«فاو»: خارطة طريق لتسريع التحول في نظم الأغذية الزراعية بالشرق الأوسط وأفريقيا
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
قالت بيث بيكدول، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة «فاو»، إن اليوم تتشارك منظمة الأغذية والزراعة والقطاع الخاص هدفا يتمثل في استكشاف حلول مبتكرة وقابلة للتطوير ومستدامة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
جاء ذلك خلال الحوار التفاعلي الذي عقدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة اليوم مع الجهات الرئيسية في القطاع الخاص لتعزيز سبل التعاون، وتبادل الأفكار والمشاركة الجماعية في صياغة مستقبل نظم الأغذية الزراعية بالمنطقة.
ونُظّم الحوار، الذي يحمل عنوان «إشراك القطاع الخاص في تسريع تحويل نظم الأغذية الزراعية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا» عبر الإنترنت بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، ومنتدى الأعمال (ثقة).
وجاء الحوار في إطار التحضيرات للدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى.
من جانبه، قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، خلال الحوار: «يجب أن تؤدي مشاركاتنا المستقبلية مع القطاع الخاص إلى إحداث تحول وأن يكون لها تأثير مستدام وقابل للقياس وفوائد واسعة النطاق لدعم إطارنا الاستراتيجي».
وأضاف: «من خلال الخبرة التي سنكتسبها معا والأخذ بوجهات النظر التي طرحها ممثلو القطاع الخاص اليوم، سيكون أمام الأعضاء في المنظمة وواضعي السياسات فرصة أفضل لتحديد الإجراءات التي يحتاجونها لتحويل نظم الأغذية الزراعية في المنطقة».
شراكات قوية مع مؤسسات القطاع الخاصوتعقد منظمة الأغذية والزراعة شراكات قوية مع مؤسسات القطاع الخاص لخلق تدفقات استثمارية كبيرة وتعزيز الابتكار والممارسات المستدامة مع التركيز على تطوير النظم الغذائية وتحويلها عبر جميع المراحل من الإنتاج إلى الاستهلاك لجعل هذه النظم أكثر كفاءة وشمولاً واستدامة وقدرة على الصمود.
بدوره، قال كارلوس واتسون، كبير منسقي منظمة الأغذية والزراعة للشراكات مع القطاع الخاص: «ستكون مشاركة القطاع الخاص عنصرا أساسيا في تحويل نظم الأغذية الزراعية والتنمية الريفية، في الحقيقة، إن القوة الناشئة عن العمل معاً في إطار شراكات تحويلية هي في صميم مهمة المنظمة المتمثلة في بناء عالم خالٍ من الجوع».
وتشدد المنظمة على ضرورة إقامة شراكات فعالة وقنوات اتصال لسد الفجوة بين المستثمرين ومبادرات المنظمة، ومن الأهمية بمكان إنشاء منصات اتصال شفافة وميسرة الوصول للقطاع الخاص ومنظمة الأغذية والزراعة للمشاركة والتعاون وتحديد فرص الاستثمار.
سياسات داعمة تشجع استثمارات القطاع الخاصومن خلال الدعوة إلى سياسات داعمة تشجع استثمارات القطاع الخاص في الزراعة المستدامة، يمكن تهيئة بيئة تمكينية للمستثمرين وتشجيع الاستثمارات طويلة الأجل.
سينعقد الاجتماع الوزاري، الذي ينظمه مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، في العاصمة الأردنية عمّان، يومي 4 و5 مارس، بحضور ممثلين رفيعي المستوى من وزراء وقادة من جميع أنحاء المنطقة لتأطير اتفاق إقليمي بشأن المستقبل والعمل المشترك لتحقيق نظم أغذية زراعية مستدامة محددة الأهداف ولضمان الأمن الغذائي لملايين السكان في المنطقة.
واستعداداً للاجتماع الوزاري، يجرى تنظيم اجتماع افتراضي لكبار المسؤولين في فبراير، إذ يجتمع كبار المسؤولين من البلدان الأعضاء والمنظمات الشريكة والوكالات الشقيقة للتباحث بشأن التحديات والأولويات الإقليمية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وسيتم تحديد هذه الأولويات من خلال اجتماعات مائدة مستديرة وحلقات نقاش لتحديد أفضل الممارسات لإحداث التحول في نظم الأغذية الزراعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأغذية الزراعية الفاو الزراعة الأمم المتحدة منظمة الأغذیة والزراعة نظم الأغذیة الزراعیة الأدنى وشمال أفریقیا القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية".. ما تبعات ذلك على المدنيين وما مستقبل خارطة الطريق الأممية؟ (تقرير)
بين الرضا والخوف يتفاعل اليمنيون مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إدارته الجديدة بتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية"، في ظل التصعيد الذي تشهده المنطقة والوضع الإنساني المتأزم في البلاد منذ اندلاع الحرب قبل عشر سنوات.
