جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-27@12:15:40 GMT

الفرار من الموت

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

الفرار من الموت

 

محمد رامس الرواس

استكمالًا للمقال المنشور بتاريخ 14 أكتوبر 2023، بعنوان "طفل من غزة"، لا يزال الطفل مهند ينتقل من مكان إلى آخر، بحثًا عن الأمن والأمان من القصف الإسرائيلي على غزة الذي لا يفرق بين صغير وكبير؛ بل القتل وحسب هو الهدف، وحكاية الطفل مهند الذي يطارده الموت منذ أن سقط عليهم مسكنهم بشمال غزة ولم ينج من أسرته إلّا هو بمعجزة، بات اليوم من النازحين إلى الجنوب مع أقرانه من الأطفال والأسر الذين لجأوا إلى إيواء موقت بمدارس "الأونروا" لكن تم قصفها أيضًا بجنوب غزة.

استمرت رحلة المعاناة للطفل مهند ذي الأحد عشر ربيعًا، يلاحقه هو ومن معه، قصفٌ متواصلٌ، فيشاهدون جثث الشهداء تتناثر حولهم بالعشرات وهم يواصلون الفرار نحو الأماكن الآمنة التي لم تعد آمنة؛ فالفرار من الموت أصبح مستحيلًا فرائحته في كل مكان.

الآن أصبح مهند في مدينة رفح يعاني هناك معاناة أطفال غزة والمدنيين عمومًا في مثل هذه الأجواء المشحونة بالآلام التي تتمثل في انعدام المسكن وندرة الطعام والدواء؛ فأصبحوا في وضع قاسٍ جدًا لا يُمكن احتماله.

"لا يمكننا في هذه الأيام وصف صعوبة تحمل برد الشتاء القارس ونحن في مثل هذا الوضع المأساوي الصعب".. هذا ما قاله أحد الأطفال ممن كانوا مع مهند لأحد المراسلين الصحفيين، عندما سأله عن وضعهم. لقد أصبح أطفال غزة ذوي أجساد نحيلة وملابس مُبللة بماء المطر، والبرد القارس يلسع أجسادهم بقسوة، يعيشون في خيام لا تستطيع أن تقيهم صعوبة فصل الشتاء البارد، فلا نار تدفئهم أمام خيامهم ولا وجبات تُغنيهم من الجوع.

بالأمس القريب كان مهند يقف أمام منزلهم الذي تم قصفه واستشهدت أسرته عن بكرة أبيها ونجا هو بمعجزة إلهية، واليوم يقف أمام خيمة الإيواء في رفح، وقد انتصف الليل وهو يُحدِّث نفسه، لقد رجعت به الذاكرة إلى منزلهم في الشمال؛ حيث كان ينعم بالمسكن الآمن والفراش الدافئ والطعام الطازج الذي أعدته أمه له، وأصوات أهله حوله يستأنس بهم، وهي لا يزال صداها يتردد في أذنيه بين الحين والآخر.. الآن لم يعد له من أحلامه وذكرياته شيء، ولم يعد يحلم إلّا بالنجاة من الموت. كان مهند في تلك الساعة المتأخرة من الليل واقفًا أمام خيمة الإيواء، يُحدِّث نفسه وشريط رحلة الفرار من الموت من القصف الوحشي والعشوائي يُلاحقه هو ومن معه جوًا وبرًا وبحرًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في تلك الخيمة التي تجمَّع فيها العديد من الصبية، دخل مهند ليضع رأسه يحاول أن ينام على فراشٍ مُبللٍ بماء المطر، ويطوي بطنه من الجوع الشديد ويلتحف من البرد القارس تُظلّه خيمة إيواء مُهلهلة.

من لم يحزن لوضع هؤلاء الصبية من أبناء الشهداء من المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلِدُوا في فلسطين؛ فليُراجع نفسه وضميره، فلا شك أنَّ الرحمة قد غابت من قلب أمثاله، ومثل هذه المآسي وتلك المشاهد تذوب لها القلوب، إن لم نكن عونًا لهم في إحدى المبادرات الإنسانية التي تستهدف غوثهم وتوفير الملابس والبطانيات والطعام والدواء والاحتياجات الضرورية التي ينتظرونها بفارغ الصبر، على أحر من الجمر في هذه الفترة الصعبة من الشتاء القارس كي تقيهم الجوع والأمراض والمخاطر والمعاناة في مثل هذه الظروف شديدة الصعوبة، فليس هناك أقل من الدعاء بأن يُفرِّج الله كربتهم.

وللحديث بقية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفلكي الشوافي يؤكد عودة البرد القارس إلى اليمن.. ونصائح هامة للمزارعين

العاصمة اليمنية صنعاء (وكالات)

أعلن الفلكي اليمني عدنان الشوافي عودة الأجواء الباردة إلى البلاد خلال الليالي القادمة، وذلك بعد فترة من الاعتدال في درجات الحرارة. وحذر الشوافي من انخفاض ملموس في درجات الحرارة الصغرى مقارنة بالليالي السابقة، متوقعًا أجواء باردة بشكل خاص في المناطق الجبلية.

وشدد الشوافي على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المحاصيل الزراعية من آثار البرد القارس، خاصة خلال الليالي الثلاثة القادمة. ونصح المزارعين بضرورة توخي الحذر في حال سكون الرياح و صفاء السماء خلال الليل والصباح الباكر، حيث يزيد ذلك من احتمالية تكون الصقيع وتأثيره السلبي على النباتات الصغيرة والضعيفة.

اقرأ أيضاً الكشف عن السبب الرئيسي وراء توقف خدمات البنك المركزي في عدن 26 نوفمبر، 2024 أول رد سعودي على رقص المغنية الأميركية" تايلور سويفت" فوق مجسم "الكعبة" 26 نوفمبر، 2024

وأشار الفلكي إلى أن هذا النوع من البرد، والذي يطلق عليه شعبياً "برد الجسم"، قد لا يشكل خطورة كبيرة على الإنسان، لكنه قد يكون ضاراً بالمحاصيل الزراعية، خاصة النباتات الحساسة للبرودة.

 

نصائح هامة للمزارعين:

تغطية المحاصيل: استخدام الأغطية الزراعية لحماية النباتات من البرد والصقيع.

الري: تجنب الري خلال ساعات الليل الباردة لتقليل خطر تكون الصقيع على الأوراق الرطبة.

اختيار الأصناف المقاومة للبرد: زراعة أصناف نباتية معروفة بقدرتها على تحمل درجات الحرارة المنخفضة.

التدفئة: في حالة وجود مزارع داخلية، يمكن استخدام وسائل التدفئة المناسبة لحماية المحاصيل من البرد.

 

دعوة إلى المتابعة:

حث الفلكي عدنان الشوافي المواطنين على متابعة التوقعات الجوية بشكل مستمر، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم ومحاصيلهم من آثار البرد القارس.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: السودان يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، الحرب تسببت معاناة عشرات الملايين وأكثر من عشرين مليون شخص أجبروا على الفرار
  • إعادة فتح الطريق التي تربط قضاء حاصبيا بمرجعيون أمام السيارات
  • الاحتلال يهدم منزل شهيد غرب الخليل
  • النازحون في غزة يواجهون الشتاء القارس في ظل ظروف إنسانية قاسية
  • إسماعيلي 2005 يخسر من إنبي بنهائي كأس مصر
  • الفلكي الشوافي يؤكد عودة البرد القارس إلى اليمن.. ونصائح هامة للمزارعين
  • أبو شقة يدعو إلى تحديث كل القوانين والتشريعات التي تتناغم مع الجمهورية الجديدة
  • أبوشقة يدعو لتحديث كافة القوانين والتشريعات التي تتناغم مع الجمهورية الجديدة
  • "أبو شقة" يدعو لتحديث كل القوانين والتشريعات التي تتناغم مع الجمهورية الجديدة
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