جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-02@02:58:33 GMT

الفرار من الموت

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

الفرار من الموت

 

محمد رامس الرواس

استكمالًا للمقال المنشور بتاريخ 14 أكتوبر 2023، بعنوان "طفل من غزة"، لا يزال الطفل مهند ينتقل من مكان إلى آخر، بحثًا عن الأمن والأمان من القصف الإسرائيلي على غزة الذي لا يفرق بين صغير وكبير؛ بل القتل وحسب هو الهدف، وحكاية الطفل مهند الذي يطارده الموت منذ أن سقط عليهم مسكنهم بشمال غزة ولم ينج من أسرته إلّا هو بمعجزة، بات اليوم من النازحين إلى الجنوب مع أقرانه من الأطفال والأسر الذين لجأوا إلى إيواء موقت بمدارس "الأونروا" لكن تم قصفها أيضًا بجنوب غزة.

استمرت رحلة المعاناة للطفل مهند ذي الأحد عشر ربيعًا، يلاحقه هو ومن معه، قصفٌ متواصلٌ، فيشاهدون جثث الشهداء تتناثر حولهم بالعشرات وهم يواصلون الفرار نحو الأماكن الآمنة التي لم تعد آمنة؛ فالفرار من الموت أصبح مستحيلًا فرائحته في كل مكان.

الآن أصبح مهند في مدينة رفح يعاني هناك معاناة أطفال غزة والمدنيين عمومًا في مثل هذه الأجواء المشحونة بالآلام التي تتمثل في انعدام المسكن وندرة الطعام والدواء؛ فأصبحوا في وضع قاسٍ جدًا لا يُمكن احتماله.

"لا يمكننا في هذه الأيام وصف صعوبة تحمل برد الشتاء القارس ونحن في مثل هذا الوضع المأساوي الصعب".. هذا ما قاله أحد الأطفال ممن كانوا مع مهند لأحد المراسلين الصحفيين، عندما سأله عن وضعهم. لقد أصبح أطفال غزة ذوي أجساد نحيلة وملابس مُبللة بماء المطر، والبرد القارس يلسع أجسادهم بقسوة، يعيشون في خيام لا تستطيع أن تقيهم صعوبة فصل الشتاء البارد، فلا نار تدفئهم أمام خيامهم ولا وجبات تُغنيهم من الجوع.

بالأمس القريب كان مهند يقف أمام منزلهم الذي تم قصفه واستشهدت أسرته عن بكرة أبيها ونجا هو بمعجزة إلهية، واليوم يقف أمام خيمة الإيواء في رفح، وقد انتصف الليل وهو يُحدِّث نفسه، لقد رجعت به الذاكرة إلى منزلهم في الشمال؛ حيث كان ينعم بالمسكن الآمن والفراش الدافئ والطعام الطازج الذي أعدته أمه له، وأصوات أهله حوله يستأنس بهم، وهي لا يزال صداها يتردد في أذنيه بين الحين والآخر.. الآن لم يعد له من أحلامه وذكرياته شيء، ولم يعد يحلم إلّا بالنجاة من الموت. كان مهند في تلك الساعة المتأخرة من الليل واقفًا أمام خيمة الإيواء، يُحدِّث نفسه وشريط رحلة الفرار من الموت من القصف الوحشي والعشوائي يُلاحقه هو ومن معه جوًا وبرًا وبحرًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في تلك الخيمة التي تجمَّع فيها العديد من الصبية، دخل مهند ليضع رأسه يحاول أن ينام على فراشٍ مُبللٍ بماء المطر، ويطوي بطنه من الجوع الشديد ويلتحف من البرد القارس تُظلّه خيمة إيواء مُهلهلة.

من لم يحزن لوضع هؤلاء الصبية من أبناء الشهداء من المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلِدُوا في فلسطين؛ فليُراجع نفسه وضميره، فلا شك أنَّ الرحمة قد غابت من قلب أمثاله، ومثل هذه المآسي وتلك المشاهد تذوب لها القلوب، إن لم نكن عونًا لهم في إحدى المبادرات الإنسانية التي تستهدف غوثهم وتوفير الملابس والبطانيات والطعام والدواء والاحتياجات الضرورية التي ينتظرونها بفارغ الصبر، على أحر من الجمر في هذه الفترة الصعبة من الشتاء القارس كي تقيهم الجوع والأمراض والمخاطر والمعاناة في مثل هذه الظروف شديدة الصعوبة، فليس هناك أقل من الدعاء بأن يُفرِّج الله كربتهم.

وللحديث بقية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أوشك على الموت خلال مشاركته في برنامج تحدٍ

أجبر نجم تلفزيون واقع بريطاني على الانسحاب من برنامج تحدٍ قبل أمتار من النهاية، بعدما تدهورت صحته وكاد يدفع حياته ثمناً لشغفه بالمغامرات الخطيرة.

كشف بيت ويكس أنّه واجه صعوبات كثيرة جداً حاول تحملها وتخطيها، إلى أن تجرّد من طاقته بالكامل وشعر بأنه على وشك الموت رغم أنها ليست هذه المرة الأولى التي يشارك فيها بيت ببرامج تحديات قاسية، وفقاً لما نقله موقع "ديلي ستار".
لكن طبيعة برنامج "إنقاذ المشاهير: من يجرؤ يفوز" التدريبية وشبه العسكرية القاسية أنهكت قواه، لاسيما التوجه إلى الجبال لتحدي الأجواء المناخية الصعبة في الحلقة التي عرضت يوم الأحد الماضي من البرنامج الذي يبث على القناة الرابعة البريطانية منذ عام 2015.

تدريبات قاسية

في تلك الحلقة، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات كل واحدة منها تضم شخصين. وطُلِب منهم سحب 60 كلغ من أدوات التدريب عبر 3 كيلومترات من التضاريس الجليدية، وهو أمر بطبيعته صعب جداً.
وفيما انسحب شريك بيت الممثل الكوميدي البريطاني تيز إلياس فوراً من المشاركة، أصر بيت على مواصلة التحدي، وشق طريقه على طول المسار، لكن في منتصف الطريق بدأ يكافح بقوة مع شعوره بالدوار، وتسلل الصقيع إلى جسده، فهوى على الثلج دون حراك.
قفز المساعدون لإنقاذ بيت، وقدّموا له الماء، وساعدوه على الوقوف والاستمرار، ولأنه كان منهكاً ويلتقط أنفاسه بصعوبة، أعيد إلى القاعدة، وخضع لفحص طبي، فيما تابع مشاركون آخرون المهمة، ما أشعل غضب بيت لأنه يريد الاستمرار رغم الانهاك.

غضب بيت لإخراجه لأنه يريد الاستمرار رغم تحذير المسعفين بالخطر على حياته، إلا أنه أصرَّ وعاد إلى المشاركة، لكنه على بُعد 400 متر من نهاية المهمة استسلم وانسحب بعدما خارت قواه بالكامل.

 

مقالات مشابهة

  • بعد قتل جاره..القبض على هارب فرنسي في إسبانيا أثناء محاولته الفرار إلى المغرب
  • توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية
  • أوشك على الموت خلال مشاركته في برنامج تحدٍ
  • أزمة الفرار من بلاد الأرز.. عين كردستان على المستثمرين اللبنانيين ولكن!
  • أزمة الفرار من بلاد الأرز.. عين كردستان على المستثمرين اللبنانيين ولكن! - عاجل
  • طالبتهم بسرعة المغادرة.. بريطانيا تساعد مواطنيها على "الفرار" من لبنان
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة ينظمون مظاهرة احتجاجية أمام منزل نتنياهو
  • ”صراع الحياة: الألغام الحوثية وخرائط الموت في اليمن”
  • بعد عملية الفرار من سجن جزين.. بيان توضيحي من قوى الامن
  • 3 أعمال تبقى لك بعد الموت.. لا تُضيعها