يمانيون:
2025-02-22@08:23:47 GMT

“إسرائيل” في قفص الاتهام.. ماذا بعد لاهاي؟

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

“إسرائيل” في قفص الاتهام.. ماذا بعد لاهاي؟

يمانيون – متابعات
أخيراً، بعد 75 عاما، اصطادت عملية “طوفان الأقصى” عصفورة أمريكا، ومدللة الغرب “إسرائيل”، وألقتها داخل قفص الاتهام، في محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتهمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة.

فبعد تمثيلها دور الضحية على مدى عقود من الزمن، وقفت “إسرائيل” يوم الجمعة الموافق 26 يناير 2024، أمام قضاة العالم لأول مرة في تاريخها الملطخ بالدماء، خلف قضبان قفص الاتهام في دور الجاني، حيث المكان الذي تستحقه، في انتظار قرار الحكم الابتدائي الصادر عن محكمة لاهاي الدولية، الذي أثبت قيامها بعمليات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، بناءً على الدعوى القضائية، التي رفعتها جنوب أفريقيا، بتهمه ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في قطاع غزة.

– ماذا يعني القرار؟
في منظور خبراء القانون، يشكّل القرار بداية نهاية حصانة “الكيان الصهيوني”، حيث يصف المحكّم الدولي والمحامي، عمر الجازي، قرار المحكمة بالهام والمفصلي لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، ويقول: “إذ أن مجرد قبول النظر بالقضية من قبل محكمة العدل الدولية، وقبول اختصاصها وصلاحياتها في أصل الدعوى، يشكّل انتصاراً لجنوب أفريقيا، ويثبت حقها في مخاصمة “إسرائيل” بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين من أعلى هيئة قضائية في العالم”.

ويؤكد خبير القانون الدولي أنيس القاسم “أن قرار المحكمة يُلزم “إسرائيل” برفع الحصار عن المواد الأساسية، كالدواء والمياه والغذاء والوقود ورفع تقرير خلال مدة شهر بشأن حماية السكان وهو الأمر المهم جداً بالنسبة للمدنيين الذين يموتون جوعا”.

– لماذا لم يتضمن القرار وقفا لإطلاق النار؟
على الرغم من أن قرار المحكمة لم يشمل نصا صريحا على وقف إطلاق النار، كما طلبت جنوب أفريقيا في الدعوى المقدمة في 29 ديسمبر 2023، إلا أن وزيرة خارجيتها، ناليدي باندور، اعتبرت في مؤتمر صحفي، بعد انتهاء الجلسة، أنه لا يمكن تنفيذ أوامر محكمة العدل دون وقف إطلاق النار.

ويؤكد مراسل الشؤون القضائية في موقع “والا” العبري، بيني أشكنازي، أن القرار لا يلزم “إسرائيل” بوقف الحرب، لكنه وضع جيشها تحت عين الرقيب، ومجهر القانون الدولي، الذي لن يترد باتخاذ إجراءات قضائية ضدها في المستقبل حال انتهاكها للقانون.

هنا يشير خبير القانون الدولي، المحامي إيلان بومباخ، إلى أن إجراءات المحكمة لم تنتهِ، والقرار الصادر يعتبر البداية، وهذا يعني أن “إسرائيل” أمام مرحلة مختلفة بكل ما يتعلق بالإجراءات والتعامل مع الفلسطينيين، مؤكدا خسارتها المحافل الدولية القانونية والقضائية.

وفي تعليقه على قرار المحكمة العدل، قال قاضي المحكمة العليا الصهيوني المتقاعد مليستر: “القرار بمثابة بطاقة حمراء في وجه “إسرائيل”، وسيرافقها لسنوات طويلة، وسيكون له كثير من التداعيات عليها وقياداتها السياسية والعسكرية”، لافتا، في حوار على القناة 12 الصهيونية، إلى أن جوهر القرار يعني أنه لا يمكن لـ”إسرائيل” فعل ما يحلو لها في قطاع غزة والضفة الغربية.

في حين أبدى الخبير في القانون الدولي، أنيس القاسم، استغرابه من عدم تضمين القرار صيغة صريحة على وقف إطلاق النار، قائلاً: “لم أجد سبباً صريحاً لعدم النطق بوقف إطلاق النار؛ لأنه ما طلبته المحكمة من “إسرائيل” لا يتم تنفيذه بدون وقف إطلاق النار”.

لكنه يرى أن “التدابير المؤقتة التي اتخذتها المحكمة ضد “إسرائيل”، أكثر اتساعاً من قرار وقف النار، التي ستؤدي حتماً إلى إيقافه.. ويؤكد: “من غير المعقول أن يتم رفع الحصار عن المواد الغذائية والمياه والدواء في ظل استمرار القصف”.

– ما “التدابير المؤقتة”؟
تُعَدُّ التدابير المؤقتة بمثابة أمر قضائي مؤقت يلزم الدولة المدعى عليها اتخاذ خطوات حقيقة لمنع الأعمال، التي تؤدي إلى عمليات الإبادة الجماعية في كل الأحوال، حتى إصدار المحكمة حكمها النهائي.

– ما تأثير القرار على مسار الحرب؟
“إن نتيجة القرار تصب نحو وقف إطلاق النار، حتى لو لم يتضمن وهو جيد للجانب الفلسطيني، ولا يؤثر على باقي التدابير.. لا يمكن تنفيذ الإجراءات الوقتية إلا بوقف إطلاق النار”، وفقا للمحامي الجازي.

ويعتبر موقع “ريسبونسابل ستيتكرافت” الأمريكي القرار بالضربة المدمرة لمكانة “الكيان الصهيوني” العالمية، مشيرا إلى أنه ستكون له تداعيات على سير العمليات العسكرية في غزة وتخفيف حدة سلوك “إسرائيل” في الحرب، وإيقاف خطط التهجير.

– ما أبرز ردود الأفعال؟
رحبتا حركتا حماس والجهاد الإسلامي بقرار محكمة العدل بفرض تدابير طارئة على “إسرائيل”، ودعتا العالم إلى الضغط عليها لتنفيذ قرارات المحكمة ووقف الإبادة الجماعية” بحق الفلسطينيين.

وعلق رئيس وزراء “كيان إسرائيل”، بنيامين نتنياهو، على الحكم، قائلا: ‘نرفض قرارات المحكمة، ونتمسك بحق الدفاع عن نفسنا’.

واتهم وزير الأمن القومي الصهيوني، إيتمار بن غفير، المحكمة بمعاداة السامية، مدعياً أن “قرارها لا يثبت سعيها إلى العدالة”.

وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية، بالقول: “إن قرار المحكمة يتفق مع رؤيتنا بحق “إسرائيل” في اتخاذ الإجراءات الضامنة لعدم تكرار 7 أكتوبر”.

واعتبرت صحيفة “هآرتس العبرية” قرار محكمة العدل الدولية، إطلاق “رصاصة تحذيرية”، وكارتا أصفر على “إسرائيل” في قضية الإبادة الجماعية.

– ماذا لو لم تمتثل “إسرائيل” لقرار لاهاي؟
فعلياً وافقت “إسرائيل” على الالتزام بالأمر القضائي لمحكمة لاهاي الدولية، أما في حالة عدم امتثالها فقد تُحيل المحكمة القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن ربما ستكون تلك الطريقة غير مأمونة خاصة في ظل استماتة أمريكا في الدفاع عن “إسرائيل” بشكل علني، وقد تستخدم حق النقض “الفيتو” إذا لم يكن القرار مناسبا من وجهة نظرها.

– ماذا يتضمّن ملفّ جنوب أفريقيا؟
تقول القانونية في جامعة جنوب أستراليا، جولييت ماكنتاير، إن ملفّ جنوب أفريقيا “شامل للغاية”، وقد تمّت “صياغته بعناية مطلقة”.

وتضيف لـ”بي بي سي”، أن الملف “يتضمن الرد على كل حج “إسرائيل” وأي ادعاء يشكك في اختصاص المحكمة.

وقدمت جنوب أفريقيا ملفاً قانونياً يتألف من 84 صفحة، يحمّل “إسرائيل” طابع الإبادة الجماعية، وتدمير قطاع غزة.

وحسب الملف، فإن أعمال الإبادة الجماعية تشمل قتل الفلسطينيين، والتضرر الجسدي والنفسي، وخلق ظروف التدمير الجسدي والنوايا العلنية لمسؤولين صهاينة.

– ماذا تعني الإبادة الجماعية؟
تعني الإبادة بحسب اتفاقية “منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”، الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1948، ارتكاب أعمال بقصد التدمير الكلّي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية.
وبحسب الاتفاقية الدولية، فإن الإبادة الجماعية لا تعني أفعال القتل فحسب، بل اضطهاد جماعة، وتجويعها، وحرمانها من الخدمات الأساسية.

وبعد مائة و16 يوما للحرب، وصل عدد شهداء غزة إلى 27 ألف شهيد، وأكثر من 65 ألف مصاب.

– السياسية | صادق سريع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار القانون الدولی جنوب أفریقیا قرار المحکمة محکمة العدل

إقرأ أيضاً:

في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس!

أعلنت إسرائيل تحديد هوية رفات رهينتين صغيرتين، بينما تبين أن جثة أخرى سلمتها حماس لا تعود لوالدتهما، ما أثار جدلاً حول مستقبل الهدنة.

اعلان

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عن تحديد هوية رفات رهينتين صغيرتين، بينما تبين أن جثة أخرى، سلمتها حركة حماس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، لا تعود لوالدتهما، على عكس ما وعدت به الحركة.

وألقى هذا التطور بظلال من الشك على مستقبل وقف إطلاق النار الهش، بعد أن وصف الجيش الإسرائيلي هذا الأمر في بيان رسمي بأنه "انتهاك جسيم" من قبل حماس، ما يعكس توترًا متصاعدًا في الأوضاع الميدانية.

وكانت حماس قد بدأت، خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرًا، بإطلاق سراح رهائن أحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. إلا أن تسليم الجثث يوم الخميس مثّل المرة الأولى التي تعيد فيها الحركة رفات رهائن متوفين.

وأعلنت حماس أن الجثث الأخرى تعود لشيري بيباس وطفليها الصغيرين، أرييل وكفير. غير أن الجيش الإسرائيلي أعلن، بعد فحص الطب الشرعي، أن الجثتين تعودان للطفلين، بينما الجثة الثالثة لا تخص والدتهما ولا أي رهينة أخرى.

Relatedإسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماسخامس عملية تبادل للأسرى بين تل أبيب وحماس والجيش الإسرائيلي ينسحب بالكامل من محور نتساريم الليلة أهالي الأسرى الإسرائيليين يكثفون ضغوطهم بعد تعثّر عملية التبادل مع حماس

وجاء في البيان: "هذه جثة مجهولة الهوية. نطالب حماس بإعادة شيري إلى الوطن مع جميع الرهائن". وأكد الجيش أنه أبلغ عائلة الضحايا، بمن فيهم ياردين بيباس، والد الطفلين الذي أُطلق سراحه في وقت سابق كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي المقابل، تؤكد حماس أن الرهائن الأربعة قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية، بينما يقول الجيش الإسرائيلي إن الطفلين وليفشيتز قُتلوا على أيدي خاطفيهم.

ورغم ذلك، لم تصدر حماس تعليقًا فوريًا على إعلان إسرائيل بشأن هوية الجثة المجهولة.

على الصعيد الدولي، حذر مسؤول أمريكي رفيع المستوى حماس من عواقب تسليم جثة "مجهولة" بدلًا من رفات رهينة إسرائيلية، واصفًا الأمر بأنه "انتهاك واضح" لاتفاق وقف إطلاق النار. وصرح المبعوث الأمريكي، آدم بوهلر: "لو كنت مكانهم، لأطلقت سراح الجميع وإلا سيواجهون إبادة شاملة".

ويكتنف الغموض مصير عملية التبادل المقررة يوم السبت، وكذلك تمديد الهدنة التي أوقفت 15 شهرًا من القتال، مع اقتراب انتهاء مرحلتها الحالية في أوائل مارس.

في سياق متصل، هزت سلسلة انفجارات ثلاث حافلات متوقفة في وسط إسرائيل، يوم الخميس، دون وقوع إصابات أو إعلان مسؤولية أي جهة، ما دفع الجيش الإسرائيلي لتعزيز قواته في الضفة الغربية، في إشارة لاحتمالية تصاعد التوتر في المنطقة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قمة "غير رسمية" في الرياض لمناقشة مقترحات بديلة عن خطة ترامب بشأن غزة النازحون في شمال غزة يكافحون البرد والأمطار وسط خيام متهالكة تقرير "أوكسفام": أزمة مياه غير مسبوقة تهدد شمال غزة ورفح بكارثة صحية غزةأسرىحركة حماسإسرائيلاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام يعرض الآنNext فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة" يعرض الآنNext ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد يعرض الآنNext مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن يعرض الآنNext قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسبابه؟ اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبحركة حماسإسرائيلالاتحاد الأوروبيفرنساقطاع غزةواشنطنفن معاصرغزةأسرىقتلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • مؤتمر العدالة لضحايا الإبادة الجماعية في غزة: محطة مفصلية في مسار المساءلة الدولية
  • في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس!
  • الخارجية تستدعي السفير.. السودان يجدد مطالبته للرئاسة الكينية بالتراجع عن تشجيع واحتضان مؤامرة تأسيس حكومة لمليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها
  • السودان يجدد مطالبته للرئاسة الكينية بالتراجع عن تشجيع واحتضان مؤامرة تأسيس حكومة لمليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها
  • لماذا تصر إسرائيل على خرق البروتوكول الإنساني في غزة؟
  • لبنان يجدد مطالبته بخروج إسرائيل ويرفض خرق السيادة
  • لجنة الطوارئ المركزية في رفح: إسرائيل قتلت 20 فلسطينيا منذ وقف إطلاق النار
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفا و297 شهيدا
  • تحقيق يكشف دور مايكروسوفت وأوبن إيه آي في الإبادة الجماعية بغزة
  • إسرائيل تتهم 5 جنود بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق سجين فلسطيني