اعتصم مئات من الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بيروت، احتجاجا على إعلان 12 دولة تعليق تمويلها للمنظمة بعد اتهام إسرائيل عددا من موظفيها بالضلوع في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وشارك في الوقفة، التي دعت إليها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، ممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وفعاليات وطنية وحشد من اللاجئين الفلسطينيين من لبنان وسوريا، وفق مراسل وكالة الأناضول.

وحمل المشاركون يافطات كتب عليها "قطاع غزة بحاجة الى إغاثة عاجلة" و"وقف تمويل الأونروا يهدد مستقبل اللاجئين"، ورددوا شعارات تندد بالقرار وتؤكد تمسك اللاجئين الفلسطينيين بالأونروا ودورها حتى تحقيق حق العودة إلى فلسطين.

وقال رأفت مرّة، مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس بلبنان، إن القرار "خطر وموجّه بشكل أساسي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ويهدد قضية اللاجئين الفلسطينيين".

واعتبر، في كلمة له خلال الوقفة، أن القرار "عبارة عن تنفيذ لأهداف حكومة الاحتلال التي تسعى لإنهاء عمل الأونروا وشطب قضية اللاجئين".

لاجئون اعتبروا أن وقف تمويل الأونروا يتماشى مع أهداف إسرائيل بإنهاء عمل الوكالة وشطب قضيتهم (الفرنسية) كارثة إنسانية

وعلى هامش الاعتصام، قال اللاجئ الفلسطيني أبو محمّد (65 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية "نخاف على مستقبل الأونروا، لأن أبناءنا يتعلمون في مدارسها، وهي تغطي معظم علاجاتنا وأدويتنا"، منبها على أنّ مضي دول أخرى في قرار وقف التمويل "سيؤدي إلى مجاعة وكارثة إنسانية كبرى".

من جهتها، قالت ديما داهوك (40 عاما) وهي أم تعيل 4 أطفال، "نعتصم لأن الوضع صعب للغاية، ترك ابني المدرسة قبل 10 أيام لمساعدتي والآن يريدون وقف عمل الأونروا؟". وتابعت "أنا أعمل لكن الأونروا تساعدني قليلا في تغطية بدل إيجار المنزل وفي توفير الطعام والشراب".

بدوره، قال عمار رحيمي من مخيم القاسمية، لوكالة الأناضول "نقف هنا للدفاع عن حقوق شعبنا ضد الدول المانحة التي أوقفت المساعدات للأونروا، وخاصة أن اللاجئين في لبنان وكل دول الشتات بحاجة إلى هذه المساعدات، وخاصة في قطاع غزة"، واعتبر أن "هذا القرار هو لتجويع الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه في غزة".

من ناحيته، اعتبر علي هويدي، المدير العام لجمعية الدفاع عن حقوق اللاجئين في تصريح للأناضول، أن "القرار ظالم وجائر، وعقاب جماعي للشعب الفلسطيني، ومشاركة في أعمال الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني في قطاع غزة".

ويمكن لنحو 5.9 ملايين فلسطيني مسجّلين لدى الأونروا الاستفادة من خدماتها التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية للمخيّمات والتمويلات الصغيرة والمساعدات الطارئة، بما في ذلك خلال الفترات التي تشهد نزاعا مسلّحا.

بحسب أحدث إحصاء للأونروا فإن نحو 490 ألف لاجئ فلسطيني مسجلون لديها في لبنان (الفرنسية) صرف الانتباه

وبحسب أحدث إحصاء لوكالة الأونروا، فإن العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في لبنان بلغ 489 ألفا و292 لاجئا.

وتفيد تقديرات الأونروا بأن 45% من لاجئي فلسطين يعيشون في 12 مخيما مكتظا باللاجئين في لبنان، ويحصل حوالي 200 ألف لاجئ فلسطيني سنويا على خدمات الوكالة في لبنان.

وحتى الاثنين، أعلنت 12 دولة، على رأسها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا، تعليق تمويلها للأونروا عقب مزاعم إسرائيلية بتورط 12 من موظفي الوكالة الإقليميين البالغ عددهم 30 ألفا في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات غلاف غزة.

