوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
نحن، الكُتّاب والأدباء والنشطاء من قانونيين ودبلوماسيين سودانيين الموقّعين أدناه، نرفع إليكم هذه المذكرة العاجلة، متألمين لما يمر به وطننا، السودان، من صراع دموي خلّف آلاف الضحايا وشرّد الملايين من الأبرياء. إن هذه الحرب الدائرة اليوم لا تهدّد حياة المواطنين فحسب، بل تمثّل أيضاً خطراً حقيقياً على الإرث الثقافي والحضاري لبلادنا، وتقوّض أُسس
مذكرة من الكُتّاب والأدباء والنشطاء السودانيين
إلى سعادة السيد / أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة
إلى سعادة السيد / محمود علي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
إلى سعادة السيد / أحمد المسلماني، رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية
نسخ إلى:
• نادي القلم العالمي (International PEN) – لندن، المملكة المتحدة
• نادي القلم إنجلترا (PEN England)
• نادي القلم كندا – تورنتو
• نادي القلم (PEN) – الولايات المتحدة الأمريكية
• الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب – القاهرة، جمهورية مصر العربية
التاريخ: 14/02/2025
الموضوع: نداء عاجل لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
نحن، الكُتّاب والأدباء والنشطاء من قانونيين ودبلوماسيين سودانيين الموقّعين أدناه، نرفع إليكم هذه المذكرة العاجلة، متألمين لما يمر به وطننا، السودان، من صراع دموي خلّف آلاف الضحايا وشرّد الملايين من الأبرياء. إن هذه الحرب الدائرة اليوم لا تهدّد حياة المواطنين فحسب، بل تمثّل أيضاً خطراً حقيقياً على الإرث الثقافي والحضاري لبلادنا، وتقوّض أُسس التعايش السلمي والاستقرار في المنطقة.
وانطلاقاً من مسؤوليتنا الأخلاقية والثقافية، فإننا نطالبكم بالآتي:
1. الضغط الفوري على جميع الأطراف المتحاربة في السودان لوقف إطلاق النار، والامتثال للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
2. ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع المتضررين في المناطق غير الآمنة، دون أي عراقيل، وتحت إشراف منظمات مستقلة.
3. حماية المراكز الثقافية والتراثية السودانية من التدمير، نظراً لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية والتاريخية.
4. محاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات ضد المدنيين، والعمل على تقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة الدولية.
5. تعزيز دور المثقفين والأدباء والإعلاميين في نشر ثقافة السلام والتسامح، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع عبر الحوار.
إننا نؤمن بأن للمجتمع الدولي دوراً حاسماً في وقف هذه الكارثة الإنسانية، ونناشدكم التحرك العاجل لإنقاذ أرواح الأبرياء، وحماية ما تبقى من السودان، ثقافياً وإنسانياً. آملين أن يكون لصوتنا، كأدباء وكُتّاب، صدى في أروقة العدالة والسلام.
عاشت الإنسانية، وعاش السودان حراً آمناً.
From: Writers, authors, creative individuals, lawyers, diplomats, and university professors in Sudan
To:
- His Excellency Mr. Antonio Guterres, Secretary-General of the United Nations
- His Excellency Mr. Mahmoud Ali, Chairperson of the African Union Commission
- His Excellency Mr. Ahmed Al-Muslimmani, President of the Asian, African, and South American Writers Union
Copy to:
- PEN International - London, United Kingdom
- PEN England
- PEN Canada - Toronto
- PEN Club - United States of America
- Her Excellency Ms. Audrey Azoulay, Director-General of UNESCO at the United Nations
- Secretary-General of Arab Writers and Authors - Cairo, Arab Republic of Egypt
Subject: Urgent Memorandum on the Crisis in Sudan
We, the undersigned Sudanese writers, authors, journalists, creators, lawyers, diplomats, and university professors, submit this urgent memorandum with heavy hearts and awakened consciences. Our beloved Sudan is engulfed in a devastating conflict that has claimed thousands of lives and displaced millions of innocent civilians. This war not only endangers the lives of our people but also poses a grave threat to Sudan’s cultural and civilizational heritage, undermining the foundations of peaceful coexistence and regional stability.
