أبوظبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة استعراض التشريعات الإماراتية المبتكرة لحماية العمالة إعلان جداول أوزان وأبعاد المركبات الثقيلة بالدولة

ضمن فعاليات معرض الصحة العربي 2024، وقعت دائرة الصحة - أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، وهيئة المساهمات المجتمعية - «معاً»، القناة الرسمية لحكومة أبوظبي والمعنية بتلقي المساهمات المجتمعية، اتفاقية شراكة استراتيجية لتوجيه المساهمات المجتمعية لتمويل الأبحاث والابتكار في قطاع علوم الحياة والرعاية الصحية في الإمارة، إلى جانب مواصلة تعزيز البنية التحتية لإجراء المشروعات البحثية والتجارب السريرية في الرعاية الصحية والرامية إلى تعزيز صحة وسلامة المجتمعات في أبوظبي وحول العالم.


وبحضور معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، ومعالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة  في  أبوظبي، وقّع الاتفاقية  الدكتورة نورة الغيثي، وكيل دائرة الصحة  وسلامة العميمي، المدير العام لهيئة المساهمات المجتمعية - «معاً».
وتهدف مبادرة منح البحث العلمي والتطوير في إمارة أبوظبي الذي يعتبر أول المشاريع المشتركة بين الجهتين والأول من نوعه في المنطقة الى جمع المساهمات لتحقيق منظومة تمويلية مستدامة للبحث والتطوير في الرعاية الصحية من خلال حشد مساهمات القطاع الخاص والمجتمع لدعم القضايا الصحية المختلفة، فيما تقوم هيئة «معاً» بجمع المساهمات بالتعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي، وسوف يتم توجيه هذه المساهمات لمشاريع بحثية وعلمية من قبل دائرة الصحة وشركائها في مجال البحث والتطوير.
ويتطلع المشروع إلى استقطاب أكبر عدد من المساهمين وتعزيز شراكات البحث والتطوير بين القطاع العام والخاص والأكاديمي، وتوجيه المساهمات لدعم البحث العلمي الهادف إلى ابتكار حلولٍ لمعالجة التحديات الصحية التي تواجه المجتمع، فضلاً عن تعزيز الأبحاث العلمية والابتكار في إمارة أبوظبي من حيث الكمّ والنوع. وتركز المبادرة على دعم مجموعة من الأبحاث وجهود الابتكار ذات الأولوية من مختلف المجالات، والتي تشمل أبحاث العلاج بالجينات والخلايا الحيوية، أمراض السرطان، الأمراض النادرة، الأمراض المعدية، أمراض الجهاز العصبي وتطوير الأدوية، والأبحاث المعتمدة على البيانات الصحية الضخمة والذكاء الاصطناعي.
وقالت  الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة  «في ظل قيادتنا الرشيدة، نواصل التعاون مع شركائنا لترسيخ مكانة أبوظبي حاضنة للابتكار في الرعاية الصحية، حيث نثمن حرص هيئة المساهمات المجتمعية على مشاركتنا هذه الأهداف وتمكيننا من مواصلة التأسيس لمنظومة مبتكرة في قطاع الرعاية الصحية، من خلال إثراء جهود البحث والابتكار، وتعزيز زخم البحوث السريرية وتطوير ابتكارات الملكية الفكرية في أبوظبي. تنصب كافة هذه الجهود في سبيل تعزيز صحة وسلامة أفراد المجتمع في أبوظبي وخارجها ومواصلة الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية وجودة وتوافر خدماتها».
من جهتها، قالت  سلامة العميمي، «يسرنا التعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي لإطلاق هذه الشراكة الرامية إلى دعم وضع الحلول المستدامة للأولويات الصحية التي تهم أفراد المجتمع ومن ضمنها إطلاق حزمة من البرامج والمشاريع التي تدعم القطاع الصحي في الامارة. ونؤكد في هيئة «معاً» باعتبارنا القناة الرسمية لحكومة أبوظبي المعنية بتلقي المساهمات المجتمعية التزامنا بدعم جهود استدامة قطاع الرعاية الصحية في أبوظبي والمساهمة الفاعلة في تعزيز ازدهاره، انطلاقاً من مهمتنا الرامية إلى ترسيخ ثقافة التعاون والتكامل بين مختلف القطاعات في المجتمع، ورفد مسيرة التنمية الشاملة وتعزيز المشاركة المجتمعية، كما نتطلع إلى صياغة آفاق مبتكرة لتشجيع البحث العلمي بما يسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية على هذا الصعيد».
وفيما يتعلق بمراحل المشروع وتوزيع الأدوار والمسؤوليات ستوفر هيئة المساهمات المجتمعية «معاً» منصة متكاملة لجمع المساهمات المالية بالتنسيق مع دائرة الصحة - أبوظبي، فضلاً عن إيجاد الآليات المناسبة لتخصيص وتوجيه تلك المساهمات بما يخدم أهداف المشروع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صحة أبوظبي معرض الصحة العربي مؤتمر الصحة العربي معرض ومؤتمر الصحة العربي الإمارات هيئة المساهمات المجتمعية دائرة الصحة هیئة المساهمات المجتمعیة الرعایة الصحیة البحث العلمی دائرة الصحة فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي

يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.

وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.

هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.

ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!

ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.

وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.

ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.

حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.

وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.

ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية في مصر والمملكة المتحدة تتعاونان لدعم المرضى الفلسطينيين
  • محافظ أسيوط يوجه بتقديم الرعاية الصحية لمصابي حادث انقلاب سيارة تقل عمال بالبداري
  • محافظ أسيوط يوجه بتقديم الرعاية الصحية الكاملة لمصابي حادث انقلاب عمال البداري
  • بشراكة دولية .. «الصحة» تبدأ برنامجًا تدريبيًا لتطوير الرعاية الصحية في القاهرة والجيزة
  • أبوظبي تطلق معياراً لاستمرارية نشاط الرعاية الصحية
  • ذياب بن محمد: الإمارات تولي أهمية كبرى لتوفير الرعاية الصحية العالية الجودة
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
  • وزارة الصحة تنفذ الدورة الثانية من نظام الإحالة في الرعاية الصحية
  • ذياب بن محمد: الإمارات أَوْلَت أهمية كبرى لتوفير الرعاية الصحية العالية الجودة
  • توظيف البيانات الواقعية في الرعاية الصحية