العدوان الأمريكي على اليمن من عاصفة الحزم إلى حارس الازدهار
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
بين عاصفة الحزم التي انطلقت ضد اليمن من واشنطن في مارس 2015م بزعم (استعادة الدولة وإعادة الشرعية) وعملية أو تحالف (حارس الازدهار) الذي أعلنته واشنطن بزعم حماية الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، عبرت واشنطن عن جوهر استراتيجية أهدافها في اليمن التي كانت هدفا استراتيجيا لها منذ ما قبل غزوها أفغانستان والعراق بعد أحداث 11إيلول سبتمبر 2001م وتفجير أبراج مانهاتن التي قام بها تخطيطا وإعداداً وتنفيذا تيار المحافظين الجدد والموساد الصهيوني ليتخذوا منها لاحقا مبررا وذريعة لشن حربهم (الصليبية) حسب وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي رفعت إدارته شعارا _من لم يكن معنا فهو ضدنا _لتستبيح على إثر ذلك واشنطن سيادة الدول وتنطلق في عربدتها وغطرستها على دول العالم فارضة قوانينها الخاصة التي حلت بديلا عن القانون الدولي.
بيد أن عاصفة الحزم وبعد عقد من انطلاقها ورغم وحشيتها وانحطاط ونذالة القائمين عليها فإن هذه العاصفة وبعد عشر سنوات انتهت بارتدادها على من قام بها وعصفت بدولها فيما اليمن ازدادت قدرة واقتدارا وثباتاً متجاوزة كل تحديات العاصفة التي لم تنحني لها اليمن بل أجبرت من قاموا بها على الانحناء حتى الركوع لإرادة صنعاء التي خاضت تجربة استثنائية استطاعت رغم العدوان والحصار المطبق عليها وعدم الاعتراف بها إقليميا دوليا واعتبار سلطة صنعاء حسب توصيفهم (سلطة انقلابية) تقودها ( مليشيات الحوثي الموالية لإيران) هذا التوصيف الانتقاصي هدفه التسويق لشرعية المرتزقة الذين هم بالأصل خدم واشنطن وأذنابها ولم تكن واشنطن لتكترث بهم لولا إدراكها أنهم أدواتها وأفضل من ينفذون أوامرها، ومواقفها هذه لا تخرج عن موقفها في تحالف (حارس الازدهار) الذي كان دافعه حماية الكيان الصهيوني المجرم، وبين دفاع عن خونة الشرعية ومجرمي الكيان الصهيوني فإن واشنطن في الحالتين تدافع عن مصالحها الاستراتيجية والجيوسياسية، قطعا لم تكن واشنطن تدرك قدرة صنعاء على الصمود في معركة عاصفة الحزم، وأدرك أيضا أن قدرة اليمن في مواجهة تحالف حارس الازدهار أكثر من ممكنة فاليمن اليوم عكس ما كانت عليه بالأمس وعلى مختلف المستويات رغم الحصار والحملات الإعلامية والسرديات الانتقاصية التي تسوق عبر الفضاءات الإعلامية عن سلطة صنعاء واختزالها من باب الانتقاص بجماعة( الحوثي) بهدف كي الوعي الجمعي واعتبار حركة أنصار الله حركة انقلابية لا تمثل الشعب اليمني يستمد أصحاب هذا المنطق طرحهم على ارتهان بعض من يسمون أنفسهم الشرعية لخياراتها والتي تتخذ منهم دروعا لاستهداف اليمن، تجاهلت أمريكا أو تحاول أن تتجاهل حقيقة أن الحوثي جزء من الشعب اليمني وان مثل دوره كطليعة للتغير إلا أن هذا التغير التف حوله الشعب اليمني بأسره، وبالتالي فإن الشرعية اليمنية ليست في فنادق الرياض بل في خنادق صنعاء التي تواجه اعتى واكبر قوى الاستكبار وخلفها يقف ملايين من أبناء الشعب اليمني إذا ما استثنينا منهم طابور المرتزقة الذين لا يمثلون ما نسبته 5.٪ من الشعب اليمني الذي يفتخر باستعادة قراره السيادي، ويفتخر بالمواقف التي تتبناها قيادته الثورية المدافعة عن حرية وكرامة اليمن وسيادتها وقرارها الوطني الذي عاد إليها بعد رحلة من الاغتراب والمصادرة وسياسة التبعية والارتهان التي عاشتها اليمن على مدى عقود..
