الاحتلال يواجه معضلة.. حكومة نتنياهو تفشل في تحقيق أهدافها.. والصراع بالقطاع الساحلي يتحول إلى حرب استنزاف
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
ذكرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أنه منذ بداية الحرب في غزة، سعت قوات الاحتلال إلى تحقيق هدفيها المزدوجين، وهم "تفكيك" حكم حماس في القطاع وإنقاذ كل الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين احتجزتهم الجماعة بكل شراسة وإصرار.
ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر، بدأ الكثيرون في إسرائيل، بما في ذلك غادي آيزنكوت، عضو مجلس الوزراء الحربي، يتساءلون عما إذا كان من الممكن تحقيق أحد هذين الهدفين أو كليهما.
وقال مايكل ميلشتاين، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق والخبير في الشؤون الفلسطينية، إن إسرائيل تواجه معضلة.
وأضاف: “لقد وصلنا إلى مفترق طرق: إما أن تتوصلوا إلى اتفاق كامل مع حماس بشأن الرهائن وتنسحبوا، أو أن تتجهوا نحو الإطاحة الكاملة بنظام حماس والاستيلاء على غزة بأكملها”. "عليك أن تختار."
ومع ذلك، أكد كبار القادة، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وكبار ضباط الجيش، على الحاجة إلى مواصلة القتال، حتى مع قيام إسرائيل بتخفيف حدة هجومها في غزة.
ويؤكدون أن القوة العسكرية وحدها هي التي ستسهل عملية إطلاق سراح الرهائن، وأن ترك حماس تسيطر على غزة أمر لا يمكن تصوره.
ولا تزال إسرائيل تسعى، كما قال نتنياهو مرارًا وتكرارًا، إلى تحقيق "النصر الكامل".
وقال أحد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين: "إن الاتفاقيات الطويلة الأجل مع حماس في الماضي كان لها سبب واحد فقط: فهم فهموا أنهم قد يدفعون ثمنا عسكريا، وهذا هو تأثير الضغط، نحن بحاجة إلى استخدام القوة العسكرية. فقط من خلال المحادثات معهم، لن ينجح الأمر ببساطة”.
لكن منتقدي استراتيجية نتنياهو يقولون إن أكثر من 130 رهينة إسرائيلية متبقية في غزة - والذين يهيمن مصيرهم على الحديث في إسرائيل حول الحرب - ربما لن يكون لديهم أسابيع، ناهيك عن سنوات، للبقاء على قيد الحياة في ظروف الأسر القاسية في زمن الحرب.
وفي الوقت نفسه، هناك تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن الإطاحة بحماس باعتبارها القوة الحاكمة والعسكرية في غزة في ظل الاستراتيجية الحالية، ولا يزال كبار قادتها الثلاثة، يحيى السنوار، ومحمد ضيف، ومروان عيسى، طلقاء.
وبعد هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس، والذي قُتل فيه 1200 شخص واحتجز 250 آخرين كرهائن، وفقًا لأرقام إسرائيلية رسمية، شن الجيش الإسرائيلي حملة مكثفة من الضربات الجوية استمرت ثلاثة أسابيع، أعقبها غزو بري شامل استهدف في البداية شمال غزة.
وفي ذروة قوته في أواخر ديسمبر، كان لدى الجيش الإسرائيلي ما يقرب من أربع فرق من المدرعات والمشاة، مدعومة بالمدفعية والدعم الجوي القريب، تعمل عبر الأراضي الفلسطينية المدمرة من مدينة غزة في الشمال إلى خان يونس في الجنوب.
وحشدت إسرائيل مئات الآلاف من جنود الاحتياط في بداية الحرب، على الرغم من أن نسبة كبيرة منهم أُعيدوا الآن إلى منازلهم للراحة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 26،000 شخص، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية؛ وقد نزح 85 في المائة من السكان؛ وتحولت مساحات واسعة من الجيب إلى أنقاض؛ وتحذر جماعات الإغاثة الدولية من كارثة إنسانية متفاقمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحرب غزة القوات المسلحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يتجنب تفكيك حكومة نتنياهو
أكد الكاتب والباحث السياسي باسم أبو سمية، أن تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين جاء في سياق المشاورات الأمنية التي لجأ إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف الحفاظ على تماسك حكومته.
موضحًا أن نتنياهو يسعى لضمان استمرار وزير المالية بتسلئيل سموتريش في الحكومة، بالإضافة إلى إعادة إيتمار بن جفير الذي استقال مؤخرًا، لتفادي تفكيك الائتلاف الحاكم.
الشرط الإسرائيلي للمرحلة الثانيةوأشار أبو سمية، خلال مدخلة على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن نتنياهو وضع شرطًا أساسيًا للمضي قدمًا في المرحلة الثانية من المفاوضات، وهو نزع سلاح حركة حماس، مطالبًا بأن يتم الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا.
تحذير أمريكي من «أبواب الجحيم»وأضاف الباحث السياسي، أن وزير الخارجية الأمريكي، مارك روبيو، حذر من أن «أبواب الجحيم ستفتح على حماس» إذا لم تفرج عن جميع الرهائن، وهو ما يزيد من الضغوط الأمريكية على نتنياهو للدخول في المرحلة الثانية من التفاوض.
دور الوساطة الدوليةوفي هذا السياق، كشف أبو سمية عن أن المبعوث الأمريكي ستيف كاف تواصل مع نتنياهو، لحثه على استكمال عملية الإفراج عن الأسرى، كما أشار إلى احتمالية أن يوافق نتنياهو على إخلاء ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وإرسال وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى القاهرة والدوحة، حيث تدور المشاورات حول قضايا أساسية متعلقة بالمرحلة الثانية من الصفقة.
نتنياهو بين الضغوط الداخلية والخارجيةورغم هذه الضغوط، أكد أبو سمية أن نتنياهو لا يزال مترددًا في التفاوض حول المرحلة الثانية، خوفًا من اشتعال الأزمة داخل حكومته اليمينية، ما قد يؤدي إلى تفككها.