بوابة الوفد:
2024-07-03@18:03:41 GMT

الأرقام العجيبة لوزارة الزراعة!

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

طالعت منذ أيام بموقع (الموقع) خبرًا صادرًا عن الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، مؤكدًا فيه أن الدولة طبقت خلال السنوات الماضية دعمًا للأسمدة قيمته 70 مليار جنيه سنويًا، وأكد القرش أن هذا الدعم ينعكس على حجم الإنتاجية ويشجع الفلاح على الزراعة والإنتاج.
وعندما هالنى هذا الرقم الضخم الذى أكد فيه القرش أنه دعمًا وليس رقمًا إجماليًا لما يصل إلى الجمعيات الزراعية، فقمت بالبحث عن الرقم الحقيقى لدعم الأسمدة فقرأت ما جاء على لسان وزير الزراعة سيد القصير فى العيد الـ71 للفلاح فى الربع الأخير من عام 2023، وبالتحديد فى 23/9/2023.

والذى نشرته اليوم السابع حيث أكد أن الوزارة تواظب على تدعيم الخدمات للمزارعين ومنها حوكمة الرقابة على منظومة الأسمدة المدعومة لصغار المزارعين، حيث بلغ إجمالى الأسمدة المدعومة الموزعة من خلال الجمعيات التعاونية والعامة وشركة البنك الزراعى المصرى حوالى 8 ملايين طن أسمدة، بدعم يقارب 40 مليار جنيه خلال الثلاث سنوات الماضية. أى أنه طبقا لتصريحات وزير الزراعة ان الدعم السنوى لا يزيد على 13 مليار جنيه سنويا وليس 70 مليار جنيه كما جاء على لسان المتحدث الرسمى وطبقا لتصريح ثالث جاء على لسان على عبدالمحسن رئيس قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى مؤكدًا فيه أن موازنة وزارة الزراعة للعام المالى 2024/2023 تصل إلى 12 مليار جنيه و746 مليونا. والسؤال الذى يبحث عن إجابة هو هل الدعم الذى تقدمه الوزارة للأسمدة يزيد عن ميزانيتها السنوية خمسة أضعاف طبقا لتصريحات القرش؟، ويزيد عنها قليلا طبقا لتصريحات القصير؟، مع العلم أن الوزارة لا تدعم الأسمدة فقط، وهناك عشرات الخدمات التى تقدمها وتنفق على دعمها من ميزانيتها السنوية.
ولازال السؤال مطروحًا هل دعم الأسمدة تتكفل به الوزارة أم تتكفل به الدولة بعيدًا عن ميزانية الوزارة، وإذا كان رقم 70 مليار جنيه صحيحا (وهو رقم ضخم للغاية) فهل يشمل حصة الاسمدة شاملة للانتاج المحلى والتصدير؟ خصوصا ان هناك تصريحًا رابعًا يؤكد على لسان مصدر مطلع ذكرته جريدة المال جاء فيه أن حصة الأسمدة السنوية المدعمة والموزعة على المزارعين تصل إلى 4 ملايين طن وأن نفس المصدر المطلع الذى نقلت عنه جريدة المال فى تصريحات خاصة يؤكد أن سعر طن اليوريا الحر يتجاوز حاليًا 10 آلاف جنيه، بينما يحصل عليه المزارع فى الجمعية التابع لها بنحو 4800 جنيه فقط، بفارق 5200 جنيه. أى أن هناك رقمًا ثالثًا يضاف إلى أرقام وزارة الزراعة العجيبة، وهو أن الدعم السنوى للأسمدة بهذه الحسبة هو حوالى ٢٠ مليار جنيه سنويا تقريبا.
وطبقًا للأرقام الثلاثة باعتبار أنها صحيحة فأين تذهب هذه المليارات فى ظل الصراخ اليومى للمزارعين بسبب الغلاء الفاحش للأسمدة، التى تنتقل بقدرة قادر من مقرات ما يزيد على أربعة آلاف جمعية زراعية إلى مخازن التجار، التى غالبا ما تكون ملاصقة لهذه الجمعيات، خصوصا بعد تصعيب أمر الرقابة على المزارع نفسه، الذى لا يعرف ما يحمله الكارت الموجود فى حافظة نقوده، نظرا لأميته بعد أن تم استبداله بالبطاقة القديمة، التى كان المشرف الزراعى يدون فيها ما حصل عليه كل عروة، وتظل أزمة نقص الأسمدة وبيعها فى السوق السوداء تحت سمع وبصر الجميع هى القضية التى تبحث عمن يدافع عنها، والتى تذهب إلى جيوب المحظوظين، ونؤكد فى نهاية المقال أن ما يهمنا ليس الرقم ذاته ولكن ما يهمنا هو أين يذهب وماذا نستفيد من ورائه فى ظل ارتفاع جميع أسعار الخضراوات والفواكه والمحاصيل الزراعية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هموم وطن وزارة الزراعة الدوله للأسمدة الإنتاجية الفلاح الزراعة ملیار جنیه على لسان

