جرائم ضد الإنسانية وتصفية بالشوارع..حكومة أبي أحمد تقود إثيوبيا لكارثة بإقليم أمهرة وقتل عشوائي لعناصر فانو "التفاصيل كاملة"
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة بوركينا نيوز الإثيوبية، تفاصيل الاشتباكات الجديدة التي شهدها إقليم أمهرة الإثيوبي، وبحسب ما ورد، فقد قتلت القوات الحكومية ما لا يقل عن 20 شاباً في البلدة في عمليات قتل خارج نطاق القضاء، حيث القوات الحكومية قامت بتفتيش منزل تلو الآخر في ميراوي، وأعدمت ما لا يقل عن 20 شابًا في المدينة، وقد تناثرت الجثث في الشوارع، بحسب تقرير خدمة الطوارئ.
وتأتي تلك الأنباء الجديدة عن الاشتباكات بين الجيش المركزي، وقوات فانو الأمهرية، ليفتح الباب عن ممارسات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد داخل الإقليم، والتحذيرات المتتالية من كارثة على وشك الانفجار داخل الإقليم، وذلك مع استمرار جرائم الجيش المركزي داخل الإقليم، وسط خلاف شديد بين شركاء الماضي حول تسليم المليشيات المسلحة للأسلحة داخل الإقليم، وهو ما يرفضه نشطاء الإقليم، بعد اتهامات مباشرة لأبي أحمد وحكومته بالسعي إلى تفكيك المجتمع الإثيوبي عبر الممارسات العنصرية ضد أقاليم إثيوبيا.
اشتباكات جديدة
وبحسب الصحيفة الإثيوبية، فقد ردت أنباء عن قتال عنيف في بلدة ميراوي، على بعد 35 كيلومترًا فقط من عاصمة منطقة أمهرة، بحر دار، ونقلت الخدمة الإعلامية الإثيوبية عن مصادر موثوقة أن الجبهة الشعبية فانو أمهرة فتحت النار صباح أمس الاثنين، مستهدفة القوات الحكومية على مشارف مدينة ميراوي بمحلية تشاينا تاون، ففي البداية، كان القتال بين قوات فانو من جهة والميليشيات المجندة حديثًا وقوات مكافحة الشغب من جهة أخرى، ومع ذلك، انضمت قوات الدفاع المركزية إلى القتال في وقت لاحق، وبحسب ما ورد قُتل العشرات، لكن الرقم الدقيق غير محدد.
فيما أفاد المصدر أيضًا أن القوات الحكومية قامت بتفتيش منزل تلو الآخر في ميراوي وأعدمت ما لا يقل عن 20 شابًا في المدينة، وقد تناثرت الجثث في الشوارع، بحسب تقرير خدمة الطوارئ، فيما لم تنف الحكومة الإثيوبية أو تؤكد الاشتباك العسكري الأخير كما حدث منذ بداية حملتها العسكرية في المنطقة، وتزعم الحكومة الإثيوبية أن الحياة الطبيعية عادت إلى المنطقة بعد شهور من حالة الطوارئ المفروضة في المنطقة، إلا أن التقارير الواردة من مصادر محلية تؤكد أن القتال لا يزال مستمراً في مناطق مختلفة من المنطقة.
عدد قوات الفانو المقاتلة تتزايد
وبحسب صحيفة بوركينا نيوز الإثيوبية، فإن هناك دلائل تشير إلى أن عدد قوات الفانو المقاتلة يتزايد في أجزاء مختلفة من المنطقة، وتُظهر لقطات الفيديو التي يشاركها الناشرون الإثيوبيون على منصات مثل يوتيوب، قادة فانو مثل زيمين كاسي وهم يقومون بزيارات إلى مناطق مختلفة من المنطقة حيث تعمل قوات فانو لإعطاء التعليمات وعقد الاجتماعات، وفي غضون ذلك، أصدرت قوات فانو بيانا أمس الاثنين أعربت فيه عن مجموعة من إجراءات إنفاذ القانون في المناطق الخاضعة لسيطرة فانو.
وحذر البيان الجماعات المسلحة من الامتناع عن احتجاز أو إيقاف المركبات إلا إذا كانت تابعة للحزب الحاكم، وأضافت أنه ينبغي توفير ممر آمن للشاحنات التي تحمل الأسمدة والمواد الأساسية، كما نبهت طلبة الجامعات إلى أخذ الحيطة والحذر في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وتضغط الحكومة الإثيوبية على الطلاب لاستئناف الدراسة، كما حذر فانو رجال الأعمال من استغلال الوضع في المنطقة للانخراط في التلاعب بالأسعار، وفي الآونة الأخيرة، كانت فانو تدعي أن قواتها تنمو، وأنها تقوم بإنشاء هيكل قيادة واحد يوحد وحدات فانو المختلفة العاملة في جوندار، وغوجام، وشوا، ووولو، ويقال إن معظم منطقة أمهرة في إثيوبيا تقع تحت سيطرة قوات فانو.
