الجديد برس:

كشف تحقيق أجرته صحيفة “الغارديان” البريطانية تفاصيل الدمار الشامل الذي لحق بالمباني والأراضي في عدة أحياء في غزة.

وتكشف صور الأقمار الصناعية والأدلة مفتوحة المصدر عن الدمار الذي أصاب البنية التحتية المدنية على يد “إسرائيل” في حربها على غزة.

وبحسب الصحيفة، سُويت مبانٍ بأكملها بالأرض، وسُويت حقول ومساحات زراعية بالأرض، ومُحيت أماكن العبادة من الخريطة خلال الحرب التي شنتها “إسرائيل”.

ووفق ما تابعت الصحيفة، لم يجبر الدمار 1.9 مليون شخص على مغادرة منازلهم فحسب، بل جعل من المستحيل على الكثيرين العودة.

وأشارت “الغارديان” إلى أن هذا الأمر دفع بعض الخبراء إلى وصف ما يحدث في غزة بأنه “دوميسايد”، ومهو مصطلح يشير إلى إبادة المنازل أو المساكن، أي التدمير المتعمد والواسع النطاق للمناطق السكنية لجعلها غير صالحة للسكن، مما يمنع عودة النازحين، مؤكدةً أن هذا المفهوم غير معترف به في القانون.

حتى 17 يناير، يكشف تحليل بيانات الأقمار الصناعية الذي أجراه كوري شير من جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون، أن ما بين 50% إلى 62% من جميع المباني في غزة من المحتمل أن تكون قد تضررت أو دمرت.

وبحسب الصحيفة، تم التحقق من المناطق المتضررة من خلال صور الأقمار الصناعية، أو لقطات الوسائط المتعددة التي أنشأها المستخدمون، أو التقارير الإخبارية، أو تحديثات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتتنقل صحيفة الغارديان التفاعلية عبر ثلاث مناطق مدمرة في غزة: بيت حانون والزهراء وخان يونس.

بيت حانون

أكدت “الغارديان” أنه تم محو مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في بيت حانون، وهو ما يمكن رؤيته في صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة “بلانيت لابز” في 30 نوفمبر.

كذلك، تم تدمير معظم الدفيئات الزراعية، وتنتشر الآن مسارات جديدة للمركبات المدرعة في جميع أنحاء المنطقة المتنامية.

وخلص تحليل أجراه “يونوسات” في ديسمبر إلى أن 39% من الأراضي الزراعية في شمال غزة قد تضررت.

حي الزهراء

أما حي الزهراء، فهو أحد أغنى الأحياء الواقعة في وسط غزة، وكان يضم أبراجاً وجامعات ونحو 5000 شخص قبل الحرب.

وإلى الشمال توجد محطة كبيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي محاطة بمسارات للمركبات المدرعة فوق الأراضي الزراعية المسطحة. وظهرت مسارات وتحصينات جديدة حفرتها القوات الإسرائيلية على شبكة قديمة من الطرق لم يعد من الممكن التعرف عليها.

وإلى الشرق، في بلدة المغراقة، لم يتبقى من مبنى واحد سوى حفرة كبيرة، في حين تعرضت مباني مدرسة قريبة لأضرار واضحة.

وفي قلب الزهراء تقع ثلاث جامعات، معظمها متضرر ومحاط بالحفر.

خان يونس

تقع مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، على حافة خط الإخلاء السابق في شمال قطاع غزة. في البداية، اعتُبرت المدينة منطقة آمنة، واستقبلت المدنيين الفارين والمصابين عندما كانت الحرب تركز على الشمال، لكنها تعرضت للقصف بلا هوادة منذ ديسمبر بعد أن وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي حملته.

ووجد تحليل “الغارديان” أن العديد من المساجد دُمرت بشكل لا يمكن التعرف عليه، إلى جانب الدفيئات الزراعية والمباني السكنية المدمرة.

كما تم تدمير ملعب رياضي آخر، إلى جانب منطقة سكنية كاملة تضم مباني سكنية وحقول زراعية. ولا تزال هناك حفر كبيرة وأنقاض حيث كانت توجد أكثر من 100 دفيئة.

كذلك، تظهر على الصيدليات ومحلات السوبر ماركت والمدارس ورياض الأطفال علامات الضرر، كما أن الطرق المليئة بالحفر تحيط بمستشفى البندر الشرقي.

وتم إنشاء مخيم خان يونس للاجئين، الذي كان يأوي 41 ألف شخص في عام 2017، بعد الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1948 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم.

