“الأونروا” منظمة الإغاثة التي انشأتها الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1949، أي بعد عام من قيام دويلة إسرائيل على أرض فلسطين، كان ذلك نتيجة احساس العالم بمدى الظلم الذي لحق بالفلسطينيين، وفي محاولة لسد باب الحرج على هيئة الأمم المتحدة متمثلة في الدول الكبرى وعلى رأسهم أمريكا، أمام حقيقة خلق وقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وما نتج عنه من تشريد ونزوح للفلسطينيين.

هذه المنظمة تدفع لها أمريكا الجزء الأكبر من الدعم سنويا إلى جانب دول أخرى في شكل معونات مالية تشمل الغذاء والدواء وبعض الخدمات الأساسية لما يقارب من 5 مليون فلسطيني لاجىء في سوريا ولبنان والأردن وبعض الدول الأخرى بالإضافة إلى من يتواجد منهم في مخيمات اللجوء داخل فلسطين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وصار هذا الدعم أساسي منذ عقود ماضية.

يعمل بمنظمة الأونروا الآن ما يقارب 12000 موظف أغلبهم من الفلسطينيين وتشمل خدماتها كل المناطق الفلسطينية في الضفة وغزة بالإضافة إلى النازحين في البلدان المجاورة، الآن وخلال الحرب في غزة ظهرت اتهامات لحوالي 12 موظفا ممن يعملون في الأونروا بأن لهم علاقة بعملية 7 أكتوبر” طوفان الأقصى”، وقبل أن يتم التحقيق وتبيان حقيقة ذلك الاتهام سارعت أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الغربية مباشرة بتعليق تعاملها مع منظمة الإغاثة وقطع التمويل.

بهذا التصرف تكون أمريكا قد أوقفت تمويل المنظمة بما يزيد عن 52% مما كان، الأمر الذي سيتأثر به مباشرة النازحين من قطاع غزة نتيجة الحرب القائمة الآن، وجلي أن ذلك لا يعدو كونه مجرد ذريعة لإيقاف المساعدات للفلسطينيين، في هذا الظرف القاسي استجابة للمدللة إسرائيل، وهنا يبرز السؤال أين حقوق الإنسان؟! وما ذنب الفلسطينيين المشردين في غزة حتى يعاقبوا بجريرة 12 موظفا لم تثبت بعد إدانتهم؟! إن هذا لعمري هو عقاب جماعي جائر ينبغي على العالم تداركه وفصل موضوع الإرهاب عن معاناة الناس.

كم اتمنى أن تهب الدول العربية والإسلامية لتغطية هذا العجز في الدعم فهي الأولى عرفا وشرعا، ولكن للأسف تصدمنا الحقيقة عندما نجد أن النسبة الأكبر لهذا الدعم تأتي من أمريكا ودول أجنبية وأن حصة الدول العربية والإسلامية هي الأقل، فيا للخيبة وقلة الحيلة!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

ترامب: هارفارد مجرد مهزلة ولا تستحق التمويل

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه على جامعة هارفارد ضمن حملة إدارته على الجامعات التي شهدت حراكا ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مهددا بحرمانها من التمويل الفدرالي والإعفاء الضريبي بسبب رفضها الخضوع لإشراف حكومي واسع.

وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي إنه "لم يعد من الممكن اعتبار هارفارد مكانا لائقا للتعليم، ولا ينبغي إدراجها في أي من قوائم أفضل جامعات أو كليات العالم".

وأضاف أن "هارفارد مجرد مهزلة تعلّم الكراهية والغباء ولا ينبغي أن تتلقى تمويلا فدراليا بعد الآن".

ورفضت هارفارد محاولات ترامب لإجبارها على الخضوع لإشرافي حكومي واسع، على نقيض العديد من الجامعات الأخرى التي رضخت تحت وطأة ضغط شديد من البيت الأبيض.

علم فلسطين فوق تمثال جون هارفارد أبرز المتبرعين الأوائل للجامعة التي حملت اسمه (أسوشيتد برس)

وهدد ترامب أمس الثلاثاء بإلغاء الإعفاء الضريبي الممنوح للجامعة باعتبارها مؤسسة تعليمية غير ربحية بعدما جمّد في وقت سابق معونات لها بقيمة 2.2 مليار دولار.

وطلب ترامب من الجامعة تغيير سياساتها بما في ذلك كيفية اختيار الطلاب والموظفين، وإخضاع برامجها وأقسامها الأكاديمية لعمليات تدقيق.

وأكد آلن غاربر رئيس هارفارد أمس الثلاثاء أن الجامعة "لن تتخلى عن استقلالها ولا عن حقوقها التي يكفلها الدستور".

ويصف ترامب وإدارته الإجراءات بحق الجامعات بأنها رد على ما يعتبرونها "معاداة للسامية" وتأييدا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في إشارة إلى الحراك الطلابي الواسع الذي شهدته الجامعات للمطالبة بمقاطعة إسرائيل وإرغامها على وقف حرب الإبادة على الفلسطينيين في غزة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • هآرتس: تجويع غزة لا يحقق لإسرائيل أيًا من أهداف الحرب
  • هآرتس: تجويع غزة بات سياسة معلنة تتباهى بها إسرائيل
  • التمويل السياسي والشفافية
  • تجويع وقتـ.ـل بطيء بحق المدنيين في غزة.. «المرصد الأورومتوسطي» يُوجّه نداءً عاجلاً
  • رغم سجالات الحكومة والمعارضة.. إجماع إسرائيلي على تجويع غزة
  • حماس: تصريحات كاتس وبن غفير اعتراف صريح بجريمة تجويع سكان غزة
  • ترامب: هارفارد مجرد مهزلة ولا تستحق التمويل
  • خارجية الدول السبع تتخذ موقفا من هجمات الدعم السريع على مخيمات النازحين
  • أمريكا تندد بهجمات قوات الدعم السريع على مدنيين في السودان
  • أمريكا تنتقد التصعيد.. الدعم السريع تعلن حكومة موازية في السودان