كيف تمكّنت موسكو ومينسك من التغلّب على العقوبات.. وأين تحققان النجاح؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن اعتزام روسيا وبيلاروسيا تعزيز نفوذ دولة الاتحاد على الساحة الدولية على غرار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في اجتماع مجلس الدولة الأعلى لدولة الاتحاد في سانت بطرسبرغ بمشاركة فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو المنعقد في 29 كانون الثاني/يناير تمت الموافقة على برنامج عمل جديد في مجال السياسة الخارجية، وإعداد وثيقة البرنامج الرئيسية حول تطوير الاتحاد لفترة الثلاث سنوات.
نتائج برنامج التنمية لمدة ثلاث سنوات لدولة الاتحاد
يقضي فلاديمير بوتين يوم العمل الرابع على التوالي في سان بطرسبرغ، ثلاثة منها مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي قدم إلى هناك تزامنا مع الذكرى الثمانين لرفع الحصار عن لينينغراد. خلال هذا الوقت، تواصل القادة بشكل غير رسمي أكثر من مرة، وناقشوا القضايا الأمنية المحيطة بالمجمع الصناعي العسكري والوضع في أوكرانيا.
يوم 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، استضاف قصر كونستانتينوفسكي رئيسي ومجلس وزراء كلتا الدولتين وجهاً لوجه على طاولة المفاوضات. في هذا الصدد، قال فلاديمير بوتين إنه على مدى السنوات الـ 25 الماضية، حققت روسيا وبيلاروسيا الكثير في إنشاء دولة الاتحاد، مشيرًا إلى وجود العديد من القضايا الرئيسية على جدول أعمال السياسيين.
من جانبه، قال السكرتير العام للدولة المتحدة (روسيا وبيلاروسيا) دميتري ميزنتسيف إن أعضاء المجلس الأعلى للدولة كان عليهم مناقشة 15 قضية "جوهرية وهامة" تتعلق بالحياة الاقتصادية والسياسة الصناعية وتطوير البنية التحتية للنقل بالسكك الحديدية وعدد من القضايا المدرجة في جدول الأعمال الثقافي والإنساني. مع ذلك تتبلور النقاط الرئيسية في تلخيص تنفيذ أحكام معاهدة إنشاء الدولة الاتحادية للفترة 2021 و2023 ومناقشة وثيقة برنامج جديدة للسنوات الثلاث المقبلة.
وقد صرّح الجانبان بأن نتائج العمل المنجز بين موسكو ومينسك مثيرة للدهشة. فعلى سبيل المثال، في السنة الماضية وبمشاركة روسيا تم الانتهاء من بناء محطة الطاقة النووية البيلاروسية، التي بفضلها أصبحت بيلاروسيا قوة نووية. وفي الوقت الراهن، يجري إعداد رائد الفضاء البيلاروسي لإجراء رحلة إلى الجزء الروسي من محطة الفضاء الدولية وستتجه المركبة الفضائية "سويوز إم إس 25" إلى هناك في آذار مارس المقبل. وكشف لوكاشينكو عن مناقشة خلال عملهم في سان بطرسبرغ التعاون في الدول الآسيوية والأفريقية.
حسب تصريح أرتيم توروف، نائب مجلس الدوما الروسي، نُفذ البرنامج السابق لتطوير دولة الاتحاد بنسبة 100 بالمئة تقريبًا في مجال الاقتصاد والصناعة والتعاون العسكري وفي المجال الإنساني.
كيف تعاملت روسيا وبيلاروسيا مع ضغوط العقوبات؟
ظهرت دولة الاتحاد في المقام الأول على خلفية العقوبات الغربية المفروضة ضد موسكو ومينسك. وقد أكد ألكسندر لوكاشينكو أن روسيا وبيلاروسيا لا يمكن "إجبارهما على الخضوع"، بعد تحقيق الدولتين نتائج إيجابية في مجال استبدال الواردات. وأضاف بوتين أن روسيا وبيلاروسيا تتفاعلان بشكل وثيق على المسرح العالمي، في ظل ضغوط خارجية غير مسبوقة، وتوفير كل منهما للأخرى دعمًا متبادلًا حقيقيًا.
من جانبها، ذكرت وزيرة خارجية جمهورية دونيتسك الشعبية، ناتاليا نيكونوروفا أن الدول تعمل في الوقت الراهن على توسيع تصدير المنتجات غير المواد الخام ذات القيمة المضافة العالية سواء داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أو إلى دول شرق وجنوب شرق وجنوب آسيا. فعلى سبيل المثال، يتم إدخال القمح ذو الإنتاج المتزايد إلى هذه الأسواق.
ومن المتوقع تسجيل مزيد من النمو في إنتاج الحبوب في السنوات المقبلة بفضل المناطق الخصبة الجديدة في روسيا.