Guided by our moral and cultural responsibilities, we urgently call for the following actions:
1. Immediate Ceasefire: Exert immediate and effective pressure on all warring parties to halt hostilities and adhere to international conventions that prohibit the targeting of civilians and critical infrastructure.
2. Unhindered Humanitarian Aid: Ensure the safe and unimpeded delivery of humanitarian and relief aid to all affected areas, particularly those deemed unsafe, under the supervision of independent and neutral organizations.
3. Protection of Cultural Heritage: Safeguard Sudan’s cultural and heritage centers from destruction, recognizing their vital role in preserving the nation’s historical and national identity.
4. Accountability for Violations: Hold accountable those responsible for atrocities against civilians and ensure that perpetrators of war crimes are brought to justice through international legal mechanisms.
5. Empowerment of Intellectuals and Media: Protect and strengthen the role of intellectuals, writers, journalists, and media professionals in promoting a culture of peace and tolerance. Support their efforts to resolve the conflict through dialogue and constructive engagement.
We firmly believe that the international community has a pivotal role to play in halting this humanitarian catastrophe. We urge you to take immediate and decisive action to save innocent lives and preserve what remains of Sudan’s cultural and human dignity.
May our collective voice resonate in the halls of regional and international justice, and may it inspire meaningful steps toward peace and reconciliation.
Long live humanity. Long live a free, united, and secure Sudan.
Signatories:
الموقعون
1 أماني عبد الله محمد - صحفية
2 احلام اسماعيل حسن - كاتبة
3 الأمين محمد عثمان - تشكيلي
4 التيجاني حاج موسى - شاعر
5 الحاج وراق - صحفي وكاتب
6 السر عثمان الطيب - شاعر
7 الشفيع ابراهيم الضو - كاتب وسينمائي
8 الصادق علي حسن - محامي - المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق
9 الطيب العباسي - محامي - الامين العام للجنة تسيير نقابة المحامين
10 الطيب المهدي - مخرج سينمائي
11 الفاضل الهاشمي - كاتب
12 دكتور المحبوب عبد السلام - صحفي وكاتب
13 المعز حضره - محامي
14 دكتور المعز عمر بخيت - شاعر
15 المكاشفي محمد بخيت - شاعر
16 الياس فتح الرحمن - شاعر وكاتب ووراقي
17 إبراهيم البخيبت - صحفي وكاتب
18 إبراهيم شداد - مخرج سينمائي
19 إبراهيم طه ايوب - وزير خارجية اسبق
20 إلهام عبد الخالق - كاتبة
21 إيمان عثمان - رئيسة تحرير صحيفة الميدان
22 إيهاب خيري - كاتب ومترجم
23 أبو بكر سيد أحمد - مطرب وموسيقي
24 أحمد المرضي - تشكيلي
25 أحمد سيد أحمد- تشكيلي
26 أحمد عمر - تشكيلي
27 أحمد محمد ادريس - مدون وضابط سابق بالقوات المسلحة وناشط حقوقي
28 أروى الربيع - ناقدة موسيقية.
