مصراوي:
2025-04-06@01:40:47 GMT

رئيس متحف الحضارة: لا نُحمّل الدولة عبئًا مالياً

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT


كتب- محمد شاكر
تصوير- محمود بكار:
استقبلت القاعة الدولية "ضيف الشرف" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55، محاضرة بعنوان "ذاكرة الحضارة.. المتحف القومي للحضارة"، بحضور الدكتور أحمد غنيم، مدير المتحف القومي للحضارة المصرية، والدكتورة فريد فاضل، والدكتورة منال محي الدين، والدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية.

وقام بإدارة الحوار عبد الفتاح الجبالي.

تناولت الندوة موضوع المتاحف باعتبارها جزءًا من ذاكرة الشعوب، وسجلًا تاريخيًا للحضارة.

بدأت الندوة بكلمة للدكتور أحمد غنيم، مدير المتحف القومي للحضارة، الذي تحدث عن الاستراتيجية والرؤية التي اتخذها منذ توليه قيادة المتحف، حيث يركز المتحف على استعراض الحياة اليومية والاجتماعية عبر العصور، وقد شهد العديد من الفعاليات العالمية، مثل حفل موكب المومياوات الملكية الذي تزامن مع افتتاح المتحف.

وتم عرض فيلم تسجيلي يستعرض المتحف القومي للحضارة، حيث يسجل الفيلم سجلًا سمعيًا بصريًا لأبرز الفعاليات الفنية والثقافية. شملت هذه الفعاليات حفلات يحيى خليل وموكب المومياوات الملكية، بالإضافة إلى العروض الفنية التي قدمها كبار نجوم الغناء في مصر وفي العالم، والحفلات الموسيقية العالمية.

وأشار غنيم إلى أن المتحف يقدم مجموعة من المبادرات الفنية والثقافية، بما في ذلك مبادرة "طبلية مصر" التي تهدف إلى الحفاظ على التراث والموروث الثقافي الشعبي المصري. يشمل هدف هذه المبادرة جمع وحفظ كل ما يتعلق بالحضارة المصرية والأكلات التقليدية التي تمتد عبر العصور.
كما أكد غنيم أن المتحف القومي للحضارة لا يكلف الدولة أعباء مالية، وأن المبادرات التي ينظمها المتحف بالتعاون مع مختلف الجهات تهدف إلى الحفاظ على التراث والحضارة، بالإضافة إلى جلب إيرادات للدولة المصرية من خلال تلك المبادرات.
من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي والموسيقي، الدكتور فريد فاضل، أن الرؤية الشاملة التي يتبناها الدكتور أحمد غنيم تجاه المتحف أسهمت بشكل كبير في تقديم فعاليات ثقافية وفنية متنوعة. وقد لفت إلى أن المتحف القومي للحضارة يتميز بتنوعه البارز في تقديم فعاليات مختلفة، وورش عمل، ولقاءات مع فنانين كبار.

وأكد أن هذا التنوع يظهر غنىً وتنوعًا كبيرًا في المبادرات التي ينظمها المتحف، مما يجعله لا يقتصر فقط على عرض المعروضات الأثرية والتراثية، بل يتحول إلى منارة ثقافية كبيرة.
وقال الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن المتحف القومي للحضارة، برغم افتتاحه قبل أقل من ثلاث سنوات، قد أحدث تأثيرًا قويًا خلال فترة قصيرة، مما يجعله يبرز بين باقي المتاحف. وأوضح أن نجاح المتحف يعود إلى التفكير الشمولي والواسع في إدارته، وأن استقلاله الكافي عن الميزانية الدولية يمنح الإدارة القدرة على التخطيط الشامل لكافة الأنشطة التي يقدمها داخل المتحف.
من ناحيتها، قالت الدكتورة منال محي الدين، عازفة الهارب في دار الأوبرا المصرية، والتي قدمت الشكر لدعوتها للحديث عن المتحف القومي للحضارة، مشيرة إلى أن المتحف يتميز بتقديم جميع الحضارات التي عاشت في مصر منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى الحضارة الرومانية واليونانية، وغيرها. يضاف إلى ذلك محتواه المتنوع الذي يشمل محتف المومياوات الملكية ومركز الترميم، والذي يُعد من بين أكبر وأهم مراكز الترميم في مصر.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 متحف الحضارة معرض القاهرة الدولي للكتاب أحمد غنيم طوفان الأقصى المزيد المتحف القومی للحضارة

إقرأ أيضاً:

من المتحف القومي إلى مكتبة الترابي: كيف يُعاد تشكيل السودان بممحاة الإسلاميين؟

التاريخ ليس ما حدث، بل ما يُقال إنه حدث. هو ذلك النص الذي يُعاد كتابته في كل مرة تستولي فيها سلطة جديدة على مكامن القوة. وحين يخشى الطغاة ماضي الأمة، لا يواجهونه بالنقاش، بل بالمحو، بالحرق، بالطمس، بالسرقة.

فالأمم التي يُراد لها أن تكون قطيعًا لا تحتاج إلى ذاكرة، لا تحتاج إلى شواهد على أنها وُجدت قبل أن يُعاد تعريفها من جديد. وهذا ما فعلته الجبهة الإسلامية بالسودان؛ لم تكتفِ بإعادة صياغة المناهج، ولا بتزييف الروايات، بل قررت أن تسدل الستار على كل ما سبقها، كي يُولد السودان من جديد على صورتها، لا كما كان، بل كما ينبغي له أن يكون في خطابها المُعلّب.

نهب المتحف القومي في أبريل 2023 لم يكن مجرد حدثٍ عابرٍ في فوضى الحرب، بل كان امتدادًا طبيعيًا لمشروع بدأ منذ أن قررت الجبهة الإسلامية أن السودان يبدأ بها، وينتهي عندها.

حين اقتحمت قوات الدعم السريع قاعات المتحف، لم تكن تبحث عن الذهب وحده، بل عن فرصة أخرى لمحو الشواهد، لدفن الماضي تحت ركام الخراب. كانوا يدركون أن كوش وعلوة والمغرة ليست مجرد أسماء في كتب التاريخ، بل هويات قد تصطدم بالسردية التي تريد السلطة فرضها.

وكما قال هاينريش هاينه: “حين يحرقون الكتب، فإنهم في الواقع يخشون الفكرة التي تحملها.” وحين ينهبون المتاحف، فإنهم في الحقيقة يحاولون سرقة التاريخ قبل أن يستعيده الناس.

لكن القصة لم تتوقف عند السرقة. العبث يبلغ ذروته حين يتحول التخريب إلى معجزة، وحين يصبح النهب إعادة تعريفٍ للهوية الوطنية.

أحد ضباط الجيش، في نوبة من الانتشاء الأيديولوجي، خرج علينا ليعلن أن الله قد عوّض السودانيين عن فقدان المتحف القومي بـ**“حفظ مكتبة الشيخ الترابي”**! وكأن هذا البلد محكومٌ بمقايضةٍ أبدية؛ كلما سقط جزء من ماضيه، عُوِّض عنه بترسيخ سردية الإسلاميين.

وكأن هذا القدر اللعين لا يريد لنا أن نرى ترهاقا وبعنخي وأبادماك، بل أن ننحني أمام كتب الترابي وعصارة فكره، التي لم تنتج سوى دولة بلا ذاكرة، وشعب بلا ماضٍ، وسودانٍ يُعاد تصميمه في قوالب لا تشبه أهله.

لم يكن هذا الضابط يعبّر عن رأيه الشخصي، بل كان يُعيد إنتاج العقيدة الرسمية التي ترى أن كل ما سبق “دولة الشريعة” لا يستحق سوى النسيان، وأن السودان لم يكن شيئًا قبل أن تضع الجبهة الإسلامية يدها عليه.