وتعرض المخيم، الذي يضم العديد من مباني الأمم المتحدة بما في ذلك مدرسة تابعة للأونروا، لعدة ضربات وظهرت عليه علامات الأضرار.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: صور الأقمار الصناعیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

صور أقمار اصطناعية توثق دمارا هائلا في شمال غزة وتسوية مدن كاملة

كشفت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم وبشكل منظم، بتدمير شمال قطاع غزة، ويعزز من مواقعه العسكرية، وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وفي تقرير أعدته مريام بيرغر وإيموجين بايبر وحازم بعلوشة وإيفان هيل قالوا فيه إن "التحليلات البصرية والمقابلات تظهر ظهر التحليلات البصرية كيف أُرغم الفلسطينيون على ترك منازلهم في الشمال عندما يقطع الجيش الإسرائيلي ممرا جديدا عبر غزة".

وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل تنفذ عمليات هدم واسعة النطاق وتقيم تحصينات عسكرية في المناطق السكنية في شمال غزة، حيث أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من منازلهم، وفقا لصور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو والمقابلات التي تم التحقق من صحتها".

وقالت القوات الإسرائيلية إنها "شنت هجوما جويا وبريا في 5 تشرين الأول/أكتوبر في أقصى أجزاء شمال غزة ـ جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ـ لطرد مسلحي حماس الذين أعادوا تنظيم صفوفهم هناك، وإن العملية ستستمر طالما كان ذلك ضروريا".



وبحسب أرقام الأمم المتحدة فقد تم تهجير أكثر من 100,000 فلسطينيا من المناطق المتضررة على مدى الأسابيع الـ 11 الماضية، ما ترك ما يقدر بنحو 30,000  إلى 50,000 شخصا ـ أي أقل من ثمن سكان القطاع في فترة ما قبل الحرب.

 وتقول جماعات إنسانية إن "المساعدات لم تصل إلى المنطقة منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر بسبب القيود الإسرائيلية، ويحذر الخبراء من أن المجاعة ربما تكون قد استفحلت بالفعل في بعض الأماكن".

ووفقا لتحليل أجرته صحيفة "واشنطن بوست" لصور الأقمار الاصطناعية الدقيقة جدا، فإنّ القوات الإسرائيلية هدمت أحياء بأكملها، وأقامت تحصينات عسكرية وبنت طرقا جديدة، مع إخلاء المناطق من الفلسطينيين.

وتظهر الأدلة المرئية أن ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين قد هدم أو أُخلي بين 14 تشرين الأول/أكتوبر و15 كانون الأول/ديسمبر، ما أدى إلى ربط طريق قائم في الغرب بمسار عربات موسع في الشرق، وهو ما أدى إلى إنشاء محور عسكري يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى السياج الحدودي.

تطهير مساحات من الأرض
يقول المحللون إن "إنشاء هذا الممر، وتطهير مساحات من الأرض على جانبيه، وبناء مواقع استيطانية محمية على شكل مربع، يشبه ما فعله الجيش الإسرائيلي في المناطق القرببة من الممر الذي أطلق عليه ممر نتساريم، وهي منطقة عسكرية إسرائيلية استراتيجية في وسط غزة. وفي حين قطعت القوات الإسرائيلية ممر نتساريم عبر منطقة زراعية قليلة السكان إلى حد كبير، فإن عمليات إسرائيل في الشمال تتركز في الأحياء الحضرية الكثيفة ــ الأمر الذي أدى فعليا إلى تدمير المدن الفلسطينية الشمالية".



وتابعت الصحيفة: "في حين لم يقدم الجيش أي تفسير علني لأنشطته في التطهير والتحصين في الشمال، قال محللون إن المحور الذي تم إنشاؤه حديثا يمكن أن يفصل أقصى الشمال عن مدينة غزة، مما يسمح لإسرائيل بإنشاء منطقة عازلة لعزل مجتمعاتها الجنوبية التي تعرضت للهجوم في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".

كما وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء مع تطور الهجوم، وطلب من المدنيين الفرار من أجل سلامتهم، دون أي منح أي فكرة عن موعد السماح لهم بالعودة، أو ما إذا كان سيتم السماح لهم بذلك.

وبحسب الصحيفة، يظل مطلب حماس بالسماح للعائلات بالعودة إلى الشمال، خارج ممر نتساريم، خلال أي توقف في القتال نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار المحتمل واتفاقية إطلاق سراح الأسرى لديها.

وفي بيان عام جاء فيه إن العملية التي يجريها هي "عسكرية بشكل خاص، وتعمل على تحقيق أهداف واضحة وتخفيف الأضرار على المدنيين". وقال ديفيد منسر، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، هذا الشهر: "ما دامت عمليات مكافحة الإرهاب مستمرة، فلن نسمح للسكان بالعودة، لأننا نعلم أن الغرض من عودتهم هو ببساطة استخدامهم كدروع بشرية من قبل الإرهابيين".