حلفاء الماضي أعداء اليوم .. قرار نزع السلاح
وترجع المواجهات بين الطرفين إلى منتصف العام الماضي، حيث اندلعت مواجهات بين الجيش الإثيوبي وحليفه السابق في إقليم الأمهرا، المعروف باسم الـ"فانو"، وهي ميليشيات خاصة بحماية الإقليم، وذلك عقب القرار الرسمي الذي اتخذ مركزياً لإعادة دمج كافة الأذرع المسلحة في الأقاليم الإثيوبية بالجيش النظامي واتباع إدارتها بوزارة الدفاع الفيدرالية، وشهدت مناطق عدة على مدار الأشهر الماضية، في إقليم الأمهرا مواجهات بين الطرفين، سقط على أثرها عدد من المجندين في الجيش.
ويأتي قرار الحكومة الإثيوبية تطبيقاً لأحد بنود اتفاق السلام بين إدارة رئيس الوزراء آبي أحمد و"جبهة تحرير شعب تيغراي"، في بريتوريا بجنوب أفريقيا، والذي ينص على "توحيد القوات المسلحة، ودمج كافة الميليشيات المسلحة تحت إدارة وزارة الدفاع"، وفي حين ترى الحكومة الإثيوبية ضرورة في تطبيق هذا البند على كافة الأذرع المسلحة في البلاد، تتذرع قيادات ميليشيات الأمهرا، بأنها لم تكن طرفاً في الاتفاق، بالتالي فإن البند المذكور لا يلزم إلا الأطراف المشاركة والموقعة على الاتفاقية، وتعتمد في ذلك على دستورية موقفها، باعتبار أن الدستور الفيدرالي الإثيوبي ينص على "أحقية كل إقليم الاحتفاظ بقوات خاصة"، ويحدد الدستور مهامها في "حماية الأمن والسلام".
ما هي مليشيات فانو وقدراتها العسكرية؟
تتكون مليشيا فانو من 4 فصائل تحمل اسم فانو وهي منتشرة في مناطق متفرقة من إقليم الأمهرا ، وهي قوات فانو غوندر وقوات فانو وللوا وقوات فانو شوا وفانو غوجام، وقررت القوات في الفصائل الأربعة إنشاء تحالف أطلقت عليه تحالف فانو شرق الأمهرا ولكن ووفقا لقائد قوات فانو في وللوا، مسجانا دسيي، أن كل الفصائل التي تقاتل تحت اسم الفانو لم تتوصل بعد إلى تشكيل قيادة مشتركة لها وأن كل المحاولات الحالية هي مجرد تنسيق ساهمت في انجاح بعض العمليات العسكرية.
واتهمت قوات فانو الحكومة الإثيوبية بعرقلة كل المحاولات التي تمت من أجل توحيد فصائل الفانو معللا ذلك بانعدام الرغبة لدى الحكومة في إعادة ملكية منطقة الولقايت ورايا للأمهرا، وجدير بالذكر أن الجيش النظامي استعان بالقوات الأمهراوية، في حربه ضد تيغراي لأكثر من عامين، بالتالي فإن المطالبة بنزع سلاحها في هذا التوقيت تعد إنكاراً لدورها المحوري في إلحاق الهزيمة بجبهة تيغراي، وهو المكسب الذي ضمن جر الجبهة إلى توقيع اتفاقية السلام.
خلافات بين مليشيا الفانو والجيش الإثيوبي
ففي الحرب ضد إقليم تيجراي، قدم الجيش الإثيوبي دعما عسكريا لفصائل الفانو التي تعمل ضمن تحالف فانو شرق الأمهرا وذلك عقب توغل قوات تيجراي في بعض مناطق الإقليم، وفي السياق ذاته أكد قائد قوات فانو في “وللوا ” أنه تحتم على قواته الاعتماد على التسليح الذاتي، وبعد نهاية المعارك التي شهدت تراجع قوات دفاع تيجراي إلى داخل حدود الإقليم شهدت العلاقة بين الحكومة وبين قادة المليشيات توترا انعكس على الحكومة المحلية لإقليم الأمهرا والحكومة المحلية لإقليم الأورومو، حيث قابلت حكومة إقليم الأمهرا دعوة الحكومة بضرورة نزع سلاح فصائل الفانو بالاستهجان، وقالت إننا لن نطالبهم بتسليم سلاحهم ولكننا في نفس الوقت لن نقوم بمنحهم السلاح أو توفير التدريب لهم.
