صرّح متحدث الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، الثلاثاء، بأن بلاده لا ترحب بأي أعمال تؤدي لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، قائلا إن "الوقت حان لاتخاذ خطوات لخفض التوتر".

يأتي ذلك التصريح غداة إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الإثنين، بأن بلاده سترد "بشكل مناسب" على استهداف قاعدة أمريكية بطائرة مسيرة قرب الحدود الأردنية السورية، الأحد، أدت إلى مقتل 3 جنود وإصابة آخرين.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن بيسكوف قوله: "لا نرحب بأي أعمال تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتصعيد التوتر، خاصة على خلفية احتمالات الصراع المفرطة التي نلاحظها في المنطقة".

اقرأ أيضاً

حسابات معقدة للرد على إيران.. بوليتيكو: هذا ما يخشاه بايدن

وأوضح متحدث الكرملين أن "موسكو ترحب بالخطوات التي تؤدي إلى خفض التوترات".

وأضاف: "نعتبر مستوى التوتر بشكل عام مثير للقلق للغاية، وأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات لخفض التوتر".

وأشار إلى أن خفض التوتر هو "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعدنا لمنع انتشار الصراع، وخاصة في الشرق الأوسط".

وأكد بيسكوف أن خفض التصعيد "مهم للغاية لروسيا وخاصة في الشرق الأوسط، لتفادي الصراع بطريقة أو بأخرى".

اقرأ أيضاً

مسؤولون أمريكيون: رد بايدن على هجوم الأردن سيكون أقوى من ضربات سوريا والعراق

وفي وقت سابق اليوم، قال بريت ماكجورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن واشنطن لا تسعى للانخراط في حرب مع إيران.

وتطرق في تصريحات صحفية، إلى تصريحات بايدن، مؤكدا أن "الولايات المتحدة لا تسعى للانخراط في حرب مع إيران، ولا لاشتباك عسكري مع النظام (الإيراني)".

وأفاد أن واشنطن لا تهدف لتصعيد التوتر في المنطقة، مبينا في الوقت نفسه أن الهجوم الأخير على قاعدة أمريكية بالأردن "صعّد من التوتر" وأن عليهم الرد عليه.

وأفاد بأن تفاصيل طبيعة وتوقيت ومكان الرد على هجوم الأردن أمر عائد لهم، لافتا إلى أن الجميع سيعلم به عند وقوعه.

والأحد، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان، مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 25 آخرين في هجوم بطائرة مسيرة ضرب قاعدة أمريكية شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا.

اقرأ أيضاً

روسيا تسخر من بايدن: حان الوقت لتشكيل تحالف دولي لتحرير تكساس

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن القتلى كانوا في "البرج 22" في الأردن، و"تمثل عملية قتلهم تصعيدا كبيرا للوضع في الشرق الأوسط".

وتعرضت القوات الأمريكية في المنطقة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لـ 165 هجومًا، 66 منها كانت في العراق، و98 في سوريا، وآخرها هجوم في الأردن.

المصدر | الأناضول

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الروسية الكرملين الشرق الاوسط جنود أمريكيين فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط..تشكلٌ جديدٌ

التاريخ ليس صدفةً، وأحداثه ليست خبط عشواء، ولكنه بين رابح منتصر وخاسر مهزوم، وفي عام ونيفٍ تغير وجه منطقة الشرق الأوسط كلياً، فما بعد 2024 ليس كما قبلها على كل المستويات، خبت محاور إقليمية وصعدت محاور أخرى، سقط «اليسار الليبرالي» المتطرف في أمريكا والغرب، وصعد اليمين المحافظ، ورجع ترامب لقيادة أمريكا على الرغم من كل ما صنعه اليسار الليبرالي وآيديولوجيته العابرة للحدود.


