الوساطة "المصرية-القطرية" تسابق الزمن لوقف الحرب في غزة.. ونتنياهو يتعمد عرقلة المفاوضات للاستمرار في منصبه
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
◄ قطر: المحادثات قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار
◄ مقترح بوقف إطلاق النار لمدة شهرين وإطلاق سراح 100 أسير إسرائيلي
◄ حماس: ندرس مقترح مفاوضات باريس ونتباحث مع القاهرة للوصول إلى اتفاق
◄ نتنياهو "يجر شكل" قطر.. والدوحة: لا يعطي أولوية لأرواح الأسرى الإسرائيليين
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ بدء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم يتم التوصل إلى هدنة إنسانية بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة، إلا مرة واحدة وبوساطة مصرية قطرية أمريكية، وذلك في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، إذ توقف القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية لفصائل المقاومة لمدة أسبوع جرى خلالها تنفيذ عمليات لتبادل الأسرى، إذ تم إطلاق سراح 105 من الأسرى الإسرائيليين مقابل 240 أسيرا فلسطينيا.
وعقب انتهاء الهدنة، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما عنيفا على كافة مناطق القطاع، وارتكب العديد من المذابح بحق الفلسطينيين، وفي المقابل واصلت فصائل المقاومة استهداف قوات الاحتلال وآلياته العسكرية وقصف المدن المحتلة بالصواريخ.
وفشلت إسرائيل منذ بدء الحرب في الوصول إلى أماكن الأسرى فضلاً عن تحريرهم، في ظل ضغط من قبل الإسرائيليين والتظاهر المتواصل في شوارع تل أبيب للمطالبة بعقد صفقات جديدة لاستعادة الأسرى، لتقرر إسرائيل العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى.
وبسبب المذابح التي ارتكبت عقب انتهاء الهدنة الوحيدة في نوفمبر الماضي، تصر الفصائل الفلسطينية على أنه لا اتفاق حول تبادل الأسرى إلا بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو الأمر الذي ترفضه حكومة نتنياهو، إلا أن الضغط الدولي وضغط الشارع الإسرائيلي قد يغير المعادلة.
اتفاق مرتقب
وتؤكد مصادر دبلوماسية مطلعة على جهود الوساطة المصرية القطرية أن الأيام المقبلة قد تشهد الوصول إلى اتفاق حول هدنة إنسانية طويلة يعقبها وقف لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى من قبل الطرفين.
وفي باريس، عقدت اجتماعات بمشاركة إسرائيل وأمريكا ومصر وقطر، في محاولة إلى إيجاد اتفاقي يقبله الطرفان.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ان المرحلة الحالية من المحادثات قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن التصعيد الحالي في القطاع لن يؤدي إلى أي تقدم فيما يتعلق بإعادة المحتجزين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن القمة التي عقدت في باريس انتهت وهناك تقدم في المحادثات بشأن مفاوضات تبادل الأسرى، ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن القمة تناولت خطة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مراحل.
وأضاف المصدر أن الأطراف ناقشوا وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريبا، مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي، بحيث تعطى الأولوية للأطفال والنساء والمرضى، على أن تطلق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماع باريس بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين حول وقف لإطلاق النار في غزة كان "بنّاء"، متداركا أنه "لا يزال ثمة خلافات" بين الأطراف.
وأضاف أنه من المخطط أن يواصل الأطراف بحث الخلافات خلال الأسبوع في اجتماعات ثنائية إضافية.
حماس تدرس المقترح
من جانبه، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس، وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليًا إلى خارج القطاع.
وأوضح هنية أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية، شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم.
وأشار إلى أن قيادة الحركة تلقت الدعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق للفلسطينيين مصالحه الوطنية في المدى المنظور.
نتنياهو وعرقلة المفاوضات
ورغم هذه الجهود الدولية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو، يحاول عرقلة المفاوضات ورفض أي مقترحات لضمان استمرار الحرب واستمراره في منصبه.
واعتبر مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وصف نتنياهو لدور الوساطة القطرية بـ"الإشكالي" يجر سلوكه في زمن الحرب إلى مستوى منخفض جديد، منتقدا بشدة ما سماها محاولة نتنياهو تحميل قطر مسؤولية ما يجب أن يتحمله هو.
وأضاف المقال أنه "من الواضح أن نتنياهو أراد من خلال تسريباته تعطيل صفقة محتملة"، كاشفًا أن "نتنياهو ذهب هذه المرة بعيدا بأكاذيبه وهو بهذا يخلق أعداء لشن حرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط".
واستنكرت قطر هذه التصريحات المنسوبة لنتنياهو موضحة: "إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توسع عملياتها البرية.. مقترح مصري لوقف إطلاق النار خلال عيد الفطر
شنت طائرات الجيش الإسرائيلي، سلسلة غارات استهدفت مواقع مدنية وسكنية في عدة بقطاع غزة، تزامنا مع عمليات هدم واسعة النطاق طالت المباني.
ففي رفح، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المناطق الشرقية للمدينة جنوبي القطاع، وتم الإبلاغ عن تقدم دبابتين إسرائيليتين إلى وسط مدينة رفح، وسط قصف مدفعي عنيف وقذائف استهدفت محيط مسجد “عباد الرحمن” وشارع الفالوجا في حي الجنينة شرق المدينة، مما أسفر عن إصابات وأضرار مادية كبيرة.
