لفتت النجمة منى زكى الأنظار بأحدث أعمالها فيلم 404، والذى أثار الجدل فور الاعلان عن طرحه فى قاعات العرض المصرية، الفيلم حقق خلال عرضه فى 4 أيام أكثر من 4 ملايين جنيه وسط منافسة قوية مع أكثر من 10 أفلام فى نفس الموسم، وهو ما يؤكد على أن القصة الجيدة والجرأة فى التناول دائما تثير إعجاب الجمهور، ما جعله أيضاً يتصدر إشادة النقاد والجمهور رغم تصنيفه جماهيرياً فوق 18 عاماً، وكان أداء منى زكى المتميز أكثر ما أثار الانتباه للفيلم، وهو الأسلوب المختلف الذى أصبحت تنتهجه فى اختياراتها الأخيرة سينمائياً وتليفزيونياً.

حول ردود الفعل، وكواليس التصوير، تكشف النجمة منى زكى فى حوار خاص لـ«الوفد»، تفاصيل شخصية «غادة» التى أثارت الجدل من فتاة مليئة بالأخطاء لتائبة تؤدى فريضة الحج، الجدل الذى أثاره فيلم 404 يعيد دائرة الانتقادات والإثارة الكبيرة لفيلمها «أصحاب ولا أعز» والذى وصفه النقاد بـ«الجرىء» لاحتوائه على مشاهد أخذت النصيب الأكبر من الهجوم.

- ردود الفعل فاجأتنى، لا أنكر أننى كنت متخوفة من رأى الجمهور وإثارة الجدل لشخصية غادة، لكن الحمد لله ردود فعل النقاد والجمهور كانت فى مصلحة الفيلم.

- هناك حدود وراء شخصية «غادة» فى فيلم 404، وهى فلسفة التوبة والغفران، والصراع النفسى السلوكى حول الصواب والخطأ، والتجهيزات والعمل مع المخرج المتميز هانى خليفة تدفع أى فنان كى يجتهد كونه "شاطر" وحبه للتمثيل قادر أن يساعدك فى تكوين الشخصية وظهورها بالشكل المطلوب، إضافة إلى السيناريو للمؤلف محمد رجاء، من حيث السرد والحدودة الظاهرية، والفلسفة خلف الحدود اللى فى الفيلم، لذا عندما قرأت النص حصل لى توحد وتعاطف مع الشخصية. 

واستطردت الفنانة منى زكى، «أوجه الشكر لكل زملائى والداعمين للفيلم، وللمخرج هانى خليفة والسيناريست محمد رجاء، والنجوم المشاركين فى الفيلم على الرغم من الأدوار غير الكبيرة إلا أنهم ظهورهم كان عامل مهم لنجاح واكتمال فكرة الفيلم»، وسعيدة بالتعامل مع المخرج هانى خليفة، والمؤلف محمد رجاء، فى فيلم 404، خاصة أن شخصية «غادة» فى الفيلم تعبر عن حالة إنسانية وليست مجتمعية، مؤكدة أن الهدف الرئيسى من الفيلم فلسفى يكشف ما وراء الشخصية.

استعدادات منى زكى لـشخصية «غادة»؟

- قرأت بشكل جيد السيناريو وشخصية «غادة» التى تستعد لأداء فريضة الحج بعد تركها طريقاً ملوثاً والابتعاد عن أى أخطاء إلا أنها تتورط فى مشكلة طارئة تجعلها مطالبة بجمع مبلغ كبير من المال، فتضطر أن تعود لأشخاص من الماضى كانت قد قطعت علاقتها به، والمواقف تسحبها لارتكاب الفاحشة إلا أنها ظلت متماسكة للحفاظ على عهدها بأن تحج بيت الله الحرام ليغفر لها ذنوبها.

- الأحداث التى تمر بها شخصية «غادة»، تُعد صراعاً نفسياً ما بين الماضى الملوث والحاضر النظيف، ويظهر لك كيفية التعامل مع المشكلات التى تواجه أى إنسان ربنا تاب عليه من الأخطاء، ربنا سبحانه وتعالى غفور رحيم لكن المواقف تختبر قوة عزيمتك، إصرارك على التوبة. 

- قرأت النص وعجبنى جداً من حيث الشخصية والحدود والفلسفة اللى وراء الشحصية، جهزنا التجربة مع المخرج المتميز هانى خليفة، اللى بيعرف إزاى يوجه اللى شغال معاه، وسعيدة إنى اتعاملت معاه، اشتغلنا أكتر خلال الفيلم على ظهور الصعوبات التى تواجه «غادة» فى رحلتها، والطرق التى تلجأ إليها من أجل مواجهة الصعوبات والأزمات». 

