عربي21:
2025-01-18@00:48:52 GMT

مع إسرائيل كيفما كانت.. نتوءات الشرّ الغربي!

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

أعلنت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا وألمانيا وفرنسا واليابان وسويسرا؛ تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وذلك بعد قرار محكمة العدل الدولية قبول دعوى جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" بشأن اتهام الأخيرة بارتكاب أعمال إبادة جماعية في حربها العدوانية الجارية على قطاع غزّة، وأمرها "إسرائيل" باتخاذ إجراءات تمنع اقتراف إبادة جماعية في غزّة.



جاء تعليق التمويل المعلن هذا، بذريعة اتهام "إسرائيل" لـ12 موظفا في "الأونروا"، بمشاركتهم في عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وذلك بالرغم من مسارعة "الأونروا" بفسخ عقود هؤلاء الموظفين، وفي حين أنّ "الأونروا" أصلا متهمة من الفلسطينيين بالإذعان للمطالب الإسرائيلية في هذه الحرب الجارية، وبنحو من شأنه أن يوصف بالتواطؤ، وذلك بانسحابها السريع والمريب في بداية الحرب من مدينة غزة وشمالي القطاع، والذي شمل إغلاق المدارس والمراكز الصحية التابعة لها وتعطيل الخدمات المقدمة من طرفها في تلك المناطق.

لا يمكن فصل هذا الإجراء الذي يحرم "الأونروا" من أكثر من 80‎ في المئة‎ من تمويلها؛ عن الحرب الجارية على أكبر معسكر للاجئين الفلسطينيين، والذي هو قطاع غزّة، ممّا يعني أن قرار الدول المذكورة، يندرج في سياق تعزيز الجهد الحربي الإسرائيلي، وتشديد الحصار على الفلسطينيين، وذلك لكون المساعدات الداخلة إلى قطاع غزّة في أثناء الحرب تُوزّع من خلال "الأونروا"، الأمر الذي يعني أن العقاب المفروض على الوكالة؛ بالضرورة يفضي إلى تقليص المساعدات أثناء الحرب
لا يمكن فصل هذا الإجراء الذي يحرم "الأونروا" من أكثر من 80‎ في المئة‎ من تمويلها؛ عن الحرب الجارية على أكبر معسكر للاجئين الفلسطينيين، والذي هو قطاع غزّة، ممّا يعني أن قرار الدول المذكورة، يندرج في سياق تعزيز الجهد الحربي الإسرائيلي، وتشديد الحصار على الفلسطينيين، وذلك لكون المساعدات الداخلة إلى قطاع غزّة في أثناء الحرب تُوزّع من خلال "الأونروا"، الأمر الذي يعني أن العقاب المفروض على الوكالة؛ بالضرورة يفضي إلى تقليص المساعدات أثناء الحرب، وهو ما يتناقض تماما مع دعاية الخطاب الأمريكي التي تتحدث عن ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين.

ليس هذا هو التناقض الأوّل في عموم الممارسة الأمريكية في هذه الحرب المُعلنة على الفلسطينيين في غزّة، والكاشف عن التلاعب الأمريكي بالعالم بإطلاق الإشارات والتصريحات المتناقضة؛ بهدف دفع يد الإسرائيلي أكثر في دماء الفلسطينيين، والاحتفاظ في الوقت نفسه ببهرج قناع الإنسانية الزائف لضرورات النفاق الدبلوماسي المعروفة، ويكفي ما تسرّب عن محاولات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لإنجاز خطة تهجير الفلسطينيين الإسرائيلية بالضغوط التي مارسها أول الأمر على دول عربية، وتاليا ما أخبر به (أي بلينكن) وزراء لجنة التواصل العربية المنبثقة عن قمة الرياض العربية الإسلامية؛ من أنّ مشروع تهجير الفلسطينيين من غزّة تنسّق له الولايات المتحدة مع أوغندا وكندا ودول أفريقية وعربية أخرى، كما أنّه عدّ جميع سكان القطاع متهمين بدعم حماس وحمايتها؛ مما يجرّدهم، في رأي بلينكن، من حقهم في الحماية، وذلك بحسب معلومات كشفها الوزير اللبناني السابق غازي العريضي.

يُذكّر سلوك هذه الدول، والذي لا بدّ وأنّه منسق، باصطفافها السريع لتبنّي الدعاية الإسرائيلية مطلع الحرب باجتراح الأكاذيب عن اغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال، بلا أدنى تحقّق. لا يعني ذلك بالضرورة أنّ هذه الدول ترى "إسرائيل" صادقة دائما وفي أحوالها كلّها، ولكنّها لا ترى غضاضة في أن تكذب "إسرائيل" وتكذب هي إلى جانبها.

بايدن حينما روّج بنفسه لتلك الدعاية لم يكن يجهل أنها كاذبة، لكن الكذب ملح الدول العظمى المرصوص في جراح المستضعفين، تماما كما أنها تتبنى الاتهامات الإسرائيلية عن موظفي "الأونروا" وتتخذ الإجراءات العقابية وفق الاتهامات الإسرائيلية؛ بلا أدنى استيضاح مستقلّ يأخذ بعين الاعتبار كون "إسرائيل" طرفا لا يجوز أن يكون حكما، وقبل ذلك وبعده، لا تصح معاقبة ملايين الفلسطينيين بالتجويع والحصار لأجل اتهام أفراد منهم بمساعدة مقاومة شعبهم، لكن كيف لا تكون "إسرائيل" حَكما على الفلسطيني وجلادا وهي عين المستعمر الأبيض ويده ورجله في "الشرق الأوسط" وهو حكم العالم وجلاده، وما هذه المؤسسات الدولية إلا أدوات هذا المستعمر ونتائج انتصاره في حروبه العالمية ودلائل استمرار هيمنته على العالم؟!

إن كانت الدول نفسها التي تنفّذ حصار الإسرائيلي على الفلسطيني في أثناء الحرب هي التي يُفترض بها إنفاذ قرار محكمة العدل الدولية بضمان تدفق المساعدات للمدنيين ومنع الإبادة الجماعية؛ لموقعها في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا)، فقد أخرجت لسانها للعالم، وهي تنفذ هذا القرار على طريقتها!
فإن كانت الدول نفسها التي تنفّذ حصار الإسرائيلي على الفلسطيني في أثناء الحرب هي التي يُفترض بها إنفاذ قرار محكمة العدل الدولية بضمان تدفق المساعدات للمدنيين ومنع الإبادة الجماعية؛ لموقعها في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا)، فقد أخرجت لسانها للعالم، وهي تنفذ هذا القرار على طريقتها!

كذلك لا يمكن فصل قرار هذه الدول بمعاقبة "الأونروا"، عن السعي الإسرائيلي المحموم لإنجاز صفقة تبادل أسرى دون الإعلان عن وقف إطلاق النار، وهو ما بات الإسرائيلي بحاجته، ليؤكد لنفسه ومجتمعه الاستيطاني العنصري أولا أنه قادر على استرجاع الأسرى دون وقف الحرب، وليجرد المقاومة من ورقة تستثمرها للتأثير على المجتمع الإسرائيلي وصانع القرار السياسي والعسكري فيه، ولتكون يد الإسرائيلي مطلقة من أي قيود وظهره متخففا من الأحمال، وقد بات ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة من أكثر ما يثقله ويشوش على جهده الحربي، فإذا كان هذا الإسرائيلي يضغط بالنار والقصف لانتزاع التنازلات من المقاومة، فإن الأمريكي وتوابعه يضغطون بالمزيد من الحصار والتجويع والإعلان العملي السافر عن دعم مخططات الإسرائيلي مهما كانت، كتوفير كل الأسباب الكافية لتهجير الفلسطينيين.

كل شيء مباح للإسرائيلي، فالذي مارس التطهير العرقي لضمان قيام كيانه وعلى أساس من الأكاذيب المهينة للعقل، وعاد ليمارس الإبادة الجماعية كما في هذه الحرب، ولم يُبق مدرسة ولا جامعة ولا مسجدا ولا كنيسة ولا مستشفى ولا مركز إيواء خارج نطاق نيرانه؛هذه "إسرائيل" وهؤلاء معها كيفما كانت، بل هم معها إن كانت بهذا النحو، دولة محو وإبادة، إذ هي بذلك امتداد لهم، فإذا كانت الأكاذيب ملحهم، فإنّ العالم وجبتهم التي يشحذون لها السكاكين ويذخّرون لها المدافع لن يمتنع كما في فجر اليوم (30 كانون الثاني/ يناير) من التسلل إلى "مستسفى ابن سينا" في جنين ليقتل ثلاثة فلسطينيين على أسرّة المستشفى، ولا وزن بعد ذلك لكل ما يمكن أن يقوله مجوّعو الفلسطينيين في غزة، من أمريكا وتوابعها، من تحفظات حول ممارسات إسرائيلية، أو كيانات خرافية تعتنق الإبادة عقيدة كأحزاب الصهيونية الدينية النافذة في حكومة نتنياهو، ولن يكون الحديث عن القانون الدولي وانتهاك الاستيطان له إلا محض احتقار للعالم!

باختصار هذه "إسرائيل" وهؤلاء معها كيفما كانت، بل هم معها إن كانت بهذا النحو، دولة محو وإبادة، إذ هي بذلك امتداد لهم، فإذا كانت الأكاذيب ملحهم، فإنّ العالم وجبتهم التي يشحذون لها السكاكين ويذخّرون لها المدافع.

هل تكفي المصالح لتفسير ذلك كله؟! لماذا نحن مغرمون بعقلنة الجريمة وتسبيب استباحة الأبيض للعالم؟! كم نحن مساكين في بحثنا عن أسباب قابلة للفهم لتفسير هذا الاندفاع المسعور خلف الإسرائيلي بكلّ ما أوتي ذلك الأبيض، وكأنّ الشرّ وحده، بدوافعه الغريزية الأكثر انحطاطا، كدوافع العنصرية وتأليه الذات واحتقار الآخر، غير كاف لفهم كلّ هذا الاختلال والفساد في العالم.

twitter.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين إسرائيل غزة الحصار إسرائيل فلسطين غزة حصار انروا مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أثناء الحرب قطاع غز ة یعنی أن التی ی

إقرأ أيضاً:

5 نقاط مهمة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس مع انتظار إن كانت حكومة إسرائيل ستصادق عليه

(CNN)-- يتوقع أن تصوت الحكومة الإسرائيلية، الخميس، على ما إذا كانت ستصادق على اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب واتفاق إطلاق سراح الرهائن المتفق عليه بين حماس وإسرائيل.

ومن المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ، الأحد، وهو أول إعفاء من الحرب لشعب غزة منذ أكثر من عام، والثاني فقط منذ بدء القصف الإسرائيلي قبل 15 شهرا.

وأعربت عائلات الرهائن عن فرحتها وارتياحها بعد الإعلان عن الصفقة، والتي ستشهد في البداية إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة مقابل مئات الأسرى الذين تحتجزهم إسرائيل، وفيما يلي ملخص لأبرز ما عليك معرفته:

الصفقة: تتضمن المرحلة الأولى من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وتبادل الرهائن بما في ذلك المدنيين والمجندات والأطفال والمسنين والمرضى والأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين غزة، وسيتم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة في المرحلة الأولى، لكن العديد من تفاصيل الصفقة والجدول الزمني لا تزال غير واضحة.

التصويت الإسرائيلي: لا يزال الاتفاق بحاجة إلى موافقة مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي، وبعد ذلك ستحتاج الحكومة إلى تمريره بأغلبية بسيطة، حسبما قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لشبكة CNN. وأشار عضو واحد على الأقل في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى أنه لن يصوت لصالح الصفقة في وضعها الحالي، وقال نتنياهو إنه لن يعلق على الصفقة حتى يتم الانتهاء من التفاصيل.

ما تقوله حماس: قالت حماس إن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن يمثل “نقطة تحول حاسمة” في “كفاحها ضد العدو”، وقالت حماس في بيان لها إن “الاتفاق على وقف العدوان على غزة يعد إنجازا لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم”.

تنفيذ الصفقة: تعهدت الولايات المتحدة ومصر وقطر بالتنفيذ الكامل للمراحل الثلاث للصفقة. وقال الوسطاء إنهم سيعملون بشكل مشترك “للمساعدة في ضمان تنفيذ جميع المراحل الثلاث بالكامل من قبل الطرفين”. وقال رئيس الوزراء القطري لشبكة CNN إن الدول الوسيطة ستتعامل مع “آلية متابعة” لضمان عدم انتهاك أي طرف لوقف إطلاق النار.

فرصة لإنهاء الحرب: لا يزال يتعين التفاوض على المرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار خلال المرحلة الأولى، وستبدأ تلك المحادثات في اليوم السادس عشر من تنفيذ الاتفاق، بحسب مسؤول إسرائيلي. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن المحادثات ستتجاوز وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم الإعلان عنه، الأربعاء، وستشمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن وبدء إعادة بناء غزة و”نهاية دائمة للحرب”.

مقالات مشابهة

  • البرلمان البريطاني يحذر من تداعيات حظر إسرائيل لـالأونروا
  • نواب بريطانيون يدعون إسرائيل للعودة عن قرار حظر الأونروا
  • نواب بريطانيون يدعون إسرائيل للعودة عن قرارها حظر "الأونروا"
  • الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة بعد وقف إطلاق النار
  • كيف علّق الغزيون على اقتراب موعد حظر عمل أونروا؟
  • الإعلام الغربي ينقلب على نتنياهو: يستعد لرفض صفقة السلام
  • 5 نقاط مهمة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس مع انتظار إن كانت حكومة إسرائيل ستصادق عليه
  • أشرف أبو الهول: مصر تصدت للمخطط الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين
  • الأونروا تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم الحظر الصهيوني
  • ‏المفوض العام لـ "الأونروا": الوكالة تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل