الجزيرة:
2024-12-26@01:22:44 GMT

اللعنة.. إيما ستون تفضح عنصرية الرجل الأبيض الجديدة

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

اللعنة.. إيما ستون تفضح عنصرية الرجل الأبيض الجديدة

يُعرض المسلسل التلفزيوني "اللعنة" (The Curse) على شاشة عدة منصات إلكترونية عالمية، وهو من  بطولة "إيما ستون" -الحائزة على الأوسكار، والمرشحة لها الآن للمرة الثانية- ومن تأليف وإخراج وبطولة "ناثان فيلدر" و"بيني صفدي".

يجمع المسلسل بين الكوميديا السوداء والإثارة وذلك عبر 10 حلقات أثارت إعجاب النقاد فحصل على تقييم 94% منهم على موقع "روتن توماتوز"، وفتور المشاهدين الذين لم يعطوه سوى 41% فقط على الموقع ذاته.

الإنسان في مرآة وسائل التواصل الاجتماعي

يبدأ مسلسل "اللعنة" بالبطل والبطلة وهما يصوران حلقة تجريبية لبرنامج ينتمي لتلفزيون الواقع، ينقلان فيه تجربتهما في صناعة وبيع المنازل الصديقة للبيئة في منطقة عامرة بالسكان الأصليين في نيومكسيكو، من المفترض عليهما إرسال هذه الحلقة للتقييم والحصول على الموافقة لإنتاج الموسم الأول من البرنامج.

يتضح سريعا أننا أمام عائلة صغيرة تتكون من "ويتني/ إيما ستون" و"آشر/ ناثان فيلدر"، وهما زوجان حديثان انتقلا إلى هذا الحي لبدء مشروعهما، فمن ناحية هما يكسبان رزقهما من بناء وبيع هذه المنازل، ومن ناحية أخرى يرغبان في نقل هذه التجربة إلى التلفزيون للترويج وكسب المزيد من المال.

وفي الوقت ذاته، يحاولان مساعدة السكان الأصليين وتصوير هذه المساعدات، الأمر الذي يترك المشاهد في حيرة هل هذه المساعدات نابعة من قلب طيب بالفعل، أم مجرد وسيلة لجذب المزيد من المشترين للبيوت والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؟

يمتد هذا التساؤل على طول أحداث المسلسل، ويلقي بظلاله على كل حدث وفعل تقوم به "ويتني" على وجه الخصوص، فهي كثيرا ما تبدو مؤمنة بما تقوم به من مساعدة السكان المحليين، ولكن على الجانب الآخر تهتم بالدرجة ذاتها بتصوير وتوثيق ما تقوم به.

مسلسل "اللعنة" يفضح العنصرية البيضاء بالولايات المتحدة تحت مظلة "النوايا الحسنة" (مواقع التواصل الاجتماعي)

تظهر هذه الإشكالية مرة ثانية فيما يتعلق بالمنازل التي تطورها وتبيعها، فهي من المفترض صديقة للبيئة وتعكس الإرث الثقافي للمنطقة، ولكنها في الوقت ذاته تتسبب في قتل الطيور التي تصدم بالواجهات المكونة من مرايا.

نعيش في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كل فعل صغير أو حدث عابر يصلح للتوثيق والنقل عبر هذه الوسائل لإثارة إعجاب وفي بعض الأحيان حسد الآخرين، ما يجعلنا جميعا نقع أسفل ذات المظلة التي تقف تحتها "ويتني"، هل نقول كلمات الحب لشركائنا على هذه المنصات لأننا نحبهم؟ أم لأنها تجمل صورتنا أكثر؟

هل نقرأ أو نشاهد أفلاما لأنها تعني لها شيئا ما، أم ليعتبرنا الآخرون مثقفين وأذكياء؟ يصعب الإجابة عن هذه الأسئلة لأن الطبيعة الإنسانية معقدة بالكثير من الأوجه في آن واحد، فيمكن أن يحمل فعل واحد معاني متعددة، وهو ما ينطبق على المسلسل الذي يترك المشاهد أمام العديد من الأسئلة حول نوايا الأبطال.

ليجد المتفرج أن المرايا في واجهات منازل "ويتني" و"آشر" ليست فقط حقيقية، ولكنها أيضا تحمل معاني مجازية، لأنها تضع الأبطال والمشاهدين في مواجهة أنفسهم وأفعالهم ونتائجها.

عنصرية الرجل الأبيض الجديدة

قامت السياسات الاستعمارية القديمة -التي بسببها احتل الرجل الأبيض آسيا وأفريقيا- على مبدأ "عبء الرجل الأبيض" وهي نظرية فلسفية تبرر هيمنة الرجل الأبيض، وقد قسمت البشر إلى أجناس غير متساوية القيمة، العليا تتمثل في الجنس الأبيض، بينما الأجناس الأخرى هم من الهمج الذي يجب على البيض نقلهم إلى الحضارة والتنوير، وأقنعت هذه النظرية الشعوب الأوروبية بأن اشتراكهم في هذه الحروب الاستعمارية له مبرر أخلاقي.

بالعودة إلى مسلسل "اللعنة" نجد أن ما تزعم "ويتني" القيام به مع زوجها من مساعدة السكان الأصليين بالحفاظ على تراثهم بينما تشتري منازل بعضهم بأسعار بخسة وبناء البيوت الصديقة للبيئة محلها ما هو إلا إعادة استخدام لذات نظرية "عبء الرجل الأبيض" ولكن بصورة جديدة ومختلفة، حيث يستغل البيض من أصحاب النفوذ الملونين، والفقراء منهم على وجه الخصوص، ولكن تحت ستار المساعدات.

يفضح سيناريو مسلسل "اللعنة" هذا النوع الجديد من العنصرية البيضاء الواقعة الآن في الولايات المتحدة تحت مظلة "النوايا الحسنة" ومحاولة البيض التعويض عما اقترفه أجدادهم في حق السكان الأصليين والسود في القرون السابقة، واستخدم كتاب السيناريو الكوميديا السوداء المتمثلة في التناقضات الواضحة بين شخصية "ويتني" التي تعرف تأثير مواقع التواصل الاجتماعي جيدا وتستغلها في نجاحها، وشخصية زوجها "آشر" الذي لا يمتلك حس الدعابة ولا الذكاء الاجتماعي الكافي لإدارة حتى محادثة بسيطة.

الممثلة الأميركية إيما ستون (أسوشيتد برس)

يفضح هذا الأسلوب الكوميدي ازدواجية الأبطال ولكن في الوقت ذاته يشعر المشاهد بعدم الارتياح، وهو الأمر المقصود من صناع المسلسل الذين يرغبون إرباك المشاهدين سواء من حيث الأفكار التي يتم تناولها أو الطريقة التي تقدم بها هذه الأفكار.

يعرف متابعو برامج تلفزيون الواقع أن لها ملامح شبه متكررة، مثل الميل إلى الأحداث القليلة في كل حلقة وذلك لامتداد هذه المسلسلات على عدد كبير من الحلقات والسنوات، والحاجة لملء هذا الفراغ بشكل مستمر، والتركيز على ردود أفعال الشخصيات تجاه تحديات صغيرة، أو إبراز الغضب الحقيقي المستتر بين الشخصيات ومشاعرهم السلبية التي يحاولون إخفاءها أمام الكاميرات.

اتبع مسلسل "اللعنة" هذه القواعد نفسها، ليدمج العمل بين المسلسلات الدرامية وتلفزيون الواقع، الأمر الذي يجعل الحلقات في بعض الأحيان بطيئة الإيقاع للغاية، أو غير مسلية، ولكنها في الوقت ذاته تدعو للتأمل في ذكاء صناعه الذين فهموا الوسط الذين يتعاملون فيه، والآخر الذي يحاكونه ودمجوهما معا.

لا يشبه مسلسل "اللعنة" الكثير من الأعمال الرائجة، ربما لهذا السبب لم يستطع إثارة إعجاب نسبة كبيرة من المشاهدين الذين لم يألفوا أسلوبه الفني، ولكنه سيصمد في اختبار الزمن سواء لهذه الأسلوبية المميزة أو للمواضيع الحساسة التي ناقشها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی السکان الأصلیین الرجل الأبیض إیما ستون

إقرأ أيضاً:

لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير

أثارت بطولة الفيفا الجديدة ثورة كبيرة، حتى ضاق بعض اللاعبين ذرعا بازدحام جدول المباريات، منذ الموسم الحالي، بعد أن بات لزاما على بعض كبار لاعبي كرة القدم حضور أكثر من 60 مباراة في الموسم الواحد، ما بين الأندية والمنتخبات الوطنية. الأمر الذي زاد من كثرة الإصابات في صفوف اللاعبين.

اعلان

كاد بعض اللاعبين أن يصل إلى نقطة الانهيار، بسبب التغييرات التي أجرتها الفيفا، وذلك بعد أن صارت بطولة كأس العالم للأندية الجديدة أكبر حجما مما كانت عليه في السابق، حين لم تكن البطولة تتجاوز سبعة فرق لا أكثر، بينما صارت النسخة الجديدة تضم 32 فريقا من جميع أنحاء العالم وستقام كل أربع سنوات، بدءا من الصيف المقبل في الولايات المتحدة.

ويعني ذلك أن اللاعبين الكبار سيحظون ببطولة تستمر شهرا كاملا، علاوة على المشاركة في موسم الدوري المحلي، ثلاث مرات كل أربع سنوات. وبمزيد من مباريات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بالإضافة إلى كأس العالم القادمة في 2026، فإن أجندة كرة القدم تمتلئ بسرعة.

ويُعد لاعب خط وسط مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا، رودري، أحد أكثر المنتقدين لازدحام جدول مباريات كرة القدم المتزايد، محذرا من أن قلة فترات الراحة تؤثر على أداء اللاعبين وصحتهم.

وكان من أكثر اللحظات اللافتة في كرة القدم عام 2024، صعوده إلى المنصة في باريس على عكازين لتسلم جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. فقبل شهر من حفل توزيع الجوائز في 28 أكتوبر، أصيب بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي، خلال مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد أرسنال.

لاعب منتخب إسبانيا رودري يحمل كأس أفضل لاعب في البطولة بعد المباراة النهائية بين إسبانيا وإنجلترا في بطولة يورو 2024 لكرة القدم في برلين، ألمانيا، 14 يوليو 2024.Dave Thompson/AP

وعلى الرغم من أن مثل هذه الإصابات حدثت مرارا، على مدار تاريخ الرياضة ولا ترتبط بالضرورة بالإفراط في اللعب، فإن إصابة رودري التي أنهت موسمه أصبحت تجسيدا مرئيا للخسائر البدنية لكرة القدم الحديثة في وقت يواجه فيه جدول المباريات المزدحم تحديات قانونية واحتمالية الإضراب.

Relatedنادي مانشستر سيتي الإنجليزي يعلن إصابة لاعبيه الدوليين رياض محرز وأيميريك لابورت بكوفيد-19نادي ولفرهامبتون يعلن عن إصابة لاعبه خيمينيس بكسر في الجمجمةجدة السعودية ستستضيف كأس العالم للأندية 2023

وكان رودري في سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أيام فقط من إصابته، قد صرح قائلا: "إنه لأمر يقلقنا فنحن الذين نعاني". مؤكدا أن اللاعبين قد لا يكون لديهم خيار سوى رفض اللعب إذا استمرت الأمور على هذا النحو.

وليس رودي هو الوحيد الذي يشعر بالإحباط. ففي منشور على موقع X العام الماضي، قال رافائيل فاران، الفائز بكأس العالم 2018 مع المنتخب الفرنسي: "إن الجدول الزمني يُعرّض سلامة اللاعبين البدنية والذهنية للخطر.

وردت الفيفا "بأن الأندية الأوروبية غالبا ما تملأ عطلتها الصيفية بمباريات استعراضية حول العالم. واتهمت بعض الدوريات الأوروبية "بالنفاق"، وعدم مراعاة الآخرين".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من الملاعب إلى السياسة.. نجم كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي رئيسًا لجورجيا ذكريات دامية في الملاعب: 15 حادثة مأساوية عاشها عشاق كرة القدم خلال أكثر من 40 عامًا .. تعرف عليها المنتخب الألماني يعيد ضبط البوصلة ويركز على كرة القدم عوضا عن السياسة الفيفاالرياضيينكأس العالم لأندية الفيفاكرة القدماعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني حزب اللهبنيامين نتنياهوجنوب السودانسوريافيضانات - سيولالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • حضور نسائي وخريج الزراعة الذي أطاع بالأسد.. ما تخفيه التعيينات في الإدارة الجديدة بسوريا؟
  • دراسة فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الهواتف الجديدة التي يجلبها الأفراد من الخارج
  • وسم السيسي يعتلي منصات التواصل الاجتماعي .. وهذه حقيقة المظاهرات التي تطالب برحيله
  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • اعتقال 4 لاعبات بعد حادثة عنصرية مزعومة
  • أماكن بيع الكراسات.. تفاصيل مد فترة التقديم لحجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • "إي آند مصر" تتعاون مع "الإسكان الاجتماعي" لتطوير البنية التحتية الرقمية بالمجتمعات الجديدة
  • موعد عرض الحلقة الجديدة من مسلسل «فقرة الساحر»