- شخصية غادة هى مشكلة إنسانية وليس اجتماعية، لأن شخصية غادة لا تمس ناس كتير، ولكن ما وراء الشخصية من فلسفة أن الإنسان يخطئ ويدور على الغفران وهل تم قبوله أم لا، هو الهدف الرئيسى من الشخصية.

- كاتب السيناريو المؤلف محمد رجاء، وأعجبتنى فكرة السرد والحدودة الظاهرية، والفلسفة خلف الحدود اللى فى الفيلم، وكنت سعيدة جدًا بالكتابة والدور وشخصية «غادة»، لذلك وافقت مباشرة على تجسيد الشخصية، وعند قراءة النص من أول مرة حصلى توحد وتعاطف مع الشخصية، إضافة إلى أننى كنت حابه أشتغل الشخصية وكنت مستعدة جيدًا بعد قراءة السيناريو.

- الأهم والأبرز فى شخصية «غادة» بفيلم 404، هى أن كل إنسان بيخطئ ولكن إزاى تلجأ لربنا سبحانه وتعالى، وهل تقبل منى أو لا، سامحنى ولا لا؟ هل محتاج مجهود أكبر ليسامحنى؟ كثير من هذه التساؤلات تطرأ على كل مخطئ مع اختلاف الذنب أو الغلط الذى ارتكبه، تظهر شخصية غادة الإصرار على التوبة، والتقرب من الله أكثر وأكثر، الشكوك حول قبول التوبة ولا لا، تدفع الشخص أن يقترب من ربنا سبحانه وتعالى أكثر.

فى ذات الصدد، حرص الفنان أحمد حلمى، على مساندة ودعم زوجته الفنان مى زكى، بحضوره العرض الخاص لفيلمها «404»، الذى عرض فى أحد سينمات الشيخ زايد، بحضور عدد من صناع الفيلم. 

وحاز الفيلم على إشادة العديد من الجمهور والنقاد الذين حضروا العرض الخاص منهم الناقد الفنى طارق الشناوى الذى عبر عن إعجابه بالفيلم، قائلًا: «شاهدت فى السينما القريبة من منزلى فيلم رحلة 404، هذا هو الشريط السينمائى الذى أنتظره». 

وجدير بالذكر أن فيلم رحلة 404 بطولة منى زكى بالاشتراك مع مجموعة كبيرة من النجوم وضيوف الشرف محمد فراج، محمد ممدوح، شيرين رضا، خالد الصاوى ومحمد علاء مع حسن العدل، سما إبراهيم، شادى ألفونس، رنا رئيس، جيهان الشماشرجى، وعارفة عبدالرسول، ونورا شعيشع، من تأليف محمد رجاء وإخراج هانى خليفة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منى زكي ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻏﺎدة فيلم 404 شخصیة غادة محمد رجاء فى الفیلم منى زکى فیلم 404

إقرأ أيضاً:

أحداث الساحل السوري وتداعياتها السياسية

يختلف منطق التاريخ وسيرورته عن المنطق الأخلاقي وأحكامه المعيارية، فبين الاثنين هوة كبيرة جدا: يخضع الأول إلى دينامية معقدة بتعقد الفعل الإنساني أفرادا وجماعات ودولا، لا يوجد في منطق التاريخ ودينامياته أحكاما إنسانية، بل وصفا وتحليلا للحوادث، بينما يخضع الثاني إلى إضفاء موقف إنساني من أحداث واقعية، وهو بذلك يقدم رؤية فكرية مفارقة للواقع، بمعنى أنها تقدم حكما عقليا وأخلاقيا ذاتيا ليس ناجما عن معطيات إمبريقية مباشرة، إنه منفصل عنها من حيث العلاقة السببية، ولذلك تختلف الأحكام الأخلاقية من فرد إلى آخر.

من خلال هاتين الرؤيتين المتعارضتين يمكن النظر إلى أحداث الساحل السوري الأسبوع الماضي وتداعياتها السياسية داخل سوريا.

المنطق الأخلاقي

وفق المنطق الأخلاقي وأحكامه المعيارية، ما جرى في الساحل السوري من عمليات ثأر أدت إلى مقتل مئات العلويين معظمهم مدنين أبرياء ـ كرد فعل على الكمين الذي قامت به مجموعة من فلول نظام الأسد وأسفر عن مقتل نحو مئة عنصر من الأمن العام ـ هو فعل مرذول ومرفوض، فلا يُعقل أن يُقتل الأشخاص على أساس هُوياتي، وليس على أساس فعل ارتكبوه.

شكلت أحداث الساحل وستشكل، على الرغم من مأساويتها، تحولا مهما في الساحة السياسية السورية، برزت مفاعليها في سلوك الأقليات والأكثرية معا على السواء، وكانت مضامينها ما يُشبه الاتفاق المُضمر: توافق الأقليات على الاندماج في النظام السياسي الجديد مقابل الحصول على ضمانات سياسية وعسكرية وثقافية.ما جرى في الساحل السوري هو جريمة مكتملة الأركان، سواء أكان وراؤها عناصر من الأمن العام، أو فصائل منفلتة، أو أشخاص عاديين غاضبين، يتحينون الفرصة للثأر الشخصي.

من ناحية الأخلاق السياسية، ما جرى يضع إدارة الحكم الجديدة في موضع متساوي مع جرائم نظام الأسد، على الأقل في المخيلة السياسية للعلويين، والمخيال الاجتماعي والسياسي مجال تسوده القناعة وليس مجالا تسوده المعرفة، بمعنى ما جرى في الساحل سيعزز المخيال العلوي تجاه السُنة، وهو المخيال الذي اشتغل عله الأسد الأب والابن معا من خلال غرز سردية في الوعي الجمعي العلوي مفادها أن السُنة ما يتسلموا السلطة سيقضون على الطائفة، ويعيدوها إلى مألوف عيشها قبل قرون حين كانت تعيش فيما يشبه الغيتو اليهودي في أوروبا.

وبهذا المعنى، ساهمت أحداث الساحل في تعزيز الانقسام الهوياتي بين السُنة والعلويين من جهة، والسُنة وباقي الأقليات من جهة أخرى، وهذا ما ليس من مصلحة أحد، خصوصا الإدارة الحاكمة في سوريا، المطالبة بأكثر مما هو مطلوب من باقي مكونات الشعب السوري: أولا لأنها في الحكم، فالمطلوب من الحكام أكثر بكثير مما هو مطلوب من المواطنين افرادا وجماعات، وثانيا لأن الإدارة الحاكمة تنتمي إلى الأغلبية السُنية، والأكثرية أيضا مطالبة في الحالة السورية تحديدا بتقديم خطاب وسلوك جامع لكل السوريين، لا سيما العلويين.

المنطق التاريخي

وفق منطق التاريخ تبدو النتائج مختلفة تماما عن نتائج المنطق الأخلاقي: هنا حيث تخضع سيرورة التاريخ للفاعل الأقوى، بمعنى أن جوهر حركة التاريخ تقوم على معادلة القوي والضعيف.

ما جرى في الساحل السوري من انطلاق فصائل وعناصر منفردة من إدلب وحلب ومحافظات أخرى بشكل منظم وغير منظم، والقيام بهجوم واسع على المناطق الآهلة بإخواننا العلويين في مشهد سوريالي، كان له تأثير سياسي إيجابي كبير جدا.

أولا، على صعيد العلويين، إما أن تؤدي أحداث الساحل إلى توحد العلويين في كتلة متراصة يقودها ضباط من فلول النظام السابق تبدأ بفعل عسكري مضاد، أو يحدث العكس، عبر النأي بالنفس عن المقتلة التي قادها غياث دلا وعناصره بحق عناصر من الأمن العام، وإعلان التبرؤ من هذا الفعل الذي وضع الطائفة في خطر.

ما حدث هو الحالة الثانية، فقد أعلن كثيرون من الطائفة العلوية رفضهم لسلوك عناصر فلول النظام بقدر رفضهم لرد الفعل السني، لكن رد الفعل الأخير أيقظ في الوعي العلوي الحس التاريخي الآني، أي أصبحوا مدفوعين بوعي أو بغير وعي، أو كليهما معا، لتمييز أنفسهم عن نظام الأسد والقبول بالواقع السياسي الجديد، هكذا حمل رامي مخلوف وغيره مسؤولية أحداث الساحل على فلول نظام الأسد، ومحاولتهم توريط الطائفة بأعمال عسكرية.

ثانيا، على صعيد الأكراد، صحيح أن المفاوضات بين إدارة الشرع و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تجري منذ فترة، وصحيح أن الضغط التركي ما زال قائما مصحوبا بموقف أمريكي مائع، وصحيح أن ثمة توافقات بين "قسد" ودمشق.

