هل تفضي مفاوضات باريس لصفقة تبادل ووقف حرب غزة؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
تباينت آراء المحللين والخبراء حول إمكانية التوصل قريبا إلى صفقة تبادل أسرى جديدة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تفضي لوقف الحرب على قطاع غزة، بعد مفاوضات باريس الرباعية بمشاركة الدوحة والقاهرة وواشنطن وتل أبيب.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور رائد نعيرات إن هناك مناخا وتصورا جديدا قد يتطلب بعض الوقت للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى وجود إرادة لدى واشنطن في ظل وجود ضغوط من دول المنطقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة متخوفة من اندلاع حرب إقليمية بعد انخراطها بضربات جوية في اليمن، فضلا عن زيادة أعداد الشهداء والمصابين الفلسطينيين، معتقدا أن الإخفاق بإتمام الصفقة لن يقود سوى لاستمرار حرب الإبادة والدمار.
واعتبر نعيرات -أثناء حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن شروط نتنياهو لوقف الحرب لا يمكن أن تكون منطقية، وخطابه شعبوي يعبر عن ائتلافه اليميني، معرجا على اقتراح زعيم المعارضة يائير لبيد بتوسعة الائتلاف الحكومي لكي يمضي قدما بصفقة إعادة الأسرى.
وأضاف أن لبيد يريد انتزاع ورقة قوية من نتنياهو الذي يخشى أن يفقد ائتلافه الحكومي إذا ذهب لاتفاق، مؤكدا أن هذا المقترح يمثل طوق نجاة، وورقة ضغط، وخيارا بديلا لنتنياهو.
"هدن مستمرة"
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لديها عدة اعتبارات من المقترحات الجارية لإتمام صفقة تبادل أهمها إدراكها نوايا الاحتلال بتجريدها أهم ورقة لديها، مستدلا بتجارب سابقة تؤكد ذلك.
ويضيف عرابي أن حماس تدرك أهمية هذه الورقة، وتصلبها بالملف التفاوضي هو من يحسن المقترحات التي تقدم إليها، ويدفع الاحتلال لتقديم تنازلات متتالية، كما أنها تدرك أيضا الكارثة الإنسانية وضرورة تخفيفها عبر وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة.
أما بشأن وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المقترحات المقدمة بالقوية والمقنعة، يعتقد عرابي أنه ربما هناك تصورات وضعت لإنزال نتنياهو عن الشجرة، مشددا على ضرورة عدم الثقة بتصريحات واشنطن "لأنها قد تريد تخليص الاحتلال من عبء وثقل ملف الأسرى".
وأشار إلى أن حماس قد تقتنع إذا وجدت بالمقترحات "أسسا ومرتكزات تقضي بتحول الهدن المستمرة إلى وقف نهائي لإطلاق النار"، كاشفا أن الأمر منوط بتقديراتها.
وأضاف عرابي أن الاحتلال وصف حربه الحالية بأنها حرب وجودية، وحاول طمس ملف الأسرى ولكن صمود غزة ومقاومتها وإدراكها حيل نتنياهو هو من يحسن الشروط والمقترحات المقدمة.
ولفت إلى أن المواقف المتباعدة تلقي عبئا على الوسطاء العرب والدوليين لإنزال نتنياهو عن الشجرة بعدما تحولت الحرب إلى عبثية، مؤكدا أنه يصعب الجزم أن الطرفين قد اقتربا من نقطة مشتركة.
وأعرب عرابي عن قناعته بأنه ليس من السهل أن يكون هناك وقف إطلاق نار معلن، لأن هذا يعني هزيمة وانكفاء وخسارة إستراتيجية للاحتلال، مرجحا التوصل لهدنة طويلة الأمد قد تنتهي بوقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة.
"قناعة مطلقة"
بدوره، قال الخبير العسكري والإستراتيجي الدويري إن الوضع الميداني يؤكد أن نتنياهو يعلم الحقيقة ولا ينطق بها، ويعلم أنه لن يستطيع هزيمة حماس وجناحها العسكري، لكنه يريد إطالة الحرب لأطول فترة ممكن أملا بمفاجأة قد تحدث.
وأشار الدويري إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال إنه لا يمكن القضاء على حماس كليا، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي قال أيضا إن غياب رؤية واضحة تؤدي إلى تآكل إنجازات الجيش.
وخلص الدويري إلى أن هناك قناعة مطلقة أنهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك، واستدل بإطلاق الصواريخ نحو تل أبيب في اليوم الـ115 للحرب، حيث انطلقت من جنوب غرب مدينة غزة.
وشدد على أن حماس تعلم يقينا أهمية ورقة الأسرى الإسرائيليين، مبينا أنه بعد انهيار الهدنة الإنسانية جرى التوسع بالمعركة في غزة برا وجوا، قبل أن يشير إلى أن الاحتلال فشل بإطلاق الأسرى عسكريا، وإنما عبر مسار تفاوضي فيما نجح بتدمير مقومات الحياة بغزة فقط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعلق على تسليم الأسرى الإسرائيليين في غزة.. هكذا غازل ترامب
علق مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، على إطلاق سراح ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بموجب صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، معيدا "الفضل" في ذلك إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال مكتب نتنياهو في تدوينة عبر منصة "إكس"، إن "حماس حاولت حتى هذا الأسبوع خرق الاتفاق وخلق أزمة بمزاعم كاذبة"، على حد زعمه.
وأضاف أنه "بفضل تركيز قواتنا في القطاع وفي محيطه، وبفضل تصريح الرئيس ترامب الواضح والصريح، تراجعت حماس واستمر إطلاق سراح الرهائن".
والأسبوع الماضي، طرأت أزمة على صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بسبب خروقات الاحتلال الإسرائيلي للاتفاق ما دفع كتائب القسام إلى تعليق تسليم الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ردا على سؤال حول التقارير التي تفيد بأن حركة حماس علّقت الإفراج عن الأسرى في غزة لحين التزام إسرائيل بكل بنود الاتفاق: "يجب إلغاء وقف إطلاق النار إذا لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى في غزة بحلول الساعة الـ12:00 ظهر يوم السبت، وإذا لم يتم ذلك فلتفتح أبواب الجحيم".
من جهته، توعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "إذا لم تُعِد حماس مختطفينا بحلول ظهر السبت، فسيتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسيستأنف الجيش الإسرائيلي القتال بكامل قوته حتى الحسم النهائي ضد حماس".
وبعد مساعي حثيثة من الوسطاء، جرى تثبيت استمرار التزام دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة واستئناف عملية تبادل الأسرى.
وفي وقت سابق السبت، جرى تسليم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، ساشا ألكسندر تروبنوف، وساغي ديكل حن، ويائير هورن، في مدينة خانيونس، جنوب القطاع، على أن تفرج قوات الاحتلال عن 369 أسيرا فلسطينيا في وقت لاحق من هذا النهار.
وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا إلى إنهاء حرب الإبادة.