والأربعاء أعاد ترامب تصنيف الحوثي منظمة إرهابية أجنبية لهجماتها ضد الملاحة البحرية وتهديد المصالح الأمريكية وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي.
خطوة تصنيف الحوثيين كـ "منظمة إرهابية" من قبل واشنطن تعني تكثيف الضغط على الجماعة في اليمن اقتصاديًا وقانونيًا، وسيصعب هذا التصنيف على الحوثيين التعامل مع النظام المالي العالمي أو الحصول على الدعم الخارجي.
وتتوالى ردود الأفعال بين أوساط اليمنيين من تداعيات تلك القرار، البعض يرى أنه إيجابي سيعمل على عزل الجماعة عن العديد من قنوات التمويل والمساعدات الإنسانية التي كانت قد تصل إليهم من قبل، مما سيزيد من معاناتهم في التعامل مع الأزمات الإنسانية والاقتصادية، فيما البعض الآخر يبدي تخوفه من انعكاس ذلك على المدنيين، مؤكدين أن الجماعة لا يهمها أمر المدنيين بل تتجار وتستغل معاناتهم.
ويرى أخرون أن هذا التصنيف يشكل عائقًا كبيرًا في طريق الحوثيين للتعامل مع العديد من الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة نفسها، التي قد تواجه صعوبة في تنفيذ عملياتها بسبب القيود المفروضة من قبل الدول الغربية والمؤسسات الدولية.
خبراء في الاقتصاد يقولون إن قرار تصنيف الحوثيين كـ “منظمة إرهابية” له تأثيرات اقتصادية وقد يؤدي إلى مزيد من العزلة المالية، أي أن الدول والشركات والمصارف الدولية ستكون في مواجهة عقوبات قانونية إذا تعاملت مع الحوثيين، ما يعني أنهم سيجدون صعوبة كبيرة في تأمين تمويلات أو استثمارات خارجية.
ويأتي قرار التصنيف في وقت يعاني فيه اليمنيون منذ سنوات من أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويتأثر أكثر من 24 مليون شخص في اليمن من استمرار الحرب والصراع كما يعتمد حوالي 80% من السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانية يصل لنحو 10 ملايين شخص في مناطق سيطرة الحوثيين بشكل دوري.
هل سيكون هناك استباق حوثي لإفراغ قرار التصنيف؟
وفي السياق قال السياسي والدبلوماسي اليمني سفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان، إن الحوثيين وبدعم من جهات تتعاطف معهم، يعملون على تفكيك الجزء الخارجي من بنيتهم الارهابية وإعادة بنائها بما يتفق مع الضرورات التي أخذت تلح عليهم أن يستبقوا قرار إعادة تصنيفهم كمنظمة ارهابية من قبل إدارة ترامب".
وأضاف "القرار الذي صدر عن الادارة الأمريكية مؤخراً بتصنيفهم منظمة ارهابية لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد خطوات تنتهي بتقرير يقدمه وزير الخارجية الأميركي، مما يعني أن القرار ترك الباب موارباً بحيث يتمكن " الوسطاء" ممن حاولوا اقناع الادارة الأمريكية بجعل القرار مرناً، أن يقوموا بتفكيك الجزء الخارجي من البنية الارهابية للجماعة بدءاً بإطلاق الطاقم الملاحي للسفينة المختطفة غالاكسي كعربون سمع وطاعة، والذي ستعقبه خطوات أخرى".
مقامرة بأرواح الملايين من اليمنيين
الخبير الاقتصادي رئيس مركز الإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، قال "من المؤسف أن تقامر جماعة الحوثي بحياة الملايين المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها".
وأضاف معلقا على اقدام جماعة الحوثي باختطاف موظفين أمميين في صنعاء بالقول "عمليا، تسد كل منافذ الوصول إلى الحياة الكريمة في وجوههم، سواء من خلال التسبب في العقوبات المتلاحقة المفروضة على الجماعة والتي تواجهها بمزيد من الصلف والتحدي الذي وصفه بـ "الأرعن"، أو عبر الاستمرار في الاعتقالات والانتهاكات التي تمارسها تجاه العاملين في منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية".