لكن الصحيح أيضا أن "قسد" ظلت محتفظة بموقفها المتمثل بإبقائها قوة عسكرية متماسكة وخاضعة لقيادة كردية أولا، ثم الاتفاق على شكل وجوهر النظام السياسي في سوريا قبل الحديث عن عمليات الدمج العسكري ثانيا.

هل هي صدفة أن يُبرم الاتفاق بين "قسد" ودمشق بعد أيام قليلة من أحداث الساحل السوري؟

في تقدير كاتب هذه المقالة أن أحداث الساحل سرعت الاتفاق، فالمشهد الذي رآه كل السوريين، خصوصا الأقليات، كان مرعبا وجعلهم يقومون بعملية إسقاط عقلي، ويطرحون تساؤلا هاما، ماذا لو حدث بالخطأ فعل مشابه للكمين الذي نفذه غياث دلا تجاه الأمن العام؟ كيف سيكون الرد السُني؟

وفي بيئة كردية مختلطة بعشائر سُنية، ومحاطة بغلاف جغرافي سُني، وبقوة عسكرية ضاربة تتحين الفرصة (تركيا)، هيمنت البراغماتية الكردية على التفكير الأقلوي.

ثالثا، على صعيد الدروز، ما حصل مع الأكراد حصل نفسه مع الدروز الذين شاهدوا بعينهم رد الفعل السُني في الساحل، وطرحت التساؤلات نفسها.

ما جرى في الساحل السوري هو جريمة مكتملة الأركان، سواء أكان وراؤها عناصر من الأمن العام، أو فصائل منفلتة، أو أشخاص عاديين غاضبين، يتحينون الفرصة للثأر الشخصي.وعلى الرغم من وجود قوى درزية ما تزال ترفض الاتفاق مع دمشق، وفي مقدمهم شيخ الطائفة حكمت الهجري، إلا أن هناك قوى أخرى تتفاهم مع إدارة الشرع منذ أسابيع عدة، وجاءت أحداث الساحل أيضا لتسرع الاتفاق بين الجانبين، وتطوي إمكانية تكرار تجربة الساحل في السويداء.

رابعا، على صعيد الحكومة السورية، أدت أحداث الساحل إلى إجبار الرئيس السوري أحمد الشرع على الانتقال من حالة الخطابات إلى حالة الفعل الملموس على الأرض، ليس من خلال تشكيل لجنة للتحقيق بما جرى في الساحل فحسب، بل والأهم بضرورة ضبط السلاح بين ظهرانيه، وخصوصا في المناطق الشمالية الغربية من سوريا، حيث الفصائل المسلحة بعيدة عنه.

خاتمة

شكلت أحداث الساحل وستشكل، على الرغم من مأساويتها، تحولا مهما في الساحة السياسية السورية، برزت مفاعليها في سلوك الأقليات والأكثرية معا على السواء، وكانت مضامينها ما يُشبه الاتفاق المُضمر: توافق الأقليات على الاندماج في النظام السياسي الجديد مقابل الحصول على ضمانات سياسية وعسكرية وثقافية.

بهذا المعنى، فالحرب امتداد للسياسة، فما أسيل من دماء في الساحل دفع إلى الانتقال نحو مرحلة سياسية جديدة، لن تستقيم إلا بمشاركة جميع مكونات المجتمع السوري، بما فيهم العلويين من أجل بناء سوريا جديدة تقوم على مبدأ المواطنة.

مقالات مشابهة

  • مبسوط من نفسي.. خالد مختار يعلق على ردود الفعل حول مسلسل 80 باكو
  • ليفربول يتأخر بهدف في الشوط الأول أمام نيوكاسل بنهائي كأس كاراباو
  • كأس مصر | سيراميكا يتقدم على الجونة بهدفين نظيفين في الشوط الأول
  • غادة إبراهيم: «وشي راس مالي وبعمل بوتوكس من زمان»
  • أحداث الساحل السوري وتداعياتها السياسية
  • غادة إبراهيم عن مسلسل نص الشعب اسمه محمد: الجمهور منتظرني وحابب وجودي
  • غادة إبراهيم: نص الشعب اسمه محمد عمل مختلف.. وعصام عمر شخصية سكر
  • (حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)
  • دنيا ماهر: أقدم شخصية شقيقة محمد فراج في منتهي الصلاحية
  • نشرة الفن|هناء الشوربجي ترد على انتقادات مسلسل شهادة معاملة أطفال .. أنوشكا: شاهدت شخصية إجلال فى الواقع