قال مسؤولون حاليون وسابقون في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن المنظمة الأممية لا تجري فحوصات شاملة لخلفيات موظفيها، لكنها تقدم، سنويا، قائمة بأسماء الآلاف منهم في قطاع غزة، إلى السلطات الإسرائيلية.

وقالت مديرة التواصل في الوكالة، جولييت توما، إن الأونروا "ليست مجهزة لإجراء فحوصات واسعة النطاق لخلفية المتقدمين للعمل معها"، غير أنها أكدت أنها تتحقق من "المراجع" الخاصة بالمتقدين للعمل معها، كما تحقق في المخاوف التي أثيرت بشأن الأفراد العاملين لديها"، وفقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".

وأضافت: "نحن منظمة إنسانية، ولسنا حكومة"، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تعترض على القائمة الأخيرة لموظفيها في غزة، حيث توظف الوكالة حوالي 13 ألف شخص.

ومن جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليور حياة، أن الأونروا تشارك قوائم العاملين مع المسؤولين الإسرائيليين، لكنه قال إنها تتضمن "الحد الأدنى" من المعلومات، على حد تعبيره.

واعتبر حياة أن مسؤولية فحص خلفيات الموظفين "تقع على عاتق الأونروا وليس إسرائيل"، حسبما أوردت الصحيفة الأمريكية.

اقرأ أيضاً

تمويل الأونروا.. أمريكا تقود "منع الماعون" وسط انقسام أوروبي

ومن جانبه، صرح ماتياس شمالي، مدير عمليات الأونروا في غزة بين عامي 2017 و2021، بأن "الموظفين يوقعون على تعهد بالبقاء على الحياد، ويشاركون في ورش عمل متكررة تشجع على الامتناع عن الانخراط في النشاط السياسي أو أعمال العنف".

وأضاف: "أعتقد أننا بذلنا قصارى جهدنا في ظروف سياسية متوترة للغاية وبموارد محدودة"، مشيرا إلى أن الفريق المخصص لفرض الحياد في غزة انخفض إلى النصف خلال فترة ولايته، بسبب تخفيضات التمويل التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وبدورها، أوضحت المتحدثة باسم الأونروا، تمارا الرفاعي، أنه بعد أن أعاد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التمويل للوكالة، تمت إعادة بعض هذه المناصب.

واتهمت إسرائيل، الجمعة، 12 من موظفي الوكالة بالمشاركة في الهجوم الذي شنه مسلحو حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أشعل شرارة الحرب في غزة، وإزاء ذلك قررت مجموعة من الدول المانحة، تعليق تمويلها للمنظمة الإغاثية بشكل مؤقت، ما أثار مخاوف من تقليص الوصول إلى المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع المحاصر.

وأعلنت أكبر منظمة إغاثة في غزة، الجمعة، أنها ستفصل الموظفين المتهمين بالمشاركة في الهجمات. والأحد، قال الأمين العام للأمم المتحدة، إن 9 منهم تم فصلهم، واثنين قد ماتا، وأكدت أن أعلى هيئة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، بدأت التحقيق في المزاعم الإسرائيلية.

من جهتها، أكدت السلطة الفلسطينية، السبت، أن الأونروا بحاجة إلى "الدعم" وليس إلى "وقف الدعم والمساعدات".

واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إسرائيل بشن "هجوم سياسي مبيت" على الوكالة الدولية التي لطالما انتقدتها إسرائيل، ودعا إلى استئناف إرسال أموال المساعدات.

ويشكل تعليق تمويل الوكالة خطورة كبيرة على أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون على الأونروا للحصول على المساعدات يوميا.

وتعاني الوكالة بالفعل من ضغوط شديدة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، ولذا أعلنت، الإثنين، أنها لن تكون قادرة على مواصلة عملياتها في غزة، وفي جميع أنحاء المنطقة بعد نهاية فبراير، إذا لم يُستأنف التمويل، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".

اقرأ أيضاً

مقررة أممية: تعليق تمويل "الأونروا" عصيان علني لقرارات العدل الدولية

يأتي ذلك فيما شددت 21 منظمة إغاثة دولية على أن تعليق عدة دول تمويلها للأونروا "قرار متهور يهدد حياة الفلسطينيين وخاصة سكان غزة الذين يواجهون المجاعة"، وذلك في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي.

وأعربت المنظمات، في رسالة مشتركة، وقعتها الإثنين، عن "القلق والغضب العميقين من أن بعض أكبر المانحين اتحدوا لتعليق تمويل الأونروا، الجهة الرئيسية التي تقدم المساعدات لملايين الفلسطينيين في غزة والمنطقة، وسط كارثة إنسانية تتفاقم بسرعة في غزة"، وفقا لما أوردته وكالة "الأناضول".

وأكدت الرسالة أن تعليق التمويل "سيؤثر على المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من مليوني مدني في غزة يعتمدون على مساعدات الأونروا".