تدمير ثلث المباني
وبحلول كانون الأول/ ديسمبر تم تدمير ثلث جميع المباني في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب - بما في ذلك أكثر من 5,000 في جباليا، وأكثر من 3,000 في بيت لاهيا وأكثر من 2,000 في بيت حانون، وفقًا لأحدث البيانات من مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة.

وأظهرت البيانات أن 60% من الدمار في مخيم جباليا للاجئين وقع بين 6 أيلول/ سبتمبر و 1 كانون الأول/ديسمبر، واستمرت عمليات الهدم والتشريد في الأسابيع التي تلت ذلك.

وتظهر صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية في 15 كانون الأول/ ديسمبر دمارا واسعا في بيت لاهيا وجباليا، حيث تحولت سوقا ومسجدا ومتاجر ومنازل إلى أكوام من الخرسانة والغبار. وفي 4 كانون الأول/ ديسمبر أجبر الجيش الإسرائيلي 5,500 شخصا كانوا يحتمون في المدارس في بيت لاهيا على الفرار جنوبا إلى مدينة غزة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

في مقابلات أجريت عبر الهاتف والرسائل النصية على مدى عدة أسابيع، وصف 10 من سكان شمال غزة لصحيفة "واشنطن بوست" الاستهداف الواسع النطاق للأحياء المدنية من قبل القوات الإسرائيلية، وعمليات الإخلاء الجماعي الخطيرة حيث تم فصل الرجال والفتيان المراهقين عن النساء والأطفال، فضلا عن إساءة معاملة واحتجاز بعض أولئك الذين يحاولون الفرار بشكل تعسفي.

وكانت رواياتهم متسقة مع الصور ومقاطع الفيديو التي تحققت منها صحيفة "واشنطن بوست" لعمليات الفحص والاعتقالات الجماعية، فضلا عن الهجمات على المدنيين.



وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التقطت في 24 تشرين الأول/ أكتوبر عشرات المركبات العسكرية المتمركزة بالقرب من المستشفى الإندونيسي، أحد المرافق الطبية الرئيسية في المنطقة، على طول الطريق الذي أُمر المدنيون باتباعه، وحول مدرستين قريبتين - من بين المواقع التي قال النازحون إن الجنود فصلوا فيها بشكل منهجي الرجال والفتيان المراهقين عن النساء والأطفال للفحص.

وقالت الصحيفة إن الدمار والتهجير والحرمان من المساعدات يشبه ما جاء في "خطة الجنرالات"  والتي تنص على الحصار وقدمها جنرال وهي اقتراح سابق في الجيش الإسرائيلي للحكومة الإسرائيلية، ودعا فيها للسيطرة على الشمال من خلال تجويع السكان المدنيين ومعاملة أي شخص يبقى كمقاتل.

وأظهرت بيانات 1 كانون الأول/ ديسمبر من مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة أن 5,340 مبنى دمر في مختلف أنحاء جباليا منذ بداية الحرب، مع تركيز 40% من الدمار في مخيم اللاجئين بالمدينة. كما دمر أكثر من 3,600 مبنى في بيت لاهيا. وتشير البيانات إلى أن وتيرة الدمار كانت في أعلى مستوياتها خلال الهجوم الإسرائيلي الجديد.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية من 11 تشرين الأول/ أكتوبر فصاعدا أن مساحات كبيرة من هذه المناطق نفسها تم بناؤها الآن بتحصينات عسكرية، بما في ذلك شبكة من السواتر الواقية المرتفعة. وبحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر، كانت هذه السواتر توفر غطاء لنحو 150 مركبة عسكرية تطوق جباليا.

مقالات مشابهة

  • حالة الطقس.. «الأرصاد» تكشف خرائط الأقمار الصناعية: الأجواء باردة الآن على أغلب الأنحاء
  • صحيفة عبرية تكشف نفوذا غير مسبوق لزوجة نتنياهو.. نظام مواز للحكومة
  • أرقام صادمة: آلاف النازحين اللبنانيين بين الدمار والخدمات المعطلة
  • قصص عائدون إلى حلب، وتحديات العودة بعد الدمار
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • حماس تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • دمشق تفتح ذراعيها لاستقبال حياة جديدة رغم الدمار
  • صور أقمار اصطناعية توثق دمارا هائلا في شمال غزة وتسوية مدن كاملة
  • لهذا السبب.. مخاوف من تصادم الأقمار الاصطناعية
  • درجات الحرارة الآن وفق خرائط الأقمار الصناعية:  3 ظواهر جوية تؤثر على حالة الطقس اليوم | عاجل