دراسات وتقارير دولية: مستقبل موجات الحر الشديد في العالم العربي يدفع حقا للقلق
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
يمر العالم العربي حاليا بموجة حر شديدة رفعت درجات الحرارة في بعض البلدان أعلى من حاجز 40 درجة مئوية، ضمن موجة كبرى ضربت مناطق متفرقة من العالم، مثل الصين وشمالي الهند وإيران وجنوبي أوروبا وجنوبي الولايات المتحدة وغربها.
ويتفق الباحثون في هذا النطاق على أن درجة الحرارة العالمية تزداد باطراد منذ العقود الأخيرة من القرن العشرين، مما تسبب في ارتفاع معدلات الموجات الحارة وشدة وطول كل منها، بحيث باتت بعض الموجات الحارة تمتد لأسابيع أو ربما أشهر.
ويتوقع تقرير بحثي من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن الاحتباس الحراري سيستمر في رفع درجات الحرارة حتى نهاية القرن، حتى لو تم التدخل الدولي للحد من نفث الغازات الدفيئة، وهو ما يعني زيادة أكبر في تردد الموجات الحارة.
وبالنسبة لعالمنا العربي، فإنه ليس بمعزل عن هذا الأثر، إذ تتوقع دراسة صدرت عام 2020 في دورية "بلوس وان" (PLOS ONE) أن ترتفع درجة الحرارة العظمى في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال القرن الحادي والعشرين بين 4 و7 درجات مئوية حسب المنطقة.
وحسب الدراسة، فإنه من المتوقع أيضا أن نشهد كثيرا من أيام الموجات الحارة، حيث ستتعرض 80% من العواصم في المنطقة العربية إلى ظروف موجات الحر في أكثر من 50% من أيام السنة.
وتتأكد تلك النتائج بدراسة أخرى، نشرت في دورية "كلايمت آند أتموسفيرك ساينس" (Climate and Atmospheric Science) التابعة لمؤسسة نيتشر، أشارت إلى أن مظاهر الاحتباس الحراري في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستصبح واضحة بشكل خاص مع تقدم القرن الحادي والعشرين، وبالوصول إلى نهاية القرن ستكون في أقصاها.
وأشارت التوقعات المناخية -وفقا للدراسة- إلى أنه حتى في ظل اتباع القادة السياسيين حول العالم لمسارات منخفضة لانبعاثات غازات الدفيئة، فإن المنطقة ستشهد احترارا كبيرا وسريعا نسبيا بشكل ستكون له آثار سلبية مباشرة على صحة الإنسان والزراعة والعلاقة بين المياه والطاقة، وعديد من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
وبشكل خاص، فإن منطقة الجزيرة العربية ستكون الأكثر تأثرًا بالموجات الحارة مستقبلا حسب دراسة نيتشر، وكان فريق بحثي من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا قد أشار عام 2019 إلى أن درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة مستقبلا في المملكة العربية السعودية تحديدا قد تتسبب في إعاقة موسم الحج بحلول منتصف إلى نهاية القرن في الفترات من 2047 إلى 2052 ومن 2079 إلى 2086، حين يأتي الحج في الصيف مرة أخرى.
وحسب هذه الدراسة، فإن التعرض المباشر للشمس مع درجات حرارة أكبر من 30 مئوية، مع ارتفاع نسب الرطوبة لعدد من الساعات المتتالية قد يكون معيار خطورة شديدة، حيث يفشل الجسم في تبريد نفسه ذاتيًا مما قد يلحق الضرر بالدماغ والقلب والكلى والعضلات ويمكن أن يؤدي إلى الموت، خاصة في الحالات والفئات العمرية الهشّة.
ويتفق الباحثون في هذا النطاق على أن العالم بحاجة لبناء إجماع سياسي سريع حول القرارات التي تحد من نفث الغازات الدفيئة، فقد ساء الوضع بالفعل ولا يمكن عكسه للخلف وحتى نهاية القرن، لكن على الأقل يمكن منع الأمر من التطور إلى مستوى لا تحمد عقباه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
توقعات طقس تركيا نهاية الأسبوع
كشفت المديرية العامة للأرصاد الجوية في تركيا عن توقعاتها لحالة الطقس خلال عطلة نهاية الأسبوع، مشيرة إلى أن أمطاراً رعدية ستؤثر على العديد من المناطق الشمالية، بينما ستبقى إسطنبول وإزمير خارج نطاق هذه الأمطار.
وفي تصريح، لخبير الطقس في وزارة البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ، جنكيز تشيليك، تابعه موضع تركيا الان٬ قال فيه٬ ان الأجواء ستكون مستقرة يوم الجمعة مع طقس مشمس وقليل الغيوم في عموم البلاد، دون أي توقعات لهطول أمطار.
وأضاف تشيليك أن يوم السبت سيشهد تغيرًا واضحًا في الأجواء، حيث من المتوقع أن تتساقط أمطار رعدية على المناطق الشمالية من البلاد، بما في ذلك أجزاء من منطقة مرمرة (باستثناء إسطنبول)، وشمال منطقة إيجه، ووسط الأناضول، ومنطقة البحر الأسود، إضافة إلى شمال شرق منطقة شرق الأناضول.
اقرأ أيضامشروع تركي سيغير وجه المنطقة بالكامل.. البدء باعمال حفر نفق…
الخميس 17 أبريل 2025وأشار إلى أن تأثير هذه الحالة الجوية سيبدأ بالتراجع اعتبارًا من يوم الأحد، حيث ستتركز الأمطار على المناطق الشمالية الشرقية فقط، خاصة في شمال شرق وسط الأناضول، والبحر الأسود الأوسط والشرقي، وكذلك شمال وجنوب شرق الأناضول. أما يوم الإثنين، فستنحصر الأمطار في أقصى الشمال مع بدء انحسار تأثير المنخفض الجوي.