البيضاني.. اسم لامع في سماء الشعر
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
لا يختلف إثنان من المهتمين بالشعر الشعبي ومتذوقيه، على تميُّز الشاعر الكبير عبدالله البيضاني، وتسنّمه هرم الشعر الشعبي في المنطقة الجنوبية ،كشاعر متألق ومبدع. ويظل إسماً ونجماً لامعاً في سماء الشعر على مستوى المملكة .
نقش اسمه في صفحات العقول على امتداد نصف قرن من الزمن ،وحفظت اسمه الجبال والأودية والسهول والقرى ، التي شهدت العرضات التي كان “أبو ماجد” أحد فرسانها!
بدأ قوياً من بداياته المبكرة ، وشهد بتفوقه كبار الشعراء، سواء من محبيه أو منافسيه ،،فمنهم من قال بأنه ولد شاعراً ، ومنهم من يقول بأن معه من يتكلم على لسانه ، في إشارة بأن شاعريته فوق العادة! ومنهم من يؤكد ، بأنه عملاق شعر العرضة الجنوبية، ومنهم من ينظر إلى أنه من الشعراء الأولين، وكأنه عاش مع ابن ثامرة والزرقوي ومجايليهما ، ولعلّ شهادة رفيق دربه الشاعر المثقف الدكتور عبد الواحد الزهراني ، بأن البيضاني مدرسة في الشعر -وهي شهادة محسوبة دون شك-، تؤكد المكانة الكبيرة التي يستحقها ، لرقي شعره وعلو مستواه.
عرفه المجتمع بسمات جميلة ،وخصائص رفيعة ، منها الكرم والشهامة والرصانة والسمت والحكمة والحديث العميق الهادف. ساهم في رفد الساحة الثقافية بوعي واقتدار من خلال إبداعاته الشعرية ، وخدم الموروث الشعبي بكل تمكّن ، وألقى أجمل القصائد في أغلب الأغراض الشعرية والفنون الأدائية كالعرضة والمسحباني واللعب، وله قصائد لا تقل جمالاً في لون المجالسي والشعر النبطي، وقد شارك باقتدار في عدد من المناسبات الوطنية.
شاعرنا الجميل الرمز والعلم عبدالله البيضاني ،حقيق بالتقدير ،جدير بالتكريم ، فهو إنسان نبيل بما تعنيه الكلمة ، كسب محبة الجميع ، لسمو أخلاقه ، وحسن تعامله، ولعل العارض الصحي الذي تعرّض له مؤخراً، قد كشف مقدار محبته في نفوس الكثيرين ، الذين كانوا يسألون عنه طوال الوقت، وسرّهم كثيراً زوال العارض بفضل الله تعالى ، سائلين الله تعالى بأن يمتّعه بالصحة والعافية ،وأن يُرى كعادته رائعاً مبدعاً متألقاً في الحياة العامة ،وفي ميدان العرضة الشعبية على وجه الخصوص.
tsfhsa@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
شاعران من المغرب ولبنان ينضمان إلى قائمة المتأهلين في «أمير الشعراء»
شهد مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي مساء أمس «الخميس» منافسات الحلقة الرابعة المباشرة من برنامج «أمير الشعراء» بموسمه الحادي عشر الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث وتبث حلقاته أسبوعياً على قناتي «أبوظبي» و«بينونة».
وتبارى في الأمسية أربعة شعراء هم أحمد نناوي من مصر، وعثمان الهيشو قرابشي من المغرب، وعلا خضارو من لبنان، وعماد أحمد أبو أحمد من ألمانيا، الذين ألقوا قصائدهم أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو.
حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وعبيد خلفان المزروعي المدير التنفيذي لقطاع المهرجانات والفعاليات بالإنابة، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
وأعلنت لجنة التحكيم قرارها بتأهل الشاعر عثمان الهيشو قرابشي بحصوله على 46 درجة من 50، والشاعرة علا خضارو التي حصلت على 45 درجة من 50، فيما نال عماد أحمد أبو أحمد 44 درجة، وأحمد نناوي 37 درجة، وسينتظران نتيجة تصويت الجمهور التي ستعلن في الحلقة المقبلة المتأهل منهما إلى المرحلة التالية.
وجاءت نتيجة تصويت الجمهور خلال الأسبوع الماضي بتأهل الشاعر المختار عبدالله صلاحي من موريتانيا بحصوله على 82 نقطة من 100، لينتقل إلى المرحلة الثانية رفقة الشاعرين حسين علي آل عمار من السعودية، ونجوى عبيدات من الجزائر، اللذين انتقلا مباشرة إلى المرحلة التالية بقرار لجنة التحكيم في الحلقة السابقة.
وافتتح الأمسية الشاعر أحمد نناوي من مصر بقصيدته «ما أخطأهُ المخرج وصحّحتهُ الكاميرا» التي قال الدكتور علي بن تميم إنها تطرح إشكالية الحداثة والتقليد، وأوضح أن الشاعر انحاز إلى النص التقليدي، وسخر من الحداثة، واصفاً انحيازه للتقليد بأنه انحياز إلى الغنائية، كما أشار إلى وجود بعض الاضطراب في القصيدة وبعض الحشو.
الدكتور محمد حجو من جهته قال إن الشاعر يحاكم بعض مضامين الحداثة، وإن موضوع النص قد يلائمه أكثر قالب الدراما المسرحية، وأضاف أنه على الرغم مما شاب القصيدة من بعض النثرية فإن توظيف الشاعر للحس الغنائي أضفى مسحة من الجمال التصويري على روح النص.
