نصحوا الشباب بالتركيز على “الجوهر”.. مختصون لـ(البلاد) : المشاكل الصحية لا تحرم من «فرحة العمر»
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
ترى بعض الشابات أن تعرضهن لبعض المشاكل الصحية؛ مثل البهاق وقصر القامة، قد منعهن وحرمهن من إكمال نصف دينهن وتحقيق فرحة العمر، فللأسف معظم الشباب يرفضون الارتباط بهن؛ لكونهن قصيرات القامة أو سمينات، أو لكون البهاق يغطي ملامح وجوههن.
ويؤكد مختصون لـ”البلاد” أن عدم تقبل الشباب للشابات القصيرات أو المصابات بالبهاق في وجوهن أو البدينات يعتبر أمراً شخصياً، ومرهوناً بقناعتهم ورغبتهم في الاقتران بفتيات ذوات مواصفات معينة، ولكن هذا الأمر لا يقلل من ثقة الشابات في أنفسهن؛ لأنهن- حتماً- سيرتبطن يومًا ما بالشاب الذي ينظر إلى جوهرن، وليس لجوانب أخرى.
بداية يقول أستاذ علم الاجتماع التربوي البروفيسور محمود كسناوي: الحالات التي تشكو من المشاكل الجسدية؛ سواء من الذكور أو الإناث مثل البهاق أو قصر القامة أو السمنة، لابد أن تدرك، أنه ليس هناك أي مانع يقف أمام تحقيق ليلة العمر، فالزواج حق مشروع للجميع، ومثل هذه الأمور لا تعد عائقًا أمام الشباب والشابات.
وأضاف: الحمدلله، تطور الطب كثيرًا، فالحالات التي تشكو من البهاق أمامها علاجات متاحة، أما من تعاني من السمنة فهناك مجالات كثيرة لإنقاص الوزن؛ سواء بالعلاج السلوكي كالرياضة والحمية أو التدخل الطبي الجراحي، أما من تشكو من قصر القامة، فهو أمر الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهذا الأمر لا يمكن علاجه في الكبر، ولكن في مرحلة الطفولة فيمكن تشخيص المشكلة لتعويض هرمون النمو، ولكن بعد عمر السادسة عشرة، فإن فجوات العظام تغلق تمامًا فلا يمكن العلاج بهرمون النمو.
وجدد د. كسناوي التأكيد بأن كل هذه الأمور لا تمنع الشاب والشابة من الزواج وبناء الأسرة، مضيفاً: نجد من حولنا من يشكو من هذه الأمور، وقد حققوا أمنياتهم بالزواج ويعملون في وظائف مثل الآخرين.
وفي السياق ذاته، يقول طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي: من المنظور الاجتماعي والطبي لا يشكل مرض البهاق أي عائق أمام الشباب أو الشابات في إكمال نصف الدين، فإذا نظرنا حولنا لوجدنا- ولله الحمد- حالات عديدة مصابة بالبهاق يعيشون سعداء وتزوجوا وأنجبوا، فالبهاق قد يكون في مكان ظاهر أو مكان مخفي، ولكن المشكلة تكمن عند الشابات عندما يكون ظاهريًا، أي في ملامح الوجه، ولكن هذا لا يمنع أن ترتبط يومًا ما بفارس أحلامها، فشعورها بأن البهاق قد أخفى وتسبب في تشوه جمالها، فهذا الأمر هو رد فعل طبيعي للشابات، وهن معذورات في ذلك؛ لكون الوجه يمثل لهن قدرًا كبيرًا من الجمال، ولكن الحقيقة فإن جمال الروح والجوهر أهم من الشكل، فالبهاق لا يعني عدم ارتباط الشباب بالمصابات، فقد يسخر الله الزوج الصالح الذي يقبل بتلك المصابة بالبهاق.
وكشف د. شاولي أن البهاق هو مرض جلدي؛ يحدث بسبب فقدان لون الجلد الطبيعي، وظهور بقع بيضاء اللون، كما تختلف الحالة من شخص لآخر، حيث لا يمكن التنبؤ بمعدل تأثر الجلد وفقدان اللون به، ولا يعد المرض معديًا؛ حيث يؤثر في جميع أنواع البشرة؛ لكن قد يكون أكثر وضوحًا في ذوي البشرة الداكنة، ويعتبر البهاق غير المقطعي هو الشكل الأكثر شيوعًا للبهاق، وتتضمن الحالة فقدان التصبغ (إزالة التصبغ) في بقع الجلد، وقد يحدث إزالة التصبغ “الصبغة” على الوجه والرقبة وفروة الرأس وحول فتحات الجسم مثل الفم والأعضاء التناسلية، وكذلك المناطق التي تميل إلى الاحتكاك أو التأثير، مثل اليدين والذراعين.
وخلص د. شاولي إلى القول: يوجد العديد من الخيارات للعلاج يحددها الطبيب المعالج، حيث إن الهدف من معظم العلاجات هو استعادة لون الجلد المفقود، فهناك أدوية وكريمات موضعية، والعلاج بالضوء لاستعادة فقدان اللون على الجلد.
وتتفق المستشارة الأسرية والتربوية الدكتورة حنان ماجد مع الآراء السابقة، قائلة: من وجهة نظريـ لا تعتبر مثل هذه الإشكاليات عائقًا أمام الشباب والشابات أو ظاهرة منتشرة، بل حالات فردية بسيطة، وتجد النجاح يومًا ما، فمثل هذه الأمور لا تدعو إلى القلق والخوف من المستقبل، فكل الأمور بيد الله، وهو الذي جعل الزواج مودة ورحمة.
