لا أحد ينكر أهمية التقنية للإنسان.. فكل التقنيات ساعدت الإنسان وجعلته يحرز الكثير من التقدم وحل الكثير من المشكلات التى تواجهه.. وعندما ننظر إلى كل الأجهزة تجدها تقوم بسد حاجات كان الإنسان فى حاجة إليها.. فمثلا: نجد الخلاط والثلاجة والغسالة... الخ، كلها أجهزة تقنية كان الإنسان فى حاجة إليها لمواجهة مشكلات وتوفير الوقت والجهد.
. ومع الوقت تسارعت التقنيات بأشكال عدة.. وكلما واجهت الإنسان أى مشكلات يفكر فى حلها.. وتساعده التقنيات فى تلبية تلك الحاجات.. ورويدا رويدا تحول
الأمر تجاه التقنيات من منطق الحاجة وتوفير تلك الحاجات إلى منطق آخر مغاير أو مخالف عن الأول، وهو منطق الإمكان. وفى منطق الحاجة نجد التقنيات تخدم وتساعد الإنسان على فعل أمور لم يكن لديه القدرة على القيام بها وتحقيقها فتأتى التقنيات تقدم له الحلول.. معنى ذلك التقنيات تخدم الإنسان وتساعده وتوفر له الوقت والمجهود.. هنا نجد أن الإنسان سيد الموقف بشكل أو بآخر.. أى انه يتحكم فى تلك التقنيات وفق إرادته ومتطلباته.. ولكن عندما ننظر للوقت المعاصر نجد ان التقنيات المعاصرة تمكنت من أن تتعملق وتتجبر على الإنسان بل وتخضعه وتجعله عبدا لها.. هو أسير لكل التقنيات المعاصرة.. والسبب ان المنطق تغير.. فبعد أن كان الأمر يسير وفق منطق الحاجة، أصبح الآن يسير إلى منطق الممكنات. وفى المنطق الأول أن تشارك.. أما فى المنطق الثانى أن تخضع إلى تلك التقنيات، وهذا الأمر هو الذى أشار إليه الفيلسوف البلجيكى (جلبير هوتو)، حيث يؤكد أن الإنسان فى عصر التقنية المتطورة صار مجرد منفذ لأمر تقنى ضرورى، يتجاوز قدرات وغايات الفعل الإنسانى، لقد انتقل إنتاج واشتغال التقنية من منطق الحاجة إلى منطق الإمكان، حيث صارت التقنية تتطور خارج بل وضد ما يحدده الإنسان.. فتطورها لم يعد تابعا لسؤال: هل هذا الأمر يحتاج إليه الإنسان؟ إلى السؤال: هل هذا الأمر ممكن؟ فى الجزء الأول تكون التقنية فى صالح وخدمة الإنسان وجعل الحياة أفضل.. بينما فى الجزء الثانى أصبح هل هذا الأمر ممكن؟ يعنى أن تلك التقنية يمكن أن تكون ضد الرغبات والمتطلبات الإنسانية، بل يصل الأمر إلى أن تكون ضده بل وتعمل على تهديد وجوده، وخير دليل على ذلك (الذكاء الاصطناعي).. فهو قادر على أن يفعل أشياء وأشياء لم تكن فى الذهن الانسانى.. انها مجرد ممكنات وتصورات وأحلام، ثم ما لبث الأمر أن تحول إلى واقع لا لخدمة الإنسان بل إلى واقع يهدد الكيان الإنسانى برمته، فمثلا: هل من الممكن استنطاق الإنسان بأقوال وأفعال هو فى الواقع لم يقلها ولم يفعلها؟ نعم الأمر الآن ممكن، إنه التلاعب بالذكاء الاصطناعى، وكل ذلك يهدد الكيان الإنسانى، بل ويجعله يضطرب بشكل أو بآخر.
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
التقنية
الإنسان
الأجهزة
أجهزة تقنية
التقنيات
إقرأ أيضاً:
الهميسات يحول سؤاله بشأن مديونية الحكومة السابقة لاستجواب
#سواليف
استهجن النائب أحمد الهميسات تواصل وزير التنمية السياسية مع احد موظفي الامانة العامة لمجلس #النواب واخباره بأنه لا يجوز للنائب توجيه السؤال لرئيس الوزراء، او وزيره، علما بأنه قام بتوجيه السؤال لرئيس الوزراء والذي قام بدوره بتحويله لوزيري المالية والاستثمار، وكان الاحرى به بأن يقوم بالاتصال به او برئيس #مجلس_النواب وليس احد موظفي الامانة العامة، وفق قوله.
وأضاف خلال جلسة البرلمان ان وزير التنمية السياسية كان رئيسا لمجلس النواب يوما ما وكان يوجه الاسئلة لرئيس الوزراء.
وقال ان الحكومة السابقة “بياعة كلام” وقامت “بتخدير المواطنين وكانت مخيبة للامال”.
مقالات ذات صلة الخارجية: نتابع قضية اعتقال الاحتلال لطبيب أردني كان متجها لغزة 2024/12/23
هذا وحول الهميسات سؤاله بشأن #المديونية وحجم #الاستثمارات وخطة التحديث الاقتصادي بعهد الحكومة السابقة الى استجواب.