بوابة الوفد:
2025-04-25@05:28:08 GMT

عصر التقنية.. وتحول السؤال

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

لا أحد ينكر أهمية التقنية للإنسان.. فكل التقنيات ساعدت الإنسان وجعلته يحرز الكثير من التقدم وحل الكثير من المشكلات التى تواجهه.. وعندما ننظر إلى كل الأجهزة تجدها تقوم بسد حاجات كان الإنسان فى حاجة إليها.. فمثلا: نجد الخلاط والثلاجة والغسالة... الخ، كلها أجهزة تقنية كان الإنسان فى حاجة إليها لمواجهة مشكلات وتوفير الوقت والجهد.

. ومع الوقت تسارعت التقنيات بأشكال عدة.. وكلما واجهت الإنسان أى مشكلات يفكر فى حلها.. وتساعده التقنيات فى تلبية تلك الحاجات.. ورويدا رويدا تحول الأمر تجاه التقنيات من منطق الحاجة وتوفير تلك الحاجات إلى منطق آخر مغاير أو مخالف عن الأول، وهو منطق الإمكان. وفى منطق الحاجة نجد التقنيات تخدم وتساعد الإنسان على فعل أمور لم يكن لديه القدرة على القيام بها وتحقيقها فتأتى التقنيات تقدم له الحلول.. معنى ذلك التقنيات تخدم الإنسان وتساعده وتوفر له الوقت والمجهود.. هنا نجد أن الإنسان سيد الموقف بشكل أو بآخر.. أى انه يتحكم فى تلك التقنيات وفق إرادته ومتطلباته.. ولكن عندما ننظر للوقت المعاصر نجد ان التقنيات المعاصرة تمكنت من أن تتعملق وتتجبر على الإنسان بل وتخضعه وتجعله عبدا لها.. هو أسير لكل التقنيات المعاصرة.. والسبب ان المنطق تغير.. فبعد أن كان الأمر يسير وفق منطق الحاجة، أصبح الآن يسير إلى منطق الممكنات. وفى المنطق الأول أن تشارك.. أما فى المنطق الثانى أن تخضع إلى تلك التقنيات، وهذا الأمر هو الذى أشار إليه الفيلسوف البلجيكى (جلبير هوتو)، حيث يؤكد أن الإنسان فى عصر التقنية المتطورة صار مجرد منفذ لأمر تقنى ضرورى، يتجاوز قدرات وغايات الفعل الإنسانى، لقد انتقل إنتاج واشتغال التقنية من منطق الحاجة إلى منطق الإمكان، حيث صارت التقنية تتطور خارج بل وضد ما يحدده الإنسان.. فتطورها لم يعد تابعا لسؤال: هل هذا الأمر يحتاج إليه الإنسان؟ إلى السؤال: هل هذا الأمر ممكن؟ فى الجزء الأول تكون التقنية فى صالح وخدمة الإنسان وجعل الحياة أفضل.. بينما فى الجزء الثانى أصبح هل هذا الأمر ممكن؟ يعنى أن تلك التقنية يمكن أن تكون ضد الرغبات والمتطلبات الإنسانية، بل يصل الأمر إلى أن تكون ضده بل وتعمل على تهديد وجوده، وخير دليل على ذلك (الذكاء الاصطناعي).. فهو قادر على أن يفعل أشياء وأشياء لم تكن فى الذهن الانسانى.. انها مجرد ممكنات وتصورات وأحلام، ثم ما لبث الأمر أن تحول إلى واقع لا لخدمة الإنسان بل إلى واقع يهدد الكيان الإنسانى برمته، فمثلا: هل من الممكن استنطاق الإنسان بأقوال وأفعال هو فى الواقع لم يقلها ولم يفعلها؟ نعم الأمر  الآن ممكن، إنه التلاعب بالذكاء الاصطناعى، وكل ذلك يهدد الكيان الإنسانى، بل ويجعله يضطرب بشكل أو بآخر.
 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التقنية الإنسان الأجهزة أجهزة تقنية التقنيات

إقرأ أيضاً:

أبوظبي والشارقة تبحثان تطوير العمل القضائي عبر التقنيات الحديثة

 

