قطر: المحادثات قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار

مقترح بوقف إطلاق النار لمدة شهرين وإطلاق سراح 100 أسير إسرائيلي

حماس: ندرس مقترح مفاوضات باريس ونتباحث مع القاهرة للوصول إلى اتفاق

نتنياهو "يجر شكل" قطر.. والدوحة: لا يعطي أولوية لأرواح الأسرى الإسرائيليين

الرؤية- غرفة الأخبار

منذ بدء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم يتم التوصل إلى هدنة إنسانية بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة، إلا مرة واحدة وبوساطة مصرية قطرية أمريكية، وذلك في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، إذ توقف القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية لفصائل المقاومة لمدة أسبوع جرى خلالها تنفيذ عمليات لتبادل الأسرى، إذ تم إطلاق سراح 105 من الأسرى الإسرائيليين مقابل 240 أسيرا فلسطينيا.

وعقب انتهاء الهدنة، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما عنيفا على كافة مناطق القطاع، وارتكب العديد من المذابح بحق الفلسطينيين، وفي المقابل واصلت فصائل المقاومة استهداف قوات الاحتلال وآلياته العسكرية وقصف المدن المحتلة بالصواريخ.

وفشلت إسرائيل منذ بدء الحرب في الوصول إلى أماكن الأسرى فضلاً عن تحريرهم، في ظل ضغط من قبل الإسرائيليين والتظاهر المتواصل في شوارع تل أبيب للمطالبة بعقد صفقات جديدة لاستعادة الأسرى، لتقرر إسرائيل العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى.

وبسبب المذابح التي ارتكبت عقب انتهاء الهدنة الوحيدة في نوفمبر الماضي، تصر الفصائل الفلسطينية على أنه لا اتفاق حول تبادل الأسرى إلا بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو الأمر الذي ترفضه حكومة نتنياهو، إلا أن الضغط الدولي وضغط الشارع الإسرائيلي قد يغير المعادلة.

اتفاق مرتقب

وتؤكد مصادر دبلوماسية مطلعة على جهود الوساطة المصرية القطرية أن الأيام المقبلة قد تشهد الوصول إلى اتفاق حول هدنة إنسانية طويلة يعقبها وقف لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى من قبل الطرفين.

وفي باريس، عقدت اجتماعات بمشاركة إسرائيل وأمريكا ومصر وقطر، في محاولة إلى إيجاد اتفاقي يقبله الطرفان.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ان المرحلة الحالية من المحادثات قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن التصعيد الحالي في القطاع لن يؤدي إلى أي تقدم فيما يتعلق بإعادة المحتجزين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن القمة التي عقدت في باريس انتهت وهناك تقدم في المحادثات بشأن مفاوضات تبادل الأسرى، ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن القمة تناولت خطة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مراحل.

وأضاف المصدر أن الأطراف ناقشوا وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريبا، مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي، بحيث تعطى الأولوية للأطفال والنساء والمرضى، على أن تطلق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماع باريس بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين حول وقف لإطلاق النار في غزة كان "بنّاء"، متداركا أنه "لا يزال ثمة خلافات" بين الأطراف.

وأضاف أنه من المخطط أن يواصل الأطراف بحث الخلافات خلال الأسبوع في اجتماعات ثنائية إضافية.

حماس تدرس المقترح

من جانبه، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس، وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليًا إلى خارج القطاع.

وأوضح هنية أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية، شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم.

وأشار إلى أن قيادة الحركة تلقت الدعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق للفلسطينيين مصالحه الوطنية في المدى المنظور.

نتنياهو وعرقلة المفاوضات

ورغم هذه الجهود الدولية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو، يحاول عرقلة المفاوضات ورفض أي مقترحات لضمان استمرار الحرب واستمراره في منصبه.

واعتبر مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وصف نتنياهو لدور الوساطة القطرية بـ"الإشكالي" يجر سلوكه في زمن الحرب إلى مستوى منخفض جديد، منتقدا بشدة ما سماها محاولة نتنياهو تحميل قطر مسؤولية ما يجب أن يتحمله هو.