إن اليمن لو لم تكن حرة وذات سيادة لما اتخذت قرارا بحجم قرار إسناد ودعم الأشقاء في فلسطين رغم تهديدات الدول الاستعمارية لكل دول وأنظمة المنطقة محذرة الجميع من مغبة تقديم أي شكل من أشكال الدعم لأشقائنا في فلسطين الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة على يد أقوى جيوش العالم على الإطلاق والمتمثلين بالجيش الصهيوني والأمريكي والبوارج البريطانية والفرنسية والألمانية، دول عظمى سخرت كل قدراتها الاستخبارية والتجسسية وأقمارها الصناعية ومصانعها العسكرية وخزائنها لمساعدة الكيان الصهيوني الحارس لمصالحهم الاستعمارية في الوطن العربي..!
قرار اليمن الشجاع والاستثنائي الذي لاشك اربك العدو وأمريكا وعواصم الاستعمار القديم والحديث التي واضطرت إلى الكذب حد الفجور وتحريف مواقف اليمن التي أعلنت استهداف السفن الصهيونية والمتعاونة معها ويعرف العالم هذه الحقيقة غير أن واشنطن حرفت وكذبت كعادتها وهي الدولة الأكثر اعتمادا على الكذب الوقح السافر ودون خجل مؤمنة بمبدأ احد فلاسفتها الانتهازيين القائل بمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) ورغم زعم أمريكا بأنها دولة عظمى ويفترض أن تؤمن بمبدأ (أن الوسائل يجب أن ترتقي شرفا مع غايتها) وهو المبدأ الذي تجسده اليمن في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، والوسائل التي اعتمدتها صنعاء ترتقي شرفا مع الغاية المنشودة وهي رفع الظلم والعدوان الإجرامي البشع على شعبنا العربي في فلسطين، هذا العدوان الذي رغم وحشيته واجرامه والدعم والإسناد الدولي له والتواطؤ العربي والإسلامي عليه، فشل في النيل من المقاومة ومن صمود وعزيمة الشعب الفلسطيني الذي قدم خلال الأشهر الأربعة أكثر من مائة ألف شهيد وجريح غالبيتهم نساء وأطفال وشيوخ مدنيين عزل فيما المقاومة تسطر ملاحمها في مواجهة هذا العدوان في كل دقيقة، ورغم الاستنكار الشعبي دوليا أصر واشنطن على أن وقف مذابحها لم يحن بعد متوهمةً فعلا كوهم الصهاينة بأن فلسطين وطنهم الموعود ولكن من الاستعمار البريطاني وليس من الله الذي وعدهم بجهنم وبئس المصير، وإلا لكانت أمريكا وطن الهنود الحمر وليس وطن الرجل الأبيض المهاجر إليها من كل أصقاع الأرض..!