إقرأ أيضاً:

الأسمدة.. تحرق الفلاحين

أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية أصبحت حديث المزارعين والفلاحين بحيث يتحدث الجميع عن الارتفاع القياسى لأسعار الأسمدة التى يحتاجونها لزراعاتهم وهو ما يستلزم ندخل الحكومة فى ضبط الأسعار وتوفير الأسمدة للفلاحين حتى لا يقعوا فريسة وجشع التجار وفرض أسعار مبالغ فيها يضطر الفلاح للشراء من السوق السوداء خوفًا من ضياع المحاصيل
وفى هذا الخصوص نشر الزميل محمود هاشم الصحفى بجريدة الوفد تحقيق صحفى متميز وعنوان معبر عن الواقع (الأسمدة تحرق قلوب الفلاحين) وشمول التحقيق لجميع الآراء المختصة والمهتمة بهذا الأمر الحيوى، حيث أكد التحقيق على نقطة مهمة، وهى أن ارتفاع أسعار الأسمدة له تأثير كبير على تنافسية المنتجات الزراعية المحلية فى الأسواق الدولية،
وطالب التحقيق الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بالتدخل لحل أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة فى السوق الحر، وعدم توفرها ما تسبب فى ارتفاع غير مسبوق لسعر الطن الأسمدة فوصل إلى 17 ألف جنيه، وبالتالى فإن فرق السعر بين الأسمدة المدعمة ونظيرتها فى السوق الحر يصل إلى 12 ألف جنيه فى الطن الواحد، مطالباً بإعادة النظر فى منظومة توزيع الأسمدة الكيماوية المدعمة وكيفية توفيرها فى السوق الحر بأسعار تناسب الجميع.
ومن ضمن الآراء فى التحقيق قال جون لوكا الخبير الاقتصادى إن رفع أسعار الغاز لمصانع الأسمدة وراء ارتفاع أسعار الأسمدة خاصة وان تكلفة تسميد الفدان تصل فى الأراضى الضعيفة بأسعار السوق السوداء إلى 10 آلاف جنيه، وإيجار الفدان يتعدى فى بعض الأماكن 30 ألف جنيه ومكافحة الحشرات تصل لـ2000 جنيه للفدان، بالإضافة إلى أن تجهيز الأرض للزراعة والتخلص من الحشائش تصل لـ3000 جنيه فى ظل ارتفاع سعر حرث الفدان لـ1000 جنيه ووصول أجرة العامل الزراعى يومياً لـ150 جنيهاً ومع ارتفاع أسعار السولار والكهرباء، فإن رى فدان واحد من الذرة طوال فترة زراعته يتعدى الـ2000 جنيه، إلى جانب أن سعر مقطورة السماد البلدى تصل إلى 600 جنيه، وفى ظل هذه الأسعار، فإن الفلاح سوف يتعرض لخسائر كبيرة هذا الموسم.
وأكد الخبير الاقتصادى أن ارتفاع درجات الحرارة يجبر الفلاح لزيادة معدلات الرى والتسميد وتتسبب فى انتشار الأمراض ما يزيد تكلفة الزراعات الصيفية التى أهمها الأرز والقطن والذرة.
وفى ظل ارتفاع جنونى لكل أسعار المستلزمات الزراعية مع عدم وصول الأسمدة المدعمة إلى مستحقيها بالصورة المرضية وشبه غياب تام لدور مجلس النواب الرقابى ما يبشر بصيف حزين لكل الفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعى فى مصر.
وفى النهاية نقول إن ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية يزيد عبئًا اضافيًا على كاهل الفلاحين ينضم إلى أعباء أخرى مثل ارتفاع سعر السولار والتقاوى والعمالة لذلك نطالب الحكومة بدعم الفلاح المصرى.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • نقيب الفلاحين: نأمل من وزير الزراعة الجديد إنهاء أزمة الأسمدة
  • ملفات مهمة أمام وزير الزراعة.. أبرزها مواجهة تغير المناخ وتوفير الأسمدة
  • الأسمدة.. تحرق الفلاحين
  • إخماد حريق مبنيىمركز البحوث بالدقي
  • الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان.. عبدالرحيم علي يرصد إرهاب الإخوان طوال أكثر من ثمانين عامًا ضد مصر والمصريين
  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • المساندة الشعبية
  • غضب بين الفلاحين بالإسكندرية بسبب إرتفاع أسعار الأسمدة
  • تؤدي لخفض الإنتاج الزراعي.. أزمة الأسمدة تهدد بموجة تضخمية