وأضاف المقال أنه "من الواضح أن نتنياهو أراد من خلال تسريباته تعطيل صفقة محتملة"، كاشفًا أن "نتنياهو ذهب هذه المرة بعيدا بأكاذيبه وهو بهذا يخلق أعداء لشن حرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط".

واستنكرت قطر هذه التصريحات المنسوبة لنتنياهو موضحة: "إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تغلي.. نتنياهو في عين العاصفة

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع نفسه في عين العاصفة منذ أن قرر الحرب على قطاع غزة قبل 9 أشهر، خصوصا أن العملية العسكرية لم تحقق أهدافها بعد.

ويواجه نتنياهو عدة عقدة، منها عودة الرهائن التي لم تحرز تقدما رغم المفاوضات والوسطاء، مرورا بالضغوط لإنهاء القتال، وصولا إلى الجبهات المشتعلة والمظاهرات في الداخل، فضلا عن اتهامات الخيانة التي تلاحقه.
من جهته، شن الوزير المستقيل من مجلس الحرب بيني غانتس هجوما حادا على نتنياهو، وأكد أنه لا يمكن له مواصلة إدارة الحرب على هذا النحو، معتبرا أنه حان الوقت لتحديد موعد انتخابات مبكرة.

وقال في تصريحات له، اليوم (الإثنين): إن هذه الحكومة لا تستحق إدارة الحرب وعليها الاستقالة، وأضاف أن من اتخذ قرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سليمة، برفقة 54 أسيرا من غزة بسبب الاكتظاظ في السجون، يجب أن يقال فورا.

وفي ظل تفاقم الخلافات السياسية، كان زعيم المعارضة يائير لبيد، كشف وجود محادثات مع أطراف مختلفة بينها حزب الليكود لإسقاط حكومة نتنياهو، مشددا على أن المعارضة «ستسقط حكومة نتنياهو من أجل إنقاذ الدولة».

وفي محاولة لدعم نتنياهو، قرر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مساندة رئيس حكومته، قائلا: إن هناك شيئا فظيعا يحدث. وحثّ هرتسوغ، إثر حفل في القدس، الإسرائيليين على التخفيف من حدة التصريحات التحريضية والاتهامات بالخيانة بين المعارضين السياسيين، وفقًا لـ«القناة 13» الإسرائيلية.

وحذّر من أن الإساءة اللفظية يمكن أن تؤدي إلى العنف الجسدي إذا تركت من دون رادع، في إشارة منه إلى حالة الغليان في الداخل الإسرائيلي من الحكومة وملف الأسرى.

ورأى أنه عندما تحرض الجماعات وتتهم بعضها البعض بمحاولة تقويض وتدمير إسرائيل، فمن الواضح أن شيئا فظيعا يحدث، يبدأ بالعنف اللفظي، ولن ينتهي عند هذا الحد.

وكان نتنياهو زعم في كلمة ألقاها خلال احتفال بأسبوع الكتاب، أنه شعر في الأسابيع الأخيرة، بالرعب مرارا وتكرارا من كلمات من النوع الأكثر فظاعة، والمشبعة بالكراهية وبالعنف.

وانتشر مساء الأحد مقطع فيديو يظهر آيالا ميتزجر، زوجة ابن يوروم ميتزجر، الأسير الذي قُتل في ضربات إسرائيلية على غزة، وهي تقول أمام حشد من الناس إنه إذا لم يعد الأسرى المتبقون «فسننتظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحبل المشنقة».

مقالات مشابهة

  • واشنطن: مصر وقطر تضغطان على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب
  • إسرائيل تغلي.. نتنياهو في عين العاصفة
  • الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار بغزة
  • مصدر رفيع: مصر سبق وأبلغت جميع الأطراف بضرورة وجود اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة
  • تلقته في 24 يونيو.. حماس توضح موقفها من آخر اقتراح لوقف إطلاق النار
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تهاجم نتنياهو: يطيل أمد الحرب للبقاء في منصبه
  • إسماعيل هنية ووزير المخابرات المصرية يبحثان مسار المفاوضات الجارية للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: «نتنياهو» يطيل أمد الحرب من أجل البقاء في منصبه
  • السيسي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • واشنطن تقترح صياغة جديدة لبنود باتفاق وقف إطلاق النار في غزة