أكاذيب كتاب "كفاحي".. من يحاسب نتنياهو على خطابات الكراهية ضد الفلسطينيين؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
خرج علينا "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل في أحد المؤتمرات الصحفية مؤخراً وهو يشهر كتاباً عالياً مدونا عليه "كفاحي"، الذي يروي قصة حياة هتلر وأزمته مع اليهود وسبب كراهيته لهم، ليبرر "نتنياهو" على أثر هذا الكتاب الإبادة الجماعية التي يقودها الجيش الإسرائيلي نحو قطاع غزة.
ادعى "نتنياهو" وهو يحمل كتاب السيرة الذاتية لهتلر خلال مؤتمر صحفي في ذكر الهولوكوست، أن هذا الكتاب عثر عليه في أحد المنازل بقطاع غزة، معتبراً هذا الكتاب خير دليل على كره أهل غزة لليهود الإسرائيليين، ليتخذ من هذه الادعاءات حجة واهية للاستمرار في الاجتياح البري لغزة المنكوبة.
كانت مزاعم "نتنياهو" غير مبنية على دليل حقيقي يؤكد العثور على أي كتب تحث على الكراهية نحو اليهود او الإسرائيليين داخل القطاع، ففي خطاب "نتنياهو" ذكر أن قواته عثرت على كتاب "كفاحي" المدون باللغة العربية بأحد المنازل بقطاع غزة، لتبات روايته مبتورة وغير واضحة، لكونه لم يذكر أين بالتحديد عثر عليه وبأي منطقة بالقطاع أو أي منزل أو عائلة، وما يكشف هذا الأمر أن ما قاله " نتنياهو" مجرد ارتجال يبرر إبادته الجماعية لأهالي غزة.
كما لم يذكر أي تفاصيل تؤكد أن هذا الكتاب ينتمي بالفعل لإحدى العائلات بقطاع غزة، وهل هذا الكتاب تم طبعه بالقطاع أو في دولة عربية أخرى، حيث طبعت آلاف النسخ لكتاب " كفاحي" بعدة دول عربية ويصدر منذ عشرات السنين، كما يمكن قراءة هذا الكتاب عبر المكتبة الالكترونية او الاستماع إليه عبر اليوتيوب وغيرهما من المنصات المرئية.
فبحسب الإحصاءات الدولية والصور التي حصدتها الأقمار الصناعية، فإن 45 بالمئة من المنازل بقطاع غزة دمرت بالكامل، مما تشكك تلك الإحصائيات في ادعاءات "نتنياهو" الأخيرة وغير الدقيقة.
خطاب نتنياهو للكراهيةحمل حديث "نتنياهو" بالمؤتمر الصحفي خطاباً للكراهية ضد الفلسطينيين خاصة أهل غزة، وذلك بعد تصريحه بأن الفلسطينيين يصنعون من أبنائهم إرهابيين نازيين جدد على حد تعبيره، محاولاً استهداف الرأي العام العالمي لتشويه حقيقة ما يحدث بقطاع غزة من أعمال قتل ونهب وابادة جماعية لأطفال وأهالي غزة بشكل عام.
وبذلك بكون " نتنياهو" شخصية عامة ومؤثرة بالمجتمع الإسرائيلي، تدفع تصريحاته الأخيرة لحالة من الاستقطاب ضد الفلسطينيين وأهالي غزة بالتحديد، وذلك بعد وصفهم بالإرهابيين ليدخل هذا التصريح المعلن في أطر خطاب الكراهية والتحريض العمد.
جرائم جراء التحريضتبعث أغلب تصريحات وخطابات " نتنياهو" الكراهية والاستقطاب في نفوس الإسرائيليين، لتدفعهم تلك الخطابات والتحريض لارتكاب المزيد من الجرائم تجاه الفلسطينيين، وذلك ظهر متجلياً في الجرائم الانتقامية التي يرتكبها الجنود الإسرائيليون في حق أهالي غزة، محتفلين بدمار القطاع دون أدنى إنسانية.
وفي واقعة تكشف نتيجة خطاب الكراهية والتحريض الذي يواصل قادة إسرائيل التفوه به على رأسهم " نتنياهو"، اقتحم مجموعة من المسلحين الإسرائيليين متنكرين في زي أطباء وسيدات مستشفى "ابن سينا" الفلسطينية في جنين بالضفة الغربية، لينتج عن هذا الهجوم استشهاد 3 اشخاص مصابين يدعى انهم من كتائب القسام كانوا يتلقون العلاج بالمستشفى المذكور.
وفي النهاية من يحاسب نتنياهو وقادة إسرائيل على خطاباتهم المحرضة للكراهية ونشر العنف؟.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل كفاحي الإبادة الجماعية الجيش الإسرائيلي اليهود الهولوكوست قطاع غزة كتاب كفاحي هذا الکتاب بقطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الإمام الطيب يحذر من اغترار الإنسان بعطاء الخالق: «الله يحاسب ويراقب»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تناول فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه اليوم بالحلقة الخامسة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، شرحًا مفصَّلًا لاسم الله "الكريم"، مؤكدًا أنه من الأسماء الحسنى التي نُصَّ عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأجمع عليها المسلمون.
وبيّن فضيلته أن اسم "الكريم" ورد صريحًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»، موضحًا أن "السَّفْساف" تعني الأمور الحقيرة الرديئة.
وأوضح شيخ الأزهر أن اسم «كريم» جاء على وزن "فَعِيل"، الذي قد يحمل معنى "المفعول" (مِثل "مَكْرُم") بدلًا من "فاعِل"، قائلًا: «الشرع وَرَدَ بهذا الاسم دون الاشتقاق القياسي (كارم)، فالأسماء الحسنى توقيفية تُؤخذ كما وردت، مضيفا أن المعنى الذي يليق بالله تعالى هو "المُكْرِم" الذي لا ينفك كرمه عن ذاته، بخلاف البشر الذين يتصفون بالكرم كـ"فعلٍ" مؤقت.
وتطرق فضيلته إلى شرح القاضي أبي بكر ابن العربي في كتابه "الأمد الأقصى"، الذي حصر ١٦ معنى لـ"الكريم"، بينها ما ينطبق على الله تعالى كـ"كثير الخير"، "سريع العطاء"، "المنزَّه عن النقائص"، و"الذي يعطي بلا انتظار مقابل". واستثنى معنى واحدًا لا يليق بالله، وهو "الذي يعطي وينتظر مِنَّةً على المُعطَى"، مؤكدًا أن الله تعالى يعطي دون انتظار شكر أو منّة.
وأكد الإمام الأكبر، أن كرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان، حيث يتنازع الإنسان بين البخل والعطاء، بينما كرم الله مُطْلَقٌ ولا يشوبه نقص، كما لفت إلى أن كرم الله يجمع بين صفات الجلال (كصفة ذاتية) وصفات الأفعال (كعطاءٍ متجدد)، بينما كرم الإنسان مرتبط بحالاته وظروفه، محذرا المؤمنين من الغرور بكرم الله، رغم تأكيده أن اسم "الكريم" يبعث على التفاؤل، قائلًا: «لا يغرنَّكم هذا الكرم، فالله يحاسب ويراقب»، مشيرًا إلى التوازن بين رحمة الله وعدله.