وأثار قرار تلك الدول تعليق تمويلها للأونروا انتقادات حادة من جانب الفلسطينيين كما انتقدته وكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية التي نبهت اليوم الثلاثاء بأن الجدل القائم حول عمل الوكالة "يصرف الانتباه" عن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة حيث استشهد نحو 27 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وأعلنت الأونروا أنها فتحت تحقيقا في الاتهامات الإسرائيلية، رغم أنها ليست الأولى من نوعها للوكالة حيث عمدت إسرائيل منذ بداية العدوان إلى اتهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح حماس، فيما اعتُبر تبريرا مسبقا لضرب مدارس ومرافق المؤسسة التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اللاجئین الفلسطینیین فی قطاع غزة فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وقفة أمام السفارة المصرية في بريتوريا رفضا لحصار غزة ولفتح معبر رفح (شاهد)

احتشد المئات أمام السفارة المصرية في بريتوريا بجنوب أفريقيا، الاثنين، رفضا للحصار المفروض على قطاع غزة، وللمطالبة بفتح معبر رفح الحدودي، وإدخال المساعدات.

وجاء الحشد الاحتجاجي بدعوة من اتحاد الجاليات الإسلامية بجنوب أفريقيا وعدد من المنظمات الحقوقية الداعمة للقضية الفلسطينية لمناصرة غزة ومطالبة النظام المصري بفتح المعابر وإدخال المساعدات لأهالي غزة.

وندد المشاركون في الوقفة باستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، ورفض فتح المعابر، خصوصًا معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

وطالب المنظمون النظام المصري بفتح المعابر بشكل دائم لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل غزة.


ودعت المنظمات المشاركة أبناء الجاليات الإسلامية والحقوقيين وكل المناصرين للقضية الفلسطينية للمشاركة بكثافة، للتعبير عن التضامن مع غزة والضغط على المجتمع الدولي من أجل إنهاء الحصار.



ومنذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي حربا عنيفة على قطاع غزة استهدفت مختلف مناطق القطاع، وأسفرت الحرب عن دمار واسع واستشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء.


وتعرضت البنية التحتية في غزة لانهيار شبه كامل، مع تدمير المستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية، بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) مصدر.

وفي ظل تصاعد العمليات العسكرية، شدد الاحتلال الإسرائيلي من حصارها على القطاع، ومنعت إدخال المواد الغذائية والطبية والوقود، وفي المقابل، كان معبر رفح -الذي يربط غزة بمصر- هو المنفذ الإنساني الوحيد المتاح، إلا أن السلطات المصرية فرضت قيودا صارمة على حركة المعبر، مما عرقل وصول المساعدات.

وفقًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن القيود المفروضة على معبر رفح زادت من تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعيش سكان القطاع أوضاعًا مأساوية، مع نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية مصدر.



ودعت منظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، إلى ضرورة فتح المعابر بشكل كامل ومستدام، لتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية وإنقاذ الأرواح في غزة.

ويواصل الناشطون والحقوقيون في مختلف دول العالم تنظيم وقفات ومسيرات للضغط على الحكومات العربية والدولية لإنهاء الحصار ووقف العدوان الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • أمام محكمة العدل الدولية جنوب أفريقيا: يجب محاسبة “إسرائيل” على جرائمها في قطاع غزة
  • غوتيريس: إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة ضغط على الفلسطينيين
  • غوتيريس: إسرائيل تستغل المساعدات كأداة للضغط على الفلسطينيين
  • ممثل السعودية أمام العدل الدولية: إسرائيل وظّفت الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة
  • ممثلة فلسطين أمام محكمة العدل: “إسرائيل” حولت غزة إلى “جهنم” ودمرت حياة الفلسطينيين
  • وقفة أمام السفارة المصرية في بريتوريا رفضا لحصار غزة ولفتح معبر رفح (شاهد)
  • الأونروا: يجب أن تستمر خدمات الوكالة من دون عوائق حتى يتمّ التوصّل إلى حلّ عادل ودائم لـ "محنة" اللاجئين الفلسطينيين
  • تحرك.. هذا ما حصل أمام مبنى الجمارك في بيروت!
  • اعتصام أمام ثانوية جورج صرّاف في طرابلس رفضًا للسلاح المتفلت
  • مصر وأستراليا: رفض استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين