جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-06@14:16:14 GMT

هل تخجل من اسمك؟!

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

هل تخجل من اسمك؟!

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

في عالم تعاظمت فيه الشخصنة واختفت خلفه حقيقة الواقع في سجلات المواقع الإلكترونية المتداولة بيننا، حيث نجد الكثير من الأسماء المستعارة يستخدمها شريحة كبيرة من المستخدمين لتلك المواقع، والسؤال الذي يفرض نفسه عن سبب إخفاء البعض شخصيته خلف تلك الأسماء ويظهر خلف الستار باسم مستعار، حتى إن بعض المواقع أصبحت تحظر تلك الحسابات وبعضها تغلقه بتاتًا من منصتها كونها لا تعي أصحابها.

بينما في عالم مليء بما يُسمى بـ"الذباب الإلكتروني" الذي يعمل خلف حسابات وهمية تُسيء في الواقع لبعض الجهات بِمُسمى وهمي لا يمت بأي صلة للمصدر المُتهكّم على الغير، غير أنه انتحال لشخصية تلك الجهة التي ادعاها صاحب الحساب، فإن الفطنين علموا بالنيات الخبيثة التي تقف وراءها وتعاملوا معها بحنكة بحظرها أو بعدم الخوض في مغثوثها، بينما البعض قد جرجرته تلك الحسابات بالدخول في مهاترات مع أصحابها والبعض وصل به الحال للسب والشتم والتهكّم غير المُبرر وغير المرغوب به في واقع ضبط النفس والتحلّي بالحكمة المنطقية في إدارة الأمور الخاصة في كيفية التعامل الصحيح مع تلك الحسابات.

إن ما تُشرّف به نفسك وشخصك عند التداول مع الآخرين هو تعريف الناس بهويتك الشخصية وتعتز بها بينهم، وهو نهج نبوي أوصى به المصطفى صلوات اللّه وسلامه عليه كما جاء في صحيح البخاري: عن جابر رضي الله عنه يقول: أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم في دَين كان على أبي فدققت الباب، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فقال: أنا أنا كأنه كرهها، فهي دلالة منه صلوات اللّه وسلامه عليه على التعريف بشخصية الطارق والتعريف له باسمه نظير الرد عليه بكلمة أنا، فالأحرى بالشخص أن يُعرّف باسمه وهويته ويظهر صورته ونبرة صوته ونبذة شخصية عنه إن لزم الأم ليعرفه النَّاس بها، وهي مفخرة يعتز بها الفرد ويفخر بها نظير الرموز التي يستخدمها البعض للاختباء خلف ستار مغبة النَّاس له وعلى نفسه.

إنَّ المواجهة بالشخصية المطلقة للفرد بين العامة هي مفخرة له شخصيًا ولكيانه الذي ينتمي إليه، وهي علامة من علامات الرجولة والشهامة والمروءة من سالف الأزمان، ويجب أن يفخر المرء باسمه وبكيانه ويعتز بانتمائه أينما وُجد وأينما تواجد ليكبر في أعين الناس ويُقدرونه ويحترمونه ويتساموه بينهم بنِعم الفلان الفلاني ونعم برجولته ومعانيه.

خلاصة القول.. هو أن تتسمى باسمك في حضرة الناس وتفتخر بشخصيتك بين الرجال وتُسجله في جميع حساباتك الإلكترونية عندما تخوض في عالمها الحديث وتضع صورتك الشخصية وتضع نبذة تعريفية عنك ليعرفوك الناس بها هو أسمى لك وأزكى إن كنت إنسانًا سَوِيًا وتقيًا وسريرتك نقية وشخصيتك عظيمة وقوية بدل الاختباء خلف أسماء مُستعارة ودلالات مُبهمة لا تمت بأي صلة بمكانتك وحضورك بين الناس وكأنك تخجل من اسمك وتُضعضع من شخصيتك بينهم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اختصاص الجنايات بنظر الجنح التي تقع بواسطة الصحف عدا المضرة بآحاد الناس لا يخالف أي حكم دستوري

قضت المحكمة الدستورية العليا بجلستها المعقودة اليوم السبت، برئاسة المستشار بولس فهمي إسكندر برفض الطعن على نص الفقرة الأولى من المادة 214 والمادتين 215 و216 من قانون الإجراءات الجنائية، فيما تضمنته من إسناد الاختصاص بنظر الجنح التي تقع بواسطة الصحف أو غيرها من وسائل النشر، عدا المضرة بآحاد الناس، إلى محكمة الجنايات.

وشيدت المحكمة قضاءها على سند من القول بأن إسناد الفصل في تلك الجنح إلى محكمة الجنايات قد جاء مراعاة لما يستوجبه القضاء في هذه الجريمة من الوقوف على حدود إباحة الفعل، التي تتساند إلى حرية الرأي والحق في التعبير، وهما من الحقوق الشخصية التي لا تقبل تعطيلًا ولا انتقاصًا. وهو حال يغاير ارتكاب هذه الجريمة في حق آحاد الناس، والتي لا تقتضي تقصي سبب الإباحة المار ذكره، وهو ما حدا بالمشرع إلى اسناد الاختصاص بنظر الجنح التي تقع بواسطة الصحف، عدا المضرة بآحاد الناس، إلى محكمة الجنايات لما يتمتع به قضاتها من خبرات قضائية متراكمة تؤهلهم للفصل في جريمة خصها المشرع بسبب إباحة لم يقرره لغيرها من جرائم الباب السابع من الكتاب الثالث من قانون العقوبات، وقد جاء هذا التنظيم في إطار السلطة التقديرية للمشرع وقام على أسباب موضوعية تبرره.

مقالات مشابهة

  • اختصاص الجنايات بنظر الجنح التي تقع بواسطة الصحف عدا المضرة بآحاد الناس لا يخالف أي حكم دستوري
  • مصائب الكيزان في بلاد السودان!
  • الدستورية: اختصاص الجنايات بنظر الجنح في قضايا النشر لا يخالف الدستور
  • اختصاص الجنايات بنظر جنح الصحف لا يخالف أي حكم دستوري
  • الدستورية: اختصاص الجنايات بنظر الجنح فى قضايا النشر لا يخالف الدستور
  • هيباتيا
  • مفتي الجمهورية لـ «الأسبوع»: من حق المرأة تولي منصب الإفتاء إذا توافرت فيها هذه الشروط (حوار)
  • توحيد خطبة الجمعة بالمغرب.. تضييق على الخطباء أم ترشيد لوظيفتهم؟
  • وزارة الأوقاف المصرية من جمعة للأزهري.. ما الجديد؟!
  • مناقشة “الطلاق العاطفي” في استراليا