إذا ما قُدر لفكرة حلّ الدولتين أن ترى النور يوما، فمن غيرُ البرغوثي يمكنه قيادة هذا المشروع الذي تكاد حرب غزة أن تدق المسمار الأخير في نعش أوسلو وحلّ أرض لشعبين؟

اعلان

تتجه الحرب الدائرة في غزة لطيّ شهرها الرابع. وإذا كان القصف على القطاع لا يهدأ، فإن الجهود المحمومة الساعية للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل مستمرة هي الأخرى.

هذا الاتفاق الذي يقضي حسب التسريبات الصحفية الإسرائيلية، بإفراج الحركة عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها مقابل هدنة إنسانية لـ 45 يوما تتوقف خلالها الدول العبرية عن قصفها للقطاع المحاصر بالإضافة إلى الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكومات العالية.

وتقول التسريبات إنه مقابل 35 محتجزا إسرائيليا تفرج عنهم حماس، سيكون هناك ما بين 100-250 من الأسرى الفلسطينيين سيخرجون إلى الحرية عن كل محتجز إسرائيلي.

وهنا يكمن التحدي، فالدولة العبرية ليست بوارد الإفراج عمن تقول إن أيديهم ملطخة بالدم وصدرت بحقهم أحكام بعشرات السنين إن لم تكن أكثر.

من هؤلاء الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية منذ عقود والذي لا تتصور ولا تتقبل تل أبيب خروجه يوما، مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح الذي ألقي عليه القبض في أوج الانتفاضة الثانية عام 2002.

فمن هو مروان البرغوثي ولماذا تخشى إسرائيل وجوده خارج القضبان؟

مروان البرغوثي هو أشهر أسير داخل سجون إسرائيل، ويرى الكثير من الفلسطينيين أنه أكثر الشخصيات المؤهلة لخلافة محمود عباس في رئاسة منظمة التحرير ورئاسة السلطة الفلسطينية أيضا، إذا ما حدث ونُظمت انتخابات رئاسية لم تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ 2005 في أعقاب وفاة الرئيس ياسر عرفات. فالبرغوثي يتمتع بشعبية كبيرة لدى شعبه على اختلاف اتجاهاته وأطيافه السياسية والأيديولوجية.

منذ أكثر من عقدين، يقضي هذا القيادي في فتح عقوبة سجن قوامُها خمسةُ مؤبدات، إضافة إلى 40 سنة أخرى جزاء له على دوره في الانتفاضة الثانية كما تقول تل أبيب.

أدين البرغوثي بتهمة الضلوع المباشر في قتل خمسة إسرائيليين، إضافة إلى التخطيط لارتكاب أعمال قتل أخرى بصفته رئيسا لما يعرف بالتنظيم وهو الجناح المسلح لحركة فتح أثناء الانتفاضة الثانية.

وثمة أمل ضئيل جدا في رؤية مروان البرغوثي خارج القضبان بموجب صفقة تبادل بين تل أبيب والفلسطينيين طالما بقيت هناك حكومة يقودها بنيامين نتنياهو الرافض لوجود دولة فلسطينية.

وإذا ما قُدر لفكرة حلّ الدولتين أن ترى النور يوما، فمن غيرُ البرغوثي يمكنه قيادة هذا المشروع الذي تكاد حرب غزة أن تدق المسمار الأخير في نعش أوسلو وحلّ أرض لشعبين؟ 

فوجوده في الأسْر طيلة كل هذه السنين يمنحه مكانة وشرعية كبيرتين داخل المجتمع الفلسطيني. ناهيك عن أنه بقي بمنأى عن كل شبهات الفساد التي نخرت وتنخر في جسد القيادات الفلسطينية داخل السلطة. 

كما أنه سبق وأعلن أثناء إحدى جلسات محاكمته عام 2012 أنه يطلب من الشعب الفلسطيني "النضال من أجل ما سماه المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال" ما يعني ضمنا أنه يعارض مبدأ القتال المسلح أو هكذا أرادت إسرائيل وآخرون تفسيره.