دفن خارطة الطريق الأممية
من جهته قال الباحث ماجد المذحجي رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن "قرار ترامب بتصيف الحوثيين منظمة إرهابية يدفن نهائياً خارطة الطريق الأممية".
وأضاف "صدر أخيراً ما هو متوقع: تصنيف الرئيس الأمريكي ترامب للحوثيين كمنظمة ارهابية اجنبية بقرار تنفيذي بدل الانتظار لمشروع القانون في الكونغرس".
وزاد "الملفت للغاية هو النص المتشدد للغاية للقرار الذي يحشد ويعاقب -بنص فضفاض ويمكن التوسع بتأويله- أي علاقة مع جماعة الحوثيين بما فيها قطع التمويل الأمريكي عن أي منظمة لا تقوم بما يكفي من توثيق لـ انتهاكاتهم، او بما يكفي في مواجهة الحوثيين عموماً".
وأكد المذحجي أن قرار التصنيف سيدفن نهائياً خارطة الطريق الاممية، ويستأنف تنفيذ قرارات البنك المركزي بنقل البنوك إلى عدن رغماً عن الجميع، ويجفف الموارد، ويعاقب على أي مستوى من العلاقة السياسية والمالية من أي منظمات دولية او أطراف وشركات محليه مع الحوثيين.
ولفت إلى أن القرار سيغلق باب السياسة والحوار مع الحوثيين، ويصعد إلى السطح سياسات الخنق الاقتصادي الأقصى للجماعة، بما يبدو مساراً واضحاً لتقويضها اقتصادياً وسياسياً قبل تقويضها عسكرياً". مؤكدا بالقول "إنها نهاية عقد من الفرص استثمرتها هذه الجماعة على حساب اليمنيين".
خنق الحوثي اقتصاديا
المحلل السياسي عبدالقادر الجنيد قال إن الفقرة المهمة في التصنيف هو "تعاون أمريكا مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات الحوثي، وحرمانها من الموارد".
وأضاف "قدرات" و "عمليات" الحوثي، تعني: استعمال الطائرات المسيرة والصواريخ ضد اليمنيين، عملية الهجوم على مارب بسلاسل الأرتال العسكرية، عملية حصار مدينة تعز".
وتابع الجنيد "القضاء على القدرات والعمليات، يعني أن تقوم أمريكا وشركاؤها الإقليميون (السعودية والإمارات وربما اسرائيل) بالمبادرة بقصف الحوثيين سواء قاموا بهجمات أم لم يقوموا".
ويرى أن القرار سيحرم الحوثي من "الموارد" وسيضع نهاية الحركة الحوثية بالسم البطيء، وقال الجنيد "ربما يكون هذا أهم ما في قرار التصنيف الأمريكي للحوثية كجماعة إرهابية"
.
واستدرك "الحوثي الآن، في حالة القط الشرس الذي وضع في زاوية في غرفة مغلقة وليس أمامه إلا الهجوم إلى الوسط.
وقال الجنيد "تم حجز الحوثي وحصره في زاوية في مكان مغلق بإلغاء خارطة الطريق وتصنيف الإرهاب وقطع الموارد"، مشيرا إلى أن الحوثي يريد تغيير المعادلة والقيام بضربة استباقية.
ترحيب حكومي وتصعيد حوثي
وفي أو تعليق رسمي لها قالت جماعة الحوثي إن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية لن يزيدها إلا ثباتا وصمودا.
وزعمت أن هذا القرار القديم الجديد لا يخدم الاستقرار في المنطقة وجهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق السلام العادل والمشرف للشعب اليمني.
إلى ذلك قال رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك إن القرار سيؤدي إلى تجفيف مصادر تمويلها ويحد من أنشطتها الإرهابية داخل اليمن وخارجه.
وأضاف بن مبارك -خلال لقائه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جيمس ريتش، في ختام زيارته للعاصمة واشنطن- أن هذا التصنيف يعد خطوة قانونية واقتصادية هامة لعزل أذرع إيران الإرهابية في المنطقة.
ولفت إلى أن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية سيسهم في زيادة الضغط على المليشيا ويبعث برسالة واضحة حول انتهاكاتها واعتداءاتها الإرهابية.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أكد على أهمية الأمر التنفيذي للرئيس دونالد ترامب الذي يعيد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية كخطوة حاسمة للحد من تأثير المجموعة، معربا عن تطلعه للاستمرار في دعم الحكومة اليمنية في مواجهة الحوثيين.