وفي خان يونس، أفادت وسائل ‘علام فلسطينية “بمقتل مواطنان وإصابة آخرين جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين جنوب المدينة، وتم نقل الضحايا إلى مجمع ناصر الطبي”.
أما في بيت لاهيا والنفق، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات هدم واسعة النطاق في قرية أم النصر شرقي بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بنسف عدد من المباني السكنية.
واستهدفت القوات الإسرائيلية محيط منطقة “نتساريم” غربي بلدة المغراقة وسط القطاع، حيث شُن قصف مدفعي مكثف على المنطقة.
وتسبب استئناف القصف الإسرائيلي وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، “بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50.277 قتيلا، و114.095 مصابا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر “2023.
وأشار البيان إلى أن “️حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 921 شهيدا، و2.054 إصابة”.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، عن “أن قواته وسعت نطاق عملياتها البرية لتشمل حيا آخر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على موقع “إكس” للتواصل الاجتماعي مساء السبت إن قواته تقوم بتدمير “البنية التحتية لحماس” بهدف إنشاء منطقة أمنية أوسع نطاقا”، ووفقا للمنشور، “واصلت إسرائيل أيضا غاراتها الجوية على أهداف تابعة لحماس والجهاد الإسلامي في جميع أنحاء غزة وتم القضاء على عشرات العناصر خلال الهجمات”.
واستأنفت إسرائيل في وقت سابق عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهية بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.
القناة “12” الإسرائيلية: اقتراح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة
ذكرت القناة “12” الإسرائيلية أن “مصر قدمت مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار لمدة 50 يوما في قطاع غزة.”
ونقلت القناة عن مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية قولها “إن الاقتراح يشمل إطلاق سراح خمسة رهائن إسرائيليين محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.”
كما يتضمن المقترح المصري “تفعيل آلية عاجلة لإدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والمعدات الطبية والاحتياجات الأساسية الأخرى، لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك”.
وذكرت القناة “12”، مساء الخميس، “أن قطر والولايات المتحدة تعملان على مقترح ينص على أن تفرج “حماس” عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، مقابل أن تصدر دعوة علنية وواضحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبدء في مفاوضات مباشرة لوقف النار”.
بدورها، أكدت مصادر قيادية في “حماس”، الموافقة على عرض الوسطاء لوقف النار. وقال رئيس حركة “حماس” في غزة، خليل الحية، في كلمة له بمناسبة عيد الفطر، “إن “حماس” حريصة على شعبها، وتعاملت بمسؤولية مع جميع العروض بهدف تحقيق أهدافها بوقف الحرب، ونأمل ألا يعطل الاحتلال الإسرائيلي هذا المقترح أو يجهض جهود الوسطاء”.
وأضاف رئيس حركة حماس في غزة “سلاح المقاومة خط أحمر، وأن الحركة “تعمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني واستثمار نتائج المواجهة الأخيرة، وذلك من خلال وقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل المشترك لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، مع ضمان حق اللاجئين في العودة”.
وأشار إلى أن “حماس أجرت تحركات سياسية لتحقيق هذه الأهداف، حيث زارت وفود منها روسيا والصين مرتين، كما أبرمت اتفاقا مع القوى والفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة توافق وطني من شخصيات مستقلة وخبراء”.
وأشار إلى أن “المشاورات حول تشكيل اللجنة وصلت إلى مراحل متقدمة، حيث قدمت الحركة والفصائل الفلسطينية مجموعة من الأسماء لشخصيات مستقلة ومهنية للأشقاء في مصر”، معربا عن أمله في أن يتم الإسراع في تشكيلها بعد حصولها على دعم عربي وإسلامي.
واتهم الحية “الاحتلال الإسرائيلي بالمماطلة والتهرب من تنفيذ الاتفاق”، وقال: “الاحتلال يواصل التسويف لإنقاذ حكومة نتنياهو”، مؤكدا أن الأخير راوغ طوال العام الماضي وأجهض جميع محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق.
أهالي الأسرى الإسرائيليين: أبناؤنا يتعرضون الآن للقصف في جحيم غزة بأوامر من نتنياهو ولأغراض سياسية
صعدت هيئة أهالي الأسرى الإسرائيليين ضد حكومة بنيامين نتنياهو، مشددة على “ضرورة الإفراج عن جميع الإسرى دفعة واحدة، وعدم الاكتفاء بتحرير بعضهم فقط”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، بيانا صادرا عن هيئة أهالي الأسرى يتساءل: “لماذا يتم الإفراج عن البعض فقط بينما من الممكن إعادتهم جميعا؟ لكن لا يمكننا تجاهل أن المخطط المقترح غير كاف ولا يشكل حلا شاملا لعودة جميع المختطفين”.
ووفق الصحيفة، أشارت الهيئة إلى أن “استمرار مماطلة إسرائيل قد يؤدي إلى تحديد مصير عشرات المختطفين، سواء بأحكام الإعدام أو الاختفاء”، داعية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر ، وأعضاء الحكومة إلى “التوصل إلى اتفاق نهائي يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الـ 59 دفعة واحدة ودون تأخير”.
وتابعت الصحيفة، “تجمع أهالي الأسرى في تل أبيب أمام بوابة بيجين في قاعدة كيريا، مطالبين الحكومة بالتحرك فورا لضمان الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين”.
في ظل هذه التطورات، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “نتنياهو أجرى سلسلة مشاورات عقب تلقيه اقتراحا من الوسطاء، وقدمت إسرائيل مقترحها المضاد بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”.