وعليه، فإن الإفراج عنه وعودة محتملة للحديث عن حل الدولتين ومكانته لدى شعبه، كل هذا سيسحب من تل أبيب أية ذريعة تتعلل بها في رفضها لهذا المبدأ، خصوصا في ظل حكومة تضم عتاة وجوه اليمين المتطرف مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وكانت صحيفة هاآرتس قد نشرت مؤخرا مقابلة مع عامي آيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشين بيت أو الشاباك) قال فيها "إن قيام دولة فلسطينية ليس فقط مصلحة إسرائيلية يجب الموافقة عليها، بل يجب الإفراج عن البرغوثي ليقود محادثات إقامة الدولة ويتولى رئاستها أيضا.

وقال ايالون: إن مروان هو الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يمكن انتخابه، وأن يقود سلطة فلسطينية شرعية تجاه طريق الانفصال عن إسرائيل بالتراضي وفق مقابلة المسؤول الأمني السابق مع "هآرتس".

كما أن الاستطلاعات التي جرت منذ اعتقاله، كانت كلها تخلص لنتيجة واحدة وهي أن البرغوثي هو أوفر الساسة حظا ليقود الشعب الفلسطيني نحو انتخابات حرة.

فتح تقصي القدوة بسبب قائمة انتخابية مستقلة والبرغوثي ودحلان "يتصدران" عن بعدمروان البرغوثي يشتكي ظروف العزل في سجن عوفر: ضرب وتنكيل وتجريد من الملابس استطلاع للراي: تفوق حركة فتح على حماس والبرغوثي يفوز بالرئاسة على حساب عباسهل شارك موظفو الأونروا في هجوم 7 أكتوبر؟ وبم تتهمهم إسرائيل؟مروان البرغوثي يدعم قائمة منشقة عن حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية في ذكرى الانتفاضة ومن وراء القضبان.. مروان البرغوثي لأهل الضفة:"ها هي رياح التحرير قد هبت فانتفضوا"البرغوثي وطوفان الأقصى

ويبدو أن هذه المكانة هي أكثر ما تخشاه إسرائيل، فالبرغوثي لم يدل بأي تصريح صحفي من داخل سجنه وزوجته فدوى المحامية والعضو البارز في حركة فتح لم تره منذ أكثر من عام ونصف.

ثم جاء طوفان الأقصى لتضييق الخناق على الأسير البارز، فنقلته إسرائيل إلى سجن أيالون ووضعته رهن الحبس الانفرادي مدة 5 أيام، بذريعة أنه كتب رسالة يؤيد فيها عملية حماس.

اعلان

قدورة فارس صديقُ عُمْر البرغوثي ورئيس نادي الأسير الفلسطيني، كان صرح لإحدى وسائل الإعلام الغربية أن الرسالة التي تتحدث عنها إسرائيل هي محض افتراء، وكشف أن القيادي غارق في الظلام داخل زنزانته وقد أُعطي الحد الأدنى من الطعام كما حُرم من فراشه ومن النوم أيضا عبر بث سلطات السجن موسيقى صاخبة.

وقال قدورة إنهم، ويعني الإسرائيليين، أرادوا إذلاله من خلال تقييد يديه وراء ظهره. لكن منذ ذلك الوقت تمت إعادة البرغوثي إلى سجن ريمونيم بعد أن وكلت عائلته محاميا إسرائيليا بارزا للدفاع عنه.

