جدة – ياسر خليل

ترى بعض الشابات أن تعرضهن لبعض المشاكل الصحية؛ مثل البهاق وقصر القامة، قد منعهن وحرمهن من إكمال نصف دينهن وتحقيق فرحة العمر، فللأسف معظم الشباب يرفضون الارتباط بهن؛ لكونهن قصيرات القامة أو سمينات، أو لكون البهاق يغطي ملامح وجوههن.

ويؤكد مختصون لـ”البلاد” أن عدم تقبل الشباب للشابات القصيرات أو المصابات بالبهاق في وجوهن أو البدينات يعتبر أمراً شخصياً، ومرهوناً بقناعتهم ورغبتهم في الاقتران بفتيات ذوات مواصفات معينة، ولكن هذا الأمر لا يقلل من ثقة الشابات في أنفسهن؛ لأنهن- حتماً- سيرتبطن يومًا ما بالشاب الذي ينظر إلى جوهرن، وليس لجوانب أخرى.

بداية يقول أستاذ علم الاجتماع التربوي البروفيسور محمود كسناوي: الحالات التي تشكو من المشاكل الجسدية؛ سواء من الذكور أو الإناث مثل البهاق أو قصر القامة أو السمنة، لابد أن تدرك، أنه ليس هناك أي مانع يقف أمام تحقيق ليلة العمر، فالزواج حق مشروع للجميع، ومثل هذه الأمور لا تعد عائقًا أمام الشباب والشابات.

وأضاف: الحمدلله، تطور الطب كثيرًا، فالحالات التي تشكو من البهاق أمامها علاجات متاحة، أما من تعاني من السمنة فهناك مجالات كثيرة لإنقاص الوزن؛ سواء بالعلاج السلوكي كالرياضة والحمية أو التدخل الطبي الجراحي، أما من تشكو من قصر القامة، فهو أمر الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهذا الأمر لا يمكن علاجه في الكبر، ولكن في مرحلة الطفولة فيمكن تشخيص المشكلة لتعويض هرمون النمو، ولكن بعد عمر السادسة عشرة، فإن فجوات العظام تغلق تمامًا فلا يمكن العلاج بهرمون النمو.

وجدد د. كسناوي التأكيد بأن كل هذه الأمور لا تمنع الشاب والشابة من الزواج وبناء الأسرة، مضيفاً: نجد من حولنا من يشكو من هذه الأمور، وقد حققوا أمنياتهم بالزواج ويعملون في وظائف مثل الآخرين.


وفي السياق ذاته، يقول طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي: من المنظور الاجتماعي والطبي لا يشكل مرض البهاق أي عائق أمام الشباب أو الشابات في إكمال نصف الدين، فإذا نظرنا حولنا لوجدنا- ولله الحمد- حالات عديدة مصابة بالبهاق يعيشون سعداء وتزوجوا وأنجبوا، فالبهاق قد يكون في مكان ظاهر أو مكان مخفي، ولكن المشكلة تكمن عند الشابات عندما يكون ظاهريًا، أي في ملامح الوجه، ولكن هذا لا يمنع أن ترتبط يومًا ما بفارس أحلامها، فشعورها بأن البهاق قد أخفى وتسبب في تشوه جمالها، فهذا الأمر هو رد فعل طبيعي للشابات، وهن معذورات في ذلك؛ لكون الوجه يمثل لهن قدرًا كبيرًا من الجمال، ولكن الحقيقة فإن جمال الروح والجوهر أهم من الشكل، فالبهاق لا يعني عدم ارتباط الشباب بالمصابات، فقد يسخر الله الزوج الصالح الذي يقبل بتلك المصابة بالبهاق.


وكشف د. شاولي أن البهاق هو مرض جلدي؛ يحدث بسبب فقدان لون الجلد الطبيعي، وظهور بقع بيضاء اللون، كما تختلف الحالة من شخص لآخر، حيث لا يمكن التنبؤ بمعدل تأثر الجلد وفقدان اللون به، ولا يعد المرض معديًا؛ حيث يؤثر في جميع أنواع البشرة؛ لكن قد يكون أكثر وضوحًا في ذوي البشرة الداكنة، ويعتبر البهاق غير المقطعي هو الشكل الأكثر شيوعًا للبهاق، وتتضمن الحالة فقدان التصبغ (إزالة التصبغ) في بقع الجلد، وقد يحدث إزالة التصبغ “الصبغة” على الوجه والرقبة وفروة الرأس وحول فتحات الجسم مثل الفم والأعضاء التناسلية، وكذلك المناطق التي تميل إلى الاحتكاك أو التأثير، مثل اليدين والذراعين.
وخلص د. شاولي إلى القول: يوجد العديد من الخيارات للعلاج يحددها الطبيب المعالج، حيث إن الهدف من معظم العلاجات هو استعادة لون الجلد المفقود، فهناك أدوية وكريمات موضعية، والعلاج بالضوء لاستعادة فقدان اللون على الجلد.

وتتفق المستشارة الأسرية والتربوية الدكتورة حنان ماجد مع الآراء السابقة، قائلة: من وجهة نظريـ لا تعتبر مثل هذه الإشكاليات عائقًا أمام الشباب والشابات أو ظاهرة منتشرة، بل حالات فردية بسيطة، وتجد النجاح يومًا ما، فمثل هذه الأمور لا تدعو إلى القلق والخوف من المستقبل، فكل الأمور بيد الله، وهو الذي جعل الزواج مودة ورحمة.

واختتمت د. حنان حديثها بالقول: لابد أن تؤمن الشابة التي تشكو من البهاق في وجهها أو السمنة أو قصر القامة، بأن رفض أي شاب لها هو خير لها، وأنه يومًا ما سيتقدم لها الزوج الصالح، وتزف مثل الآخريات، وأن هناك من سيقبل بوضعها وظروفها، وهنا يجب أن يكون الفرد سواء الشاب أو الشابة مؤمنًا بقضاء الله وقدره، ومتسلحًا بالقوة والعزيمة والإرادة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: هذه الأمور یوم ا ما تشکو من

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستعد لأولمبيات الشباب “داكار 2026” بإستراتيجيات شاملة وطموحة

تتطلع دولة الإمارات إلى المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للشباب “داكار 2026″، بطموحات تواكب الإستراتيجية الوطنية للرياضة 2031، وتحقيق انطلاقة جديدة نحو العالمية بزيادة عدد المتأهلين، والوصول إلى مستوى التنافسية المطلوب، وصعود منصات التتويج.
وتمثل مشاركة الفئات الشبابية في البطولات العالمية والدورات الأولمبية هدفا إستراتيجيا، يعزز مراحل التطور، وتمكين هذه الفئات من القدرات وبناء المهارات للوصول إلى الإنجازات في هذه البطولات.

وتحتفظ دولة الإمارات بإنجاز البطل الإماراتي الفارس عمر عبد العزيز المرزوقي، صاحب أول ميدالية أولمبية باسم الإمارات في دورات الألعاب الأولمبية للشباب، بعد حصد الميدالية الفضية في منافسات قفز الحواجز بالنسخة الثالثة التي احتضنتها الأرجنتين في 2018.

وتتعاظم الطموحات الإماراتية للمنافسة في النسخة الرابعة في داكار 2026، إذ تعمل اللجنة الأولمبية على تأهيل الرياضيين وتمكين الفئات الشبابية من القدرات التي تمكنهم من الوصول إلى أفضل النتائج، في ظل البرامج التطويرية الحالية، والجهود الكبيرة التي تبذل من الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية للوصول إلى مستويات عالمية، تؤهل أبطال الإمارات لرفع علم الدولة في منصة التتويج.

وتمثل المشاركات المقبلة في البطولات الدولية المؤهلة إلى داكار فرصة مواتية لتعزيز حظوظ أبناء الإمارات في التأهل خاصة على مستوى ألعاب القوى، والدراجات، ورفع الأثقال، والرماية، وكرة الريشة، والتايكوندو والفروسية، بالنظر إلى المشاركة القوية لرياضيي دولة الإمارات في أولمبياد باريس 2024، بوجود عناصر شابة تملك القدرة على المنافسة.

وأكد ناصر التميمي، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الوطنية، رئيس لجنة الشؤون الفنية، أهمية التنسيق والتعاون مع الاتحادات الرياضية والمجالس للوصول إلى التطلعات الوطنية خلال الفترة المقبلة التي تشهد العديد من الدورات والبطولات الكبرى، انطلاقا من المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية للشباب في طشقند عام 2025، وحرص الجميع على بذل أقصى الجهود لتحقيق آمال أبناء وبنات الإمارات في المحافل الخارجية.