بحثت دائرتا القضاء في أبوظبي والشارقة سبل تطوير العمل القضائي عبر التقنيات الحديثة و التعاون وتبادل المعارف والخبرات في مجالات تطوير العمل القضائي، مع التركيز على التقنيات الرقمية الحديثة ومفاهيم الابتكار.
جاء ذلك خلال لقاء سعادة المستشار يوسف سعيد العبري، وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، سعادة الدكتور محمد عبيد الكعبي، رئيس دائرة القضاء في إمارة الشارقة، والوفد المرافق له بحضور سعادة المستشار علي محمد البلوشي، النائب العام لإمارة أبوظبي، وسعادة المستشار أنور أمين الهرمودي، النائب العام لإمارة الشارقة، وسعادة المستشار أحمد عبدالله الملا، رئيس محكمة النقض بإمارة الشارقة، إلى جانب عدد من رؤساء المحاكم وأعضاء السلك القضائي.
وأكد العبري، أهمية هذه الزيارة في تفعيل أوجه التعاون مع دائرة القضاء في إمارة الشارقة، واستكشاف الإمكانات لدعمها وتوطيدها في مختلف المجالات، وذلك تماشياً مع رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس دائرة القضاء في أبوظبي، بتوطيد التعاون مع المؤسسات القضائية المختلفة وتعظيم أوجه الاستفادة لتحقيق التكامل بين مؤسسات السلطة القضائية في الدولة، بما يرسخ مكانتها التنافسية على المستوى العالمي.
وأشار إلى حرص واهتمام الدائرة بتطوير شراكاتها وتبادل الخبرات، ونقل تجاربها الرائدة في تبني أفضل الأساليب التكنولوجية واعتماد أفضل الممارسات الدولية لدعم الجهود التطويرية في مختلف قطاعاتها، بما يسهم في دعم أواصر التعاون وترسيخ دعائم العدالة وسيادة القانون وتعزيز الاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي.
وتعرف الوفد خلال الزيارة على نظام إدارة القضايا في محكمة أبوظبي التجارية، والخدمات المقدمة وسهولة إنجاز المعاملات، واستمع إلى شرح مفصل حول إدارة المنظومة القضائية والخدمات العدلية بالدائرة.
كما اطلع الوفد، على ملامح الخطة الاستراتيجية للدائرة 2024-2026، والأهداف النوعية التي تسعى لتحقيقها، والمشاريع والمبادرات التي توظف أفضل التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز جودة وكفاءة الخدمات ودعم دورها كركيزة أساسية للعدالة، فضلا عن التقنيات والخدمات الإلكترونية المستحدثة في النيابة العامة في أبوظبي، والتي تعزز سهولة الوصول إلى العدالة، وتدعم الجهود الرامية إلى رفع كفاءة الأنظمة والارتقاء بمستويات الجودة.
وتضمنت الزيارة، جولة في المبنى الرئيس لدائرة القضاء، تعرف خلالها الوفد على خدمات المكتبة المركزية التي توفر مجموعة واسعة من الإصدارات والكتب والمراجع والموسوعات المتعلقة بالمجال التشريعي والقانوني والقضائي، ما يجعلها مؤهلة لتقديم خدمة نوعية للمشتغلين بالعمل القضائي والمتدربين القضائيين والباحثين القانونين والمحامين.وام


مقالات مشابهة

  • "الحارثي": استثمار التقنيات الحديثة في خدمة المحتوى الإعلامي
  • دعاء آخر جمعة من شوال.. 6 كلمات مستجابة للرزق وقضاء الحاجة لا تغفلها
  • أبوظبي والشارقة تبحثان تطوير العمل القضائي عبر التقنيات الحديثة
  • الاتصالات تحتفي بتميّز المرأة السعودية في التقنية والابتكار
  • الكشف عن المسؤول الأمريكي الذي سيقود المحادثات التقنية مع إيران
  • امتحانات الثانوية العامة 2025.. التعليم تُشدد على عدم تكرار أخطاء الأعوام الماضية
  • الشخص الذكي دائم الأسئلة.. خالد الجندي يكشف توجيها قرآنيا يرسي ثقافة التفكير
  • مكافحة المخدرات تناقش توظيف التقنيات الرقمية لتعزيز الأمن
  • مرسيدس تتحول بالكامل إلى تسلا بهذه التقنيات.. تفاصيل
  • شاهد | صينيون يؤكدون: الاستراتيجية اليمنية تغلبت على التقنية الأمريكية