لن يحصد تحالف حارس الازدهار أكثر مما حصده تحالف عاصفة الحزم، وإن كانت جيوش العدوان على قطاع غزة أخفقت وتتجرع الهزائم يوميا أمام المقاومة الفلسطينية منذ أربعة أشهر رغم الفارق الشاسع في العدة والعتاد، فإن حارس الازدهار لن يكون أكثر حظا ولن تجني واشنطن من ورائه غير المزيد من الانحطاط والازدراء العالمي لها ولمواقفها وسياستها الاستعمارية التي تسير على طريق الانحدار والسقوط بشهادة كل المؤشرات المعطيات التي تؤكد أن واشنطن تتجه نحو السقوط وقد تكون معركة طوفان الأقصى واحدة من المحطات المساعدة في هذا السقوط والتعجيل به، إما اليمن ستواصل تمسكها بمواقفها الداعمة للشعب العربي في فلسطين، وسوف تشهد مياه البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب أن إرادة اليمن وثبات مواقفها يتجاوزان حسابات وتقديرات واشنطن ولندن اللتين ستدركان قريبا انهما دخلتا نفقا معتما بسبب رغبتهما المضي في الدفاع عن إجرام الصهاينة وإن على حساب مصالح شعبيهما المغلوبين على أمرهما، وكان الأجدر على أمريكا أن تهتم بأكثر من 60 مليون أمريكي مشرد ينامون على أرصفة مدنها وتمنحهم قدرا من حياة كريمة بدلا من استنزاف مواردها لصالح الصهاينة والمرتزقة الأوغاد في قارات العالم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
يمانيون /
في ظل احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 نوفمبر، ما يزال الأطفال في اليمن وغزة ولبنان يتعرضون لأبشع عدوان أمريكي، صهيوني، بريطاني، سعودي.
مظلومية اليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين، تشابّهت في الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوى الهيمنة والطغيان العالمي، وإن اختلفت مسمياتها وعناوينها ومبرراتها، مع فارق الزمن بمرور أكثر من سبعة عقود على القضية الفلسطينية التي ستظل قضية الشعب اليمني واللبناني المركزية والأولى.
أطفال اليمن وفلسطين ولبنان، أنموذج لمأساة إنسانية صنعتها دول الاستكبار بقيادة أمريكا والدول الغربية وأدواتها في المنطقة، بممارسة القتل والاستهداف المباشر ظلماً وعدواناً إلى جانب استخدام سياسة التجويع كوسيلة حرب لإهلاك المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء في جرائم حرب مكتملة الأركان وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية الخاصة بحالة الحرب التي تحظر قتل المدنيين وتعمد استهداف الأعيان المدنية وتجرّم الحصار.
جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، والتحالف الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن، ستظل شواهد حيّة تتذكرها الأجيال عبر التاريخ على فظاعة ما تم ارتكابه من مجازر وحرب إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية.
منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أصدرت تقريراً حقوقياً بعنوان “أطفال بين جبروت العدوان وصمت العالم” يوّثق آثار وتداعيات الحصار والعدوان على الأطفال في اليمن وغزة ولبنان وآليات الدعم النفسي، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ20 من نوفمبر من كل عام.
تناول التقرير الأوضاع الكارثية والمأساوية التي يعيشها الأطفال في اليمن منذ ما يقارب عشر سنوات جراء العدوان والحصار، وكذلك الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال فلسطين ولبنان جراء العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.
وأشار إلى أن تحالف العدوان على اليمن والعدوان الصهيوني على غزة ولبنان ارتكبا أبشع المجازر والانتهاكات الست الجسيمة بحق الطفولة والقوانين والمواثيق الدولية، حيث استهدف المنازل والمدارس والمساجد والأعيان المدنية وفرض حصاراً مطبقاً على المدنيين مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتدهورها.
وأفاد التقرير بأنه منذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م وحتى 19 نوفمبر 2024م بلغ عدد القتلى الأطفال 4 آلاف و136 شهيدا، والجرحى 5 آلاف و110 أطفال، بينما بلغ عدد الأطفال ضحايا الاحتلال الصهيوني في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م أكثر من 17 ألفاً و492 طفلاً، كما ارتفع عدد جرحى غارات الاحتلال الصهيوني إلى 104 آلاف وثمانية جرحى غالبيتهم نساء وأطفال، بينما تجاوز عدد المفقودين أكثر من 11 ألف شخص بينهم عدد كبير من الأطفال ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي لبنان بلغ عدد الضحايا من المدنيين جراء الاستهداف الصهيوني 3 آلاف و544 شهيدا و15 ألفا و35 جريحا غالبيتهم نساء وأطفال منذ 8 أكتوبر 2023، حيث أن هناك مزيداً من الأطفال مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة في جميع أنحاء البلاد.