وأشار نيكونوروفا إلى إطلاق مشاريع جديدة لاستبدال الواردات عن طريق الصناعة وإنشاء مشاريع جديدة على أراضي بيلاروسيا في مجالات الإلكترونيات الدقيقة وتصنيع الطائرات وبناء الأدوات الآلية وفروع أخرى من الهندسة الميكانيكية. إلى جانب ذلك، يتوسع تصدير البضائع البيلاروسية باستمرار، وبالتالي حل مشاكل توريد مجموعة من السلع التي تم شراؤها مسبقًا في الدول غير الصديقة.
كيف سيتطور الاتحاد في السنوات القادمة؟
صرح لوكاشينكو بأن روسيا وبيلاروسيا لم تقررا بعد إنشاء أسواق مشتركة للنفط والغاز. ومع ذلك، يرى أن هذا هو الوقت الذي يمكن فيه اتخاذ هذه القرارات التي ستكون مفيدة لكل من روسيا وبيلاروسيا.
ويرى كلا الرئيسين وجود ضرورة في إزالة الحواجز أمام توريد السلع على غرار إزالة القيود المفروضة على العبور وتسوية الظروف الاقتصادية للأعمال التجارية. لتحقيق هذه الغاية، اتفقت موسكو ومينسك بالفعل على تعزيز قدرة خط سكة حديد أوكتيابرسكايا في اتجاه سانت بطرسبرغ لمضاعفة حجم البضائع البيلاروسية المنقولة إلى الموانئ الروسية.
وردت هذه النقاط في وثيقة برنامج دولة الاتحاد للفترة الفاصلة بين 2024 و2026، التي وقّعها الرؤساء في سانت بطرسبرغ. ووفقا للوكاشينكو، تعني دورة الثلاث سنوات الجديدة ضمنا تعزيز الفضاء الاقتصادي المشترك وإزالة العقبات المتبقية أمام التجارة.
بالإضافة إلى ذلك، تغطي الوثيقة التفاعل على مستوى الصناعة والزراعة والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية ومجال المعلومات.
وأردفت الصحيفة أن مجلس الدولة الأعلى لدولة الاتحاد وافق على إجمالي 15 وثيقة بشأن مواصلة تطوير الاتحاد، من بينها مراسيم تتعلق بالتطور العلمي والتكنولوجي والمبادئ المشتركة في القطاع الصناعي. كما تم اعتماد قرار بشأن إنشاء جائزة الدولة الاتحادية للعلماء الشباب والخطط المتعلقة بالاحتفال بالذكرى الثمانين لتحرير بيلاروسيا من الغزاة النازيين.
وقّع بوتين ولوكاشينكو مرسوما بشأن إنشاء شركة الإعلام التابعة لدولة الاتحاد. وهذا، حسب الرئيس البيلاروسي، سيساعد في الصراع المعلوماتي مع الغرب. وبشكل منفصل، وافق الطرفان على برنامج عمل جديد في مجال السياسة الخارجية. وتم إعداد استراتيجية جديدة للتنمية العلمية والتكنولوجية لدولة الاتحاد حتى سنة 2035 تحتوي وفقًا لفلاديمير بوتين على خطوات ملموسة لتعزيز السيادة التكنولوجية الشاملة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا بوتين بيلاروسيا روسيا أوروبا بوتين اوكرانيا بيلاروسيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة روسیا وبیلاروسیا لدولة الاتحاد دولة الاتحاد موسکو ومینسک فی مجال
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا مستعدة لمواجهة أي تحد ولكن دون التنازل عن مصالحها
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لمواجهة أي تحديات، مضيفًا أن بلاده مستعدة للبحث عن حلول وسط ولكن ليس على حساب مصالحها.
وأوضح بوتين أنه يمكن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة إذا كان هناك رغبة حقيقية من الجانب الأمريكي في ذلك، مشيرًا إلى أن روسيا مستعدة أيضًا لبناء علاقات مع دول أخرى على أساس مصالحها الخاصة.
مخاطر اندلاع حرب عالمية ثالثةوفي تصريحات أدلى بها لقناة القاهرة الإخبارية، حذر بوتين من المخاطر المتزايدة لاحتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة، لكنه شدد على أنه لا داعي لإثارة الذعر بشأن ذلك.
وأضاف أن الخصوم يجب أن يدركوا مدى استعداد روسيا للرد على أي تهديدات، وأكد أن الوقت قد حان للبحث عن حلول توافقية.
الوضع في ساحة المعركةفي وقت سابق، أعلن بوتين أن الوضع في ساحة المعركة يتغير بشكل جذري، مع حدوث تحركات على طول خط المواجهة بالكامل، وأضاف أن الجيش الروسي يحقق تقدمًا نحو تحقيق أهدافه في إطار ما وصفه بـ "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.