هذه ليست مجرد محاولة للسيطرة على الحاضر، بل كما قال جورج أورويل: “من يتحكم في الماضي، يتحكم في المستقبل. ومن يتحكم في الحاضر، يتحكم في الماضي.”

الجبهة الإسلامية لم تكن تسرق الذهب فحسب، بل كانت تصوغ سردية جديدة: السودان ليس كوشيًا، ولا نوبياً، ولا مسيحيًا، ولا أفريقيًا، بل كيانًا وُلد يوم أن قررت هي ذلك. تاريخ هذا البلد يبدأ حيث تبدأ هي، وكل ما سبقها مجرد تمهيدٍ لا يستحق الذكر.

هذا ليس سلوكًا خاصًا بالإسلاميين وحدهم، بل هو منطق كل أنظمة الطغيان؛ من النازية التي أعادت كتابة التاريخ الألماني لتصنع سردية التفوق العرقي، إلى السوفييت الذين أزالوا رفاق ستالين من الصور الرسمية بعد أن أزالوهم من الحياة، إلى داعش التي هدمت آثار نينوى وبابل، لأن وجودها يهدد تصورها الضيق عن العالم.

كل هؤلاء أدركوا أن السيطرة الكاملة لا تتحقق فقط بالسلاح، بل بالذاكرة، وأن الشعوب التي تعرف ماضيها قد ترفض مستقبل الطغاة.

لكن التاريخ ليس بيتًا يُمكن إحراقه بالكامل، ولا كتابًا يُمكن تمزيقه ثم إملاء نسخة جديدة منه دون مقاومة. فالشعوب التي يُفرض عليها النسيان تُعيد اكتشاف نفسها بطرق لا يتوقعها الطغاة.

الذاكرة ليست مجرد صناديق زجاجية في المتاحف، بل هي الحكايات التي تنتقل من جيل إلى آخر، هي الشعر الذي ينجو من مقص الرقابة، هي الفن الذي يعيد رسم الوجوه المحذوفة من التاريخ، هي الأسئلة التي لا تموت مهما حاولت السلطة إسكاتها.

وكما قال والتر بنيامين: “حتى الموتى لن يكونوا في أمان إذا انتصر العدو.”

لكن العدو لا ينتصر إلى الأبد.

قد ينهبون المتاحف، وقد يحرقون التماثيل، وقد يمحون الأسماء من الكتب، لكن ذاكرة السودان ليست شيئًا يمكن محوه بقرارٍ إداري أو بنهبٍ مسلح.

هذه البلاد أقدم من السلطة، وأعمق من أن تختصرها حقبة، وأقوى من أن تُمحى بسردية ملفقة. والسؤال الذي يبقى: هل يستطيع السودانيون استعادة تاريخهم قبل أن يُعاد فرض تاريخٍ جديدٍ عليهم؟

Sent from Yahoo Mail for iPhone

zoolsaay@yahoo.com

   

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ: متحف الآثار أيقونة تاريخية تحتضن حضارة مصر العريقة
  • متحف آثار ملوي بالمنيا يشارك فى يوم المخطوط العربي
  • *«سخمت» نجمة يوم المخطوط العربي في متحف ملوي: رحلة عبر عظمة الحضارة المصرية القديمة
  • وزيرة البيئة تتفقد مباني المتاحف الزراعية استعدادًا لمعرض زهور الربيع
  • نهب التراث السوداني: خسائر جسيمة ونداءات لاستعادة الآثار المنهوبة
  • استعدادا لانطلاق معرض الزهور.. وزراء يتفقدون المتحف الزراعي بالدقي
  • ورش عمل متنوعة في متحف المستقبل إبريل الجاري
  • من المتحف القومي إلى مكتبة الترابي: كيف يُعاد تشكيل السودان بممحاة الإسلاميين؟
  • وزارة السياحة والآثار تشارك في قمة المتاحف 2025 بهونج كونج
  • أكبر متحف في العالم ..نواب: تطوير منطقة أهرامات الجيزة يحسن مكانة مصر كوجهة سياحية مميزة