29 أزهري الحاج شرشاب - شاعر
30 أزهري محمد علي - شاعر
31 دكتور أسامة النور عبد السيد - صحفي
32 دكتورة أستيلا قايتانو - روائية وكاتبة
33 دكتورة أسماء التوم - صحفية
34 أسماء زين العابدين - صحفية وإعلامية
35 أشرف ابو عكر - محامي
36 أمنه حيدر - مطربة
37 أنس وردي - كاتب موسيقي
38 آمال الشيخ - محامية
39 آمال النور - مطربة وموسيقية
40 آمنة خليل الكارب - ناشطة قانونية مستقلة
41 بابكر فيصل بابكر - كاتب صحفي
42 بثينة تروس - كاتبة صحفية
43 دكتورة بخيتة امين - صحفية وكاتبة
44 دكتور بشرى الفاضل كاتب صحفي وشاعر
45 بشرى سليمان - شاعر
46 بكري جبريل - محامي نائب الأمين العام لنقابة المحامين
47 تماضر حبيب الله - درامية
48 ج. ن. سلام - مصمم قرافيك
49 جعفر عباس (ابو الجعافر) - كاتب صحفي
50 جعفر محمد نصر - مسرحي وباحث فلكلوري
51 جمال عبد الرحيم عربي - كاتب
52 جمال محمد ابراهيم - كاتب وسفير سابق
53 حاتم محمد علي - مخرج درامي
54 دكتور حسن الجزولي - صحفي وكاتب وقاص
55 حسن مبارك - موسيقي
56 حسن موسى - تشكيلي
57 دكتور حمزة سليمان - موسيقي
58 دكتور حيدر ابراهيم علي - كاتب وأكاديمي
59 حيدر المكاشفي - كاتب صحفي
60 دكتور خالد المبارك - أكاديمي وكاتب
61 خالد فتحي - صحفي
62 خنساء محمد علي - محامية
63 خيري الخير عكود - مسرحي
64 راشد عباش - تشكيلي
65 رانيا محمد ادم - محامية
66 رباح الصادق المهدي - كاتبة ومحررة
67 ربيعة حسن هارون - شاعرة
68 رحاب عبد الرحيم الكرار - ممثلة درامية
69 رشيد سعيد يعقوب - صحفي - وكيل سابق لوزارة الإعلام
70 دكتور زهير السراج - كاتب صحفي وأكاديمي
71 زهير عبد الكريم - مخرج
72 سارة سليمان - مخرجة ومنتجة افلام
73 سامي المك - تشكيلي وموسيقي
74 سامية بت العرب - درامية
75 بروف سعد يوسف - مسرحي عميد كلية الموسيقى والمسرح سابقا
76 سلمى بابكر الريح - أمينة مكتبات وباحثة
77 سلوى سعيد - محامية
78 سليمان محمد ابراهيم - مخرج سينمائي
79 سماح طه - صحفية
80 سناء أبو القاسم أبو قصيصة - وراقية
81 سهير عبد العزيز - صحفية
82 سيد احمد بلال - شاعر
83 سيد احمد عراقي - قاص وروائي
84 سيد احمد مضوي - تشكيلي
85 شاكر محمد عبد الرحيم - جيتاريست وموسيقي
86 شوقي عبد العظيم - صحفي وكاتب
87 شوقي عز الدين - درامي
88 صباح محمد ادم - صحفية وكاتبة
89 دكتور صديق الزيلعي - أكاديمي وصحفي وكاتب
90 دكتور صديق امبده - استاذ جامعي وكاتب
91 صديق محيسي - صحفي وكاتب
92 صديق يوسف - ناشط حقوقي
93 صلاح الامين - خبير في العمل الانساني وكاتب
94 صلاح الزين - كاتب وقاص
95 صلاح براون - موسيقي وقائد فرق الموسيقى الحديثة للجاز
96 صلاح حسن عبد الله - تشكيلي
97 صلاح شعيب - صحفي
98 صلاح يوسف - كاتب وشاعر
99 طارق الامين - درامي - مؤسس فرقة الهيلاهوب الفنية
100 طارق كبلو - اعلامي ومقدم برامج قضائية
101 طاهر المعتصم - صحفي وكاتب
102 طلال دفع الله - شاعر وكاتب
103 طه الخليفة - كاتب
104 طه النعمان - صحفي وكاتب
105 عادل القصاص - كاتب وقاص
106 دكتور عادل حربي - مخرج مسرحي
107 عادل عثمان جبريل - كاتب
108 عادل محجوب محمد صالح - صحفي
109 عاطف إسماعيل - كاتب ومترجم
110 عاطف عبد الله - روائي وقاص.
111 عالم عباس محمد نور- شاعر ورئيس أتحاد الكتاب السودانيين السابق
112 دكتور عبد الباسط ميرغني - استاذ جامعي وكاتب
113 عبد الرحمن عابدين - محامي
114 عبد الرحمن نور الدين - تشكيلي
115 دكتور عبد السلام سيد أحمد - كاتب ومدافع عن حقوق الإنسان
116 دكتور عبد السلام نور الدين - استاذ جامعي وكاتب
117 عبد الغني كرم الله - كاتب
118 عبد اللطيف عبد الغني - مطرب وموسيقي
119 عبد الله علي الفكي - تشكيلي
120 عبد الله محمد عبد الله - موسيقي وشاعر
121 عبد المنعم ابو ادريس علي - صحفي ونقيب الصحفيين السودانيين
122 عبد المنعم الخضر - تشكيلي
123 عبد المنعم الكتيابي - صحفي وكاتب. والأمين العام السابق لاتحاد الكتاب السودانيين
124 عبد الوهاب الصاوي - ديبلوماسي وسفير سابق
125 عبد الوهاب هلاوي - شاعر
126 عثمان جعفر النصيري - محام ومسرحي
127 عثمان فارس- روائي وكاتب
128 عثمان يوسف - محامي
129 عصام عبد الحفيظ - تشكيلي
130 عصام محمد أحمد - تشكيلي
131 عفيف اسماعيل - شاعر ومؤلف مسرحي
132 علي زهير - وراقي
133 علي محمد عثمان قيلوب - محامي
134 علي محمد عجيب - محامي
135 عمر الفاروق حسن شمينا - محامي
136 عمر سيد احمد - محامي
137 عمر كمال - تشكيلي
138 عمر كمال خليل - محامي واستشاري تدريب حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية
139 عوض عثمان جبريل - كاتب
140 فائز السليك - صحفي وكاتب
141 دكتور فتحي خليل - أستاذ جامعي
142 فضيلي جماع - شاعر وكاتب
143 فيصل الباقر - صحفي وكاتب وناشط حقوقي
144 فيصل محمد صالح - صحفي وكاتب ووزير سابق
145 قاسم ابو زيد - شاعر ودرامي
146 بروف قاسم بدري - أكاديمي وتربوي
147 دكتور كمال الشريف - كاتب
148 كمال كرار - صحفي وكاتب
149 كمالا اسحق - أستاذة فنون قسم تلوين بالمعاش
150 ماجد سعيد يعقوب - إعلامي
151 مامون الباقر - مسرحي
152 دكتور مجدي اسحق - أكاديمي وكاتب
153 محجوب كبلو - شاعر وناقد
154 محمد ادم بركة - صحفي
155 بروف محمد المهدي بشرى - كاتب وأكاديمي
156 محمد تاج السر - شاعر
157 محمد تروس - درامي
158 محمد سوركتي - موسيقي
159 محمد عبد الرحمن ابو سبيل - تشكيلي
160 محمد كوبر - مسرحي وشاعر
161 محمد لطيف- صحفي وكاتب
162 محمد محمد نور - صحفي
163 محمد محمود - أستاذ جامعي
164 محمد نجيب محمد علي - شاعر
165 محمد نعيم سعد - مخرج وممثل درامي
166 مدثر محمد احمد - صحفي
167 دكتور مرتضى الغالي - صحفي وكاتب
168 مصطفى ادم - مترجم
169 دكتور مصطفى مدثر - أكاديمي وقاص وكاتب
170 معالي أبو شريف - صحفي
171 معتز بدوي - تشكيلي
172 معتصم الحارث الضوي - اعلامي وقاص
173 معمر مكي - تشكيلي
174 منال فتح الرحمن - صحفية
175 منصور الصويم - روائي وناقد أدبي
176 منى عبد الرحيم - درامية وكاتبة صحفية
177 مها احمد عثمان شربيني - صحفية
178 بروف مهدي امين التوم- كاتب
179 نادر السماني - كاتب والأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين
180 نادر محجوب - صحفي
181 ناصر المك - مخرج سينمائي
182 ناصر عز الدين ابراهيم ( ناصر الليندي) - مدون
183 نجاة محمد علي - كاتبة ومحررة.
184 ندى ابو سن - صحفية
185 دكتور نصر الدين يوسف دفع الله - محامي
186 دكتورة نعمات رجب - أكاديمية وكاتبة
187 نفيسة الفاتح سعيد - صحفية وكاتبة
188 نوال عليش - محررة ووراقية
189 نور الدين مدني - صحفي وكاتب
190 هادية حسب الله - استاذة جامعية
191 هانم ادم - صحفية
192 دكتور هشام عمر النور - كاتب وأستاذ جامعي
193 هناء خيري - صحفية
194 هناء عبد الرحمن سليمان - مدير تنفيذي لجماعة الفيلم السوداني
195 هيثم محمد دفع الله - صحفي
196 وائل على سعيد - محامي ومقرر لجنة الدعم القانوني
197 وليد عبد الحميد - مطرب وموسيقي
198 ياسر عرمان - كاتب وناشط حقوقي
199 يحيي فضل الله - شاعر ودرامي
200 يوسف الحبوب - شاعر