ندوة بمعرض الكتاب: موسوعة أكتوبر 73 توثق مرحلة الحرب بشكل غير مسبوق
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
القاهرة - أ ش أ:
أكد مشاركون في ندوة "50 عاما على حرب أكتوبر 1973" أن موسوعة "حرب أكتوبر 1973: كيف حققت مصر الانتصار؟" الصادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر، جاءت لتوثيق مرحلة حرب أكتوبر بشكل غير مسبوق.
وناقشت الندوةالتي عقدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية - على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب وأدارها الكاتب والإعلامي محمد مصطفى شردي- موسوعة "حرب أكتوبر 1973: كيف حققت مصر الانتصار؟"، الصادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر، والمكونة من ثلاثة أجزاء تتناول مرحلة الاستنزاف إعادة بناء القوات المسلحة استعدادًا لمعركة التحرير، مرورًا بالمعارك الجوية والبحرية والبرية ودور قوات الدفاع الجوي خلال أيام حرب أكتوبر المجيدة، وانتهاء بمسار المفاوضات السياسية الذي أسفر عن توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام عام 1979، ومفاوضات تحرير واسترداد طابا.
وقال الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن الموسوعة جاءت لتسد فراغا كبيرا في المكتبة المصرية بل والعربية، مضيفا أن الموسوعة صدرت بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر، لإلقاء الضوء على تجربة إنسانية وثقافية من أنصع الصفحات في التاريخ المصري، وقد امتدت حتى تحرير مدينة طابا كأخر محطة من محطات الانتصار في هذه المعركة الكبرى.
واعتبر عكاشة أنه بمجرد أن استشعر المصريون الهزيمة، خرج هذا الجيل الذهبي إلى شوارع القاهرة ليعلن أنه سيحارب وينتصر، بينما كانت وحدات الجيش المصري تخوض معركة عسكرية بامتياز هي معركة "رأس العش"، التي تحقق فيها انتصار جزئي لكنه يدل على ما سيتحقق خلال أكتوبر 1973.
وأشار إلى أنه لم يكن هناك بيت أو أسرة مصرية دون أن يكون لها "مندوب" داخل القوات المسلحة وأن حرب الاستنزاف "حرب منسية" لكنها كانت المقدمة الرئيسية لانتصار أكتوبر.
وأكد أن البُعد الوطني كان هو الدافع الرئيسي لإخراج هذه الموسوعة التي تسهم في خلق وعي وطني لدى الأسر المصرية، موضحًا أن المكتبة المصرية لازالت خالية من العديد من زوايا تناول هذه الحرب بالقدر الذي تستحقه، بينما حاولت أطراف أخرى محاربة الرواية المصرية بحرب الأفكار والسرديات، ومحاولة تزييف هذه الحرب من أجل تمرير بعض الأمور غير الحقيقة التي تحاول نزع العديد من مشاهد الانتصار المضيئة، لذلك سعى المركز المصري إلى سد هذا الفراغ من خلال إنتاج موسوعة "حرب أكتوبر 1973: كيف حققت مصر الانتصار" لمساعدة الأجيال الجديدة للوقوف على التجربة المصرية.
وأكد عكاشة أن حوالي 50 خبيرًا ساهموا في إعداد الموسوعة يضمون عسكريين ودبلوماسيين على رأسهم أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إضافة إلى متخصصين في علمي الاقتصاد والاجتماع ومفكرين استراتيجيين.
من جانبه أكد الدكتور محمد قشقوش عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن المركز أراد إخراج موسوعة مميزة لحرب أكتوبر بدأت منذ نتائج هزيمة 1967 لتضمن مسار الانتصار العسكري والسياسي حتى استرداد طابا.
وخلال استعراض مضمون الكتاب الأول من الموسوعة، أكد قشقوش أن هزيمة 1967 هي هزيمة بلا حرب، لذلك خرج الشعب عن بكرة أبيه رافضًا لهذه الهزيمة ولتنحي الرئيس جمال عبد الناصر مُصرًا على تحويل الهزيمة إلى نصر، وحينها أكد عبد الناصر أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وهو ما حدث بالفعل، كما عملت الدولة خلال تلك الفترة على كسر الحاجز النفسي الذي تشكل لدى الشعب والقوات المسلحة.
وخلال الحديث عن الجزء الثاني، أكد قشقوش أن القوات المسلحة تغلبت على عدو قوي يحظى بمكانة متقدمة على مستوى العالم، مؤكدًا أن الرئيس محمد أنور السادات كان له بُعد نظر كونه يجمع بين الرؤية العسكرية والسياسية.
أما خلال الحديث عن الجزء الثالث، أوضح قشقوش أن مصر حققت انجازا عسكريا وسياسي، وفق مبدأ أن الأرض المصرية أرض مقدسة لا يتم التفاوض بشأنها، مؤكدًا أنه إذا شارك العرب والفلسطينيين في اجتماعي ميناهاوس وكامب ديفيد لكان تم استرداد الأراضي العربية بالكامل.