وذكر التقرير أن طائرات العدوان على اليمن شنت ألفين و932 غارة بقنابل عنقودية خلال التسع السنوات الماضية، وبلغ إجمالي عدد الضحايا المدنيين جراء استخدام تلك القنابل قرابة تسعة آلاف ضحية معظمهم من النساء والأطفال.
وحسب التقرير، دمّر العدوان على اليمن 572 مستشفى ومرفقاً ومنشأة صحية واستهدف 100 سيارة إسعاف مع طواقمها ومنع دخول المستلزمات الطبية الخاصة بالأمراض المزمنة، وتوقف أكثر من 60 بالمائة من القطاع الصحي، بينما يعاني أربعة ملايين و521 ألفاً و727 طفلاً وامرأة من سوء التغذية الحاد والعام والوخيم، بما في ذلك 313 ألفاً و790 طفلا دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
معاناة الأطفال والنساء كانت حاضرة في التقرير الذي رصد بالأرقام والإحصائيات الأعداد التي أُصيبت بمرض سوء التغذية من الأطفال والنساء “الحوامل، والمرضعات”.
ووفقًا للتقرير، يعاني مليون و777 ألفاً و423 طفلاً من سوء التغذية العام، ومليون و463 ألفاً و633 طفلاً من سوء التغذية الحاد الوخيم، وتصارع 966 ألفاً و881 امرأة حامل ومرضع سوء التغذية لأجل البقاء على قيد الحياة في ظل كارثة إنسانية سببها العدوان.
وبين أن أكثر من 8.5 ملايين طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ويواجهون التهديد اليومي المتمثل في نقص الغذاء والنزوح، واستمرار تقليص المساعدات، وإيقاف برامج وتدخلات الوقاية من سوء التغذية، كما يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان – أي أكثر من 24 مليون شخص – إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة.
ووفق الإحصائيات الواردة في التقرير فإن أكثر من 80 مولوداً من حديثي الولادة يتوفون يوميًّا بسبب تداعيات استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا، ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة ألفي حضانة بينما يمتلك 600 حضانة فقط ونتيجة لذلك يتوفى 50 بالمائة من الأطفال الخدج، كما ارتفعت نسبة الإصابة بأمراض السرطان إلى 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل.
ولفت إلى ارتفاع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان على اليمن إلى 4.5 ملايين شخص حالياً، بينما أصيب أكثر من ستة آلاف مدني بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان، منهم أكثر من خمسة آلاف و559 طفلاً، كما أن 16 ألف حالة من النساء والأطفال يحتاجون إلى تأهيل حركي.
وتطرق التقرير إلى أوضاع التعليم حيث استهدف تحالف العدوان المنشآت التعليمية ما أدى إلى تدمير وتضرر نحو 28 ألف منشأة تعليمية وتربوية وأكثر من 45 جامعة وكلية حكومية وأهلية و74 معهداً فنياً وتقنياً.
وأوضح أن غارات تحالف العدوان استهدفت المدارس وتضررت نتيجة لذلك ثلاثة آلاف و676 مدرسة منها 419 دمرت كلياً وألف و506 مدارس تضررت جزئياً، وأُغلقت 756 مدرسة، كما استخدمت 995 مدرسة لإيواء النازحين، وتسرب ما يزيد عن مليون طالب وطالبة من التعليم، فيما 8.1 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد، ومليونين و400 ألف طفل خارج المدارس من أصل عشرة ملايين و600 ألف طفل في سن الدراسة.
ونوه التقرير إلى أن 1.6 مليون طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط حقوقهم، وبلغ عدد الأطفال العاملين 7.7 ملايين أي حوالى 34.3 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً، مبيناً أن العدوان والحصار هما السبب في زيادة نسبة العمالة بين الأطفال في اليمن.