واختتمت د. حنان حديثها بالقول: لابد أن تؤمن الشابة التي تشكو من البهاق في وجهها أو السمنة أو قصر القامة، بأن رفض أي شاب لها هو خير لها، وأنه يومًا ما سيتقدم لها الزوج الصالح، وتزف مثل الآخريات، وأن هناك من سيقبل بوضعها وظروفها، وهنا يجب أن يكون الفرد سواء الشاب أو الشابة مؤمنًا بقضاء الله وقدره، ومتسلحًا بالقوة والعزيمة والإرادة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: هذه الأمور یوم ا ما تشکو من
إقرأ أيضاً:
لوحة ترسم فرحة.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماتهم
عمّان – بمشاركة الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص، ودعما لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أُفتتح في العاصمة الأردنية عمان معرض الفن التشكيلي "لوحة ترسم فرحة"، حيث اشتمل المعرض الذي أشرفت على تنظيمه رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، ويستمر أسبوعا، على 39 لوحة تشكيلية مختلفة الأحجام.
لوحة فنية تمثل المجازر في غزة (الجزيرة)اللوحات الفنية التي أنجزها فنانون تشكيليون أردنيون وعرب من العراق ومصر وتونس والجزائر والمغرب، تنوعت بين الأساليب والتقنيات الفنية المختلفة، ما عكس التزام الفنانين بالجانب الإنساني من القضية الفلسطينية، من خلال تجسيد معاناة النساء والأطفال على وجه الخصوص في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ليتم بعد ذلك الإعلان عن جمع التبرعات لصالح أطفال غزة، في حين سيتم منح عائدات بيع اللوحات بالكامل للقطاع عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية.
ميساء قعوار: الأعمال الفنية في المعرض لم تستطع أن تواكب حجم المأساة المستمرة في قطاع غزة (الجزيرة) الفن لأجل غزةمن جانبها، اعتبرت الفنانة التشكيلية الأردنية ميساء قعوار أن "الأعمال الفنية في المعرض لم تستطع أن تواكب حجم المأساة المستمرة في قطاع غزة، وبأن الفنان التشكيلي العربي يقف عاجزا أمام هول المشهد في القطاع، مضيفة: "يجب أن تتضافر جهود جميع الفنانين في العالم العربي لتنظيم العديد من الفعاليات التي تهدف لكشف جرائم الاحتلال أمام العالم، فسلاح الفن أو الرسم في المعارك لطالما كان فعالا ومؤثرا".
لوحة تجسد الدمار في غزة (الجزيرة)وقالت قعوار للجزيرة نت إن "اللوحات الفنية التي رسمها الفنانون في المعرض تحاول أن تقترب في موضوعاتها من أحداث حرب إبادة جماعية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة"، مشيرةً إلى أن اللوحات التي رسمها الفنانون تنوعت في مدارسها الفنية بين الواقعية، والانطباعية، والتجريدية.
المعرض ضم مشغولات لأزياء ومفارش من التراثين الأردني والفلسطيني (الجزيرة)وضم المعرض مشغولات لأزياء ومفارش من التراثين الأردني والفلسطيني، كما اشتمل على إصدارات رواية "موجوعة" للأسيرة المحررة المقدسية إسراء جعابيص، وهي فنانة فلسطينية معروفة بإبداعها في مجالات الفن التشكيلي والفوتوغرافي، وتميزت أعمالها بالتعبير عن الهوية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع.
جعابيص أكدت على سعادتها في أن تقدم عملا أدبيا وفنيا من خلال عدد من الرسومات الفنية التي رسمتها للمعرض، أو فيما يتعلق بكتابة روايتها "موجعة" التي تعبر عن الأهوال التي عاشتها في سنوات الأسر الثمانية.
لوحة "القدس والشهداء" (الجزيرة) صرخة ألممعاناة الأسيرة المحررة جعابيص لم تتوقف على سنوات أسرها فقط، بل حتى حين محاولتها التعبير عما يختلج صدرها من آلام وأحلام، فإمساكها بالقلم للرسم أو الكتابة تبدو مسألة في غاية الصعوبة بالنسبة لها، فالمرأة البالغة من العمر (38 عاما) تعرضت لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء عودتها من مدينة أريحا إلى القدس، بعد أن تعطلت سيارتها، ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير.
وتعرضت إسراء نتيجة لذلك إلى حروق تراوحت بين الدرجة الأولى والثالثة طالت 50% إلى 60% من جسدها، وفقدت على إثرها أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها، والتصقت أذناها برأسها، وفقدت قدرتها على رفع يديها نتيجة لالتصاقات الجلد في مناطق مختلفة.
إسراء جعابيص أمام لوحاتها (الجزيرة)
إلا أنها تتحدث -للجزيرة نت – بكل فخر أنها استطاعت من خلال كتاباتها ورسوماتها على صعوبة ذلك أن تجسد ولو شيئا يسيرا من معاناة شعبها، لافتة إلى أن الفن والرواية يمثلان دورا محوريا في إرسال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم، لا سيما حين الحديث عمّا يتعرض له الأطفال في قطاع غزة من قتل وظلم غير مسبوق.