ووصف الدكتور وهب روميّة القصيدة بأنها هجائية ساخرة يؤديها سرد شعري تتخلله عبارات من الأدب الشعبي فتزيده رقة وبساطة وعذوبة. وقال إن في القصيدة نزعة عقلية أدت إلى تقشف بلاغي واضح.
الشاعر الثاني عثمان الهيشو قرابشي من المغرب ألقى قصيدة بعنوان «سيدة الأسرار» نالت إشادة لجنة التحكيم، وقال الدكتور محمد حجو إن فكرة القصيدة يؤطرها التناص العام مع الموروث الشعبي، ولغة التعبير فيها لا تختلف عن صور الأحلام التي تخرق مقاييس الزمان والمكان، مشيراً إلى أن في القصيدة صوراً بديعة منتقاة من البيئة والواقع اليومي.
وقال الدكتور وهب روميّة إن القصيدة عامرة بالضوء والحب والأسرار ومظاهر الطبيعة، ووصف قسمات القصيدة وملامحها بأنها أسطورية تؤكد الطابع الغامض للأم، وقال إن القصيدة تؤنسن الطبيعة على نحو مدهش، وتتحرك بين الكتمان والبوح محققة حداثيتها بالوحدة العضوية فيها.
أما الدكتور علي بن تميم فوصف من جهته القصيدة بأنها رائعة تحقق الوحدة الموضوعية وتتنامى فيها التفاصيل وتتسع لتصنع صورة للأم تتسم بالمحبة والإنسانية.
ثالث المتبارين في الأمسية كانت الشاعرة علا خضارو من لبنان بقصيدتها «قرميدٌ بلا ظلال» التي وصفها الدكتور وهب رومية بأنها قصيدة بديعة، وتوقف عند مواضع في القصيدة لبيان ما تحمل من دلالات ورموز، وقال إنها تصور مرارة خيبة قاسية، وتصدع يقين تاريخي، وحيرة تضع مفهوم الهوية موضع المساءلة، وإن غياب ضمير المتكلم يدل على أن الشاعرة تعبر عن جماعة من الناس لا عن حزنها الشخصي وحده.
وقال الدكتور علي بن تميم إن أبيات القصيدة تنقسم بين الفخر والتفاؤل في الشطر الأول من كل بيت والحزن والتشاؤم في الشطر الثاني، مشيراً إلى أن هناك اضطراباً لاسيما عند الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى مضادة لها، وأضاف أن حضور بيروت وفيروز في القصيدة كان خافتاً.
من جهته أوضح الدكتور محمد حجو ما انطوت عليه القصيدة من تصوير وبلاغة في أبياتها وتراكيبها الشعرية، وذهب إلى أن القصيدة تميزت بالتعبير السلس، والصور المعبرة، والتلوين الموسيقي، وقال إنها جمعت في مطلعها بين أيقونتين من روح لبنان وتاريخه وأرضه.
وجاءت قصيدة آخر المتنافسين في الحلقة الشاعر عماد أحمد أبو أحمد من ألمانيا بعنوان «زغردات جرحٍ دمشقي» التي ناقش الدكتور علي بن تميم عدة جوانب منها مؤكداً أن على الشاعر أن يمتح من الحياة اليومية ويعكسها بكل جدليتها وأن يكون الشعر معبراً عن اللحظة الراهنة، كما وصف القصيدة بالجيدة، لكنه قال إنها تعاني من بعض الارتباكات في صياغتها، وافتقدت إظهار خصوصية دمشق.
أما الدكتور محمد حجو فناقش ما احتوته القصيدة من معان وتراكيب لغوية، وصور بلاغية، وقال إن فيها صوراً وتعابير بديعة تنضح عذوبة ورشاقة في الأداء اللغوي، وتجعلنا نحس بتماسكها وسلاستها في توليد المعاني والأحاسيس الفياضة وصدق التجربة الإبداعية.
أما الدكتور وهب روميّة فأشار إلى أن القصيدة تظهر فيها الوحدة الموضوعية بقوة مما يمنحها الطابع الحداثي، وأثنى على ثرائها بالمجاز وقوة تصويرها، ووصفها بأنها مناجاة بلغة عذبة مبللة بالحنين تستحق الوقوف عندها، وأشار إلى أن ما لفت نظره في القصيدة وجود ظاهرة الانحراف الأسلوبي فيها، وظاهرة رد الأعجاز على الصدور التي وصفها بأنها ظاهرة رائعة أغنت موسيقى القصيدة.
وتحدث المشاركون في الأمسية، في فقرة «أثر شاعر» عن الشعراء الذين تأثرت تجاربهم الشعرية بهم وبشعرهم، فاختار عماد أبو أحمد الحديث عن الشاعر عمر أبوريشة (1910-1990م) وإسهاماته في المشهد الشعري العربي، فيما تحدثت علا خضارو عن الشاعر إيليا أبوماضي (1889-1957م) أحد رواد أدب المهجر متناولة خصائص شعره، وتحدث عثمان الهيشو عن الشاعر أحمد المعداوي (1936-1995م) وسماته الشعرية، بينما وقع اختيار أحمد نناوي على الشاعر محمد عباس محفوظ أحد رواد شعر العامية في مصر ليتحدث عنه وعن قصائده.
واستضافت الحلقة المباشرة الرابعة الفنانين السوريين غسان وإنجل، اللذين تغنيا بالعربية الفصحى على المسرح بمصاحبة آلتي العود والجيتار، كما عبرا من خلال حوارهما مع مقدم الحلقة الإعلامي نيشان عن سعادتهما بوجود برنامج مثل «أمير الشعراء» ليبرز مواهب الشعر العربي الفصيح، وأوضحا أن أسلوبهما الغنائي يمثل هويتهما الفنية.