هلّ علينا الشتاء بلسعات برده القاسية وصقيعه تاركا وراءه الخريف المسالم تتساقط أوراقه كما يتساقط شهداء غزة، ولنا إخوة فى غزة يتقلبون فى خيامهم ونكاد نسمع تلاطم أسنانهم من برد الشتاء ويصارعون أمعاءهم الخاوية بأجساد أنهكها الترحال من الشمال إلى الوسط ومن الوسط إلى الجنوب وقبلها من فلسطين المحتلة وكأن الشتات قد كتب عليهم، إنهم فى خيامهم والبرد يتسلل إليهم من فوقهم ومن أسفل منهم ومن كل اتجاه، هذا هو المشهد الحزين الذى نراه فى غزة، والعالم الذى يدّعى أنه حر يقف مشاهدا دون حراك وكأنه قد تآلف مع هذا المشهد الحزين.
إن هذا المشهد الحزين الذى نراه فى غزة يصعب وصفه، فالطائرات تمطر قنابلها وصواريخها من السماء، والبوارج تمطر قذائفها من الماء والمدافع تطلق قذائفها من غلاف غزة، والدبابات تقتحم ما تبقى من هياكل البنايات، والماء مقطوع والغذاء ممنوع ولا يوجد دواء والنفايات فى كل مكان والخيام تكاد تعوم على ماء المطر وتقاوم الرياح بشق الأنفس والصقيع يتسلل إلى الخيام خجلا وكأنه يتعاطف مع هؤلاء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
فى وسط هذا الصقيع والمطر الشديد وغيوم السماء وأصوات المدافع والطائرات والبوارج البحرية والخيام التى تصارع الرياح، وفى وسط الدمار الرهيب وانقطاع الماء الغذاء والدواء والشعب مازال صامدا بصورة لم نرها على مر التاريخ، إنهم بحق شعب المرابطين فى سبيل الله.
فى وسط كل هذا الظلم والمشهد الرهيب هل يمكن للغرب الذى كنا دائما نسمعه يتشدق بحقوق الإنسان، أن يتوقف عن دعم هذا المحتل الغاصب الظالم؟ لا أعتقد ذلك، لأن الغرب هو الذى صنع هذا الكيان ويقف معه الآن فى خندق واحد.
فى وسط هذا الصقيع جاء قرار محكمة العدل الدولية يحمل بعض الدفء لعله يواجه هذا الصقيع، وعلى الرغم من أن الإجراءات التى صدرت عن محكمة العدل الدولية لم تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار، إلا أنها تتضمن إجراءات لو قامت بها إسرائيل لاستوجب الأمر وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل بدلا من الالتزام بقرارات المحكمة فقد شنت هجوما شديدا على المحكمة ومازالت فى غيها وفى شططها وفى طريق الإبادة الجماعية، فهل يمكن للغرب الذى يدّعى أنه حر ويقف مع حقوق الإنسان أن يكبح جماح إسرائيل، أم أن الدمار الشامل سوف يستمر ويلازمه الصقيع؟!.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشتاء غزة شهداء غزة فلسطين البرد فى وسط
إقرأ أيضاً:
سحابة تسقط من السماء في إندونيسيا: سئمت من الطقس الممطر هناك فقررت العيش على الأرض!
إندونيسيا – تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة سقوط سحابة من السماء على الأرض دون أن يحصل لها شيء، في واقعة غريبة أثارت عدة تساؤلات.
وتم تصوير الفيديو في منطقة مورونغ رايا وسط مقاطعة كاليمانتان في إندونيسيا، حيث تظهر فيه كتلة بيضاء تشبه السحابة وهي تنزل ببطء في السماء، بينما يقترب منها عدد من عمال المناجم الذين يعملون في مكان قريب بفضول.
وبعد انتشار المقطع، فندت وكالة الأرصاد الجوية والمناخ والجيوفيزياء (BMKG) في إندونيسيا التكهنات بأن الكتلة كانت سحابة.
وأوضح مدير الأرصاد الجوية العامة في هيئة الأرصاد الجوية الماليزية أندري رامدهاني أن “الظاهرة على الأرجح ليست سحابة طبيعية، بل هي تكاثف لبخار الماء أو الغاز بسبب الأنشطة البشرية التي تحدث في مناطق التعدين”.
وقال أندري إن تشكل البخار الشبيه بالسحابة قد يكون ناجما عن إطلاق غاز عالي الضغط من أنشطة التعدين القريبة، إلى جانب انخفاض درجات الحرارة والرطوبة العالية.
وأضاف أن السحب لا تستطيع أن تسقط على السطح بكتل صلبة، لأن جزيئاتها خفيفة للغاية ومتناثرة، مما يسمح لها بالبقاء في الغلاف الجوي. علاوة على ذلك، فإن جزيئات السحابة عادة ما تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض.
وتفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع المشهد، حيث استمتعو بإطلاق النكات والسخرية من السحابة “الهاربة”.
وأشار البعض إلى أنها قد تكون شخصية أنمي “دراغون بول” سون جوكو أو ووكونج من الرواية الصينية رحلة إلى الغرب، وكلاهما يشتهر بركوب سحابة في السماء.
وقال أحدهم مازحا إن السحابة ربما سئمت من الطقس الممطر في إندونيسيا في الآونة الأخيرة وقررت الهبوط للعيش على الأرض بدلا من ذلك.
المصدر: “Must Share News”