وأشار إلى أن هناك العديد من الاتحادات الساعية للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية للشباب “داكار 2026″، من خلال البطولات المقررة في الفترة المقبلة، موضحا أن اجتماع لجنة الشؤون الفنية في اللجنة الأولمبية ناقش أخيرا مخرجات الاجتماع السابق مع الاتحادات، وتم الإعلان فيه عن تفاصيل الإستراتيجية الشاملة للإعداد، ومناقشة الخطط الفنية والمالية للسنوات المقبلة، لتحقيق الخطط الفنية والإستراتيجيات التي تعزز حظوظ التأهل.

ونوه التميمي بالإنجاز الذي حققه الفارس عمر عبد العزيز المرزوقي، صاحب أول ميدالية أولمبية باسم الإمارات في دورات الألعاب الأولمبية للشباب في منافسات قفز الحواجز بالنسخة الثالثة التي احتضنتها الأرجنتين 2018، معربا عن أمله في أن يعود أبطال الإمارات مجددا إلى المنافسة على الميداليات والمراكز الأولى في داكار 2026.

من جانبه أوضح الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس اتحاد الإمارات للقوس والسهم، أن دورة الألعاب الأولمبية للشباب بداكار 2026، تعد مرحلة مهمة ونوعية من شأنها أن تلقي بظلالها الإيجابية على خطط وتوجهات الإمارات الإستراتيجية لتأهيل الرياضيين، وإعدادهم لدورة الألعاب الأولمبية 2028.

وأضاف أن اللجنة الأولمبية وضعت الخطط الإستراتيجية التي تعزز الطموحات الوطنية في المنافسات الخارجية، كما أن الإستراتيجية الوطنية للرياضة تكرس الرؤية الداعمة للوصول إلى الأفضل للرياضة الإماراتية، والاتحادات الرياضية في الإمارات تملك القدرات البشرية المؤهلة والقادرة على المنافسة متوقعا ظهور العديد من الأبطال على جميع المستويات مع مرور الوقت.

وأثنى الكعبي على التعاون الإيجابي مع اللجنة الأولمبية الوطنية ووزارة الرياضة، وتنفيذ البرامج التطويرية، والحرص على تبادل الرؤى الداعمة للارتقاء بالقدرات الإماراتية، والمشاركة في البطولات القارية والدولية، لما لها من أثر كبير وإيجابي في صقل المهارات التنافسية.
وكشف محمد إسحاق، السكرتير الفني لاتحاد الإمارات للتايكواندو عن اختيار 8 لاعبين من الموهوبين لمواليد 2008، و2009، و2010، و2011، للمشاركة في بطولات دولية مؤهلة خلال الفترة المقبلة، وإعداد الخطط الكفيلة بالوصول إلى مستوى المنافسة في المنافسات التأهيلية على مستوى رياضة التايكواندو.
وأشار إلى أن لاعبي ولاعبات الإمارات في الرياضات المختلفة، يملكون القدرة على إظهار مستوى فني جيد، وتأكيد الحرص على الارتقاء بالطموحات الخاصة بالتأهل للمشاركة في ألعاب داكار 2026، في ظل الاهتمام والرعاية والتنسيق مع اللجنة الأولمبية الوطنية ووزارة الرياضة، والتعاون البناء والإيجابي مع الاندية الرياضية.وام


مقالات مشابهة

  • “عبد الجليل” يبحث التعاون بتطوير البنية التحتية الصحية في القاهرة
  • اجتماعات علنية تكشف مأزق “الفارين من العدالة”
  • إيران مستمرة بإذلال العراق كهربائيا..تقطع الغاز بتبرير “الصيانة”
  • بريطانيا تؤكد أنها ستعتقل نتنياهو إذا زار البلاد.. “نتبع الإجراءات القانونية”
  • عمراني: “سنلعب “الشامبينز ليغ” مباراة بمباراة والبداية مهمة”
  • سليماني: “لن نقول إننا سنفوز برابطة الأبطال”
  • “أميركية الشارقة” تستضيف ندوة “دور الشباب والإعلام في حفظ التراث”
  • بومرداس.. توقيف شخص بصدد ترويج أزيد من 5 آلاف قرص “صاروخ” في أوساط الشباب
  • انطلاق بيع تذاكر لقاء “السياربي” وأورلاندو الجنوب إفريقي
  • الإمارات تستعد لأولمبيات الشباب “داكار 2026” بإستراتيجيات شاملة وطموحة