نامت أم ماتت.. ما مصير الطفلة هند بعد قضاء ليلة مرعبة بين الجثث بغزة؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
غزة- "كيف قضت هند ليلتها بين جثث داخل سيارة تحيط بها دبابات الاحتلال وكلاب الشوارع؟ لا يمكن لأحد أن يتصور حجم الرعب الذي كانت عليه هذه الطفلة ذات الستة أعوام، وقد بقيت وحيدة على قيد الحياة بعد استهداف سيارة خالها بشار حمادة واستشهاده وزوجته وأطفاله الثلاثة.
لا توجد معلومة مؤكدة عن مصير هند رجب (6 سنوات)، وهل نامت أم ماتت؟، فقد انقطع الاتصال بها عند الساعة الخامسة من مساء الاثنين، وكانت آخر كلماتها، وقد أنهكتها الجروح ومشاهد الرعب من حولها "أنا تعبانة بدي أنام".
يقول خال هند وشقيق بشار، عمر حمادة للجزيرة نت "أكثر من 24 ساعة مرت على هذه الجريمة، مصابنا جلل باستشهاد شقيقي وأسرته، ولم نصل بعد لهند لنعرف مصيرها بعد هذه الليلة المرعبة".
????هذه صورة الطفلة هند التي بقيت محاصرة داخل مركبة اطلق الاحتلال النار على كل من فيها فاستشهدوا جميعا ( 6 افراد ) وبقيت هند لساعات تناشد طواقمنا الوصول اليها لإخلائها من المنطقة المحاصرة بالدبابات الاسرائيلية.
????التفاصيل كاملة ادناه : ????#غزة #حقوق_الإنسان pic.twitter.com/KMWfLoZ1ZD
— PRCS (@PalestineRCS) January 29, 2024
فيلم رعبوقعت المأساة عندما استهدفت دبابات الاحتلال المتوغلة في محيط "دوار المالية" بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، سيارة مدنية تعود لبشار حمادة وبرفقته زوجته وأطفاله محمد (11 عاما) وليان (14 سنة) ورغد (13 عاما)، وابنة شقيقته الطفلة هند.
كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد ظهر الاثنين عندما استقبل عمر اتصالا من ليان "عمو أنا مصابة وهند كمان، وأبي وأمي وإخوتي استشهدوا، بدنا إسعاف".
"حاولتُ تهدئتها، وطلبت منها أن تحاول مساعدة أي أحد بجوارها لوقف النزيف وشجعتها "أنت كبيرة وقوية، لكن الحدث كان أكبر من كل كلمات التشجيع، وأكبر من هذه الطفلة، مش قادرة يا عمو أطلع عليهم (أنظر نحوهم)"، يقول عمر.
وبحسب رواية ليان لعمها عمر، فقد قرر والدها الشهيد بشار النزوح بهم من محطة الوقود التي يملكها قرب "دوار المالية" إلى منزل للعائلة في شارع الوحدة بمدينة غزة بعدما استشعر خطر البقاء، حيث عاودت دبابات الاحتلال التوغل في الحي ومناطق غرب المدينة.
محاولة النجاةفتحت دبابات الاحتلال نيرانها باتجاه هذه السيارة المدنية، وأوقعت من بداخلها بين شهيد وجريح، وتعالى بشار على جراحه، وفتح باب السيارة في محاولة للنجاة بنفسه وبمن بقي من أسرته على قيد الحياة، فباغتته رصاصات أوقعته شهيدا على مرأى من ليان وهند.
في تلك اللحظات، يضيف عمر، كانت ليان تنزف جراء إصابتها بجروح في فخدها وبطنها، في حين أصيبت هند في ساقها، وتوقفت ليان عن الكلام، وكانت آخر كلماتها "أطلقوا علينا النار كمان مرة، والكلاب هجموا على الجثث".
وقبيل تلك المحادثة الأخيرة، ولساعات، كان عمر النازح في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يُجري اتصالات ويبذل محاولات لضمان وصول سيارة إسعاف لمسرح الجريمة في منطقة يعتبرها جيش الاحتلال "عسكرية"، والتحرك فيها يحفه الموت.
ونجحت جهود جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعد اتصالات أجراها مسؤولون فيها من غزة مع "الارتباط الفلسطيني" في رام الله المسؤول عن التنسيق والتواصل مع الجانب الإسرائيلي، ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أجل تحريك سيارة إسعاف.
نامت أم ماتت؟ويقول الناطق باسم الهلال الأحمر رائد النمس للجزيرة نت "قُطع الاتصال تماما مع سيارة الإسعاف التي تُقل مسعفين اثنين، ولا نعلم أي شيء عن مصيرهما أو عن مصير ليان وهند، ولم يعد هناك أي تواصل منذ الساعة السادسة من مساء الاثنين".
يرجّح عمر استشهاد ليان بعد آخر مكالمة لها، ويقول "بعد ذلك تواصلت أنا والهلال الأحمر مع هند، وأخبرتني أن الدماء تغطي وجه ليان".
كان صوت هند يرسم مشاهد الرعب من حولها، وظلت على تواصل مع خالها عمر وطواقم الهلال الأحمر حتى الساعة الخامسة من مساء الاثنين قبل أن تستسلم "أنا تعبانة، بدي أنام"، فهل نامت أم فاضت روحها إلى بارئها؟ يتساءل عمر والألم يعتصر قلبه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دبابات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الإعلام الحكومي بغزة: القطاع على شفا الموت الجماعي
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم الجمعة، إن القطاع على شفا الموت الجماعي، مشيرًا إلى أن المجاعة تتسع وأكثر من مليون طفل أصبحوا في بؤرة الخطر والقطاعات الحيوية تنهار وسط حصار خانق وصمت دوليٍ مخزٍ.
وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة سوا:
بيان صحفي رقم (799) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي:
*قطاع غزة على شفا الموت الجماعي: المجاعة تتسع وأكثر من مليون طفل أصبحوا في بؤرة الخطر والقطاعات الحيوية تنهار وسط حصار خانق وصمت دوليٍ مخزٍ*
يجدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من استمرار تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل متسارع ومخيف، في ظل مواصلة الاحتلال "الإسرائيلي" فرض حصار خانق، وتعمده إغلاق المعابر بشكل كامل، ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية منذ 55 يوماً متواصلة، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع، ووضع أكثر من 2.4 مليون إنسان في مواجهة خطر الموت جوعاً.
إن المجاعة اليوم لم تعد مجرد تهديد، بل أصبحت واقعاً مريراً، إذ سُجلت 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينهم 50 طفلاً، في واحدة من أبشع صور القتل الجماعي البطيء، وفي وقت يعاني فيه أكثر من 60,000 طفل من سوء تغذية حاد، فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبب بالهزال وسوء البنية الجسمية وأصبحوا في بؤرة الخطر، فيما أُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعاً بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها.
وفي ذات السياق فقد دخلت البنية التحتية في قطاع غزة مرحلة الانهيار الكامل، حيث خرجت 38 مستشفى عن الخدمة بفعل قصف الاحتلال "الإسرائيلي" للمستشفيات أو حرقها أو تدميرها بشكل مباشر.
وكذلك أكثر من 90% من محطات المياه والتحلية توقفت عن العمل بسبب انعدام الوقود والتدمير الممنهج في إطار خطة تدمير ممنهجة يقودها الاحتلال "الإسرائيلي".
إضافة إلى أن جميع المخابز في قطاع غزة أُغلقت تماماً نتيجة انعدام الطحين والوقود، ورفض الاحتلال إدخال أي شحنات مساعدات إنسانية منذ 55 يوماً.
*وإزاء هذه الكارثة المتدحرجة في قطاع غزة نود التأكيد على ما يلي:*
أولاً: ما يجري في قطاع غزة هو جريمة إبادة جماعية موثقة بالصوت والصورة وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره، دون أن يُحرّك المجتمع الدولي ساكناً.
ثانياً: ندين بأشد العبارات جريمة التجويع الممنهج التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي"، وندين كذلك الصمت الدولي على هذه الجريمة النكراء والتي يُصنفها القانون الدولي كجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان.
ثالثاً: نحمل الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، ومعه الدول التي توفر له الغطاء السياسي والعسكري، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، التي تقف متواطئة بدعمها المباشر له ولجرائمه ضد الإنسانية.
رابعاً: نطالب ب فتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة لإنقاذ حياة أكثر من 2,4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان.
خامساً: ندعو إلى تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في جريمة التجويع والقتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة.
سادساً: نؤكد على ضرورة التدخل الدولي العاجل لوقف سياسة التجويع المُمنهجة وإنهاء الحصار الظالم وغير القانوني المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاماً بشكل متواصل.
سابعاً: نناشد كل أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم أن يتحركوا فوراً، فالأطفال في غزة يموتون جوعاً أمام مرأى العالم، بينما الأمهات يبحثن في الركام عن فتات يسد رمق صغارهن، والمرضى يحتضرون في مشافٍ بلا دواء أو كهرباء أو ماء أو وقود.
ثامناً: نطلق هذا النداء قبل وقوع الكارثة الكبرى. الوقت ينفد، وأي تأخير في الاستجابة سيُعد تواطؤاً واضحاً ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ.
*المكتب الإعلامي الحكومي*
قطاع غزة – فلسطين
الجمعة 25 أبريل 2025م
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025