صحيفة البلاد:
2024-12-18@08:23:18 GMT

من دون كذب

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

من دون كذب

” أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس ” ، عبارة كان يردِّدها جوزيف غوبلز ، بوق الإعلام النازي وذراع هتلر، بهدف قمع حرية الفكر والتعبير في بلاده ، وتشويه سمعة الأعداء خارجها .

لقد كذبت أمريكا على العالم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ، وأنه يشكل خطراً على المنطقة والعالم ، وكانت النتيجة أن شن عليه الحرب، ودمّر بلد الحضارات ، ولم يكن صدقاً ما ادعوه ، كما كذّبت المنظمات الصهيونية على العالم ،وادعت أن لليهود وعداً الهياً في العودة إلى أرض المعاد ، وأنهم يعيشون حالة من المظلومية منذ محرقة الهولوكوست، وأنهم مضطهدون ، ويعانون الشتات ، تلك هي الدعاية التي أكسبتهم تأييداً دولياً لقيام كيانهم الإسرائيلي واحتلال فلسطين وتشريد شعبها ، ودخول عالما العربي على إثرها ، في حروب ونزاعات لم تنته حتى يومنا هذا .

كان هذا هو الكذب الأخطر على مستوى الأمم والشعوب ، ولكن ماذا على صعيد الفرد والمجتمع ، ولماذا يكذب الإنسان ويستمرئ التلفيق والمراوغة ويحلو له قول نصف الحقيقة وتزّييف الوقائع ؟

هل هو مريض نفسي حتى لا يصدق القول ، هل يكذب ليرضي الناس ولا يقع في الحرج ، هل ينافق ليتقرب من أهل السلطة وذوي النفوذ ، هل يكذب من هو بصفة تاجر ليزيد من أرباحه على حساب جودة المنتج وأخلاق المهنة ، هل يكذب الانسان خوفاً من عقاب أو تأنيب كالأطفال ، هل يكذب الفنان في ملامحه ويبالغ في التجّميل كي يُعطى دوراً رئيسياً ويتقاضى عليه أجراً أعلى، هل يتباهى الانسان بثروته المالية ، وسرد بطولاته الوهمية كي يهابه الناس ويحسبون له ألف حساب وهل تكذب علينا بعض القنوات الإعلامية صباح مساء ،كي تضلِّل الرأي العام وتتربّح من زيادة المتابعين ؟!

يقول أحد الحكماء :”من استحلى رضاع الكذب، عسر فطامه”. ويقول محرّر العبيد الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون:” يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت وبعض الناس كل الوقت ولكن لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت ” ، فاضبط لسانك أيها الكاذب ، واعلم أن الكذّاب سوف لن يصدقه أحد حتى ولو قال صدقاً ، وأن حبل الكذب قصير، فسرعان ما سيفتضح أمرك وتصبح أضحوكة بين الناس ، واعلم أن أصحابك المقرّبين ،سينفضوا من حولك لأن خلائق السوء تعدي ، والمرء على دين خليله ، وفي مستنقع الأكاذيب ، لا تسبح إلا الأسماك الميتة ، فقل الحق ولا تخف في الله لومة لائم ، وإن لم تستطع قول الحق ،فلا تصفِّق للباطل .

bahirahalabi@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

رفض إسرائيلي لمطالبات الجيش بزيادة موازنته على حساب إهمال الجوانب المدنية

رغم مزاعم الاحتلال بإزالة سلسلة المخاطر الأمنية التي كانت تحوم فوق رأسه لسنوات، خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنّ كبار جنرالات المؤسسة العسكرية مقتنعون بضرورة زيادة ميزانية الجيش الموسعة أصلاً، وذلك بدلاً من تحويل الأموال لأغراض مدنية، وهو ما كشفته محادثات أخيرة معهم، بصورة مثيرة للقلق في أوساطهم.

وفي مقال ترجمته "عربي21"، قال الخبير الاقتصادي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، سيفر بلوتسكر، إن: "أوساط المؤسستين الأمنية والعسكرية أبانت أن ما خاضه الاحتلال في جبهات سوريا ولبنان وإيران وغزة، تسبّب بتفاقم وضعه الأمني".

وتابع بلوتسكر: "بالتالي لا مفر من زيادة كبيرة في ميزانياته العسكرية، ورغم سقوط نظام الأسد وحزب الله وحماس والضربات التي تلقتها إيران، يرى الجنرالات أنه لابد من إضافة 30 مليار شيكل سنويًا لميزانية الجيش الموسعة أصلاً، وعدم الاكتفاء بإضافة سنوية قدرها 20 مليار شيكل فقط، أوصت بها لجنة "ناغال" لدراسة احتياجات الجيش".

وأضاف: "الزيادة الهائلة التي يطالب بها الجنرالات للإنفاق العسكرية يعكس قلقًا حقيقيًا، رغم أنه قد يكون بالأساس وسيلة لتحقيق غاية مفادها إعداد الرأي العام لميزانيات الأمن المتزايدة باستمرار؛ ما يجعل دولة الاحتلال تجد نفسها أمام موقف محيّر، وحتى سخيف".

"خاصة وأنه تمت إزالة سلسلة طويلة جدًا من المخاطر الأمنية التي كانت تحوم فوق رأسها في الأشهر الماضية، وتساقطت كأحجار الدومينو الواحدة تلو الأخرى، في مختلف الجبهات" أبرز بلوتسكر بحسب المقال نفسه.


وأشار إلى أن: "ما يصفه الجنرالات أنفسهم بحصول جملة من التغييرات الإيجابية في المنطقة لصالح الاحتلال تدفعه لرصد ميزانيات عسكرية أكثر تقييداً، وتوجيه موارد إضافية نحو الاحتياجات المدنية المهملة، من التعليم والرعاية الاجتماعية والصحة والبنية الأساسية".

واستدرك بالقول إن: "استمرار مطالبة الجيش بزيادة ميزانيته العسكرية تعني أنه يحمل وجهة نظر مفرطة في التشاؤم تجاه تطورات المنطقة، وأنه يسعى لتكييف عمله مع الموساد والشاباك مع الواقع الجديد الذي يصفونه بـ"المخيف" من خلال زيادة ميزانياتهم بشكل كبير".

وأوضح: "الأمر الذي يعني أن القناعة السائدة لدى كبار الجنرالات بأن الاحتلال سيعيش هنا على "حدّ السيف"، وعليه فقط، وهم بذلك يفنّدون أولئك الذين يعيشون في الأوهام، ويوزعونها بين الإسرائيليين".

إلى ذلك، تساءل الكاتب عن "جدوى المطالبة بزيادة الميزانيات العسكرية في ظل تراجع حدة المخاطر الأمنية، وفي الوقت ذاته مع نشوء واقع جيو-سياسي جديد في حال استئناف اتفاقيات التطبيع، الأمر الذي يحمل في طياته اتّهامات ضمنية لكبار قادة الجيش والأمن باختلاق المخاطر بشكل مصطنع، لتبرير هذه المطالبات، رغم أن المخاطر الأمنية انخفضت، ومن غير المرجح أن تكون قد زادت، مما يجعل من هذا الوقت الأكثر مناسبة لتغيير الواقع الاستراتيجي الأمني".

وختم بالقول إن "صورة النصر الحقيقية التي يدعيها المستوى السياسي الإسرائيلي لا توجد في أحلام إقامة إمبراطورية متمثلة بنشر الجيش من محور فيلادلفيا الفلسطيني إلى محور الليطاني اللبناني ومحور جبل الشيخ السوري".


واستطرد: "بل في إقامة قنصليات إسرائيلية في دمشق وبيروت والرياض، استئناف الرحلات الجوية مع بنغازي وطهران، وتعزيز الجهود الدولية والعربية لإعادة الحياة المدنية لقطاع غزة، وفي هذه الحالة لا يكون هناك مبرر حقيقي لزيادة المطالبات برفع مستوى الميزانيات العسكرية بصورة مفرطة، لا داعي لها".

مقالات مشابهة

  • سيدات يد الزمالك يتأهلن إلى ربع نهائي كأس مصر على حساب المعادي
  • أخنوش يكذب نائبة من المعارضة: ملف الماء استراتيجي لا يقبل التأخير.. ومكنعطيوش الما غي لي لاباس عليهم
  • رفض إسرائيلي لمطالبات الجيش بزيادة موازنته على حساب إهمال الجوانب المدنية
  • البنك الدولي يغير حساب حد الفقر.. ماذا يعني ذلك للمصريين؟
  • بريد الجزائر.. بيان هام للزبائن
  • مخبر سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي يعترف بالذنب في الكذب بشأن مخطط رشوة زائف يتعلق بجو بايدن وأبنه
  • قبل العام الجديد.. متى يبدأ حساب الإجازات السنوية للموظفين
  • حبس وغرامة 10 آلاف جنيه.. عقوبة إنشاء حساب مزور على مواقع التواصل
  • منتخب مصر للإسكواش يتوج ببطولة العالم على حساب إنجلترا
  • إشبيلية يعود للانتصارات في الدوري الإسباني على حساب سيلتا فيجو