بدورها ، ذكرت الدكتورة دلال محمود عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن المتعمق في فهم العقلية الإسرائيلية يدرك أنها تتسم بعدة خصائص منها الاستعلاء على الآخر، والسعي للقضاء على صاحب الحق كونها تدرك أن صاحب الحق لا يتنازل عن حقه، لذلك فإن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة.
وأضافت أن إسرائيل كانت تمتلك صورة شديدة السلبية عن العرب مفادها أنهم غير قادرين على التخطيط والفعل، لكن مصر عام 1973 أثبتت قدرتها على التخطيط واسترداد الحق بالقوة وتطويع الإمكانيات المحدودة لتحقيق انتصار كبير، وهو ما أدى إلى كسر الغطرسة الإسرائيلية وتحقيق الصدمة لإسرائيل وتغيير الصورة الذهنية لديها بشأن مصر، لذلك سعت إلى عدم تكرار حرب أكتوبر مع استمرار احتلال بعض الأراضي العربية وتحقيق سلام يحقق مصالحها الأمنية والسياسية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 معرض الكتاب حرب أكتوبر طوفان الأقصى المزيد المرکز المصری للفکر والدراسات الاستراتیجیة ا على حرب أکتوبر حرب أکتوبر 1973
إقرأ أيضاً:
هل تُصنع الدهشة؟ الفنانة مي السعد تجيب بمعرض الكويت الدولي للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد البرنامج الثقافي المصاحب لفعاليات معرض الكويت الدولي الـ47، بمنصة "رواق الثقافة" محاضرة بعنوان "كيف نصنع الدهشة؟"، قدمتها الفنانة مي السعد.
أسلوب مُلهم
وقد استطاعت السعد إثارة إعجاب الحضور بأسلوبها الملهم وطرحها العميق، حيث تناولت المحاضرة مفهوم "الدهشة" كأداة فنية وفكرية يمكن من خلالها خلق لحظات من الإبداع والتفرد في مجالات مختلفة، سواء في الكتابة، أو الفنون، أو الحياة بشكل عام.
الدهشة والإبداع
بدأت السعد محاضرتها بالتأكيد على أن "الدهشة" ليست مجرد شعور عابر أو رد فعل لحظة مفاجئة، بل هي حالة ذهنية وفكرية يمكن أن تتحول إلى مصدر رئيسي للإبداع والتغيير. وقالت السعد: دائما هناك سؤال يؤرق معظم الفنانين وهو كيف ننشئ اللوحة التي تبقى في الذاكرة، وهذا ما نسميه الدهشة، وأتذكر انني حضرت في وقت سابق ندوة للفنان الامريكي جيف كونز وهو يعمل منحوتات ضخمه من الاستانلس ستيل المصقول ويكون شكلها مثل المرايا وملونة ودائما تحمل قصة معينة، كان جيف يتكلم أنه عندما كان طالبا في كلية الفنون قام برحلة الى احد المعارض الفنية المشهورة، وقال "عندما دخلت الى المعرض كنت اشعر بضيق ولم اكن مرتاحا لهذه الجولة، وكنت احاول ان افهم المعلومات حول اللوحات المعروضة لأنني لا اعرف تاريخها".
وواصلت: أشار جيف إلى انهم عندما عادوا الى الكلية بدأ الدكتور يشرح لهم عن اللوحات التي شاهدوها في المعرض، فتذكر لوحة "اولمبيا" لمانيه عندما قام الدكتور بشرح عناصرها ومكوناتها، فعلم وقتها انه تذكر هذه اللوحة تحديدا لأنه "اندهش" بها وبقيت في قلبه وروحه.
وتابعت السعد: لقد وجدت تعريفا للدهشة من كاتبة عمانية اسمها فوزية المهدي، حيث قالت "الدهشة هي ذلك الانتباه المصحوب بالفجائية والذي يستدعي تكثيف التركيز، او هي نقلة على نحو غير متوقع على مستوى الفكرة فالدهشة على المستوى العام هي كل ما خرج عن السياق".
واوضحت السعد إن القدرة على إحداث الدهشة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقدرة على النظر إلى العالم من زوايا غير مألوفة، وقالت: "لا يمكن للدهشة أن تتحقق من خلال التكرار أو التقليد، بل من خلال خلق شيء جديد يحمل في طياته عنصر المفاجأة والإثارة".
وتناولت مي السعد كيفية تأثير الدهشة في الأدب والفنون، مشيرة إلى أن معظم الأعمال الأدبية والفنية التي أحدثت تغييرًا كانت تلك التي اعتمدت على مفاجأة الجمهور وطرحت أفكارًا جديدة على الأرض.
وشهدت المحاضرة تفاعلًا من الحضور، حيث قام العديد من المشاركين بطرح أسئلة حول كيفية تطبيق مفاهيم الدهشة في حياتهم اليومية وفي مجالات عملهم المختلفة. أجابت السعد على هذه الأسئلة بتأكيدها على أن الدهشة لا تقتصر على الفن فقط، بل يمكن أن تظهر في أي مجال من مجالات الحياة، سواء في العمل، العلاقات الإنسانية، أو حتى في الفكرة الصغيرة التي تحمل في طياتها التغيير.