ولم يكن ذلك فحسب السبب الوحيد وراء اشتباكات الجيش الإثيوبي ومليشيا الفانو، ولكن أيضا الاغتيالات التي نفذتها المليشيا بحق عدد من السياسيين البارزين، سبب وراء تلك الاشتباكات، وخلال شهر أغسطس الماضي تم اغتيال رئيس فرع حزب الازدهار الحاكم بإقليم أمهرة جرما شيطلا و5 من مرافقيه، إذ تصاعدت المخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات عنيفة، لا سيما بعد اتهام الحكومة المركزية لاثنين من قيادات القوات الخاصة الأمهرية، بالضلوع في عملية الاغتيال.
واتخذت الحكومة الإثيوبية حينها، عددا من التدابير الأمنية الواسعة، وذلك لاعتقال مجموعات كبيرة محسوبة على ما تسميها "الميليشيات القومية" في إقليم أمهرا، مما صعد من وتيرة الخلافات التي نشبت بعد محاولة الحكومة الفيدرالية نزع سلاح القوات الخاصة للإقليم المعروفة باسم "فانو"، تطبيقًا لبند من بنود اتفاق السلام الشامل الذي وقعته مع جبهة تحرير تيجراي في نوفمبر من العام الماضي.
ونص اتفاق السلام الشامل الموقع بين الحكومة الإثيوبية وجبهة التيجراي على توحيد القوة العسكرية تحت لواء وزارة الدفاع الإثيوبية، ونزع سلاح الميليشيات المسلحة كافة، وإعادة دمج عناصرها داخل الجيش النظامي، وهو ما ترفضه القوات الأمهرية، معتبرة أنها ليست طرفًا في الاتفاق، فضلًا عن أن تكوينها كجهة مسؤولة عن الأمن والسلام في الإقليم، وجاء وفقًا للدستور الفيدرالي الإثيوبي، الذي يمنح كل إقليم مسؤولية حماية أراضيه بتكوين قوات تتبع إدارته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحکومة الإثیوبیة القوات الحکومیة الجیش الإثیوبی داخل الإقلیم
إقرأ أيضاً:
والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
يمانيون /
في ظل احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 نوفمبر، ما يزال الأطفال في اليمن وغزة ولبنان يتعرضون لأبشع عدوان أمريكي، صهيوني، بريطاني، سعودي.
مظلومية اليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين، تشابّهت في الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوى الهيمنة والطغيان العالمي، وإن اختلفت مسمياتها وعناوينها ومبرراتها، مع فارق الزمن بمرور أكثر من سبعة عقود على القضية الفلسطينية التي ستظل قضية الشعب اليمني واللبناني المركزية والأولى.
أطفال اليمن وفلسطين ولبنان، أنموذج لمأساة إنسانية صنعتها دول الاستكبار بقيادة أمريكا والدول الغربية وأدواتها في المنطقة، بممارسة القتل والاستهداف المباشر ظلماً وعدواناً إلى جانب استخدام سياسة التجويع كوسيلة حرب لإهلاك المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء في جرائم حرب مكتملة الأركان وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية الخاصة بحالة الحرب التي تحظر قتل المدنيين وتعمد استهداف الأعيان المدنية وتجرّم الحصار.
جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، والتحالف الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن، ستظل شواهد حيّة تتذكرها الأجيال عبر التاريخ على فظاعة ما تم ارتكابه من مجازر وحرب إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية.
منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أصدرت تقريراً حقوقياً بعنوان “أطفال بين جبروت العدوان وصمت العالم” يوّثق آثار وتداعيات الحصار والعدوان على الأطفال في اليمن وغزة ولبنان وآليات الدعم النفسي، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ20 من نوفمبر من كل عام.
تناول التقرير الأوضاع الكارثية والمأساوية التي يعيشها الأطفال في اليمن منذ ما يقارب عشر سنوات جراء العدوان والحصار، وكذلك الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال فلسطين ولبنان جراء العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.
وأشار إلى أن تحالف العدوان على اليمن والعدوان الصهيوني على غزة ولبنان ارتكبا أبشع المجازر والانتهاكات الست الجسيمة بحق الطفولة والقوانين والمواثيق الدولية، حيث استهدف المنازل والمدارس والمساجد والأعيان المدنية وفرض حصاراً مطبقاً على المدنيين مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتدهورها.
وأفاد التقرير بأنه منذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م وحتى 19 نوفمبر 2024م بلغ عدد القتلى الأطفال 4 آلاف و136 شهيدا، والجرحى 5 آلاف و110 أطفال، بينما بلغ عدد الأطفال ضحايا الاحتلال الصهيوني في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م أكثر من 17 ألفاً و492 طفلاً، كما ارتفع عدد جرحى غارات الاحتلال الصهيوني إلى 104 آلاف وثمانية جرحى غالبيتهم نساء وأطفال، بينما تجاوز عدد المفقودين أكثر من 11 ألف شخص بينهم عدد كبير من الأطفال ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي لبنان بلغ عدد الضحايا من المدنيين جراء الاستهداف الصهيوني 3 آلاف و544 شهيدا و15 ألفا و35 جريحا غالبيتهم نساء وأطفال منذ 8 أكتوبر 2023، حيث أن هناك مزيداً من الأطفال مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة في جميع أنحاء البلاد.
وذكر التقرير أن طائرات العدوان على اليمن شنت ألفين و932 غارة بقنابل عنقودية خلال التسع السنوات الماضية، وبلغ إجمالي عدد الضحايا المدنيين جراء استخدام تلك القنابل قرابة تسعة آلاف ضحية معظمهم من النساء والأطفال.
وحسب التقرير، دمّر العدوان على اليمن 572 مستشفى ومرفقاً ومنشأة صحية واستهدف 100 سيارة إسعاف مع طواقمها ومنع دخول المستلزمات الطبية الخاصة بالأمراض المزمنة، وتوقف أكثر من 60 بالمائة من القطاع الصحي، بينما يعاني أربعة ملايين و521 ألفاً و727 طفلاً وامرأة من سوء التغذية الحاد والعام والوخيم، بما في ذلك 313 ألفاً و790 طفلا دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
معاناة الأطفال والنساء كانت حاضرة في التقرير الذي رصد بالأرقام والإحصائيات الأعداد التي أُصيبت بمرض سوء التغذية من الأطفال والنساء “الحوامل، والمرضعات”.
ووفقًا للتقرير، يعاني مليون و777 ألفاً و423 طفلاً من سوء التغذية العام، ومليون و463 ألفاً و633 طفلاً من سوء التغذية الحاد الوخيم، وتصارع 966 ألفاً و881 امرأة حامل ومرضع سوء التغذية لأجل البقاء على قيد الحياة في ظل كارثة إنسانية سببها العدوان.
وبين أن أكثر من 8.5 ملايين طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ويواجهون التهديد اليومي المتمثل في نقص الغذاء والنزوح، واستمرار تقليص المساعدات، وإيقاف برامج وتدخلات الوقاية من سوء التغذية، كما يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان – أي أكثر من 24 مليون شخص – إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة.
ووفق الإحصائيات الواردة في التقرير فإن أكثر من 80 مولوداً من حديثي الولادة يتوفون يوميًّا بسبب تداعيات استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا، ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة ألفي حضانة بينما يمتلك 600 حضانة فقط ونتيجة لذلك يتوفى 50 بالمائة من الأطفال الخدج، كما ارتفعت نسبة الإصابة بأمراض السرطان إلى 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل.
ولفت إلى ارتفاع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان على اليمن إلى 4.5 ملايين شخص حالياً، بينما أصيب أكثر من ستة آلاف مدني بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان، منهم أكثر من خمسة آلاف و559 طفلاً، كما أن 16 ألف حالة من النساء والأطفال يحتاجون إلى تأهيل حركي.
وتطرق التقرير إلى أوضاع التعليم حيث استهدف تحالف العدوان المنشآت التعليمية ما أدى إلى تدمير وتضرر نحو 28 ألف منشأة تعليمية وتربوية وأكثر من 45 جامعة وكلية حكومية وأهلية و74 معهداً فنياً وتقنياً.
وأوضح أن غارات تحالف العدوان استهدفت المدارس وتضررت نتيجة لذلك ثلاثة آلاف و676 مدرسة منها 419 دمرت كلياً وألف و506 مدارس تضررت جزئياً، وأُغلقت 756 مدرسة، كما استخدمت 995 مدرسة لإيواء النازحين، وتسرب ما يزيد عن مليون طالب وطالبة من التعليم، فيما 8.1 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد، ومليونين و400 ألف طفل خارج المدارس من أصل عشرة ملايين و600 ألف طفل في سن الدراسة.
