الحلم وقود البشر، فهناك من يري حلمه ثروة أو وظيفة أو شهرة وما أكثر أحلامنا، فنظل نحلم ونسعي لتحقيقها لكن لخفايا القدر كلمة أخري، يقول مصطفي السباعي: “من سنة الحياة أن تعيش أحلام بعض الناس علي أحلام بعض، ولو تحققت أحلامهم جميعاً لما عاشوا” ما يعني أن الحلم الكبير أو الصغير، يظل مسعىً مهما تنتهكنا العوائق وتنال منا الخيبات، أحياناً نمشي طريقاً طويلاً ، ثم نعود منه محملين بالهزائم والخيبات فتصيبنا الحيرة والضياع ،ونشعر بأننا كنا نمشي طريقًا من سراب، فمتاعب الحياة وهزائمها المتتالية لأحلامنا، تجعلنا نفكر ما هي القرارت الأكثر صواباً لنا، ونفكر هل ما يحدث لنا سوء حظ أم إختيار؟
قد يمنع القدر تحقيق حلم راودنا طويلاً ،لكن المنع ما هو سوي خير تدبير ، وعطاء سنري نتاجه فيما بعد، فالإنسان لا يعلم تفاصيل وخفايا القدر، وفي كثير من الأوقات إذا تحقق الحلم ،يصبح أكبر كابوس يعيشه الإنسان في حياته، من يفقد حلمه يشعر كمن يشعر بالغربة داخل وطنه، فحين تجبرك الأقدار على التعايش مع واقع لا تريده ،أو أشخاص لا ترغب بهم، تشعر بهزيمة من كل شيئ وقسوة حياة لا تعرف سببها، والشعور الأشدّ قسوة ،حين يشاهدك الجميع تسقط دون أن يحرك أحد ساكناً، فتتحول لغريق يطفو على سطح الماء لا يجد يداً تمتد له.
في رحلة الحياة، نعيد المحاوله مئات المرات، بحثاً عن ملجاً يحتوي أحلامنا ،في وقت أصبحت بعض القلوب فقيرة بالحب والعطاء ،فأقصى ما تستطيع أن تقدمه ،هو إستنزاف أحلامك والتلاعب بك، فلا أحد يعرف حجم المعارك التى تخوضها مع نفسك لكى تصل لقناعة ترضى قلبك ،بأنه لا يوجد ما يضمن تحقيق أحلامك، بل ولا يوجد ما يستحق المعاناة من أجله، فالإنسان في رحلة الحياة ،تمرّ عليه لحظات فارقة ،تحوّله من شخص سعيد ، إلى شخص يتصف بالجمود ،دون أن يدري أحد أسراره ،أوالضجيج الذى يدور داخله لكي يظهر بكل هذا الثبات، فلا يشبه الإنسان نفسه في كثير من الأوقات، وقد يكون مضطراً لبناء وجه جديد يستطيع به مواجهة الحياة، فالخيبات المتكررة ، تجعلنا أمام خيارين لا ثالث لهما، فإمّا التمسك بالحلم الذي لن يتحقق على أرض الواقع، أو الإضطرار بأن نكذب علي أنفسنا ومجاراة الزمن وتقبُّل تقلّباته، لكن أتساءل أيهما أفضل للإنسان: العيش داخل جحيم الحقيقة، أم جنة الكذب؟
فى الواقع لم أجد الرد المناسب، ففى كلا الحالتين ، هناك سقوط مدوى بإنتظارنا ،حينما نستيقظ علي واقع مفزع، ومغاير تماماً للحلم الذي سعينا من أجله طويلاً دون جدوي ، بعد أن كتب القدر نهاية أخري لا تتماشي أبداً مع حجم وتفاصيل أحلامنا.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تفسير حلم توديع الأحباب في المنام لابن سيرين.. حزن أم فرح؟
عندما يعود الشخص إلى المنزل بعد عناء يوم طويل، ويخلد إلى النوم للحصول على قسط من الراحة، يدخل حينها إلى عالم الأحلام ويرى أشياء تدل على عدة تفسيرات، بعضها يكون بشارة أو تحذير للرائي مرتبطًا بما مر به في يومه من متاعب العمل والضغوط اليومية، وهناك حلم يراود كثيرين وهو توديع الأحباب، لذا يتساءلون عن دلالته في المنام وتفسيره.
تفسير حلم توديع الأحبابفَسر ابن سيرين في كتابه «تفسير الأحلام»، أن منام الوداع لا يقتصر دلالته على بُعد الأشخاص أو غيابهم فحسب، بل قد يرمز إلى تغييرات جذرية في نمط الحياة أو الانتقال إلى مرحلة جديدة، محملة بالأمل والتفاؤل، خاصةً إذا كانت الفترة السابقة تميزت بالتحديات والصعوبات، وعند مشاهدة شخص مجهول يودعك وهو متوجه إلى أراضٍ بعيدة، يمكن أن يفسر كرمز للسماح والغفران، أو ربما تلميح إلى رغبة الرائي في استكشاف آفاق جديدة وخوض تجارب تثري الروح والعقل.
الوداع في المنام عند ابن سيرين يدل على الفراق، إذ يقول إن من رأى كأنه يودع زوجته في الحلم أو هي تودعه فهو يطلقها، وقال آخرون إن الوداع في المنام يتم تأويله من الدعة والراحة ومن مقلوب كلمة وداع وتدل على العودة، فالوداع في الحلم قد يرمز لعودة الزوجة ومراجعتها وعودة السلطة المفقودة وما شابه.
وإذا ما شوهد الموتى يودعون أحدا في المنام، قد يشير ذلك إلى مرور الرائي بمرحلة من التأمل العميق والسعي لإصلاح الذات وربما التحرر من قيود النفس الداخلية التي تعوق التقدم، كما أن رؤية الوداع في المنام سواء كانت محفوفة بالحزن أو الفرح، هي بمثابة مرآة تعكس الرغبات الدفينة والحاجة إلى التغيير والنمو.
ورؤية الوداع في المنام قد تنبئ أيضًا بفراق أو تغيير في العلاقات الشخصية والمهنية، لكنها في الوقت ذاته، تحمل إمكانية البدء من جديد وتوفر فرص جديدة، وتكون بشارة بعودة ما قد فُقد، إذ إن الكلمة نفسها تحمل ضمنا إيحاءً بالعودة، كما لو كانت ترمز لنهاية مرحلة وبداية أخرى جديدة، وتوديع شخص ما مع احتضانه يعكس رغبتنا في تقديم الدعم والمساندة، سواء كانت مادية أو معنوية.
تفسير حلم توديع الأحباب للعزباءوفسر ابن سيرين رؤية توديع الأحباب في منام العزباء، بأنه قد يشير إلى بداية مرحلة جديدة مليئة بالأمل، خاصة إذا كان يتعلق بالانتقال من بيت الأهل إلى بيت الزوجية، وفي هذه الحالة، يعكس الحلم تطلع الفتاة وجاهزيتها لاستقبال فصل جديد في حياتها.