وعليه فإن إسرائيل ليست معنية بخروج القيادي في فتح إلى الحرية مجددا، إلا إذا قُلبت الطاولة على نتنياهو وغادر السلطة تحت ضغط الشارع يجرّ وراءه إخفاقات تعاطيه مع هجوم السابع من أكتوبر ليجد ملفات الفساد بانتظاره.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الأطباء يضربون عن العمل بالمستشفيات الجامعية في ألمانيا متاعب عمران خان مع القضاء الباكستاني لا تنتهي: السجن 10 سنوات بتهمة "تسريب أسرار الدولة" من تداعيات حرب غزة.. ارتفاع التمييز ضد المسلمين والفلسطينيين في أمريكا بنسبة 180% (تقرير) اتفاقات أوسلو محمود عباس أسرى طوفان الأقصى غزة حركة حماس اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ116 | قصف مستمر على غزة وإسرائيل تغتال ثلاثة فلسطينيين في جنين يعرض الآن Next تفاصيل عملية اغتيال 3 شبان فلسطينيين داخل مستشفى بجنين على يد قوة خاصة إسرائيلية يعرض الآن Next بسبب حربها على غزة.. استبعاد إسرائيل من مؤتمر ميونيخ للأمن يعرض الآن Next شاهد: هائمون في الشوارع يحاصرهم البرد والجوع.. الجيش الإسرائيلي يجبر آلاف النازحين على إخلاء غرب غزة يعرض الآن Next هكذا تمكنت المُسيّرة من مهاجمة المنشأة العسكرية الأمريكية في شرق الأردن... اعلانالاكثر قراءة الحرب في غزة: قصف لا يهدأ وجبهات مشتعلة في المنطقة وضغوط أمريكية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس أكسيوس: اجتماع سرّي في الرياض.. مسؤولو مخابرات 4 دول عربية يناقشون مستقبل غزة بعد الحرب إدانة عربية ودولية للهجوم على القاعدة العسكرية على الحدود الأردنية - السورية شاهد: فريق إطفاء يخمد النيران المشتعلة على متن سفينة استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر ماذا نعرف عن البرج 22.. مسرح الهجوم الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين؟

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حركة حماس إسرائيل غزة قتل مستشفيات حكم السجن الشرق الأوسط قصف باكستان Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حركة حماس إسرائيل غزة قتل My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: اتفاقات أوسلو محمود عباس أسرى طوفان الأقصى غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حركة حماس إسرائيل غزة قتل مستشفيات حكم السجن الشرق الأوسط قصف باكستان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حركة حماس إسرائيل غزة قتل مروان البرغوثی یعرض الآن Next حرکة فتح تل أبیب

إقرأ أيضاً:

أونروا: لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية يزيد معاناة الشعب الفلسطيني

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، قال إن استئناف الحرب بغزة يزيد المعاناة ويجب العودة لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية سيزيد معاناة الشعب الفلسطيني.

تصعيد غزة.. هل ينقذ نتنياهو من أزمة أم يغرقه في أخرى؟وزير الأوقاف: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحشية غير مسبوقة وجريمة حربجيش الاحتلال يطلق على عمليته العسكرية في غزة اسم "العزة والسيف"حزب المؤتمر: استئناف إسرائيل الحرب على غزة تصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي

من جانبها أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس ، أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، متهربًا من التزاماته، ومستمراً في ارتكاب المجازر بحق اهل غزة، وسط صمت دولي مخزٍ.

وقالت الحركة في بيان لها؛ إن الادعاءات التي أطلقها الاحتلال بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قواته لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد ذرائع واهية لتبرير عودته للحرب وتصعيد عدوانه الدموي.

وأضاف: يحاول الاحتلال تضليل الرأي العام وخلق مبررات زائفة لتغطية قراره المسبق باستئناف الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، غير مكترث بأي التزامات تعهد بها.

واتمت الحركة بيانها قائلة: لقد التزمنا بالاتفاق حتى آخر لحظة، وكانت الحركة حريصة على استمراره، إلا أن نتنياهو، الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية، فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء شعبنا.

مقالات مشابهة

  • لماذا أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة؟
  • إسرائيل تفشل اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس
  • «إسرائيل على صفيح ساخن»| احتجاجات عارمة ضد قرار نتنياهو باستئناف الحرب.. ومطالبات بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن
  • تحليل لـCNN: لماذا استأنفت إسرائيل حربها على غزة الآن؟
  • خبير عسكري: هجوم الحوثيين على إسرائيل قد يكون مقدمة لمواجهة أوسع
  • لماذا فجّرت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار ؟
  • حركة فتح الانتفاضة لشفق نيوز: محور المقاومة سيفاجئ إسرائيل بعمليات غير معلنة
  • أونروا: لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية يزيد معاناة الشعب الفلسطيني
  • لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟
  • إسرائيل تغلق معبر رفح وتمنع خروج المرضى والمصابين