وارتفع عدد النازحين إلى خمسة ملايين و159 ألفاً و560 نازحاً في 15 محافظة يمنية واقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، منهم مليون و168 الفاً و664 فرداً لا يحصلون على مساعدات حتى اليوم.
وقال التقرير إن تسعة من كل عشرة أطفال في مخيمات النازحين باليمن لا تتوفر لهم فرص كافية للحصول على أهم احتياجاتهم الأساسية مثل التعليم والغذاء والمياه الصالحة للشرب، ولا يزال حوالي 1.71 مليون طفل نازح في البلاد محرومين من الخدمات الأساسية ونصف مليون منهم لا يحصلون على التعليم الرسمي.
وفيما يتعلق بقطاع غزة في فلسطين، دمّر الاحتلال الصهيوني 815 مسجدًا تدميراً كلياً، و151 مسجدًا تدميراً جزئيًا، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس، كما خرجت عن الخدمة 477 مدرسة و276 مؤسسة صحية ومستشفى و مركزاً صحياً.
وبخصوص لبنان، استهدف الاحتلال الصهيوني 88 مركزا طبيا وإسعافيا، و40 مستشفى، و244 من الآليات التابعة للقطاع الصحي، ونفذ اعتداءات على 65 مستشفى، و218 جمعية إسعافية
ووفق التقرير يعيش أطفال غزة أوضاعاً متردية بسبب نفاد الوقود والغذاء وانقطاع المياه والكهرباء، ويمنع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات عبر معبر رفح، وإن سمح بإدخالها فلا يدخل سوى الجزء اليسير منها والذي لا يكفي لتغطية احتياجات سكان القطاع.
وأفاد بأن عدد النازحين في غزة بلغ مليوني شخص بينهم عدد كبير من الأطفال، وفي لبنان اضطر حوالي مليون و400 ألف شخص إلى مغادرة المناطق المستهدفة بقصف الاحتلال الصهيوني.
وعرج التقرير على القوانين والمعاهدات الدولية التي دعت إلى حماية الأطفال أثناء الحروب والنزاعات ومدى تطبيقها من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها خلال العدوان على اليمن وغزة، مشدداً على أن تلك المنظمات كانت متواطئة مع كل ما يحدث بحق الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني ووقفت موقفاً مخزياً أمام كل الجرائم المرتكبة في اليمن وغزة ولبنان.
واستعرض الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان على الأطفال وسبل الدعم النفسي لهم في الأزمات، مطالباً بإيقاف العدوان والحصار على اليمن وفلسطين ولبنان وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في جميع الجرائم والمجازر المُرتكبة هناك.
وأوضحت رئيسة منظمة انتصاف سمية الطائفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن إطلاق التقرير يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 من نوفمبر وتذكير العالم بمجازر أمريكا وإسرائيل والدول الغربية وأدواتها في المنطقة باليمن وفلسطين ولبنان.
وأشارت إلى أن التقرير وثّق جرائم العدوان بحق الطفولة في اليمن وفلسطين ولبنان، إلى جانب المعاناة الإنسانية التي أوجدها تحالف العدوان على اليمن جراء ممارساته الإجرامية، فضلاً عن المأساة الإنسانية لأطفال لبنان وفلسطين وتحديداً في قطاع غزة.
ودعت الطائفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية إلى الاضطلاع بالمسؤولية في إيقاف جرائم العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة ولبنان ورفع الحصار والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لتخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني.
ورغم المأساة والمعاناة الإنسانية منذ ما يقارب عشر سنوات في اليمن، تمكن اليمنيون من تجاوز تحديات العدوان والحصار، ونهضوا من بين الركام واستطاعوا تحقيق النجاحات على مختلف المسارات، وصنعوا بطولات لم تكن في الحسبان، فيما تمضي المقاومة الفلسطينية واللبنانية اليوم قدماً بمواجهة العدو الصهيوني وتمريغ أنفه والتنكيل به في قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ 410 أيام.