مطلع الثمانينات، دولياً، حدثت حرب أفغانستان والاتحاد السوفياتي، ووقفت السعودية بقوةٍ مع حق الشعب الأفغاني ومع أمريكا حتى انتصر الشعب الأفغاني، وإقليمياً حدثت ثورة الخميني و«تصدير الثورة»، لكنها انطفأت الآن وتراجعت.
مطلع التسعينات حدث انفجارٌ سياسيٌ وعسكريٌ إقليمياً ودولياً، قاده صدام حسين باحتلاله الكويت، وشكلت السعودية تحالفاً دولياً مع أمريكا ألحق به هزيمةً منكرةً، فاضطر راغماً إلى الخروج من الكويت... وتجرع العراق مرارات الهزيمة والإذلال بفعل عنجهيةٍ حمقاء تنتمي لتاريخ مضى من خطابات القومية والبعث في التاريخ العربي الحديث.
في مطلع الألفية الجديدة، وبعد عقدٍ من الزمان تحركت خلايا «تنظيم القاعدة» ونفذت جريمة 11 سبتمبر (أيلول) في عام 2001 بأمريكا، واختارت القاعدة بوعيٍ من قياداتها وبتوجيه من الدول الداعمة لها إقليمياً أن تجعل غالبية المشاركين في العملية من السعوديين لإحداث شرخٍ في العلاقة التاريخية، ولكن البلدين استطاعا تجاوز الأزمة بالعقلانية والواقعية السياسية، وفشلت «القاعدة» وفشل داعموها.
وفي مطلع العشرية الثانية من الألفية الجديدة جرت أحداث الربيع العربي الأسود، ووقفت السعودية وحلفاؤها في وجهه ورفضته وسعت لاستعادة الدولة المصرية من خاطفيها وعادت مصر لشعبها وجيشها، وتحرك اليمن وكان علي عبد الله صالح مشهوراً بالرقص مع الأفاعي، ولكن رقصته الأخيرة أودت به، لأنه رقص مع الحوثي ضد عمقه العربي في السعودية ودول الخليج، والحوثي باع نفسه ووطنه ودولته وشعبه للأجنبي.
كانت السعودية دائماً مع حق الشعب الفلسطيني، حتى في أحلك الظروف، ولكن الشأن الفلسطيني شأن الشعب الفلسطيني نفسه، وإذا لم تنته «حماس» من حكم غزة ولم ينته «حزب الله» نهائياً من السيطرة على لبنان، ولم تنته «الحوثية» من حكم اليمن، نهائياً ودون مثنوية، فإن اللعبة الغربية الطويلة في الشرق الأوسط ستستمر، وإن بعناوين جديدةٍ ووجوهٍ مختلفة.
في السياسة، لكل بائع مشتر، وإذا كان ترامب مستعداً للبيع فالسعودية مستعدة للشراء، ومصالح البلدين تحكم كلًّا من الطرفين، وصفقات كبيرة وكثيرة في التاريخ والواقع تتم على مبدأ (الفوز للطرفين)، وهذه الصفقة المليارية الضخمة هي لخدمة أجندة السعودية ومشاريعها وقوتها ومستقبلها بعيداً عن أي مغامراتٍ غير محسوبة العواقب تتم في المنطقة، وخطابات المزايدات الشعاراتية رأت الشعوب العربية كيف أودت بدولها واستقرارها وأورثتها استقرار الفوضى.
القيادة السعودية الشابة، قيادةٌ استثنائية ومتحفزةٌ للعمل والإنجاز والنجاح، وهي تنجح في جميع المجالات بشهادة العالم بأسره، وأكثر من هذا؛ أنها تحسن التعامل السريع مع المتغيرات، فالتغيير السريع في السياسية مهارةٌ وفنٌ لا يتقنه إلا الساسة المحترفون وهو أصلٌ تحكمه الجدة وسرعة التفاعل والحيوية المستمرة، وهو شأن السياسيين لا شأن الباحثين والكتاب.
لا تكاد الأجيال السعودية الجديدة تملك نفسها من الفرح العارم الذي يسيطر عليها كل يومٍ، مع كل إنجازٍ ونجاحٍ وتفوّقٍ، داخلياً وتنموياً وإقليمياً ودولياً، بحيث لم تعد دولتهم وحلفاؤها بحاجة للاستمرار في عقودٍ من ردود الفعل، بل هي تشارك في صنع الأحداث وتشكيل الحاضر والمستقبل، وكل هذا نتيجة الرؤية الثاقبة والعمل الدؤوب والمتقن.
محورٌ إقليميٌ معادٍ للعرب دولاً وشعوباً تهاوى، ومحورٌ إقليميٌ آخر يعمل بإمرة الدول الغربية ولخدمتها يعيد تشكيل نفسه وبناء أولوياته، ولكن الذي يجب أن يفكر فيه الباحث والمحلل هو أن غالب الأحداث تصب في مصلحة الدول العربية المتوثبة للمستقبل، وهي بعد لم تستخدم كل عناصر قوتها وما كان لهذا أن يحدث لولا وحدة القرار وشمولية الرؤية وسرعة التفاعل.
أخيراً، فإن التوازن واحدٌ من أهم مفاهيم السياسة، يستطيع المحلل من خلاله إدراك الكثير من المتغيرات وعدم الانجراف معها يميناً أو شمالاً، وهو عاصمٌ في الفكر والسياسة من الحماسة والتهور، ومن التراخي والدعة في الآن نفسه.

مقالات مشابهة

  • الأردن في قلب العاصفة: تهديدات متزايدة وصراع على النفوذ في الشرق الأوسط الجديد
  • وفد كبير من حماس يزور روسيا غدا
  • المواد الكيميائية في أغلفة الأطعمة تخترق أجسامنا بشكل يدعو للقلق
  • الشرق الأوسط..تشكلٌ جديدٌ
  • البيت الأبيض: ترامب أكد خلال اتصاله بالرئيس السيسي أهمية تحقيق السلام بالمنطقة
  • بعد إلتهام أسد لحارسه بالفيوم.. ما السبب وراء السلوك الغريب لملك الغابة؟
  • اختراق مثير للقلق.. واتساب تعترض حملة تجسس استهدفت المستخدمين في 20 دولة
  • الإمارات لاعب رئيسي في المشهد الإعلامي العالمي
  • الإمارات تعزز مكانتها لاعباً رئيسياً في المشهد الإعلامي العالمي
  • حامد فارس: القاهرة تعمل على إيجاد ظهير حقيقي لصناعة السلام في الشرق الأوسط