تسريح جماعى للموظفين فى تيك توك وجوجل وأمازون
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
فى خطوة تعكس الاتجاهات الأوسع داخل قطاع التكنولوجيا، أفادت التقارير أن منصة الفيديو القصيرة الشهيرة تيك توك بدأت جولة من عمليات تسريح العمال، استهدفت ما يقرب من 60 موظفًا فى الغالب داخل قسم المبيعات والإعلان.
ينحدر الموظفون المتأثرون من مكاتب تيك توك المختلفة فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما فى ذلك لوس أنجلوس ونيويورك وأوستن، بالإضافة إلى المواقع الدولية.
أشار متحدث باسم الشركة إلى عملية إعادة تنظيم روتينية باعتبارها السبب الرسمى وراء عمليات تسريح العمال، على الرغم من أن المطلعين على بواطن الأمور يشيرون إلى أن إجراءات خفض التكاليف لعبت دورًا مهمًا فى القرار.
لم تكن شركة ByteDance، الشركة الأم لتيك توك، غريبة عن تعديلات القوى العاملة، حيث زُعم أنها نفذت عمليات تسريح كبيرة للعمال فى شركة Marvel Snap Developer Nuverse فى العام السابق.
أشارت التقارير إلى أن TikTok نفسها خضعت لتخفيضات فى عدد الموظفين فى منتصف عام 2022 كجزء من جهود إعادة الهيكلة العالمية ومرة أخرى فى أوائل عام 2023، واستهدفت على وجه التحديد موظفى التوظيف فى دبلن.
فى حين أن الجولة الأخيرة من عمليات تسريح العمال لا تشكل سوى جزء صغير من القوى العاملة العالمية الواسعة فى ByteDance، والتى يبلغ عددها نحو 150 ألف شخص، فإن مراقبى الصناعة يعتبرونها مؤشرًا بارزًا للتحديات التى تواجه قطاع التكنولوجيا.
كما أشارت شركة جوجل، عملاق التكنولوجيا، إلى مسار مماثل، حيث نصح الرئيس التنفيذى ساندر بيتشاى الموظفين بالاستعداد لتقليص حجم العمل على مدار العام، وشدد على التزام الشركة بتبسيط العمليات، مشيرًا إلى أن جوجل تزيل الطبقات لتبسيط التنفيذ وزيادة السرعة فى بعض المناطق.
وفى تطور موازٍ، كشفت أمازون، وهى شركة أخرى ذات ثقل فى الصناعة، مؤخرًا عن خطط لتسريح ما يقرب من خمسة بالمائة من موظفيها فى قسم الشراء مع برايم، وتتوافق هذه الخطوة مع استراتيجية مؤسسية أوسع تهدف إلى تحسين الموارد وتعزيز الكفاءة.
وقد انتشرت تداعيات هذه التعديلات على القوى العاملة على مستوى الصناعة عبر العديد من الشركات التابعة، بما فى ذلك تويتش، وهى منصة بث الفيديو المملوكة لشركة أمازون.
فى وقت سابق من هذا العام، خضعت Twitch لجولة أكثر شمولاً من عمليات تسريح العمال، مما أثر على أكثر من 500 موظف، حيث سعت الشركة إلى تبسيط العمليات وتعزيز كفاءة أعمالها بشكل عام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تيك توك جوجل أمازون الاتجاهات قطاع التكنولوجيا عمليات تسريح العمال عملیات تسریح العمال
إقرأ أيضاً:
الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (2)
المُبْتَدَأُ: -
(فِي مُسْتَنْقَعِ الأَكاذِيبِ لا تَسْبَحُ سِوَى الأَسْماكِ المَيِّتَةِ) مِثْلَ رُوسِي
وَالخَبَرُ: -
(11)
استمر تصاعد غبار الدعاية المضللة لطرفي الحرب؛ بدلا من طرح الأسباب والمصالح الموضوعية التي أدت إلى اندلاعها، أمام الشعب السوداني المصطلي بنارها ليحكم ويقرر. تبنى الطرفان دعاوى كذوبة وخطابات مخادعة؛ قائمة على التحشيد العاطفي؛ يُدْفَع الشارع السوداني من خلالها بعيدا عن الأسباب الحقيقية؛ التي أدت إلى انفجار الصراع؛ وذلك بتغبيش وعيه وشغله بأحجية (من الذي بدأ الحرب وأطلق الرصاصة الأولى؟!).
(12)
تورطت أطراف الصراع في فبركات كاذبة، من أجل التأثير في الرأي العام بأفضل الطرق الممكنة؛ فحين غاب في هذه اللحظة المفصلية عن وسائل الإعلام كافة؛ الخطاب التوعوي للقوى الثورية؛ المطلوب بشدة في مثل هذا المنعطف الزلق؛ لكشف طبيعة وتفسير حقيقة (حرب الإخوة الأعداء)؛ وفضح مرامي وأهداف القوى التي سعت لإشعالها وتصر على استمرارها. لقد ساعد غياب خطاب القوى الثورية غير المبرر طرفي الحرب على تغبيش وتزييف وعي الشارع بالدعاوي المخاتلة؛ وقاد هذا الغياب معظم الجماهير للوقوع في شباك الخداع والتضليل الذي مارسه إعلام الحرب.
(13)
بغياب الخطاب التوعوي؛ غابت حقيقة الحرب التي تم توظيفها من قبل قوى الثورة المضادة؛ لخلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني؛ المقصود منه إشاعة الرعب بين المواطنين في العاصمة والمدن الكبرى؛ وذلك لضرب مراكز الثورة وتفريغها من قاطنيها. ونلاحظ هنا أن طرفي الحرب قد أدارا المعارك داخل المدن ووسط الأحياء المكتظة بالبشر، دون مراعاة لأي جوانب إنسانية؛ مع التركيز بصفة خاصة على المدن والأحياء مراكز الانطلاق السابقة للأنشطة الثورية.
(14)
ساد الارتباك والتشويش جميع القوى السياسية؛ ليرخي بظلاله على منسوبي الحزب الشيوعي السوداني؛ ويصيب وحدة الفكر والإرادة لدى العضوية بزلزال عظيم؛ أفرز العديد من الأطروحات المتناقضة في مقاربة وتوصيف هذه الحرب اللعينة؛ فمجموعة من العضوية رأت أن قوات الدعم السريع هي المذنبة وهي المسؤولة عن اندلاع الحرب؛ وقد وافق هذا الرأي ما رأته الحركة الإسلامية وفلول النظام القديم العدو التقليدي للحزب الشيوعي!!.
(15)
هذا التوافق في مقاربة مسألة الحرب؛ بين هذه المجموعة من عضوية الحزب ورؤية فلول النظام البائد؛ استفز مجموعة أخرى من العضوية فتأخذت موقفا معاكسا؛ والمؤكد أن هذا الموقف المضاد لموقف المجموعة الأولى؛ لم يكن دعما خالصا لمليشيا الدعم السريع؛ بقدر ما هو نكاية في الغريم التاريخي "الحركة الإسلامية"؛ خاصة والحزب الشيوعي بكامل منسوبيه؛ هو أول من طالب بحل مليشيا الدعم السريع؛ باعتبارها مولود غير شرعي من رحم الحركة الإسلامية؛ تم تكوينها بهدف قمع القوى الثورية؛ وما الهتاف الشهير للثوار (العسكر للثكنات و"الجنجاويد" ينحل) إلا تأكيد على هذا المطلب.
(16)
لم تتلكأ الحركة الإسلامية في استغلال الفرصة التي ظلت تبحث عنها طوال ما بعد سقوط سلطتها فجر انتصار ثورة 19 ديسمبر 2018م المجيدة؛ وسرعان ما اصطفت خلف الجيش؛ ودفعت بكتائب ظلها المسلحة لميادين القتال؛ وكتائب ذبابها الإلكتروني المدربة على الكذب وتزييف الحقائق؛ إلى المنصات الرقمية للترويج لأهمية استمرار حرب (الكرامة) لتطهير الوطن من "الجنجاويد"!!.
(17)
مثل اندلاع الحرب بالنسبة للحركة الإسلامية سانحة تاريخية؛ استغلها منسوبوها بانتهازية وقحة؛ بعد أن عمل أقطابها بجهد لا يقل وقاحة؛ طوال الأشهر التي سبقت اندلاعها لجعلها ممكنة؛ لعلها تعيدهم وحزبهم (المنحل)؛ للحياة السياسية من جديد؛ وتمحو عن جباههم عار وذل وسم (محلول).
(18)
الحراك المحموم إِعْلامِيٌّ وَعَسْكَرِيٌّ؛ الذي انخرطت فيه الحركة الإسلامية مع بداية الحرب مباشرة؛ قابله جمود ملحوظ وغير محمود في نشاط الحزب الشيوعي على كافة الصعد؛ حيث ظل الحزب الشيوعي مثله مثل بقية الأحزاب السياسية السودانية الأخرى؛ يغوص في صمت عجيب؛ لم يفتح الله عليه بمقاربة يعتد بها لقضية الحرب تشرح للجماهير جوهر الصراع الذي قاد لوقوع كارثة الحرب. لقد اكتفى حزب الطبقة بإصدار بيانات؛ ونداءات ومناشدات سياسية؛ لا تشبع ولا تغني من جوع؛ تدين وتشجب وتدعو لإيقاف الحرب؛ دون أن توضح كيف وعلى أي أساس ووفق أي آلية!!.
(19)
حصر الحزب الشيوعي تعامله مع قضية الحرب وتعقيداتها؛ في الإطار السياسي وفي أدنى مستوياته (بيان – مناشدة-نداء)؛ شأنه شأن أي حزب إصلاحي!!. هذا التوجه في بداية الحرب -من وجهة نظري -؛ شكل خطأ استراتيجيا ما كان يجب الوقوع فيه. قاد لإرباك جماهيره وعضويته؛ فظهرت الآراء المتضاربة والرواء المتناقضة والمقاربات البعيدة عن النهج المادي الجدلي بين جماهيره وعضويته بل تعدتهما لتصيب بعض الكادر!!.
(20)
ولا أدري كيف غاب عن ذهن قيادة الحزب أن الحرب كظاهرة اجتماعية واقتصادية؛ هي أعقد من أن يَحْصُرُ التعامل معها في الأفق السياسي فقط؟!؛ خاصة وأن متطلبات إيقافها؛ تقتضي جهدا فكريا؛ وفلسفيا يفسر طبيعتها ويشرح للجماهير جوهر أسبابها؛ ويملك المواطن المغلوب على أمره أدوات فهم ودحض دعاوى داعميها والمصرين على استمرار نزيفها.
يَتْبَعُ
tai2008idris@gmail.com