وذكّرت المنظمات بأن "السكان في غزة يواجهون المجاعة وتفشي الأمراض في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العشوائي والحرمان المتعمد من المساعدات في غزة".

ومن بين المنظمات الموقعة على الرسالة: "أنقذوا الأطفال" و"أوكسفام" و"كاريتاس الدولية" و"أطباء العالم" بفروعها في فرنسا وإسبانيا وسويسرا وكندا وألمانيا.

ومنذ الجمعة، علقت 12 دولة تمويل الأونروا "مؤقتا"، إثر مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأن موظفين في الوكالة الأممية "ضالعون" في هجوم حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية بغلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وهذه الدول هي: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا واليابان والنمسا.

فيما أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنرويج أنها "لن تقطع المساعدات"، لكنها رحبت بإجراء تحقيق في تلك المزاعم.

كما أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الفلسطينيين في غزة عبر المنظمات الشريكة، وأبرزها "الأونروا".

اقرأ أيضاً

بعد قطع دول مانحة لتمويلها.. الاتحاد الأوروبي يعلن مواصلة دعم الأونروا

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأونروا غزة حماس إسرائيل أوكسفام تعلیق تمویل فی غزة

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تتراجع عن تعليق المساعدات الفدرالية بسبب انتكاسات قضائية

قالت وكالة أسوشيتد برس إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجعت -فيما يبدو- عن تجميدها مئات مليارات الدولارات من المساعدات الفدرالية في مواجهة انتكاسات قضائية ومعارضة واسعة لهذه الخطوة.

وأضافت الوكالة أن مكتب الميزانية في البيت الأبيض أبلغ أمس الأربعاء الوكالات الفدرالية بإلغاء مذكرة صدرت الاثنين الماضي وتقضي بوقف سداد المنح والقروض، مشيرة إلى أن هذا التراجع المفاجئ يأني رغم أن المسؤولين في الإدارة الحالية أعلنوا أنهم ما زالوا يخططون لخفض الأموال المخصصة للأنشطة التي يعارضها ترامب.

وتابعت أن الخطوة التي اتخذها البيت الأبيض تأتي بعد نحو 48 ساعة من صدور مذكرة بتعليق المساعدات التي يذهب جزء منها للخارج.

كذلك قالت الوكالة إن الأمر الجديد الصادر عن البيت الأبيض جاء قبيل جلسة استماع في المحكمة الفدرالية بشأن دعوى قضائية رفعها مدعون عامون ديمقراطيون في محاولة لوقف تجميد المساعدات.

ونقلت عن مسؤول في البيت الأبيض أن التراجع كان محاولة لاحتواء التحديات القانونية، مشيرة إلى أن قاضيا فدراليا آخر في واشنطن كان قد قرر حظر تعليق التمويلات المقدمة للوكالات الفدرالية.

وبعد ساعات من تولّيه منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، أمر ترامب بتعليق برامج المساعدات الخارجية في المجال التنموي إلى حين تقييم مدى كفاءة هذه المساعدات واتساقها مع سياسته الخارجية.

إعلان

وبررت الإدارة الجديدة قرار التعليق بتوفير الوقت لمراجعة ووقف الأموال المخصصة للبرامج التي سعى ترامب إلى إلغائها منذ عودته إلى منصبه، مثل الجهود الرامية إلى تعزيز التنوع والطاقة الخضراء وكثير من المساعدات الخارجية.

ووصفت أسوشيتد برس القرار الأخير بأنه أحدث خطوة مذهلة من جانب ترامب، مشيرة إلى أنه أوقف جانبا كبيرا من المساعدات الخارجية وعفا عن مؤيديه الذين هاجموا شرطة الكونغرس مطلع عام 2021.

وفي حين أحدث قرار تعليق المساعدات الفدرالية اضطرابا في قطاعات بينها الصحة والإسكان، دافع مشرعون جمهوريون عن القرار رغم أن ذلك من شأنه أن يقوّض سيطرة الكونغرس على الميزانية الفدرالية البالغة 6.75 تريليونات دولار.

مقالات مشابهة

  • وسط أزمة إنسانية عميقة.. «الأونروا» تخلى مقراتها فى القدس.. بعد سريان قرار إسرائيل بوقف التعامل مع الوكالة
  • تعرف على حجم المساعدات التي وصلت لغزة بعد وقف إطلاق النار
  • حكومة البارزاني:حكومة السوداني وافقت على تمويل الرواتب
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • قلق أوروبي من حظر إسرائيل لـ«الأونروا»
  • بيان أوروبي ثلاثي: الأونروا لا يمكن استبدالها
  • الأونروا: استلمنا ثلثي المساعدات من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ اتفاق غزة
  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • صدمة بين مسؤولين أمريكيين من تعليق ترامب للمساعدات الخارجية
  • إدارة ترامب تتراجع عن تعليق المساعدات الفدرالية بسبب انتكاسات قضائية