ونوه التقرير إلى أن 1.6 مليون طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط حقوقهم، وبلغ عدد الأطفال العاملين 7.7 ملايين أي حوالى 34.3 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً، مبيناً أن العدوان والحصار هما السبب في زيادة نسبة العمالة بين الأطفال في اليمن.
وارتفع عدد النازحين إلى خمسة ملايين و159 ألفاً و560 نازحاً في 15 محافظة يمنية واقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، منهم مليون و168 الفاً و664 فرداً لا يحصلون على مساعدات حتى اليوم.
وقال التقرير إن تسعة من كل عشرة أطفال في مخيمات النازحين باليمن لا تتوفر لهم فرص كافية للحصول على أهم احتياجاتهم الأساسية مثل التعليم والغذاء والمياه الصالحة للشرب، ولا يزال حوالي 1.71 مليون طفل نازح في البلاد محرومين من الخدمات الأساسية ونصف مليون منهم لا يحصلون على التعليم الرسمي.
وفيما يتعلق بقطاع غزة في فلسطين، دمّر الاحتلال الصهيوني 815 مسجدًا تدميراً كلياً، و151 مسجدًا تدميراً جزئيًا، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس، كما خرجت عن الخدمة 477 مدرسة و276 مؤسسة صحية ومستشفى و مركزاً صحياً.
وبخصوص لبنان، استهدف الاحتلال الصهيوني 88 مركزا طبيا وإسعافيا، و40 مستشفى، و244 من الآليات التابعة للقطاع الصحي، ونفذ اعتداءات على 65 مستشفى، و218 جمعية إسعافية
ووفق التقرير يعيش أطفال غزة أوضاعاً متردية بسبب نفاد الوقود والغذاء وانقطاع المياه والكهرباء، ويمنع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات عبر معبر رفح، وإن سمح بإدخالها فلا يدخل سوى الجزء اليسير منها والذي لا يكفي لتغطية احتياجات سكان القطاع.
وأفاد بأن عدد النازحين في غزة بلغ مليوني شخص بينهم عدد كبير من الأطفال، وفي لبنان اضطر حوالي مليون و400 ألف شخص إلى مغادرة المناطق المستهدفة بقصف الاحتلال الصهيوني.
وعرج التقرير على القوانين والمعاهدات الدولية التي دعت إلى حماية الأطفال أثناء الحروب والنزاعات ومدى تطبيقها من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها خلال العدوان على اليمن وغزة، مشدداً على أن تلك المنظمات كانت متواطئة مع كل ما يحدث بحق الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني ووقفت موقفاً مخزياً أمام كل الجرائم المرتكبة في اليمن وغزة ولبنان.
واستعرض الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان على الأطفال وسبل الدعم النفسي لهم في الأزمات، مطالباً بإيقاف العدوان والحصار على اليمن وفلسطين ولبنان وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في جميع الجرائم والمجازر المُرتكبة هناك.
وأوضحت رئيسة منظمة انتصاف سمية الطائفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن إطلاق التقرير يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 من نوفمبر وتذكير العالم بمجازر أمريكا وإسرائيل والدول الغربية وأدواتها في المنطقة باليمن وفلسطين ولبنان.
وأشارت إلى أن التقرير وثّق جرائم العدوان بحق الطفولة في اليمن وفلسطين ولبنان، إلى جانب المعاناة الإنسانية التي أوجدها تحالف العدوان على اليمن جراء ممارساته الإجرامية، فضلاً عن المأساة الإنسانية لأطفال لبنان وفلسطين وتحديداً في قطاع غزة.
ودعت الطائفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية إلى الاضطلاع بالمسؤولية في إيقاف جرائم العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة ولبنان ورفع الحصار والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لتخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني.
ورغم المأساة والمعاناة الإنسانية منذ ما يقارب عشر سنوات في اليمن، تمكن اليمنيون من تجاوز تحديات العدوان والحصار، ونهضوا من بين الركام واستطاعوا تحقيق النجاحات على مختلف المسارات، وصنعوا بطولات لم تكن في الحسبان، فيما تمضي المقاومة الفلسطينية واللبنانية اليوم قدماً بمواجهة العدو الصهيوني وتمريغ أنفه والتنكيل به في قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ 410 أيام.